العوامل الأساسية للوحدة

لقد عاش البشر منذ بدء ظهوره على هذه الأرض فرداً وحيداً كما هو شأن سائر الأحياء ، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى حصّل للبشرية تقدّم حضاري فتكونّت الأسرة ، ثمّ تكوّنت القبيلة ، ثمّ الدّولة ، وبالرغم من هذا التقدّم المضطرد
Wednesday, August 23, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
العوامل الأساسية للوحدة
 العوامل الأساسية للوحدة



 

لقد عاش البشر منذ بدء ظهوره على هذه الأرض فرداً وحيداً كما هو شأن سائر الأحياء ، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى حصّل للبشرية تقدّم حضاري فتكونّت الأسرة ، ثمّ تكوّنت القبيلة ، ثمّ الدّولة ، وبالرغم من هذا التقدّم المضطرد ما يزال الإنسان يعيش منذ عهد بعيد وإلى اليوم مرحلة سابقة لمرحلة ( الوحدة المبدئية ) ، وما يزال يعيش حالة الطفولة فيما يرتبط بتلك الوحدة.
وبناءً على ذلك فإنّنا بحاجة إلى أن نرفع مستوى الوعي لدى البشرية لتصل إلى مستوى الوحدة على أساس المبدأ ، فالقرآن الكريم إنّما نزل من أجل خلق هذا المستوى ، والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة من بعده سعوا بكلّ ما في وسعهم من أجل توحيد هذه الأُمّة ، والحيلولة دون تمزّقها وتفرّقها.
ومع ذلك فإنّ الإنسان لم يعِ هذه الضرورة ( ضرورة الوحدة ) ، وكان يهيمن عليه التفكير السلبي المتخلّف ممّا أوحى إليه إذا أراد أن يحيا حياةً حرّةً كريمةً فما عليه إلّا أن يدع الآخرين يعيشون مثلما يعيش هو ، فإذا بالمصالح تتقولب حسب الآراء المختلفة؟!
إنّ الاختلاف في الرأي سيبقى ما دام الاختلاف في المستويات لدى الإنسان قائماً ، فكما أنّ أصابع اليد الواحدة لا يمكن أن تتساوى وتتماثل ، فإنّ البشر أيضاً لا يمكن أن يولدوا بمستوى واحد من العلم والفهم والوعي ، لأنّ التنوّع يمثّل طبيعة بشرية.
وعلى هذا فإنّ كلّ شيء يتغيّر ويختلف عند الإنسان ، وهذا الاختلاف إنّما تمليه عليه غريزة حبّ التنوّع والتي تتغيّر بدورها تبعاً لنموّه ، وحسب الظروف المحيط به ، وطبقاً لمعلوماته وإراداته وأهوائه وعشرات العوامل المؤثّرة فيه.
إنّ المشكلة القائمة اليوم لا تكمن في الاختلاف ذاته ، أو الاختلاف المبدئي والفكري ، وليست كامنة في الاستراتيجية والرؤية ، ولكن في طريقة التعامل مع هذا الاختلاف الأمر الذي أدّى تلقائياً إلى حدوث التفرقة والتفكّك والتناحر.
وعلى سبيل المثال فقد نجد في الأسرة الواحدة اختلافاً ، ولكن طريقة التعامل مع هذا الاختلاف تتباين من أسرة إلى أخرى فمنهم من يفضّه بالطلاق ، ومنهم من يفضّه بالمشاجرات ، ومنهم من يحلّه من خلال التفاوض ... وبصورة عامة فإنّ كلّ أسرة من تلك الأسر تحلّ الاختلاف بطريقتها المفضّلة.
وهكذا كان حال البشرية التي كانت كثيراً ما تتوسّل بالحروب لتحلّ خلافاتها ، وللأسف فإنّ الجاهلية ما زالت متأصّلة بالبشرية حيث تنفق اليوم آلاف الملايين من الدولارات على صناعة الأسلحة ، وحتّى إذا فرضنا أنّ البشرية لا تريد استخدام هذه الأسلحة الفتّاكة إلّا أنّ صناعتها تمتصّ الخيرات والثروات كلّها ، حيث نرى الفقر المدقع منتشراً في جميع أرجاء العالم وخصوصاً في بلدان العالم الثالث؟!

