
المراد بهذا العصر هو المدة التي تبدأ من خلافة المتوكل سنة ٢٣٢ إلى تسلط الديلم سنة ٢٣٤ﻫ والتي استبد فيها الأتراك بالدولة العباسية، وهم الأجناد . وليس هناک حد فاصل ينتهي إليه الواحد ويبتدئ منه الآخر، بل هما تعاصرا مدة كان الأول في أواخره، والآخر في أوائله.
الأتراك القدماء
الترك أمة قديمة جدًّا مؤلفة من قبائل وبطون وأفخاذ، كانت مواطنهم على جبال الألطاي أو جبال الذهب في أواسط آسيا بين الهند والصين وسيبريا. وهم يذهبون في أصل اجتماعهم مثل مذهب الرومانيين في مؤسس دولتهم «روملس»، فيعتقدون أن برتزينا أول قوادهم رضع من ثديي الذئبة، فلما شب قادهم في الحروب والغزو بخيامهم وأنعامهم؛ لأنهم أهل بادية، فحاربوا الأمم المجاورة لهم وخصوصًا سكان الصين.وخلف برتزينا غير واحد من أبنائه، وكانوا قد شاهدوا مدن الصين وعمراتها فأحب بعضهم أن يبني المدن فمنعه بعض أمرائه، ومن نصائحه في هذا الشأن قوله: «نحن يا مولاي أقل من عشر أهل الصين عددًا وقوتنا إنما هي بإطلاق حريتنا، إذا رأينا في أنفسنا قوة على الحرب هجمنا وإلا رجعنا إلى البادية، وأهل المدن محبوسون داخل الأسوار كأنهم في قفص»، فأعجبه رأي الرجل وعدل عن التحضر. وتلك كانت حال العرب في صدر الإسلام، فإن بداوتهم كانت من أهم أسباب تغلبهم.
وما زال الأتراك أهل بادية وغزو وخيام، يزدادون قوةً وعددًا حتى اجتمع منهم نحو ٤٠٠٠٠٠ رجل حاربوا أهل الصين والفرس والرومان خمسين سنة، وظفروا في معظم حروبهم، وقد عقدوا مع الرومان في أيام جوستنيان صلحًا، وظلت العلائق حسنة بينهم وبين خلفائه، وتبودلت السفارات بين الأمتين غير مرة. وفي أيام خاقان ديزابول أرسل إليه الرومانيون في جبال الذهب وفدًا عقدوا معه محالفة على محاربة الفرس في زمن كسرى أنوشروان فلم يقووا عليه، وكانوا قد انتشروا في بلاد تركستان، وأقام بعضهم في المدن.
الأتراك بعد الإسلام
ولما ظهر الإسلام وانتشر العرب في أنحاء العالم، وطئت حوافر خيولهم بلاد الترك، وهم يعبرون عنها بما وراء النهر، ففتحوا بخارا وسمرقند وفرغانة وأشروسنة وغيرها من تركستان في أيام بني أمية.ولما تولى العباسيون كانت تلك المدن خاضعة للمسلمين يؤدون عنها الجزية والخراج، وكانوا يحملون في جملة الجزية، أولادًا من أهل بادية تركستان يبيعونهم بيع الرقيق، وهم في الغالب من السبي أو الأسرى على جاري العادة في تلك الأعصر. فضلًا عمن كان يقع منهم في أيدي المسلمين في أثناء الحروب بالأسر أو السبي ويعبرون عنهم بالمماليك، ويفرقونهم في بلاط الخلفاء ومنازل الأمراء. فأخذوا يدينون بالإسلام مثل سواهم من الأمم التي خضعت للعرب في ذلك العهد، ومنهم العبيد والموالي كما تقدم.
وكان الأتراك يومئذٍ يمتازون عن سائر الشعوب التي دانت للمسلمين بقوة البدن والشجاعة والمهارة في رمي النشاب والصبر على الأسفار الشاقة فوق ظهور الخيل، والثبات في ساحة الوغى مع قلة العناية بالعلوم ولا سيما الفلسفة والعلم الطبيعي، وقلما اشتغل أحد منهم بدرسها في إبان التمدن الإسلامي.
