![السابقون السابقون السابقون السابقون](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%88%D9%86.jpg)
انكر الكثير ايضا اسبقية اسلام الامام علي عليه السلام على اسلام كل الصحابة الا خديجة وجزموا بأسبقية اسلام ابي بكر مع ان الادلة الحديثية والمنقول عن كثير من اعلام الصحابة اقؤى بكثير جدا مما دل على تقدم اسلام ابي بكر رضي الله عنه ولو لم يكن منها الا حديث سلمان اولكم وردا على الحوض اولكم اسلاما علي بن ابي طالب وحديث علي نفسه صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا لا يصلي معه غيري الا خديجة وحديث بن عباس رضي الله عنهما هو ـ يعني عليا ـ اول عربي وعجمي صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وحديث عفيف الكندي وقول العباس له فيه لم يتبعه فيما ادعى الا امراته وابن عمه هذا الغلام (قال الحافظ بن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وقد ـ يعنى عفيف الكندي ـ على رسول الله صلى الله عليه وآله قال وقال العسكري ولما اسلم قال لو كان رزقني الله السبق إلى الاسلام فأكون ثانيا مع علي وكذا ذكره ابن سعد ثم قال وكان سيدا في الجاهلية والاسلام وكان عابدا )
وما صح عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال اسلم قبل ابي بكر اكثر من خمسة ولكنه كان خيرنا اسلاما وقوله عليه الصلاة والسلام لفاطمة زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة وانه اول اصحابي اسلاما واكثرهم علما واعظمهم حلما لكفى في ترجيح القول باسبقية اسلامه عليه السلام مع ان الذين صرحوا من الصحابة والتابعين باسبقية اسلامه عليه السلام كثير منهم سلمان وابوذر والمقداد بافضليته كما مر عن ابن عبد البر وابن عباس وابو الاسود ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عياش بن ربيعة وعامة اهل البيت وخباب وجابر وابو سعيد الخدري وزيد بن ارقم وهؤلاء القائلون ومن لا يحصى عدا.
واليك ادلتهم على اسبقية اسلام ابي بكر رضي الله عنه وذلك ما اخرج الترمذي وابن حبان في صحيحه عن ابي بكر انه قال الست احق الناس بها الست اول من اسلم وما اخرجه الطبراني في الكبير عن الشعبي قال سألت ابن عباس اي الناس كان اول اسلاما قال : ابو بكر الم نسمع قول حسان.
واول الناس منهم صدق الرسلا
وما ذكره بن عبد البر عن عمرو بن عبسة قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو نازل بعكاظ فقلت يا رسول الله من اتبعك على هذا الامر قال حرو عبد ابو بكر وبلال قال فاسلمت عند ذلك وما اخرجه أبو نعيم عن ميمون بن مهران انه قال والله لقد آمن ابو بكر بالنبي صلى الله عليه وآله زمن بحيراء الراهب حين مر به ذلك قبل ان يولد علي قالوا ايضا وقال : به خلائق من الصحابة ولكنهم لم يسموا منهم غير من ذكر. هذه ادلتهم والى المنصف نكل فحصها والموازنة بينها وبين ما مر مع انا لا نرتاب في ان ابا بكر رضى الله عنه من السابقين الاولين إلى الاسلام والقائمين بالدعوة إليه رضي الله عنه وارضاه.
يقول بعض المشاغبين من اصحابنا ان اسلام ابي بكر رضي الله عنه كان في سن الكمال كغيره من الصحابة وان اسلام علي عليه السلام كان في حال صباه وهي حال قصور ونقول هذا من باب قلب الفضيلة جدلا إلى النقيصة اليس من القطعي انه عليه الصلاة والسلام لا يفعل شيئا من امور التبليغ الا بأمر امره الله به ثم ياترى اسلام علي عليه السلام كان بالهام من الله ام بدعاية النبي عليه الصلاة والسلام إليه والاول لا يصح لانه يستلزم تقديمه على النبي صلى الله عليه وآله فانه لم يكن اسلامه الهاما ولم يكن يعرفه حتى جاءه جبريل به فتعين الثاني وفيه فضيلة لعلي خاصة حيث امر الله نبيه بدعائه بخصوصه إلى الاسلام من بين الصبيان ولم يدع غيره منهم ولو لم يمنحه الله في حال صباه من الاستعداد والاهلية ما منحه اهل الكمال لكان الامر بدعائه إلى الاسلام عبثا ينزه عنه الحكيم الخبير وفي هذا مشابهة لما منحه الله تعالى نبيه يحيى عليه السلام قال تعالى وآتيناه الحكم صبيا.