اغتيال الشخصيات :

إنّ البشرية كانت وما زالت بحاجة إلى نموّ فكري لكي تتجاوز مرحلة حلّ الخلافات بالسلاح ، ونحن قد نستطيع أن نحمد الله تعالى على اجتياز هذه المرحلة ، فربّما لا نستخدم السّلاح ضد بعضنا البعض في حلّ الخلافات ، ولكن تجاوز هذه المرحلة ليس كافياً لأنّنا قد ندخل في مرحلة أخطر ألَا وهي مرحلة اغتيال الشخصيات.
فإذا عمل كلّ واحد منّا لوحده ، وبدأ يغتال شخصيات الآخرين من خلال اغتيابهم ، وتوجيه التهم إليهم ؛ فإنّما هو يرتكب ذنوباً كبيرة لا يحقّ له استصغارها كما قال تعالى : (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (١)
فسبّ الآخرين واغتيابهم والتحدّث عنهم بما لا يليق كلّ ذلك وغيره إنّما هو اغتيال لهم أشدّ خطراً من القتل المادي نفسه.
وعندما ينتشر مثل هذا الأسلوب بين أوساط الأُمّة فإنّ الله جلّ وعلا سيعذّبها ، ويسلّط عليهم حاكماً يسومها سوء العذاب وكما تؤكّد ذلك الآية القرآنية التالية : (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) (٢)
أي : أنّ الله سبحانه يجعل الظالمين يحكم بعضهم بعضاً لأنّهم ظلموا أنفسهم بأنفسهم ، واختاروا مثل هذا النّظام ، ولم يكونوا أهلاً للدولة الإسلامية ، وللنّظام الإسلامي العادل ، وكما يؤكّد ذلك الحديث القدسي الشريف : الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه (٣).
وعلى هذا فلكي لا يسلّط الله الظالمين علينا يجب أن نطهّر أنفسنا ، ونزكيّها من الآن ، وأمّا الخلافات فيجب أن تبقى في حدود التسابق إلى الخيرات : (فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ) (٤).

عوامل بقاء الصراع :

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذا المجال هو : لماذا بقيت الصراعات بين المسلمين؟ أو بالأحرى الفئات المؤمنة.
وسنحاول أن نلخّص الجواب على السّؤال السّابق بذكر العوامل التالية :
1ـ غياب الرؤية :
فالإنسان المسلم لم يعِ أنّ المطلوب منه أن يكون في مستوى التحدّيات.
2 ـ قوى الاستكبار :
إنّ القوى السياسية التي كانت موجودة في السابق ، والتي تريد إبقاء وتكريس الخلافات ، والمؤمنة بمبدأ ( فَرّقْ تَسْدْ ) ما تزال موجودة حتّى الآن ؛ وهذا ما يمكن أن يفهمه ، ويلمسه كلّ فرد واع ، فالإنسان الذي لا يملك وعياً ليس له الحقّ في ممارسة أيّ دورٍ في الحياة ، لأنّ مَثَلهُ كمَثَلِ الذي لا يرى والذي يقع دائماً في مختلف المطبّات ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الأُمّة التي تعيش مرحلة الجهل ، وتجهل العلم وأهمّيته وأهمّية العلماء العاملين في سبيل هذه الأُمّة ، فإنّها هي الأُخرى لا حقّ لها في الحياة.
ومما يجب أن نعيه أنّ مؤامرات الأعداء المكشوفة هي دليل دامغ على وجود تلك القوى السياسية المخرّبة ، فالأعداء المستعمرون لا يقولون للشعب صراحة إنّهم يريدون أن يقودوهم ، وإنّما يستخدمون شتّى الأساليب والوسائل للقضاء عليه.
وهكذا فعلى كلّ واحد منّا أن يكون في وعي كامل لكلّ ما يجري علينا ، فالأساليب الخبيثة تتطوّر شيئاً فشيئاً حتّى تتحوّل إلى مؤامرة ، ولذلك يجب أن نكون حذرين فلا نصدّق كلّ ما يُقال ويّلفّق حول هذه الجماعة أو تلك لأنّ كلامهم يلقى هوى في نفوسنا ، أو لأنّنا لا نحبّ تلك الجماعة ، فهذا لا يجوز حتّى بالنسبة إلى عدوّنا إلّا إذا كانت التهمة ثابتة وصحيحة وإلّا فإنّنا سنتورّط في الجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين.
فهناك العشرات من الكتب تسود بين الفينة والأخرى ، وتنشر بين المسلمين ، وتحاول إثارة الفتن ، ولذلك يجدر بنا أن نكون في مستوى التحدّي والتصدّي لها ، وأن نتبع هدى القرآن ، ونعتصم بالله تعالى وبرسوله وبالقيادة الإسلامية التي تنتهج نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتتقي الله حقّ تقاته ، علماً أنّ التقوى لا يمكن أن تجدي نفعاً إلّا إذا استمرّت في نفس الإنسان حتّى الممات ، فالقرآن الكريم يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (5).
فالتقوى يجب أن تشمل جميع مرافق الحياة ، ولذلك يأمرنا القرآن بالاعتصام بحبل الله وهو ( التّقوى ) ومن يجسّد القرآن في الواقع : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (6) ، فالهداية هي رأس كلّ خير ، وقمّة كلّ فضيلة.