واشتهر ذلك عنهم حتى أصبحوا إذا سمعوا بتركي يشتغل بالعلم الطبيعي ذكروه مع الاستغراب، كما فعل ابن الأثير لما أشار إلى معرفة قتلمش علم النجوم فقال: «ومن العجب أن قتلمش هذا كان يعلم علم النجوم، وقد أتقنه مع أنه تركي ويعلم غيره من علوم القوم».
ويعرف الأتراك في تاريخ الإسلام بأسماء كثيرة تختلف باختلاف أصولهم، وفروعهم، وقبائلهم كثيرة مثل قبائل العرب.
الجند التركي في الدولة العباسية
أول من استخدم الأتراك في الجندية من الخلفاء المنصور العباسي، ولكنهم كانوا شرذمة صغيرة لا شأن لها في الدولة، وإنما كان الشأن الأكبر يومئذٍ للخراسانيين. ففكر المعتصم أخو المأمون في ذلك قبل أن تفضي الخلافة إليه، وكانت أمه تركية وفيه كثير من طبائع الأتراك التي ذكرناها مع الميل إليهم؛ لأنهم أخواله.فرأى أن يتقوى بالأتراك وهم لا يزالون إلى ذلك العهد أهل بداوة وبطش، مع الجرأة على الحرب والصبر على شظف العيش. فجعل يتخير منهم الأشداء يبتاعهم بالمال من مواليهم في العراق، أو يبعث في طلبهم من تركستان وغيرها. فاجتمع عنده عدة آلاف، وفيهم جمال وصحة، فألبسهم أثواب الديباج والمناطق المذهبة والحلية المذهبة، وميزهم بالزي عن سائر الجنود. وأكثر الأتراك الذين اجتمعوا عنده ينسبون إلى فرغانة وأشروسنة. (1)
فلما أفضت الخلافة إليه كان الأتراك عونًا له، وتكاثروا حتى ضاقت بغداد عنهم، وصاروا يؤذون العوام في الأسواق فينال الضعفاء والصبيان من ذلك أذى كثير، وربما أردوا الواحد بعد الواحد قتيلًا على قارعة الطريق. فاتفق أن المعتصم خرج بموكبه يوم عيد فقام إليه شيخ فقال له: «يا أبا إسحق!» فأراد الجند ضربه فمنعهم، وقال: «يا شيخ ما لك؟» قال: «لا جزاك الله عن الجوار خيرًا جاورتنا وجئت بهؤلاء العلوج من غلمائك الأتراك فأسكنتهم بيننا، فأيتمت بهم صبياننا وأرملت نساءنا وقتلت رجالنا»، والمعتصم يسمع ذلك، فدخل منزله ولم ير راكبًا إلى مثل ذلك اليوم.