ربما يقول قائل ان هذه المباحث لكما ذكرت ومن حيث انها متقضية لا تقضي بنا إلى كبير فائدة في المستقبل فلنتركها جانبا ونشتغل بالاهم (فنقول له) ان البحث عن الحقائق افضل ما يتوخاه الطالب ولكنا نرجع معك إلى الحال والاستقبال ونقول ها نحن قد امرنا بالتمسك بكتاب الله تعالى وبعترة نبينا محمد صلى الله عليه وآله واخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنهما لم يفترقا حتى يردا عليه الحوض وبأن التمسك بهما لن يضل ابدا فماذا فعلنا وبمن من اهل بيته تمسكنا بعلي بن ابي طالب عليه السلام وقد سالمنا من حارب ووالينا من عادى واحببنا من ابغض وقلنا في حق اولئك القاسطين بغير ما يقول وعظمناهم كما يعظم السابقون الاولون واثبتنالهم الاجر والثواب على مناصبته وقتل اصحابه ومنازعته حقه ام تمسكنا باولاده من بعده ونحن قد اهملنا الرواية عنهم وانفنا من الاخذ منهم وهم من هم اللهم الا في احاديث قليلة جاءتنا عرضا فذكرناها واقوال وافقت مشربنا فنقلناها ان قلنا انهم لا يعلمون فقد كذبنا جدهم عليه الصلاة والسلام فيما قال إذ امره بالتمسك بهم يستلزم وجود العلماء منهم في كل زمان وان قلنا انهم مخطئون فيما علموا فالامر ادهى وامر والمصيبة اعظم واضر وان ادعينا وفاقهم وانتحلنا اتباعهم كذبتنا شواهد الاحوال هذه كتبنا صفر من ذكر اقوالهم خاوية على عروشها من فتاويهم لا نوليهم انصافا ولا نعتبر لهم خلافا.
لا نقصد بهذا تنقيصا للمذاهب الموجودة المعمول بها بيننا ولا القدح فيها ولا في مجتهديها ولا الحط من مراتبهم فأنهم بحور العلم واطواد التحقيق والاجتهاد في الدين لا يختص بعالم دوم آخر ولا ينحصر في اهل البيت ولا في غيرهم كلهم على هدى ان شاء الله وكلها عندنا صحيحة ومقبولة اللهم الا مسائل قليلة لم يبق للقوس فيها منزع ولا للتقليد فيها مجال شأن اهل المذاهب واختلافهم على اننا نزداد اطمئنانا وسكونا فيما كان مستندهم فيه النقل عن اهل بيت نبيهم أو معتمدهم الوفاق لواحد منهم للضمان الوارد في الحديث بعدم الضلال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
هذه حقائق تحوك في صدور المحبين المخلصين وتصغي إليها افئدة المؤمنين المتقيين صرحت فيها بمر الحق وتوخيت فيها محض الصدق ليعلم الكل ان في رجال اهل السنة من الانصاف شأنهم وقول الحق ديدنهم وقد ثبت في الافصاح بتلك الحقائق عن جمع كثير وجم غفير من اصحابنا اهل السنة الذين يتجنبون الاقدام على ذكرها تهيبا وفرقا من حداد السنة اولئك المدعين سمعة ورئاء حب اهل البيت عليهم السلام ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم وقد افتديت بنفسي اعراض اولئك المتخوفين ونصبت نفسي هدفا لسهام السنة المشاغبين والمعارضين ارجو بذلك الثواب الجزيل من الله واليد الببيضاء عند نبيه ومصطفاه والله موفق الكل إلى الصواب.
