الزوجان كل واحد منهما ستر ولباس للآخر قال تعالى :(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) ( 1 ) فيجب عـلى الزوج أن يسد حاجة الزوجة من الناحية الجنسية عند الخطر عليها من الإنحراف ، ويستحب له عند ميلانها إلى ذلك ، وفي نفس الوقت يجب على المرأة أن تبذل قدراتها وأساليبها الجذابة لأن تملك قلب زوجها وعينـه وأحـاسيسه وتشبع رغبـاته الجنسية .
وقد وردت مجموعة كبيرة مـن الأحايث في حث المرأة على ذلك وجعلت هذه الصفة في المرأة من الصفات الحسنـة ، والمرأة المتصفة بذلك تكون من خيرة النساء ، بل أصبح صدور هذا العمل من الزوجة لأجـل زوجها من الأمور المقدسة التي تـثاب عليه وإليك قسماً من هذه الروايات :
1 – ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
( خير نسـائكم نسـاء قريش ألطفهنّ بأزواجهنّ ، وأرحمهنّ بأولادهنّ ، المُجون لزوجها ، الحَصَان لغيره ، قلنا وما المجون ؟ قال: التي لا تمنّع )( 2 ).
2 - وفي خبر الفضـل بـن عبـدالملك ، عن أبي عبد اللهعليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه ( خير نسائكم العفيفة الغَلِمَة )(3)
الغُلْمة : هَيَجان شهوة النكاح من المرأة والرجل وغيرهما .
3 - وعن أمير المؤمنين عليه السلامقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
( خير نسائكم العفيفة الغلمة ؛ عفيفة في فرجهـا ، غلمة على زوجها )(4)
إن هذه المجموعة من الروايات وغيرها التي تؤكد على المرأة أن تكون عاشقة لزوجها متبذلة متبرجـة له المتحببة إليه التي تعرض نفسها عليه وغير ذلك من الأوصاف التي تجعل الحوار الجنسي للزوجـة مع زوجها وتفننها في أسـاليب الحب وإبداعها ، كل ذلك له الأهميـة الكبرى في الحياة الزوجية السعيدة بل هو العمود الفقري ؛ فالمرأة الصالحة السعيدة هي المرأة الشبقة مع زوجها التي لا تتمنع عليه إلا لأجـل الدلال وزيـادة رغبته فيها ..
المجون لزوجها .. المتهتكة ونازعـة درع الحيـاء له ..
الغَلِمَة : وهي شدة هيجان الشهوة وتوظفها لزوجها .. هذه النصوص التي تضافرت حول أهمية الزوجة في فاعلية اللقاء الجنسي مـع زوجها ، بـل تصبح لها الدور الأكبر في ذلك وتكون زوجة إيجابية في هذا الجانب وتشاركه متعته ولابد أن تعرف أن هذه المسألة هي المسألة الرئيسية في حيـاتها هـذه هي الزوجة الخيرة المؤمنة ..
الزوجة الصالحة ..الزوجة المثالية الزوجة المحترمة من قبل زوجها والمجتمع .. الزوجة التي قد رضي الله عنها.. الزوجـة العابدة .. الزوجة التي هي عامل من عمّال الله وعامل الله لا يخيب .. الزوجـة السعيـدة . الزوجة التي بنت بيتها وأسعدت زوجها وأسعدت أولادهـا وشملت الكـل بالعطف والحنان والمحبة .
وبعكس ذلك كله إذا كانت الزوجة باردة في اللقاء الجنسي وتعتبره أمراً مشيناً وتكون سلبية فيه وتنفر منـه أو تستثقلـه ولا تشارك زوجها في متعته ولا تلبي رغباته .. إنها الزوجـة التعيسة .. الزوجة المسوفة التي تلعنها الملائكة قبل الناس .. الزوجة التي تخسر الدنيـا والآخرة .. الزوجة التي تهدم بيتها بيدها .
