
لقد احتجب الامام الصادق عليهالسلام ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، لحمايته من فرعون تلک الامة ، الذي جهد في ظلم عترة النبي صلىاللهعليهوآله ، والتنكيل بهم ، وببركة هذا الدعاء ، صرف الله عن الامام ، بغي المنصور وكيده ، ومن الجدير بالذكر ، أن هذا الدعاء ، من أجل أدعية أهل البيت عليهمالسلام ، وقد قال فيه الشيخ إبن الفضل بن محمد : إن هذا الدعاء ، من أسنى التحف ، وأجل الهبات ، فمن وفقه الله عزوجل لقراءته ، صبيحة كل يوم ، حفظه الله ، من جميع البلايا ، وأعاذه من شر مردة الجن ، والانس ، والشياطين ، والسلطان الجائر ، ومن شر الامراض والآفات ، والعاهات كلها ، وهو مجرب بشرط أن يخلص لله عزوجل (١).
وهو :
بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَّحِيمِ. آلم ، اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الحَيُّ القَيُّومُ ، آلم ، ذلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ، هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ ، الذِينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ ، وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ ، وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، اللهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُومُ ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ، وَلا نَوْمٌ ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وما في الأرْضِ ، مَنْ ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ، إلَّا بِإذْنِهِ ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ، إلَّا بِمَا شَاءَ ، وَسِعَ كُرْسِيهُ السَّموَاتِ والأرْضَ ، وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا ، وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ. لا إكْرَاهَ في الدِّين ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَاغُوتِ ، وَيُؤمِنْ باللهِ ، فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَةِ الوُثْقى ، لا انفِصَامَ لَهَا ، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ ، شَهِدَ اللهُ ، أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، وَالمَلائِكَةُ ، وَأوُلو العِلمِ ، قَائِماً بالقِسْطِ. لا إلهَ إلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الدِّينَ عِنْدِ اللهَ الإسْلامُ ، قُلْ : اللّهُمَّ ، مَالِكَ المُلْكَ تُؤْتي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ تَشَاءْ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الخَيْرُ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ في النّهَارِ ، وَتُولِجُ النهَّاَرِ في اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ ، مِنَ الحَيِّ ، وَتَزْرُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا ، بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتَّمُ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِنَ رَؤُوُفٌ رَحِيمٌ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهُ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ ، الحَمْدُ للهِ الذي نَجَّانَا مِنَ القَوْمَ الظَالِمينَ ، الحَمْدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ ، إنَّ رَبَّنَا لِغَفُورٌ شَكُورٌ ، الذي أَدْخَلَنَا دَارَ المُقَامَةِ ، مِنْ فَضْلِهِ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيها لُغوُبٌ ، الحَمْدُ للهِ الذي هَدَانَا لِهَذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لولا أَنْ هَدَانا اللهُ ، أَلحَمدُ للهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ ، فَقُطِعَ دَابِرُ ُالقَوْمَ الذِينَ ظَلَمُوا ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ ، فَللهِ الحَمْدُ ، رَبِّ السَّمواتِ وَالأرْضِ ، رَبِّ العَالَمِينَ ، وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ في السَّموَاتِ والَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ ، فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ ، وَحِينَ تُصْبِحوُنَ ، وَلَهُ الحَمْدُ في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظهِرونَ ، يُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، وَيُحْييِ الَأرْضَ ، بَعْدَ مَوْتِها ، وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ، الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، في سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ. يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ ، يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ، وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ ، وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرهِ أَلَا لَهُ الخَلَقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ ، أُدْعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ، وَخِيفَةً ، إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ، وَلا تُفْسِدُوا في الأرضِ بَعْدَ إصْلَاحِهِا ، وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ، إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَريبٌٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ، الذي خَلَقَني ، فَهُوَ يَهْدِين ، وَالَّذي هُوَ يَطْعِمُني ، وَيَسْقينِ ، وَإذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ، وَالذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيينِ ، وَالذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ ، رَبِّ هَبْ لي حُكْماً وَأَلْحِقْنيِ بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرَين ، وَاجْعَلْني مِنْ وَرَثَةِ جَنَّة ِالنَّعِيمِ ، وَاغْفِرْ لَأبي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَلا تُخْزِني يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلحَمْدُ للهِ الذي خَلَقَ السَّموَاتِ وَالَأرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ ، وَالنُّوُرَ ، ثُمَّ الذين كَفَروا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلونَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالصَّافَّاتِ صَفّاً ، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً ، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً ، إنَّ إلهَكُمْ لَوَاحِدٌ ، رَبُّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَرَبُّ المَشَارِقِ ، إنَّا زَيَّنا السَّمَاءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ ، وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ، لا