شخصِيات الکوفة

عبد الله بن عبد الله هو من وجوه الأنصار وأشراف الصحابة ، وكان حليفا لبني حبلى من بني أسد
Sunday, January 21, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
شخصِيات الکوفة
شخصِيات الکوفة



 

عبد الله بن عبد الله بن عتبان
عبد الله بن عبد الله هو من وجوه الأنصار وأشراف الصحابة ، وكان حليفا لبني حبلى من بني أسد (١).
استخلفه سعد بن أبي وقّاص أميرا على الكوفة سنة ٢١ للهجرة (٢) ، وذلك عند ما ذهب سعد إلى المدينة لمواجهة الخليفة عمر بن الخطاب ، وقيل استخلفه سعد سنة ١٩ للهجرة.
وكان أهل الكوفة قد أخبروا الخليفة عمر بن الخطاب (بأنّ سعدا لا يحسن الصلاة) فبعث محمّد بن مسلمة ليتحقق من شكوى أهل الكوفة ، وعند ما جاء مسلمة إلى الكوفة ، أخذ يتحقق في الأمر ، ثمّ رجع إلى المدينة ومعه سعد بن أبي وقّاص ، والّذين شكوا أمر سعد ، وعند ما وصل سعد إلى المدينة سأله عمر قائلا : (من خليفتك يا سعد على الكوفة؟). فقال سعد : (عبد الله بن عبد الله بن عتبان) فأقرّه عمر (٣).
وأثناء تولية عبد الله بن عتبان إمارة الكوفة ، كان الفرس قد تجمعوا في نهاوند ، ولمّا علم الخليفة عمر بذلك جمع المسلمين ، وخطب فيهم قائلا : (إنّ هذا يوم له ما بعده من الأيّام فتكلّموا) (٤).
فقام عثمان بن عفّان ، فقال : (أرى يا أمير المؤمنين ، أن تكتب إلى أهل الشام ، فيسيروا من شامهم ، وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، ثمّ تسير أنت بأهل هذين الحرمين (٥) إلى المصرين (٦) ، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين ، فإنّك إذا سرت بمن معك ، ... وكنت أعزّ عزّا ، وأكثر يا أمير المؤمنين ، إنّك لا تستبقي من نفسك بعد العرب باقية ، ولا تمتنع من الدنيا بعزيز ، ولا تلوذ منها بحريز ، إنّ هذا اليوم له ما بعده من الأيّام ، فأشهده برأيك وأعوانك ولا تغب عنه) (7).
ثمّ قام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : (أما بعد ، يا أمير المؤمنين ، فإنّك إن شخّصت أهل الشام من شامهم ، سارت الروم إلى ذراريهم ، وإن شخّصت أهل اليمن من يمنهم ، سارت الحبشة إلى ذراريهم ، وإنك إنّ شخّصت من هذه الأرض ، انتفضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها ، حتّى يكون ما تدع من وراءك ، أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات ، أفرر هؤلاء في أمصارهم ، واكتب إلى البصرة ، فليتفرّقوا إلى ثلاث فرق ، فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ، ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتفضوا عليهم ، ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مددا لهم ، إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا قالوا :
هذا أمير العرب وأصل العرب ، فكان ذلك أشدّ لكلبهم ، وألّبتهم على نفسك ، وأمّا ما ذكرت من مسير القوم ، فإن الله هو أكره لمسيره منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأمّا ما ذكرت من عددهم ، فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، ولكّننا كنّا نقاتل بالنصر) (8). فقال عمر : أجل والله.
ثمّ اختار عمر قائدا للجيوش (9) ، وكتب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان (أمير الكوفة) أن يستنفر أهل الكوفة مع النعمان والذهاب إلى نهاوند.
وبعد معارك دامية بين المسلمين والفرس ، انتصر المسلمون ، ودخلوا مدينة نهاوند ، وما حولها ، واستولوا على جميع ما في المدينة ، ثمّ قسّم حذيفة ابن اليمان الغنائم بين الناس ، فكان سهم الفارس ستة آلاف وسهم الراجل : ألفين ، وما بقي من الأخماس ، أعطيت إلى السائب بن الأقرع ، وهذا بدوره يرسله إلى الخليفة في المدينة ، وقد سمّي يوم نهاوند ب (فتح الفتوح) سمّاه بذلك أهل الكوفة (10).
وكان عبد الله بن عتبان أميرا على أحد الجيوش الّتي فتحت كرمان ومكران (11).
ثمّ عزل عبد الله بن عتبان عن إمارة الكوفة ، عزله الخليفة عمر ، وولّى بعده زياد بن حنظلة (12). سنة ٢١ للهجرة.