في مسألة وجوب بغض معاوية وجواز لعنه ومنع الترضى عنه وتسويده ان اسلافك السادة العلويين الحسينيين كلهم سنيون اشعريون عقيدة شافعيون مذهبا وهم من العلم والعمل والزهد والورع بمقام سام ومرتبة عالية فكيف خالفتهم بأقوالك واعتقادك اترى انهم اخطأوا واصبت ام الامر بالعكس فأجبته ان السادة العلويين رضي الله عنهم لكما ذكرت من كمال العلم والمعرفة بالله وسلوك الطريق المستقيم وعقائدهم هي عقائد اجدادهم المطهرين واسلافهم المهتدين اخي النبي وابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام وسبطي رسول الله وريحانتيه الحسن والحسين وزين العابدين والحسن المثنى ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي العريضي ومحمد بن علي وعيسى بن محمد والمهاجر إلى الله احمد بن عيسى ومن بعدهم من الائمة العظام على جدهم وعليهم افضل الصلاة والسلام لا يحيدون عن تلك الطريقة ولا يتحققون الا بتلك الحقيقة ، قال القطب الحداد قدس سره العزيز.
وانا على آثارهم وسبيلهم / وما نحن عن حق لهم بنيام
وقد وافق اعتقادهم اكثر ما دونه ابو الحسن الاشعري في كتبه الكلامية فهم اشعريون بهذا المعنى وهم شافعيو المذهب في الفروع الفقهية الا ان لهم اختيارات وانظار خالفوا فيها الشافعية والاشعرية كقولهم بسنية الصلاة على الآل في التشهد الاول وترك الكثير التلفظ بالنية عند الاحرام وقول البعض بجواز الجمع بين الصلاتين في الحضر وكقولهم بعدم صحة تزويج الشريفة الحسنية أو الحسينية من غير بينهما وان رضيت ورضي وليها وعدم اعتبار خصال الكفاءة بينهم خاصة غير النسب وكقول الاكثر منهم بصحة بيع الوفا المعروف وكقولهم بجواز نقل الزكاة ودفعها إلى صنف واحد أو شخص واحد وبجواز المعاطاة في بعض البيوع و معاملة السفيه وكون الرشد اصلاح الدنيا فقط وكقولهم بجواز المزارعة والمخابرة والمناشرة ورد الباقي من التركه بعد ذوي الفروض عليهم غير الزوجين إذا لم ينتظم بيت المال فان فقدوا فلذوي الارحام وكقولهم بولاية الفاسق في النكاح والعمل بالقول القديم فيمن انقطع حيضها لغير علة بأن تتربص تسعة اشهر ثم تعتد بثلاثة اشهر والقول بجواز الفسخ لغائبة الزوج إذا تعذر تحصيل النفقة وكقولهم بصحة ايمان المقلد خلافا للاشعري ومخالفتهم له في قوله ان الوجود عين الذات وانكارهم عليه بعض مسائل التفضيل والقول بقطعيته وكقول الكثير منهم بأنتفاء عدالة معاوية واشباهه وبغضهم في الله ومنع تسويدهم والترضي عنهم على انهم لا يخوضون في هذه المسألة الا في مجالسهم الخاصة بهم ولقد ذاكرت منهم رجالا كثيرة من فضلاء من ادركناهم وتوفاهم الله إليه ومن الموجودين الآن فيما يقول الاشاعرة والماتريدية في هذه المسائل وكلهم يرفضه ويأباه ويشير إلى السكوت ان خيفت فتنة ولو كنت استأذنتهم لذكرت اسماءهم واحدا فواحدا فليس بيني وبينهم خلاف في العقيدة ولا افتراق في الطريقة وانما اسروا واعلنت واجملوا وبينت واشاروا واوضحوا وعرضوا وصرخت :
وما انا الا من غزية ان غوت / غويت وان ترشد غزية ارشد
وهم نعم القدوة لنا فقلت له نعم وهل قرأت كتب الاشعري قال لا ولكني اسمع ان من مذهبه السكوت عن قبائح معاوية فقلت له ان الاشعري بكفر كل من لم يعرف وجود الله تعالى وجميع صفاته بدلائلها العقلية وايمان المقلدين عنده غير صحيح وانت واحد منهم فقال لعل هذه المسألة من مذهب الاشعري غير مرادة في كلام الحداد قلت له نعم وكما ان هذه غير مرادة في كلامه فكذلك مسألة تعديل معاوية والسكوت عن قبائحه فانها غير مقصودة .