يَسَّمَّعُونَ إلى المَلأِ الَأعْلَى ، وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُل جَانِبٍ دُحُوراً ، وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ، إلَّا مَنْ خَطِفَ الخَطْفةَ ، فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ، يا مَعْشَرَ الجِنَّ وَالإِنْسِ ، إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقطْارِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، فَأنْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكذِّبانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُماَ شُوَاظٌ مِن نَارٍ ، وَنُحَاسٌ ، فَلا تَنْتَصِرَانِ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ. ألحَمْدُ للهِ ، فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ، أُولي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَى وَثُلاثَ ، وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ في الخَلْقِ ، مَا يَشَاءُ ، إنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ ، مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ، وَمَا يَمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، إنَّ الفَضلِ بِيَدِ اللهِ ، يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ وَاسِعٌ عَليمٌ ، يَخْتَصُّ بِِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللهُ ذو الفَضلِ العَظِيمِ ، وَنُنَزَّلُ مِنَ القُرْآنِ ، ما هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ ، وَإذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتوُراً ، وَجَعْلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوا على أَدْبَارِهِمْ نُقُوراً. أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ ، وَأَضَلَّهُ اللهُ على عِلْمٍ ، وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ ، أَفَلا تَذَكَّرونَ ، أُولئكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِمْ ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً ، فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبصِروُنَ ، وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيْهُ أُنِيبُ ، وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ، وَلا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. إنَّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا ، وَالذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَقَالَ المَلِكُ : إْئتونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي. فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ : إنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكينٌ أَمِينٌ ، وَخَشَعِت اَلأصَوَاتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إلَّا هَمْساً ، فَيَسَكْفِيكَهُمُ اللهُ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَليمٌ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ ، على اللهِ رَبِّي ، وَرَبِّكُمْ ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ ربِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإلهُكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، فَأعْبُدُوهُ ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْيٍ وَكِيلٌ ، قُلْ هُوَ رَبِّي ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيِهِ مَآبِ ، يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا ، نِعْمَةَ اللهِ عَليكُم هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ ، يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والَأرْضِ لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَأَنَّى تُؤْفَكُون؟ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمينَ. هْوَ الحَيُّ لا إلهَ إلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.
الحَمْدُ للهِ رَبُّ العَالَمِينَ ، رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصَرْنا على القَوْمَ الكَافِرينَ ، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرآن على جَبَلٍ ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خِشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الَأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّروُنَ ، هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشهَادَةِ ، هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤْمِنُ ، المُهَيْمِنُ ، العَزِيزُ الجَبَّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، سُبْحَاَن اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ ، الخَالِقُ ، البَاِرىءُ ، المُصَوِّرُ ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى ، يُسَبَِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدٌ ، لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفواً أَحَدٌ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ ، ومِنْ شَرِّ النَّفَاثَاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَ بي شَرّاً ، وَبِأهْلي شَرّاً ، وَبَأساً ، وَضُرّاً ، فَاقْمَعْ رَأْسَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سُوءَهُ ، وَمَكْرُوهَهُ ، وَاعْقُدْ لِسَانَهُ ، وَاحْبِسْ كَيْدَهُ ، وَارْدُدْ عَنَّي إرَادَتَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الكُفْرِ ، أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ ، على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ. وَصَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، كَمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِروُنَ ، وَاغْفِرْ لَنَا ، وَلآبَائِنَا ، وَلُأمَّهَاتِنا ، وَذُريَّاتِنَاا ، وَجَميعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الَأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالَأموَاتِ ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْرَاتِ ، إنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَمُنْزِلُ البَرَكَاتِ ، وَدَافِعُ السيِّئَاتِ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَودِعُكَ ، دِيني وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلي ، وَأَوْلَادِي ، وَعِيَالي ، وَأَمَانَتِي ، وَجَمِيعَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإنَّهُ لا يَضِيعُ صَنَايِعُكَ ، وَلا تَضِيعُ وَدَايِعُكَ ، وَلا يُجيرُني مِنْكَ أَحَدٌ ، اللّهُمَّ ، رَبَّنا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .. » (2).