زياد بن حنظلة

وهو زياد بن حنظلة التميمي ، العمري ، حليف بني عبد بن قصي ، وهو من المهاجرين ومن أجلاء الصحابة.
ولّاه الخليفة عمر بن الخطاب إمارة الكوفة سنة ٢١ للهجرة (13) ، وذلك بعد عزل عبد الله بن عبد الله بن عتبان عنها ، فبقي على إمارة الكوفة مدّة قصيرة طلب بعدها من الخليفة إعفاءه من منصبه ، فعزله عمر ، وعيّن مكانه عمّار بن ياسر (14).
وقيل استخلفه سعد بن أبي وقّاص أميرا على الكوفة سنة ١٨ للهجرة (15)
وكان زياد بن حنظلة قاضيا للكوفة ، وذلك بعد إعفاء سلمان وعبد الرحمن ابني ربيعة ، ولحين مجيء عبد الله بن مسعود من حمص (16).
وكان ذلك في أواسط إمارة سعد بن أبي وقّاص على الكوفة.
وقد شارك زياد بن حنظلة مع أبي بكر الصدّيق حروب الردّة سنة ١١ للهجرة وقال شعرا (17) :
أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا / كبكبة الغزى أناخوا على الوغر
فما صبروا للحرب عند قيامها / صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر
طرقنا بني عبس بأدنى نباجها / وذبيان فنهنا بقاصمة الظهر
وفي معركة اليرموك سنة ١٣ للهجرة ، كان زياد بن حنظلة أحد قادة الكراديس فيها (18).
وفي معارك المسلمين مع الروم في خلافة عمر بن الخطاب قال زياد سنة ١٥ للهجرة (19) :
تذكرت حرب الروم لمّا تطاولت / وإذ نحن في عام كثير نزائله
وإذ نحن في أرض الحجاز وبيننا / مسيرة شهر بينهن بلابله
وإذا أرطون الروم يحمي بلاده / يحاوله قرم هناك يساجله
فلمّا رأى الفاروق أزمان فتحها / سما بجنود الله كيما يصاوله
فلمّا أحسّوه وخافوا صواله / أتوه وقالوا أنت ممن نواصله
وفي أول خلافة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سنة ٣٦ للهجرة ، طلب جماعة من الناس من زياد بن حنظلة ، أن يذهب إلى الإمام عليّ عليه‌السلام لمعرفة خطوط سياسته ، ولمّا دخل حنظلة على الإمام عليّ عليه‌السلام طلب منه أن يغزو الشام ، فقال له زياد : (الأناة والرفق أمثل) ثمّ قال أيضا (20) :
ومن لا يصانع في أمور كثيرة / يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
فأجابه الإمام عليّ عليه‌السلام (21) :
متى تجمع القلب الذكي وصارما / وأنفا حميما تجتنبك المظالم
ولمّا خرج زياد من عند الإمام عليه‌السلام سأله القوم :
(ما وراءك؟).
فقال لهم : (السيف يا قوم).
ولمّا رأى زياد بن حنظلة ، تثاقل القوم ، وعدم رغبتهم في القتال قال لعلي عليه‌السلام : (من تثاقل عنك ، فإنا نخفّ معك ونقاتل دونك) (22).
المصادر :
1- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٢٤٦ وزامباور ـ الأنساب والأسرات الحاكمة. ص ٦٧.
2- المصدر الاوّل السابق. ج ٤ / ١٢٢.
3- المصدر أعلاه. ج ٤ / ٢٣٦ والحميدي ـ مواقف وعبر. ص ٢٢٢.
4- نفس المصدر الاوّل السابق. ج ٤ / ٢٣٦.
5- الحرمين : مكّة والمدينة.
6- المصران : الكوفة والبصرة.
7- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٢٣٩.
8- المصدر السابق. ج ٤ / ٢٣٤.
9- قائد الجيوش : النعمان بن مقرن المزني.
10- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٢٤٥.
11- نفس المصدر. ج ١ / ١٨٠.
12- المصدر السابق. ج ٤ / ٢٤٦.
13- نفس المصدر أعلاه.
14- ابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٣٤ وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٤ / ١١٥.
15- زامباور ـ الأنساب والأسرات الحاكمة. ص ٦٧.
16- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٢٤٧.
17- المصدر السابق. ج ٤ / ٢٤٦.
18- المصدر اعلاه. ج ٤ / ٣٩٦.
19- المصدر السابق. ج ٤ / ٦٩٢.
20- من شعر زهير بن أبى سلمى.
21- من شعر براقة الهمدانى.
22- تاريخ الطبري. ج ٤ / ٤٤٨.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.