وعلى التنزيل والقول بأن الكثير منهم سكتوا عن ذكر موبقات معاوية وسيئاته فذلك اما لعذر ما أو لكونهم لم يسألوا عن ذلك ولم يناقشوا فيه ومع هذا فلا ينسب لساكت قول وقد سكتوا رضى الله عنهم ايضا عن امور كثيرة لقيام غيرهم بها كالرد على الخوارج والمعطلة والجهمية وغلاة الرافضة بل وسكتوا عن رد مفتريات اليهود والنصارى والدهرية واعداء الاسلام افيكون سكوتهم عن جميع ذلك تقريرا لهم ورضى بتلك البدع والمفتريات ونكون حينئذ ملزومين ان نسكت عنها كما سكتوا لا والله انهم انفسهم عنه لانها ليست من عقائد الدين حتى يضل فيها المخالف ولانها مخالفة لاقوال آبائه واجداده العظام الذين اكثر رضي الله عنه من التحريض على سلوك طريقتهم والحث على اقتفاء آثارهم بل مخالفة لقول الله تعالى وقول رسوله عليه السلام وانما اراد الحداد قدس سره من العقيدة الاشعرية معظمها واكثرها تحذيرا من وقوعنا وامثالنا في ضلالات القدرية أو الجهمية أو المرجئة أو الجبرية أو غلاة الشيعة أو الخوارج وامثالهم وهو اجل مقاما وارفع قدرا من ان يدعوا إلى خلاف ما عليه آباؤه واجداده المطهرون رضوان الله عليهم اجمعين.
ثم انا إذا وجدنا فيهم من سكت عن معاوية وفضائحه فلا نجد من علمائهم وكبارهم من يطريه ويمدحه ويسيده ويترضى عنه ويتمحل لتبريره ويؤول خطاياه كما يفعل اكثر الاشاعرة والما تريدية اللهم الا افرادا نشأوا بغير بلادهم وتلقوا اكثر علومهم عن الغير فشذوا عن قومهم في هذه المسألة كصحاب المشرع الروي واحاد غيره ولا عبرة بالشاذ وانما العبرة بالغالب والسواد الاعظم من كان على الحق.
اخبرني الثقة منهم ان الامام الشافعي رحمه الله اسر إلى الربيع انه لا يحتج في دين الله بواحد من هؤلاء الاربعة معاوية وعمروبن لعاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وانه لا يفضل على علي احد .
فسادتنا المذكورون سينون بمعنى ان السنة ما كان عليه محمد صلى الله عليه وآله وجلة اصحابه واكابر تابعيهم بالاحسان اشعريون بمعنى ان عقيدتهم في الغالب موافقة لما قرره ابو الحسن الاشعري رحمه الله في كتبه الكلامية اللهم الا في مسائل قليلة وفي هنات جاءت عن الاشعري عفا الله عنه في حق علي ومعاوية وما هي ببدع من الاشعريين .
فانه اتى في ذكر تفضيله عليا (عليه السلام)بصيغة الزيادة والتكرار حيث قال إذا نحن فضلنا عليا أي حكمنا بزيادة فضل علي فاننا بذلك التفضيل روافض عند الجهال فقط ويفهم منه ان القول بتفضيل علي مطلقا ليس في شئ من الرفض عند العلماء ثم قال رحمه الله وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته البيت جاءهنا بمجرد ذكر الفضل لا بصيغة التفضيل كما جاء بها في البيت الاول فمعناه إذا ذكرت فضل ابي بكر رميت بالنصب عند ذكرى فضله ولم يكن تعبيره رحمه الله بالتفضيل في الاول وبمجرد ذكر الفضل في الثاني عفوا من غير قصد أو تفننا في العبارة أو مراعاة للوزن كما يظنه من ظنه لا بل صنع ذلك عمدا لغرض مقصود عنده وذلك انه سيقسم بعد ذلك انه لا يزال بهاتين الحالتين اللتين ذكرهما من تفضيل علي وذكر فضل ابي بكر إلى الموت حيث قال فلا زلت ذا رفض أي بتفضيلي عليا ونصب اي بذكري فضل أبي بكر حتى اوسد في الرمل وانظر أيضا إلى قوله رحمه الله في الابيات الاخرى :
والمذهب المستقيم نذهبه / نص الكتاب وصرح الخبر
وخلاصة القول ان مذهبهم وطريقتهم هو الكتاب والسنة كما صرح به القطب الحداد قدس سره العزيز بقوله.
