![محمّد بن مسلمة الحارثي محمّد بن مسلمة الحارثي](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%91%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A.jpg)
هو محمّد بن مسلمة بن حريش بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الحارثي الأنصاري (1)
وكنيته : أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن.
استخلفه سعد بن أبي وقّاص أميرا على الكوفة سنة ١٧ للهجرة (2).
وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أرسله إلى (القرطاء) (3)
لمحاربتهم ، ولمّا وصل اليهم ، قتل منهم رجلا واحدا ، فانهزم الباقون على أثره ، ثمّ رجع إلى المدينة بعد أن غنم في غارته تلك ١٥٠ بعيرا و ٣٠٠٠ شاة (4).
وفي سنة 6 للهجرة ، أرسله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ذي القصّة (5)
وعددهم مائة رجل فتراشقوا بالرماح ، فسقط محمّد بن مسلمة جريحا ورجع إلى المدينة (6).
وعند ما قتل كعب بن الأشرف ، وقد اشترك في قتله : محمّد بن مسلمة وأبو عيسى بن جبر ، وعبّاد بن بشر ، ولمّا رآهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (أفلحت الوجوه) (7).
وعند ما بويع الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالخلافة في المدينة كتب إلى ابن مسلمة يدعوه لمبايعته ، فكتب إليه ابن مسلمة قائلا : (إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرني إذا اختلف أصحابه ، ألّا أدخل فيما بينهم ، وأن أضرب بسيفي صخر أحد ، فإذا انقطع أقعد في بيتي حتّى يأتيني يد خاطئة ، أو منيّة قاضيّة ، وقد فعلت ذلك) (8).
ثمّ قعد محمّد بن مسلمة في بيته ، واعتزل الفتنة (9).
كما وكتب معاوية (10) بن أبي سفيان إلى ابن مسلمة ، يدعوه إلى مناصرته في مطالبته بدم عثمان بن عفّان ، فكتب إليه ابن مسلمة قائلا : (... ولعمري يا معاوية ، ما طلبت إلّا الدنيا ، ولا اتبعت إلّا الهوى ، فإن تنصر عثمان ميتا ، فقد خذلته حيا ، وما أخرجني الله من نعمة ، ولا صرت إلى شك ، فإن أبصرت خلاف ما نحن عليه ونحن أنصار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (11).
وكان الّذي كتب كتاب معاوية إلى مسلمة هو مروان بن الحكم.
ثمّ ختم محمّد بن مسلمة كتابه بأبيات شعر لشاعر من الأنصار نقتطف منها (12) :
أمروان ، دع هذا وفي الأمر جمجمه / ولا تطلبنّ منا جواب ابن مسلمه
فإنّك أهيجته هجت حيّة لهم / يبادرها الراقون بالحتف مغرمه
فهذا لأحداث الحوادث عدّه / ونفس يراها الله للحقّ مسلمه
وإنّ حدثا فيه اختلاف وشبهة / فكانت دماء المسلمين محرّمه
فامسك منه فيه نفسه ولسانه / حذار أمور تذهب الدين مظلمه
مات محمّد بن مسلمة في شهر صفر من سنة 43 للهجرة (13)
وقيل سنة 42 في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وعمره 77 سنة ، وصلّى عليه مروان بن الحكم ودفن بالبقيع في المدينة.
االمصادر :
1- ابن حبان ـ الثقات. ج ٣ / ٣٦٢.
2- زامباور ـ الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي. ص ٦٧.
3- القرطاء : وهم بطن بن كلاب.
4- ابن سعد ـ الطبقات. ج ٢ / ٦٠.
5- ذي القصّة : وهم بني ثعلبة ، وبني عوال من ثعلبة ، وهم جميعا معروفون بذي القصة.
6- ابن سعد ـ الطبقات. ج ٢ / ٦٠.
7- البخاري ـ التاريخ الكبير. ج ١ / ١١.
8- ابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٧٠.
9- ابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٥٣.
10- الّذي كتب الكتاب هو مروان بن الحكم.
11- ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٢ / ٤٢٤.
12- ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٢ / ٤٢٤.
13- ابن حبان ـ الثقات. ج ٣ / ٣٦٣ وابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٥٣ والأعلام حسب الأعوام ـ الزركلي. ج ١ / ١٢٩ وابن الجوزي ـ تلقيح فهوم الأثر. ص ٩٣.