إن مـا أكدته الشريعة الإسلامية في هذا المجال قبـل أكثر من ألف وأربعمائـة سنة . جـاء الآن علماء النفس والمختصون في الشؤون الزوجية يؤكدون عليه وقد ألفوا فيه مئات الكتب.
الشاكرة :
وهي التي تشكر المولى سبحانـه وتعالى قولاً وفعلاً ، وتشكر زوجها على ما يقدمه لها من رزق وعطاء ، وتعتبر الزوج نعمة عليها حيث يستر عليها فتشكر الله على هذه النعمة العظيمة التي فقدتها الكثيرات من العوانس.
الصبورة :
على نوائب الدهر وابتلاء الزمان ، وما تلاقيه من زوجها وتقصيراته ، ومتاعبها في الحياة الزوجية وتربية الأطفال .
القنوعة :
إن أعطيت شكرت وإن مُنعت غفرت والقليل في يديها كثير ، قنوعة بما قسم الله لها من زوج ولا تمد عينيها إلى غيره .. قنوعة بما قسم الله لها من رزق على يدي زوجها وتعتبر ما في يديها خير مما في أيدي الآخرين .
جامعة الشمل :
في الأهل والمال والولد ؛ فالزوجـة الصالحة هي التي تكون سبباً لِلَمّ العائلة وجمعهم . وتحاول أن تتعايش مع والـدي زوجها وأقربـائه وتجعلهم بمنزلة أهلها ، بل وتحبهم لاجل محبة زوجها وكرامة إليـه. لعين ألف عين تكرم.
المحبة لولد زوجها :
وإن كان من غيرها كما في وصية لقمان لابنـه . حيث ذلك يدل على إيمانها وطهارة قلبها ، وتبعد عـن نفسها الغيرة التي تؤدي إلى هلاكها وتعاستها .
الغنيمة : وهي المتحببة لزوجها .
الغرامة : العاشقة لزوجها .
الستيرة : وهو كناية عن عفافها بل وستر حالها من الناحية المادية والإجتماعية .
الموافقة لزوجها :
فعن النبي صلى الله عليه وآله : ( ما استفاد رجل بعد الإيمان بالله ، أفضل من زوجة موافقة )( 5 ).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: ( الزوجة الموافقة إحدى الراحتين )( 6 ).
" لكل رجل أشياء يحبها ، وأخرى يكرهها ولا يستسيغها .. والمرأة الصالحة هي التي تتوافق مع زوجها في عاداته غير السيئة، وتحرص على تحقيق رغباته المشروعة ، ثم تتجنب الأمور التي يكرهها .
ولعل هذه الصفة هي أفعل الصفات في نفس الرجل وعقله من أي صفة أخرى ؛ فالجمال يزول مع الأيام، والمال إن كانت غنية عرضة للزوال في أي لحظة ، وهكذا سائر الصفات .. أما موافقة روح المرأة لروح الرجل ، وتلاقي رغباتها مع رغباته ، وانسجام عاداتها مع عاداتـه ، فهذا هو ما يبقى للمرأة ، وهذا هو ما يبقُي الرجل ! .
يؤكد هذا المعنى سليمان الحكيم ، فيقول :( الجمال كاذب ، والحُسْنُ مُخْلِف ، وإنما تستحق المرأة الموافقة ).
ويرى صعصعة ابن صوحان – أحد كبار الخبراء والمشاهير في معرفة أنسـاب العرب – أن صفة الصفات في المرأة المثاليـة هي موافقتها للرجل وانسجامها معه .
بشوشة الوجه :
إن بشاشـة الوجـه من المرأة وابتسامتها لزوجها هي مفتاح المحبة ، والابتسامة فنٌ يجب على المرأة أن تجيـده لزوجها حتى تفتـح قلبه وتدخل محبتها إلى قلبه ، فعن الإمام أمير المؤمنينعليه السلام أنه قـال : ( والبَشَاشَة حُبَالَةُ المَوَدَّةُ )( 7 ).