ممارسة الإصلاح :

ومن أجل أن نحافظ على الوحدة لابدّ أن يقوم كلّ واحد منّا بدور المصلح ، وليحاول أن يقوم بدوره الّذي كلّفه الله سبحانه به ، كما يؤكّد على ذلك في قوله الكريم : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (7).
فيجب ـ إذن ـ أن نقوم بدور الإصلاح سواء خسرنا أم ربحنا ، فليس من الصحيح أن نعطّل دور الإصلاح فنقول : نحن بانتظار نمو القوّة السياسية الفلانية لنكون معها ، لأنّ الحسابات السياسية عادة منا تكون فاشلة ، فروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لبعض أصحابه : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإنّ موسى بن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لأهله ناراً فرجع إليهم وهو رسول نبيّ فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى في ليلة ... (8).
لنحاول أن لا نكون ممّن يصطادون في الماء العكر ، ويحبّون الصعود مع القوى السياسية الصاعدة فنكون انتهازيين ، ولنسع من أجل أن نكون مصلحين ، ونبحث عن الحقّ أنّي كان.
فأولئك الذين يدخلون في الصّراعات ، ويتحوّلون إلى وقود لها سوف يعذّبون في الدّنيا والآخرة ، حيث يقول الله سبحانه وتعالى عنهم : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (9).

التفرّق في الدّين عقبة الوحدة :

هناك حقيقة لو وعيناها لوعينا من العلم شيئاً كثيراً ، ألَا وهي أنّ المسافة بيننا وبين ما يدعونا إليه القرآن الكريم ما يزال مسافة شاسعة ، وأنّ علينا أن نسعى سعياً حثيثاً وجذرياً ودؤباً لعلّنا نصل إلى ما يدعونا إليه القرآن.
ترى أين نحن ، وأين ذلك المستوى الأسمى الذي يأمرنا القرآن الكريم أن نرقى إليه؟ إنّ هناك مقياساً لا مناص لنا من أن نعود إليه لكي نعرف أنفسنا ، وهل نحن كما نتمنّى وكما ندّعي ، أم أنّ واقعنا يختلف بشكل جذري عمّا نحلم به؟
إنّه القرآن الكريم ، فلنعرض أنفسنا عليه ، ولنسأل أنفسنا : هل نحن في مستوى ما يدعونا إليه القرآن أم لا؟
إنّ القرآن يدعونا إلى أن يكون وعينا بالسّاعة وعياً حاضراً لا يغيب عنّا لحظة واحدة ، ويدعونا إلى أن تكون عقيدتنا بالله تعالى خالصة من كلّ شائبة ، وأن لا نعتقد بأنّ هناك من يؤثّر في حياتنا سوى الله ، وبالتالي فإنّ كلّ شيء يعود إليه. كما ويدعونا القرآن الكريم إلى أن يكون خوفنا ورجاؤنا وأملنا وثقتنا بالله سبحانه وتعالى ، وأن يكون المقياس الذي نرجع إليه هو الدّين ، وبالتالي أن يكون المعيار واحداً ، وأن لا نتفرّق في الدّين لأنّه واحد ، وجميعنا نتبعه ، فلماذا التفرّق إذاً؟
إنّ هذا التفرّق الموجود فيما بيننا لهو دليل على أنّ بيننا وبين الدّين فواصل ؛ أي أنّنا لسنا مع الدّين كلّه ، بل معه ومع أهوائنا في نفس الوقت ، فقد خلطنا الدّين بالأهواء ، ولذلك يقول تعالى في سورة الشورى مذكّراً إيّانا بهذه الحقيقة : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا) (10).
فالذي يريد أن يحقّق هدفاً عظيماً مثل إقامة الدّين وإقامة حكم الله في الأرض لابدّ أن يدفع ثمن هذا الهدف العظيم.
فعندما تدعوك نفسك إلى مخالفة صاحبك تساءل في نفسك : هل من الصحيح أن أضحّي بهدفي العظيم الذي هو إقامة الدّين في الحياة ، وإنقاذ النّاس من الضّلالة ، من أجل أن أشبع غرور نفسي ورياءها ، وأتحدّى صاحبي؟
ونحن نرى في بعض الأحيان أنّ هناك أعمالاً تصل إلى مستوى إسقاط الطاغوت من بعد العلم كما يقول سبحانه : ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) (11)
فالإنسان الذي يريد أن يوحّد نفسه فإنّ بإمكانه ذلك ، ولكنّه لا يريد لأنّه يبحث عن البغي.

