
نذكر في هذا المجال قصيدتين من نظم العلامة السيد ابن شهاب يرثي في اولهما مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ويرثي في الثانية مولانا ابا عبدالله الحسين الشهيد بن علي عليهما السلام وانما خصصتهما بالنقل لما فيهما من التصريح بالحق والانحاء على المداهنين المتملقين.
القصيدة الاولى في رثاء الامام علي عليه السلام
قفا وانثرا دمعا على التراب احمرا / وشقا لعظم الخطب اقبية الكرىولا تجعلا غير السواد ولبسه / شعارا لتذكار المصاب الذي جرى
ولا تألوا جهدا عن النوح والطما / صدورا بها الايمان اثرى واثمرا
وما النوح مجد في الخطوب وانما / يخفف من نيرانها ما تسعرا
وما كل خطب يخلق الدهر حزنه / وينسخه كر الجديدين مذعرى
الم تريا ما في قلوب اولي التقي / لفقد وصي المصطفى سيد الورى
إذا مضت العشرون من رمضانه / تصدع فيها كل قلب تذكرا
مصاب الايمان اضحى مكبلا / وامسي به الاسلام منهدم الذرى
بضربة اشقى الآخرين ابن ملجم / دم الرأس فوق العارضين تحدرا
دم لو مزجت البحر منه بقطرة / لاصبح مسكا ذلك البحر اذفرا
فياضربة اهوت بضاربها ومن / يواليه في الكفر الصريح إلى الثرى
ويا ضربة عنها الامين ابن عمه / يصادق وحي الله نبا وخبرا
فجاء لها ليث الكتائب موقنا / بها لم يشب ايقانه دونها امترا
ولم تثنه عنها نوائح اوز / ليمضي امرا في الكتاب مقدرا
هو الحين لكن حكمة الله اشقت / المرادي وخصت بالشهادة حيدرا
والا فما قدر الخبيث اللعين ان / يساور بازا أو يصاول قسورا
بسبق القضا نالت يد الكلب هامة / تهاب شبا اسيافها اسد الشرى
نآه على صنو النبي وصهره / وثانيه ايام التحنث في حرا
واعلم اهل الارض بعد ابن عمه / واعظمهم جودا ومجدا ومفخرا
واولهم من حوض الايمان مشربا / وارفعهم في محفل الزهد منبرا
واضربهم للهام في حومة الوغى / إذا أز قدر الحرب كر وكبرا
إذا قارع الابطال ظلت نفوسهم / تردد بين الاسر والقتل مهدرا
الايا امير المؤمنين وسيد المنيبين ان / جن الدجى وتعكرا
عليك سلام الله يامن بهديه / تبلجت الانوار والحق اسفرا
وتبا لقوم خالفوك وزخرفوا / لاشياعهم زورا من القول منكرا
وتبا لمن والاهم وارتضاهم / ائمته في الدين يا بئسما اشترى
لئن ظفروا من هذه الدار بالذي / ارادوا فان المرء يحصد ماذرا
وبعدك جاءت ذات ودقين يا ابا / تراب وجاءت بعد ام حبوكرى
دماء بنيك الغر طلت وبدلت / حفيظة قرباهم عقوقا مكفرا
لقد عم كرب الدين في كربلاء إذ / بتربتها امسى الحسين معفرا
على حين قرب العهد بالوحي اصبحت / مواثيق طه فيه محلولة العرى
ومن دونه العباس خر مجندلا / فيا لاخ والى فأودى فأعذرا
ولابدع ان نالوا الشهادة بل لهم / بيحيى وعيسى اسوة في الذي جرى
لتذكار ذاك اليوم فليبك كل ذي / فؤاد به خط السعادة سطرا
فكم ماجد من آل بيت محمد / تحكم فيهم نابذو الدين بالعرا
ومن ليس الاقينة أو حظية / قصاراه أو عودا وخمرا وميسرا
ضغائن في سود الكلاب امية / اكنت بها من بدر ذا الغدر مضمرا
مواليد سوء حاربوا الله عنوة / وفي الارض عاثوا مفسدين تجبرا
على ظالمي اهل الرسول وهم هم / شآبيب لعن كلما بارق شرى
وصب عليهم ربهم سوط نقمة وجرعهم طين الخبال وثيرا
الا يا ذوي المختار انا عصابة / نمت اليكم بالولادة والقرا
نوالي مواليكم ونقلي عدوكم / ونجتث عرق النصب ممن به اجترى
ويا ليتنا في يوم صفين والذي / يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا
ونشرب بالكأس الذي تشربونه / فأما واما ناو نموت فنعذرا
بني المصطفى طبتم وطاب ثناءكم / رثاء ومدحا بالبديع محبرا