فخرج فصلى بالناس العيد، ولم يدخل بغداد بل سار يلتمس معسكرًا لأجناده، حتى أتى سامرًا فاتخذها معسكرًا فأعجبته وسماها سر من رأى، واختط فيها الخطط وأقطع أتراكه القطائع على حسب القبائل ومجاورتهم في بلادهم، وأفرد أهل كل صنعة بسوق وكذلك التجار. فبنى الناس وارتفع البنيان وشيدت القصور وكثرت العمارات واستنبطت المياه، وتسامع الناس إن دار الملك قد انتقلت إلى هناك فقصدوها، وجهزوا إليها من أنواع الأمتعة وسائر ما ينتفع به الناس، فكثر العيش واتسع الرزق. وما زالت سامرا قاعدة الدولة العباسية من سنة ٢٢١ﻫ إلى أيام المعتمد، فعاد إلى بغداد سنة ٢٧٩ﻫ، وهو أول من عاد إليها منذ بنيت سامرا.(2)
وكان المعتصم ينظم المماليك فرقًا عليهم القواد منهم، مثل نظام الجند في ذلك الزمن. ولم يكتف بجمع المماليك الأتراك بالشراء أو المهاداة، ولكنه رغب أمراء الأتراك وأولاد ملوكهم في القدوم إليه والإقامة في ظله. وممن جاء منهم على هذه الصورة جف بن بلتكين من أولاد ملوك فرغانة، وكانوا قد وصفوه له بالشجاعة والتقدم في الحروب، فوجه المعتصم إليه من أحضره، وأحضر غيره من أبناء الأمراء فبالغ المعتصم في إكرامهم، ولما بنى سر من رأى «أو سامرا» أقطعهم فيها القطائع، وظلت قطائع جف تعرف باسمه هناك عدة قرون.(3)
وكان أكثر الأتراك لما جمعهم المعتصم إليه يدينون بالمجوسية أو الوثنية على ما كانوا عليه في بلادهم، وفيهم جماعة قد دخلوا الإسلام. أما غير المسلمين فلما صاروا من جند الخليفة، وتربوا في ظل المسلمين أسلموا، وفيهم من أظهر ذلك تزلفًا للخلفاء كالافشين، وكان مجوسيًّا وأظهر الإسلام طمعًا في الكسب من الغنائم بالحروب.
وكان المعتصم شديد الرغبة في استبقاء أتراكه على فطرتهم، ويخاف تحضرهم واختلاطهم بالأمم الأخرى فتذهب عصبيتهم وتضعف نجدتهم، فابتاع لهم الجواري التركيات فأزوجهم منهن ومنعهم أن يتزوجوا أو يصاهروا أحدًا من المولدين، إلى أن ينشأ لهم الولد فيتزوج بعضهم إلى بعض، وأجرى للجواري أرزاقًا قائمة، وأثبت أسماءهن في الدواوين فلم يكن يقدر أحد منهم أن يطلق امرأته أو يفارقها.(4)
الجند التركي ومصالح الدولة
فاشتد ساعد الأتراك بذلك وقويت شوكتهم وغلبوا على أمور الدولة، وخصوصًا بعد أن أنقذوا المملكة من بابك الخرمي، وفتحوا عمورية ونصروا الإسلام فتحول النفوذ إليهم. وبعد أن كانت أمور الدولة في أيدي القواد الأتراك، أو صار النفوذ فوضى بين الوزراء والقواد، واشتهر من الوزراء في أثناء تلك المدة جماعة من كبار الرجال، كابن وهب وابن الفرات وعلي بن عيسى وابن مقلة وغيرهم. وكانوا يسابقون الأتراك إلى النفوذ وابتزاز الأموال بالمصادرات ونحوها من المظالم كما سيجيء.وكانت الدولة قد تجاوزت طور الشباب وأخذت في التقهقر، وانغمس الخلفاء في الترف والقصف وعجزوا عن القيام بشؤون الحكومة، فأصبحوا لا يبلغون منصب الخلافة إلا بالجند (الأتراك)، وهؤلاء لا يعملون عملًا إلا بالمال، فمن استطاع استخدام الجند ملك، ولا عصبية هناك ولا جنسية ولا جامعة دينية ولا وطنية. فأصبح الأتراك محور تلك الحركة وهم أهل شجاعة وحرب كما تقدم، فأصبح البطش والفتك أكبر عوامل السيادة.
وكانت جنود الدولة العباسية في أوائلها العرب من مضر واليمن، سكان ما بين العراق وأطراف خراسان شرقًا إلى نهر جيحون (الأندوس)، ويدخل في ذلك أهل خوزستان وفارس وكرمان ومكران وسجستان وقوهستان وخراسان وغيرها - وقد قام هؤلاء بنصرة المسلمين انتقامًا من بني أمية أو رغبة في الملك، ومعظمهم من الجنود الأحرار بلا بيع ولا عتق، وإنما سموا الموالي إشارة إلى أنهم ليسوا عربًا على اصطلاح ذلك العصر. واختار الخلفاء جماعة منهم قدموهم في مصالح الدولة، فنبغ منهم الوزراء والأمراء والعلماء، وولاهم الخلفاء الولايات، فاستقلوا بها وأنشأوا الدول المستقلة تحت رعاية الخلافة العباسية كما سيأتي.