طبيعة عدوانية :

والمشكلة الرئيسية التي يعاني منها الإنسان إجمالاً هي الإنسان يريد أن يسرق جهود غيره ؛ فروحه تدعوه دوماً إلى العدوان على الآخرين ، ولذلك نجد أنّ أكثر أسباب التفرّق تبع من هذه الطبيعة البشرية غير المهذّبة ، فإذا رضي كلّ إنسان بما يعمله وينتجه لما حدثت مشكلة في العالم ، ولكن كلّ واحد يريد أن يأخذ من الآخرين زيادة على ما يمتلكه ، فكل إنسان يتصوّر أنّه أعلى وأسمى من الآخرين ، وكلّ واحد يظن أنّ حقوقه أكثر من الآخرين ، وأنه يستحقّ أكثر مما يعطى له ، وهنا يستغلّ الشيطان هذه الثغرة في نفس الإنسان ليُوسوس ، وليُوحي إليه أنّه من المفترض أن يحتلّ المنزلة الفلانية ، وأن حقّه مهضوم ، وأنّ الآخرين لا يقدّرونه حق تقديره ، في حين أنّ هذا التصوّر مغلوط من الأساس ، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يقيم نفسه حسب ما يشاء.
أمّا إذا سادت الحالة المعاكسة في نفس الإنسان ، فإنّه سيستشعر التقصير دائماً في نفسه ، ويتّهم ذاته ، ويشعر أنّه لم يصل إلى المستوى المطلوب من العطاء والتضحية ، وفي هذه الحالة فإنّ مسيرتنا ستكون في حالة تقدّم مستمرّ ، لأنّنا نطالب بأقلّ مما نعطي ، ونستهلك أقلّ مما ننتج ، فالتقدّم سيكون في هذه الحالة أكثر ، فعندما يكون الإنتاج ذا مستوى أعلى ، والعمل في المستوى المطلوب ، فإنّنا سنرى أنفسنا أنّنا في حالة تقدّم ، أمّا إذا اعتدنا أن ننتج يومياً رغيفاً من الخبز في حين نطالب بثلاثة أرغفة ، فإنّ النتيجة ستكون أنّ الواحد منها سيعمد إلى السرقة من الآخرين ، وبالتالي سوف لا نحصل على شيء سوى التخلّف والتمزّق والانهيار ، فلا يحبّنا أحد لا في السّماء ولا في الأرض ، ونخسر الدّنيا والآخرة.

الإيمان جوهرة عظمى :

وبناءً على ذلك فإنّ الجوهرة العظمى هي جوهرة الإيمان ، فلنحرص على أن لا تضيع من أيدينا ، وحتّى إذا حصلنا على ملك الدّنيا ، فما فائدة هذا الملك إذا فقدنا الإيمان.؟
فلنستغلّ الفرص ، ولننبذ جانباً الأفكار الشيطانية ، ولنطهّر أنفسنا ممّا يؤدّي إلى تفرّقنا ، ولنتوحّد تحت راية الدين حينئذ من حقّنا أن ننتظر رحمة الله تبارك وتعالى ، والنصر الإلهي ، فالنصر عندما يأتي من الله فإنّه يأتي نصراً مؤزراً ، لأنّه قائم على أساس ظاهر نزيه ، وقائم على أساس عدم التضحية بديننا وأخلاقنا ومبادئنا ، فهو نصر حقيقي من النّوع الذي يحبّه الله تعالى ويريده لعباده المؤمنين في الدّنيا حيث ستكون العاقبة لهم ، وسينصرهم الخالق نصراً عزيزاً على أعداء الدين والرسالة ليقيموا حكمه في ربوع الأرض.
المصادر :
1- النور : ١٥.
2- الأنعام : ١٢٩.
3- الشفاء الروحي : ٨٦.
4- المائدة : ٤٨.
5- آل عمران : ١٠٢.
6- آل عمران : ١٠٣.
7- آل عمران ١٠٤.
8- بحار الأنوار ١٣ : ٤٢ / الكافي ٥ : ٨٣ الحديث ٢ و ٣ .
9- آل عمران: ١٠٥.
10- الشورى : ١٣.
11- الشورى : ١٤.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.