ذكرت هنا والشئ بالشئ يذكر مالهج به بعض من الف في الانتصار لمعاوية واعوانه وكرره مرارا من دعوة خصوص اهل البيت الطاهر والنسب الباهر إلى سماع نصيحته والانضمام إلى اهل طريقته ظنا منه ان الشريف إذا احب وتولى معاوية فقد انتظم في سلك الفئة الناجية.
فان قوله في البيت الثاني خير امام وخير هادي يدل على تفضيله عليا على الاطلاق إذ خير بمعنى اخير وله رحمه الله كثير من اشباه هذا في مطاوي نظمه ونثره ولم يرد عنه ما يدل على انه يفضل ابا بكر على علي رضي الله عنهما الا الرواية التي نقلها البيهقي عنه على ما فيها من الاحتمال والطعن.
ليت شعري ايدعو هذا المغرور عالم اهل البيت ليهديه وكا الاحق ان يستهديه أو يدعو جاهلهم ليستهويه وكان الواجب ان يرقب جده فيه اما والله ان علماءهم قادة الامم والشموس التي تنجاب بها الظلم وجها لهم سالكون يضعون القدم على القدم ومن يشابه ابه فما ظلم.
هم والله اهل السبق في كل فضل وكمال وهم الذين لاتلهيهم عن الله تجارة ولا مال الم يقل النبي عليه الصلاة والسلام تعلموا منهم ولا تعلموهم وانكم حزب ابليس إذا خالفتموهم اما جاء عنه ان المتمسك بهم لا يضل ابدا وانهم لن يدخلوكم باب ضلالة ولن يخرجوكم عن باب هدى الم يخبر انهم امان هذه الامة وان الله قد جعل فيهم الحكمة اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وجعل منهم سراجا وقمرا منيرا من ناواهم فهو عن دين الله مارق ومن أبغضهم فهو بالنص منافق لا صلاة لاحد الا بذكرهم ولا ورود على الحوض الا بأذنهم يتصل اسناد طرائقهم بجبريل ويشهد بصحة عقائدهم محكم التنزيل اخبر النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام انهم لا يفارقون كتاب الله حتى يجمعهم شاطئ الحوض واياه.
والله ما يدعوهم ذلك المغرور الا ليخرجهم إلى الظلمات من النور يعدهم ويمنيهم دخول الجنة إذا سلكوا طريق اهل السنة ان كانت السنة سنة رسول الله فهم والله ائمتها الهداة وإذا كانت سنة محاد الله ورسوله معاوية وطريقة من يبرر عمل تلك الفئة القاسطة الباغية فأنهم وايم الله براء من ذلك الحوب براءة الذئب من دم ابن يعقوب وما اصدق ما قاله العلامة الحفظي رحمه الله في هذا المعنى من ارجوزته الشهيرة.
اللهم انه بلغنا ما ورد عن حبيبك ورسولك الذي بعثته بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا انه قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين احدهما اعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
وها نحن ولك الحمد والمنة قد صدقناه بقلوبنا واجبنا داعية فيما استطعنا ونتوسل اليك ان تمنحنا توفيقا تثبتنا به فيما بقي من اعمارنا على الانقياد لكتابك المبين والتمسك بأهل بيت نبيك الطاهرين تمسكا تعصمنا به من الضلالة وتحفظنا به من ورطات الزيغ والجهالة ونكون به ما عشنا حربا لمن حاربهم سلما لمن سالمهم حتى تجمعنا واياهم في مستقر رحمتك ومحل اوليائك مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
المصدر: راسخون 2017