فكما أن الحبالة مصيـدة يصطـاد بها الطيور والحيوانات ؛ فكذلك الابتسامة وبشاشة الوجه من الزوجة مصيـدة للزوج تتمكن أن تصطاده بها عندما تربطه برباط المحبة وهي أوثق عرى الحياة الزوجية السعيدة.
خيار خصال النساء :
قد يكون هناك تضاد بين الصفـات الحسنة للنساء والصفات الحسنة للرجال فبعض الصفات السيئة للرجال هي في حد ذاتها صفات حسنة للنساء ، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام:
( خِيَارُ خِصَالِ النساء شرار خصال الرجال : الزَّهْوُ ، والجُبْنُ ، والبُخْلُ ، فـإذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها. وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها . وإذا كانت جبانة فَرِقَتْ من كل شيء يعرض لها )( 8 ).
الزهو :
الفخر والعظمة ؛ فـإذا كانت المرأة تعتد بنفسها وتحترمها فلابد من المحافظة عليها ولا تمكن أجنبياً من نفسها ، وبعكسها المرأة التي لا تحترم نفسها ولا تعتز بعرضها فتكون نفسها عليها رخيصة فلا تحصن نفسها وهكذا كـل فـاجرة ليس لها أي اعتـزاز بشرفها وتصبح دنية ، أما المرأة الشريفة المعتزة بنفسها وشرفهـا تتمنى الموت بدل أن تتهم ويطعن في شرفها كما قال تعالى عن سيدة النساء مريم :
( يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)( 9).
والزهو : من المرأة ليس من باب التكبر على الآخرين من مثيلاتها من النساء ، وإنما من باب الاعتزاز بالنفس كما تقدم أن تكون عزيزة عند أهلها ذليلة مع بعلها .. وأن تكون متبرجة مع زوجها حصان على غيره .
وهذا من قبيل ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام :
( مَنْ كَرُمَتْ عليه نَفْسُهُ هَانَتْ عَلِيه شَهَواتُهُ ) ( 10 ).
فإن المرأة إذا كرمت عليها نفسها وكانت عزيزة عليها ، تهون عليها شهواتها وتسهل عليها فتتمكن من السيطرة عليها ، ولا توقعها في المحرمات.
البخل : وهو من حسنات المرأة فتحافظ على مالها ومال زوجها فلا تسرف في الموضـة والملابس وأثـاث المنزل ، فقد يكون الزوج من الأغنياء ويصبح بعد ذلك فقيراً بسبب تصرفـات الزوجـة كما في كثير من نساء عصرنا الحاضر .
الجُبْنُ : فإذا كانت جبانة خافت من كل شيء وأصبحت منقادة إلى زوجها وفي قيادتـه ، وإذا كـان هو جباباً وهي شجاعة أو هي أشجع منه استولت عليه وقادته إلى ما لا يحمد عقباه .
وقد أخذ هذا المعنى شـاعر الفرس الحسين بـن علي الطغرائي فقال فيهم:
والبخل في الفتيات والاشفاق / والراميات سهامها الأحداق
الجود والإقدام في فتيانهم / والطعن في الأحداق دأب رماتهم
المصادر:
1- سورة البقرة آية : 187 .
2- الكافي كتاب النكاح باب فضل نساء قريش ج 5 ص 326 ح2 .
3- الكافي كتاب النكاح باب خير النساء ج 5 ص 324 ح 3 ، وكنز العمال ح45148 .
4- المستدرك ج 14 ص 159 ح 16373 .
5- مستدرك الوسائل ج 14 ص 162 ح 16385.
6- مستدرك الوسائل حديث رقم 164416 .
7- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 5 .
8- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 231 .
9- سورة مريم آية : 23 .
10- نهج البلاغة باب الحكم رقم : 458 .