دعاؤه عند الشدائد :
كان الامام الصادق عليهالسلام ، إذا المت به شدة ، أو محنة فزع إلى الله ، وتضرع إليه ، وكشف عن ذراعيه ، وانتحب باكيا ، ودعا بهذا الدعاء الجليل :« اللّهُمِّ ، لَوْلا أَنْ أُلْقِيَ بِيَدِي ، وَأَعِينَ عَلى نَفْسِي وَأُخَالِفَ كِتَابَكَ ، وَقَدْ قُلْتَ :
« أُدْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ فَإنِّي قَرِيبٌ ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ » لَمَا انْشَرَحَ قَلْبِي وَلِسَاني لِدُعَائِكَ ، وَالطَلَبِ مِنْكَ ، وَقَدْ عَلِمتُ مِنْ نَفْسي ، فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَا عَرَفْتُ ، الّلهُمَّ ، مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنّي ، وَقَدْ سَاوَرَتُ مَعْصِيَتَكَ ، التي زَجَرْتَني عَنْهَا بِنَهيِكَ إيَّايَ ، وَكَاثَرْتُ العَظِيمَ مِنْها التي أَوْجَبَتِ النَّارَ لِمَنْ عَمَلَهَا مِنْ خَلْقِكَ ، وَكُلَّ ذلِكَ على نَفْسي جَنَيْتُ ، وَإيَّاهَا أَوْبَقْتُ ، إلهِي فَتَدَارَكْنِي بِرَحْمَتِكَ ، التي بِهَا تَجْمَعُ الخَيْراتِ لَأوْلِيَائِكَ ، وَبِهَا تَصْرِفُ السَّيِئَاتِ عَنْ أحِبَّائِكَ.
اللّهُمَّ ، أنَّي أَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ ، فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتي وَأقِلْني عِثْرَتي ، اللّهُمَّ ، لَوْْلا رَجَائِي لِعَفْوِكَ لَصَمُتُّ عَنِ الدُّعَاءِ ، وَلكِنَّكَ على كُلِّ حَالٍ ، يا إلهي غَايَةُ الطَّالِبِينَ ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَاسْتِعَاذَةٍ العَائِذِينَ ، اللّهُمَّ فَأَنا أَسْتَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ ، وَسُوءِ سُخْطِكَ ، وَعِقَابِكَ وَنَقْمَتِكَ ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ ، وَأَسْأَلُكَ الغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري ، ِبالعَافِيَةِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني ، وَأَسْأَلُكَ الفَوْزَ وَالرَّحْمَةَ إذَا تَوَفَيْتَني ، فَإنَّكَ بِذلكَ لَطِيفٌ ، وَعَلَيْهِ قَادِرٌ. اللّهُمَّ ، إنِّي أشْكو إلَيْكَ كُلَّ حَاجَةٍ ، لا يُجِيرُني مِنْهَا إلاَّ أَنْتَ ، يا مَنْ هُوَ عُدَّتي في كُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ ، يا مَنْ هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِنْدِي ، يا قَدِيمَ العَفْوِ عَنِّي ، إنَّني لا أرْجُو غَيْرَكَ ، وَلا أَدْعو سِوَاكَ ، إذَا لَمْ تُجِبْني ، اللّهُمَّ فلا تَحْرِمْني لِقِلَّةِ شُكْرِي ، ولا تُؤْيِسْني لِكَثْرَةِ ذُنُوبَي ، فَإنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ.
