الصفات السيئة للمرأة كثيرة وهي تنقسم إلى قسمين :
الأولى : وهي الصفـات الخَلْقِيَّة والتي لا يمكن للمرأة أن تتدخل في تبديلها بشكل كامـل بـل نادراً ماتتمكن أن تبدل بعض هذه الصفات بعمليات تجميلية أو غيرها .
والثانية : وهي الصفات الخُلُقيَّة وهي الصفات السيئة التي ترجع إلى مساوئ الأخلاق وتتمكن المرأة من أن تبدلها إلى محاسن الأخلاق ، والصفات السيئة بكلا قسميها قـد تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية أو تنعكس بنواحي سلبية على الحياة الزوجيـة والمجتمع ، فبعض الصفات قد تجعل المرأة شريرة وتحول حياتها وحياة زوجها إلى تعاسة ، وإليك جملة من تلك الصفات السيئة وهي:
المتولدة من الزنا :
تقدم في الصفات الحسنـة للمرأة أن تكون كريمة الأصل وأن يكون منبتها منبتاً حسناً ، والبنت المتولدة من الزنا لا تكون كريمة الأصل بل يكون منبتها منبتاً خبيثاً وهذا الخبث لابد له مـن الأثر السيء في أولادها ونتاجها قال تعالى :والذي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إلاَّ نِكداً( 1 )
ولاجـل ذلك قد وردت روايات عديدة في الحث على ترك التزويج منها :
1 – صحيحـة محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه السلامقال: ( سألته عن الخبيثة أتزوجها ؟ قال : لا )( 2 )
الخبيثة : أي من ولدت من الزنا ، والخبث : الزنا .
2 - وفي صحيحته الأخرى قال : سألت أبا جعفر عليه السلام : ( عن الخبيثة يتزوجها الرجـل ؟ قـال : لا ؛ وقال إن كان له أمة وطئها ولايتخذها أّمّ ولد )( 3 ).
3 – وصحيحة زرارة بن أعْيَن ، عن أبي جعفر عليه السلامقال : سمعته يقول : ( لا خير في ولد الزّنا ولا في بشره ولا في شعره ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شيء منه ، عجزت عنه السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير )( 4 ).
4 – الروايـة المتقدمة عن الرسول صلى الله عليه وآله : ( أيها الناس إياكم وخَضْرَاء الدِّمَن ، قيل : يا رسول الله ومـا خَضْرَاء الدِّمَن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء )( 5 ).
وكذلك الروايـات التي دلت على النهي عـن استرضاع لبن المرأة المتولدة من الزنا مثل :
5 – صحيحـة محمد بن مسلم عـن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : ( لبن اليهودية والنصرانية والمجوسيـة أحب إليّ من ولد الزنا )( 6).
6 – وما جاء في صحيحة الحلبي قـال : قلت لإبي عبدالله عليه السلام : ( امرأة وَلَدَت من الزنـا أتخذهـا ظئراً ؟ قال : لا تسترضعها ولا ابنتها )( 7 ).
الظئر : المرضعة غير ولدها .
7 – وما في صحيحة علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن ( الإمام الكاظم ) عليه السلام قال : سألته : ( عن امرأة وَلَدَت من الزنا هل يصلح أن يسترضع بلبنها ؟ قال : لا يصلح ولا لبن ابنتها التي وُلِدَت من الزنا )( 8 ).
هـذه الروايـات وغيرها والتي هي محمولة على كراهة الزواج من المتولدة من الزنا جمعاً بينها وبين روايات أخرى على خلافها .
الزانية وإن لم تكن متولدة من الزنا :
قال تعالى :الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ( 9 ) .
وقـد اختلف الفقهاء في جواز الزواج من الزانية وعدم الجواز إلاّ مع التوبة ، والنتيجة أن الخلاف راجـع إلى اشتراط التوبة وعدمها ، وقد دلت روايـات عديـدة على النهي عن الزواج من الزانية لمالها من انعكاس على الحياة الزوجية وعلى إنجاب الأولاد :
1 - ففي صحيحة الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: ( لا تتزوج المرأة المستعلنة بـالزنا ، ولا تزوج الرجـل المستعلن بـالزنا إلاّ أن تعرف منهما التوبة )( 10 ).
وهذا النهي محمول على الكراهة لأجل الروايات الأخرى الدالة على الجواز .
2- وفي صحيحة أبي الصبّاح الكناني قال : سألت أبا عبد اللهعليه السلامعن قول الله عزّ وجلّالزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً؛ فقال: ( كنّ نسوة مشهورات بالزنا ، ورجال مشهورون بالزنا قد عرفوا بذلك ، والناس اليوم بتلك المنزلة فمن أقيم عليه حدّ الزنا أو شهر به لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة )( 11 ).
3 - قد روي عن عليعليه السلام : ( وتوقوا على أولادكم مـن لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي )( 12 ) .
4 - وفي خبر السكوني ، عـن أبي عبد الله عليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان : البطن والفرج )( 13 ).
وعن السكوني أيضاً ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ثلاث أخـافهنّ على أمتي من بعدي ؛ الضلالة بعد المعرفة ، ومضلاّت الفتن ، وشهوة البطن والفرج )( 14 ).
والزنا مـن المرأة عار عليها وعلى ذويها ، وهذا العار باق يتوارثه الأبناء عن الأبـاء ، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( عار النساء باقٍ يلحق الأبناء بعد الأباء )( 15 ).
إنّ أكثر حالات الطلاق وانهيار العلاقة الزوجية سببه عدم عفة المرأة أو تشكيك الـزوج في ذلك واتهامها بعـدم العفـة ، فعلى المرأة حينئذ أن تثبت لزوجها عفتها وتحافظ عليها حتى لا تعرض حيـاتها الزوجيـة للانهيار والدمار .
المصادر :
1- سورة الأعراف آية : 58 .
2- الكافي كتاب النكاح باب نكاح ولد الزنا ج 5 ص 353 .
3- الكافي كتاب العقيقة باب 1 فضل الولد ج 6 ص 3 ح4 .
4- الكافي كتاب النكاح باب الزاني والزانية ج 5 ص 355 ح 5 .
5- الكافي ج5 ص332 .
6- الوسائل كتاب النكاح باب75 من أبواب أحكام الأولاد ح2 .
7- الوسائل كتاب النكاح باب75 من أبواب أحكام الأولاد ح4 .
8- الوسائل كتاب النكاح باب75 من أبواب أحكام الأولاد ح1 .
9- سورة النور آية : 3
10- الفقيه كتاب النكاح باب124 ج 3 ص 251 .
11- الكافي كتاب النكاح باب الزاني والزانية ج5 ص 354 ح 2 ، ورواه الشيخ الصدوق بسنده عن داود بن سرحان عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه السلام في الفقيه كتاب النكاح ج 3 ص 252 باب 124 ح 2.
12- الوسائل كتاب النكاح باب1 من مقدمات النكاح ح6 .
13- الكافي كتاب النكاح باب العفة ج 2 ص 79 ح 5 .
14- الكافي كتاب النكاح باب العفة ج 2 ص 79 ح 6 .
15- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص341 حكمة : 920 .