فلما تولى المعتصم واقتنى الأتراك بالترغيب أو الشراء، أصبح الجند العباسي أكثره من المماليك الأتراك وأخلد الخلفاء بعده إلى نصرتهم واختصوا بعضهم بالخدمة في بلاطهم، وجعلوا من بطانتهم في جملة الخدم أو الحرس، وتقدم بعضهم في مناصب الدولة حتى قادوا الجند واستبدوا بالأحكام. فانتقلت سياسة الدولة من أيدي الموالي - وأكثرهم من الشيعة - إلى الجند الأتراك وأكثرهم من السنة. وتمكن هذا المذهب منهم منذ جاهر الخلفاء العباسيون باضطهاد الشيعة، وأولهم المتوكل على الله. ورسخ الأتراك في مذهب السنة من ذلك الحين، ولا يزالون عليه إلى اليوم.
أما استبدادهم في بلاط الخلفاء فابتدأ في أيام المتوكل؛ لأنه لما تولى الخلافة سنة ٢٣٢ﻫ، وكان ما كان من كرهه الشيعة واستبداده فيهم، زاد في تقديم الأتراك ورعايتهم فزاد طمعهم في الدولة. ثم أغراهم ابنه المنتصر بعده، ولم تطل مدة حكمه أكثر من بضعة أشهر فمات وضميره يخزه.
وتولى بعده المستعين بالله سنة ٢٤٨ﻫ ثم المعتز بالله سنة ٢٥١ﻫ، وقد استفحل أمر الأتراك استفحالًا عظيمًا - ومما يحكى عن استبدادهم بالخلفاء أنه لما تولى المعتز قعد خواصه وأحضروا المنجمين وقالوا لهم: «انظروا كم يعيش الخليفة وكم يبقى في الخلافة …»، وكان في المجلس بعض الظرفاء فقال: «أنا أعرف من هؤلاء بمقدار عمره وخلافته …»، فقالوا له: «فكم تقول: إنه يعيش وكم يملك؟» قال: «مهما أراد الأتراك …»، فلم يبق في المجلس إلا من ضحك.(5)
وقد قتلوا المعتز هذا شر قتلة، فإنهم جروه برجله إلى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس وخرقوا قميصه، وأقاموه في الشمس بالدار فكان يرفع رجلًا ويضع أخرى لشدة الحر وبعضهم يلطمه بيده.(6)
والمستكفي سملوا عينيه ثم حبسوه حتى مات في الحبس(7)
وبلغ من فقر القاهر بالله أنهم حبسوه وهو ملتف بقطن جبة، وفي رجله قبقاب خشب(8)
فلا غرو إذا أصبح الخلفاء آلة في أيدي الأتراك: إذا تنازعوا على السلطة كان الخليفة مع الحزب الغالب،(9)
وبعد أن كان القواد يحلفون للخليفة بالطاعة صار الخليفة يحلف لهم.(10)
فلما تقدم الأتراك في الدولة العباسية، وعلم إخوانهم في بلادهم بذلك، تقاطروا مئات وألوفًا يطلبون الارتزاق بالجندية، ورغبوا في الإسلام وجعلوا يدخلون فيه بالألوف وعشرات الألوف. فقد أسلم منهم سنة ٣٥٠ﻫ ٢٠٠٠٠٠ خركاه دفعة واحدة، والخركاه الخيمة ولا يقل أهل الخيمة الواحدة عن خمسة أنفس، فعدد الذين أسلموا في هذه الدفعة نحو مليون نفس. وأسلم سنة ٤٣٥ﻫ ١٠٠٠٠ خركاه من أهل بلاساغون وكاشغر دفعة واحدة، وضحوا عشرين ألف رأس غنم.(11)
وكان الجند الأتراك يومئذ أشبه شيء بالفرق التي كانت عند الرومان، ويسمونها Praetorian أو هم كالباشبوزق في الدولة العثمانية يستخدمهم من شاء بالمال. فكل من وصلت يده إلى السلطة اقتنى الغلمان الأتراك إما بالشراء أو بالأجرة. وتألفت منهم الفرق بتوالي الأعوام، وكل منها تنسب إلى صاحبها كالساجية نسبة إلى أبي الساج، والصلاحية إلى صلاح الدين، وقس على ذلك الأسدية والنظامية وأمثالهما. وكثيرًا ما كانت الحروب تشب بين هذه الفرق تنازعًا على النفوذ أو على الأموال.