فلا زلت مهما عشت ابكي عليكم / وانظم درا من ثناكم وجوهرا
ودونكم عذراء نظم بكم زهت / يحق لها والله ان تتبخترا
القصيدة الثانية
في رثاء الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلامبرآة بر في براء المحرم / عن اللهو والسلوان من كل مسلم
فهل خامر الايمان قلب امرئ يرى / لتلك الليالي لاهيا ضاحك الفم
ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتى / به افق الجرباء صبغة عندم
ليال بها ايدي اللئام تلاعبت / بها م بدور للمعالي وانجم
ليال بها في الارض قامت وفي السما / مآتم اعلى الناس قدرا واعظم
ليال بها نتني الخنازير أو لغوا / مدى غيهم والبغي في طاهر الدم
ليال بها ذبح ابن بنت محمد / وعترته رمز الكمال المترجم
فأي جنان بين جنبي موحد / بنار الاسى والحزن لم يتضرم
واي فؤاد دينه حب احمد / وقرباه لم يغضب ولم يتألم
على دينه فليبك من لم يكن بكى / الرزء الحسين السيد الفارس الكمي
همام رأى رايات ملة جده / منكسة والشرع غير محكم
وسنة خير المرسلين تجذمت / عراها ودين الله بالجحد قد رمي
فأغضبه من ذاك ماسر اسرة / هواهم قنى القينات أو شرب حنتم
ويمم سكان العراق لينزعوا / شجاه وهم والله شر ميمم
توجه ذو الوجه الاغر مؤديا / لواجبه لم يلوه لحي لوم
يؤازره سبعون من اهل بيته / وشيعته من كل طلق مقسم
فهاجت وجماهير الضلال واقبلت / بجيش لحرب ابن البتول عرموم
تألب جمع من فراش جهنم / غواة يرون الشر اكبر مغنم
يقرون بالقرآن لكن لعله / لسخرية اقرارهم أو تهكم
لتعزيز طاع جاءت ابنة بحدل / به نابذ الدين الحنيفي مجرم
وخذلان هاد اشرقت في جبينه / اشعة انوار الحبيب المعظم
وحين استوى في كربلاء مخيما / بتربتها اكرم به من مخيم
احاطت به تلك الاخابث مثل ما / يحيط سار من حديد بمعصم
وصدوه عن ماء الفرات ليطردوا / عن الحوض حتى يقذفوا في جهنم
وساموه اعطاء الدنية عندما / رأوا منه سمت الخادر المتوسم
وهيهات ان يرضى ابن حيدرة الرضا / بخطة خسف أو بحال مذمم
ابت نفسه الشماء الا كريهة / يموت بها موت العزيز المكرم
هو الموت مر المجتنى غير انه / الذ واحلى من حياة التهضم
فاذكى شواظ الحرب بالعسل الظما / وشب لظاها من شبا كل مخدم
وقارع حتى لم يدع سيف باسل / بمعترك الهيجاء غير مثلم
وصبحهم بالشوس من صيد قومه / نسور الفيافي من فرادى وتوام
على ضمر تأتم في حومة الوغي / بيحمومه اوذي النجاح المحوم
يبيعون في الجلى نفائس انفس / لنصر الهدى لانيل جاه ودرهم
ولما اراد الله ايقاف روحه / بمنظره الاعلى وقوف المسلم
اتاح له نيل الشهادة راقيا / معارج مجد صعبة المتسنم
قديتك بدرا برجه سرج سابح / هوى فانطوى سر العباء المطلسم
خضيب دماء كالعروس يزف في / قباء بصبغ الارجوان مرسم
معفرة بالترب اعضاء جسمه ال / كريم وهذا سر حل التيمم
وما ضره ان اوطئوا حر صدره / سنابك ورد ذي نعال وادهم
ولكنها شنعاء توجب لعنهم / وتحسر عن وجه النفاق الملثم
هي الفتنة الصماء لم يلف بعدها /منار من الايمان غير مهدم
بنير دين الله سبط رسوله / وعترته خوص المنية ترتمي
كليث الشرى العباس والشبل قاسم / وعميه والفتاك عون ومسلم
عرفنا بهم معنى إذا الشمس كورت / ورمز انكدار في النجوم مكتم
بها اهتز عرش الله وارتجت السما / بأملاكها من هو لها المتجشم
بها اسودت الدنيا أي وتهتكت / بها حرمة البيت العتيق وزمزم
اولاك الكرام المبتغوا فضل ربهم / ورضوانه تحت العجاج المقتم
سقى الله بالطف الشريف قبورهم / بوبل من الجود الالهي مثجم
وزادهم المولى على وكرامة / بأفضل تسليم عليهم وادوم