إلهي : أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ ، بِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَخَيرُ المَوْلى أَنْتَ ، فَيَا مَخْشِيَّ الإنْتِقَامِ ، وَيَا مَرْهُوبَ البَطْشِ ، يا مَعْرُوفاً بِالمَعْروفِ ، إنّي لَيْسَ أَخَافُ مِنكَ إلَّا عَدْلَكَ ، وَلا أرْجُو الفَضْلَ وَالعَفْوَ ، إلَّا مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَلا عَبْدَ لَكَ أحَقُ بِاسْتِيِجَابِ جَمِيعِ العُقُوبَةِ مِنَّي ، وَلكِنَّي وَسِعَني عَفْوُكَ ، وَحِلَمُكَ ، وَأَخَّرْتَنِي إلى اليَوْمِ ، فَلَيْتَ شِعْري ، يا إلهي لأزْدَادَ إثْماً ، أَمْ لِيَتِمَّ رَجَائِي مِنْكَ ، وَيَتَحَقَّقَ حُسْنُ ظَني بِكَ ، فَأَمَّا بِعَمَلي ، فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ ، يا إلهِي أَنَّني مُسْتَحِقٌ ، لِجَميعِ عُقُوبَتِكَ ، بَذُنُوبي ، غَيْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَأَنتَ بِي أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي ، وَعَنْدِي أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيَا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ ، لا تُشَوِّهْ خَلْقِي بِالنَّارِ ، وَلا تَقْطَعْ عَصَبِي بِالنَّارِ ، يا اللهُ ، وَلا تَفْلِقْ قُحْفَ رَأسِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ ، ولا تُفَرِّقْ بَيْنَ أوْصَالي بِالنَّارِ ، يا كَرِيمُ ، وَلا تُهَشِّمْ عِظَامِي بِالنَّارِ ، يا غَفُورُ ، لا تُصْلِ شَيْئاً مِنْ جَسَدِي بِالنَّارِ ، يا رَحْمنُ عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ ثُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ ، فإنَّهُ لا يَقْدِرُ على ذلِكَ غَيرُكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مُحِيطاً بِمَلَكوُتِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ ، ومُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا ، أَوَّلِهِمَا وَأخِرِهِمَا ، أَصْلِحْ لي دُنْيَايَ وَآخِرَتي ، وَأَصْلِحْ لي نَفْسِي ، وَمَا لي ، وَمَا خَوَّلْتَني ، يا اللهُ خَلِّصْني مِنَ الخَطَايَا ، يا أللهُ مُنَّ عَلَيَّ بِتَرْكِ الخَطَايَا ، يا رَحِيمُ ، تَحَنَّنْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، يا عَفُوّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ ، يا حَنَّانُ ، جُدْ عَلَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ ، يا مَنَّانُُ ، أمْنُنْ عَلَيَّ بِالعِتْقِ مِنَ النَّارِ ، ياذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أوْجِبْ لي الجَنَّةَ ، التي حَشْوُهَا رَحْمَتُكَ ، وَسُكَّانُهَا مَلائِكَتُكَ ، يا ذا الجَلالِ ، وَالإِكْرَامِ ، أَكْرِمْني ، وَلا تَجْعَلْ لَأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، عَلَيَّ سَبيلاً أَبَدَاً ، ما أَبْقَيْتَني ، فإنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحَانَكَ ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، رَبَّ العَرْشِ العَظيِم ، لَكَ الأسْمَاء الحُسْنى ، وَأَنْتَ عَليِمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (3).
أَرَأَيْتُمْ ، تَضَرُّعَ الإمَامِ عليهالسلام ، وَتَذَلُّلَهُ أَمَامَ الخَالِقِ العَظِيمِ؟!
أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ يَذُوبُ الإمَامُ عليهالسلام خَوْفاً وَرَهْبَةً مِنَ اللهِ؟!
أَرَأَيْتُمْ ، كَيْفَ اعْتَصَمَ الإمَامُ باللهِ ، فَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَأَلْجَأَ جَمِيعَ شُؤُونِهِ وَأُمُورِهِ إلَيْهِ؟
حَقّاً ، هَذَا هُوَ جَوْهَرُ الإيمَانِ ، الذي انطَبَعَ في قُلُوبِ إَئِمةِ أَهْلِ البَيْتِ عليهمالسلام ، فَكَأَنوا مَعْدَنِهُ وَحَقِيقَتَهُ.
دعاؤه في الوقاية من طوارق الزمن
وكان الامام الصادق عليهالسلام ، يحتجب بهذا الدعاء ، من طوارق الزمن وشرور الاعداء ، وهذا نصه بعد البسملة :« وَإذا قَرأْتَ القُرْآنَ ، جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً ، وَجَعَلْنا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَفي آذَانِهِمْ وَقْراً ، وَإذَا ذَكَرْتَ رَبِّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوا على أَدْبَارِهِمْ نُفوُراً.
اللّهُمَّ ، إني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي بِهِ تُحْيِيِ وَتُميتُ ، وَتَزْرُقُ وَتُعْطيِ ، يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ ، اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنْ جَمِيَعِ خَلْقِكَ ، فَأَعْمِ عَنَّا عَيْنَهُ ، وَأَصْمِمْ عَنَّا سَمْعَهُ ، وَأَشْغِلْ عَنَّا قَلبَهُ ، وَاغْلُلْ عَنَّا يَدَهُ ، وَأَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ ، وَخُذْهُ مِنْ بَينَ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ تَحْتِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ ... »
وعلق الامام الصادق عليهالسلام على هذا الدعاء فقال إنه دعاء الحجاب من جميع الاعداء (4).
المصادر :
1- منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ).
2- منهج الدعوات ( ص ٢٥٠ ـ ٢٦٠ ).
3- منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ).
4- منهج الدعوات ( ص ٢٦٥ )