ولما استولى الديلم على بغداد في أيام بني بويه توالت الحروب بين الترك والديلم وغلمان الخلفاء أو الموالي. وما من دولة قامت في ذلك العصر إلا استخدمت الأتراك في جندها، سواء كانت شيعية أو سنية. فكانوا يحملون إلى بغداد أو غيرها من المدائن الإسلامية تباعًا، وقلما يتوالدون فيها؛ ولذلك كانوا يتفاهمون بالتركية، وقد يتعلمون العربية ولا يتكلمونها تكبرًا.
وكان للأمراء والقواد عناية كبيرة في تدريب جنودهم الأتراك على الحركات العسكرية، فضلًا عن تعليمهم الفرائض الدينية. على أنهم كانوا يعلمونهم هذه الفرائض وهم أحداث - فإذا جاء التاجر بمملوك للبيع عرضه على الأمير أو السلطان، فإذا أعجبه اشتراه وأنزله في الطبقة التي يماثلها من مماليكه، وسلمه إلى الطواشي برسم الكتابة.
فأول ما يبدأ به تعليمه ما يحتاج إليه من القرآن. وكان في دولة المماليك المصرية لكل طائفة من الغلمان فقيه يحضر إليها كل يوم ويعلمها القرآن والخط وآداب الشريعة الإسلامية وملازمة الصلوات. فإذا شب المملوك علمه الفقيه شيئًا من الفقه، فإذا صار إلى سن البلوغ أخذوا في تعليمه فنون الحرب من رمي النشاب، ولعب الرمح ونحو ذلك. وإذا ركب الأتراك لرمي النشاب أو اللعب بالرمح لا يجسر جندي ولا أمير أن يحدثهم أو يدنو منهم. فإذا أتقن فنون الحرب تنقل في أطوار الخدمة رتبة بعد رتبة، حتى يصير من الأمراء، ولا يصل إلى هذه الرتبة إلا وقد تهذبت أخلاقه وكثرت آدابه، وقد ينبغ منهم الفقهاء والأدباء والشعراء والحساب.(12)
على أن أهل البلاد كانوا يهابون الأتراك ويخافون بطشهم، فإذا جاءوا بلدًا خافهم أهله، إذ كثيرًا ما كانوا ينزلون في دور الناسويتعرضون للحرم والغلمان، فأصبح عامة بغداد يكرهونهم كرهًا شديدًا. (13)
المصادر :
1- المسعودي ٢٤٦ ج٢.
2- ابن الأثير ١٨١ ج٧.
3- ابن خلكان ٤١ ج٢.
4- اليعقوبي: تقويم البلدان ٣٣.
5- ٥الفخري ٢٢٠.
6- ابن الأثير ٧٧ ج٧.
7- ابن الأثير ١٧٧ ج٨.
8- ابن الأثير ١٧٣ ج٨.
9- ابن الأثير ٢٦٤ ج٩.
10- ابن الأثير ١٧٦ ج٨.
11- ابن الأثير ٢١٠ ج٨ و٢١٦ ج٩.
12- المقريزي ٢١٣ ج٢.
13- ابن الأثير ٢٦٤ ج٩.