وبعدا لقوم لم يقوموا لنصرهم / على قدرة منهم بعزم مصمم
رأوا شيعة الرجس ابن سعد وشمر / تجاولهم وابن الدعي الجهنمي
ولم تتحرك للحفيظة منهم / حفائظ تطغي منهم كل مرقم
ايزوى ابن طه عن منصة جده / ويرضى لها ترب الخلاعة عبشمي
كان الهدى من بيت صخر تفجرت / ينابيعه والوحي من ثم ينتمي
فيا اسرة العصيان والزيغ من بني / امية من يستخصم الله يخصم
هدمتم ذرى اركان بيت نبيكم / لتشييد بيت بالمظالم مظلم
تداركتم في البغي ولدا ووالدم / وزخرفتم افك الحديث المرجم
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم / وتصديقه ممن عن الحق قد عمي
فاصل الشقا انتم ومن يحذ حذوكم / له يسدى جلباب العذاب ويلحم
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم / لتخفى ومهما يتكم الله يعلم
ولابدع ان حاربتم الله انها / لشنشنة من بعض اخلاق اخزم
ونازعتم الجبار في جبروته / ولكنه من راغم الله يرغم
ولم تحسبوا من طيشكم ان عنكم / عيون قصاص الغيب ليست بنوم
ستجزون في الاخرى نكالا مؤبدا / على ما اقترفتم من عقوق وماثم
غدرتم بسادات البرية غدرة / اليهود بيحيى والمسيح بن مريم
وانا وان كنا من الضيم والاسى / وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم
فلسنا الاولى ننحو بندب سراننا / نياح الغواني خفن سوء التأيم
ولكننا غيظا نعض اكفنا / لما فاتنا من ثارنا المتقدم
وما من بواء في بني اللؤم تشتفي / به النفس من بلبالها والتذمم
ولكن اغضاء الجفون على القذى / وتمهيد عذر المعتدى شر ميسم
ومن شوم سوء الحظ كان بروزنا / من الغيب بعد المشرب المتوخم
ويا ليت انا والاماني عذبة / شهدنا وطيس الحرب بالطف إذ حمي
لخضنا عباب الهول تشتد تحتنا / خماص الطوى من كل طام مطهم
وقائدنا يوم الذمار ابن فاطم / كأشبال غاب امها خير ضيغم
لندرك احدى الحسنيين بنصره / منال الاماني أو منية مقدم
اجل قدرة المولى تبارك انفذت / ارادته طبق القضاء المحتم
لتبيض يوم الحشر بالبشر اوجه / وتسود اخرى لارتكاب المحرم
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى / ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
دهتهم ولما تمض خمسون حجة / خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
فكم كابد الكرار بعدك من قلى / وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم
وصبت على ريحانتيك مصائب / شهيد المواضي والشهيد المسمم
ضغائن ممن اعلن الدين مكرها / ولولا العوالي لم يوحد ويسلم
اضاعوا مواثيق الوصية فيهم /ولم يرقبوا الا ولا شكر منعم
فسق غير مأمور إلى النار حزبهم / إذا قيل يوم الفصل ما شئت فأحكم
حبيبي رسول الله انا عصابة / بمنصبك السامي نعز ونحتمي
لنا منك اعلى نسبة بأتباعنا / لهديك في اقوى طريق واقوم
ونسبة ميلاد فم الطعن دونها / على الرغم مغتص بصاب وعلقم
نعظم من عظمت ملا صدورنا / ونرفض رفض النعل من لم تعظم
لدى الحق خشن لا نداجي طوائفا / لديهم دليل الوحي غى مسلم
سراعا إلى التأويل وفق مرادهم / لرفع ظهور الحق بالمتوهم
هل الدين بالقرآن والسنة التي / بها جئت ام احكامه بالتحكم
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا / لدي الملك الديان يوم التندم
وازكى صلاة الله ماذر بازغ / وما افتر ثغر البارق المتبسم
على روحك المعنى الذي الفيض منه في / مجرد هذا الكون والمتجسم
وعترتك المستودعي سر علمك / المصون عن الاغيار عرب واعجم
واصحابك المروين في نصرة الهدى / صدى كل مشحوذ الغرارولهذم
صلاة كما احببت مشفوعة الادا / بنشر سلام بالعبير مختم
المصدر: راسخون 2017