المرأة هي أساس الأنوثة الذي لا يقع أي اختلاف فيه خلال القرون والأعصار ، مثل لزوم الحجاب والعفاف ومئات الأحكام العبادية وغير العبادية الخاصة بالمرأة والتي لا تتغير أبداً . ولا يوجد أي فرق بين أفراد النساء في تلك الأحكام .
كيفية التربية ومحيطها حيث أنها إذا تربت في ظل تعليم صحيح وتربية مدروسة وفكرت النساء مثل الرجال وتعقلن وتدبرن مثل الرجال فلا يتمايزن عن الرجال من هذه الناحية . وإذا حصل أحياناً اختلاف فهو مثل التمايز المشهور بين الرجال أنفسهم . مثلاً إذا دخلت نساء مستعدات إلى الحوزات والجامعات العلمية وقمن مثل الطلاب والطلبة الجامعيين بتعلم العلوم والمعارف الإلهية وحصلن على معرفة كاملة في الدروس المشتركة بين طلبة الحوزة من حيث الرؤية الكونية ومعرفة الإنسان ومعرفة الدنيا ومعرفة الآخرة وسائر المسائل الإسلامية ، وتكون طريقة تعليمهن وتبليغهن الديني مثل رجال الدين حيث ان هناك مجموعة هي بالفعل كذلك ببركة الثورة الإسلامية ، فهل يمكن القول أيضاً : إن هناك روايات وردت في ذم النساء وهناك أحاديث وردت في اجتناب استشارتهن وان الادلة الواردة في نقص عقولهن هي مطلقة ، وليس فيها أي انصراف بالنسبة إلى النساء العالمات والمحققات من هذا الصنف ، وان موضوع جميع تلك الأدلة هو ذات المرأة من حيث كونها امرأة كما هو القسم الأول ؟ مثلاً أقوال الإمام علي عليه السلام في بيان وهن عقول النساء حيث قال : يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال (1)
إياك ومشاورة النساء فان رأيهن إلى افن وعزمهن إلى وهن ..... (2) ليس فيها أي انصراف عن النساء المحققات والعالمات وان عقولهن كعقول الأطفال في قسم العقل النظري لأنهن نساء وبسبب أنوثة بدنهن ، وان إرادتهن وتصميمهن وعزمهن واهن وغير ثابت في قسم العقل العملي ، أم أن هذه التعابير هي بلحاظ الغلبة الخارجية التي منشؤها إبعاد هذا الصنف الثمين عن التعليم وحرمانه من التربية الصحيحة ، حيث انه لو توفرت ظروف صحيحة لتعلمهن في ميدان التعليم والتربية فمن المؤكد أن الغلبة سوف تكون على العكس أو على الأقل لا تكون هناك غلبة حتى تؤدي إلى الذم .
الخلاصة : إن وهن العزم سوف لا يكون من أحكام القسم الأول مثل مسألة الحجاب والعفاف وأمثالها .
إن ذكاء ونبوغ بعض النساء له سابقة بعيدة وسبقهن في قبول الموعظة بالنسبة إلى الرجال لها شواهد تاريخية ، عندما ظهر الإسلام في الحجاز كان تشخيص حقانيته من حيث العقل النظري يتطلب ذكاء رفيعاً والقبول به من حيث العقل العملي يتطلب عزماً فولاذياً يتحمل كل أنواع الخطر ، لذا فان الشخص الذي كان يسلم قبل الآخرين في تلك الظروف كان يتمتع بامتياز خاص ، ويعدّ هذا السبق من فضائله ، لأنه ليس فقط سبقاً زمانياً أو مكانياً حتى لا يكون معياراً لقيمة جوهرية ، بل كان سبقاً في الدرجة والمكانة : مثلما يعد إسلام الإمام علي عليه السلام من مناقبه الرسمية . من هنا يمكن إدراك ذكاء ونبوغ النساء اللواتي أسلمن قبل أزواجهن وشخصن حقانيت بالاستدلال وآمن به في ظل عزم راسخ ، بينما كان هناك رجال كثر لـيستنكفوا فقط عن القبول به والتشكيك في حقانيته ، بل كانوا يسعون كثيراً لإطفاء نوره .
يذكر مالك بن أنس ( 95 ـ 179 هـ ق ) في موطّئه أن هناك عدداً من النساء أسلمن في وقت كان أزواجهن كفاراً مثل بنت الوليد بن المغيرة التي كانت زوجة صفوان بن أمية ، فإنها اسلمت قبل زوجها ، وكذلك أم حكيم بنت الحارث بن هشام التي كانت زوجة عكرمة بن أبي جهل أسلمت قبل زوجها (3).
ان المجتمع الإنساني يحتاج إلى علل وعوامل ليتأمن صفاء الضمير بين أفراده ولا تكفي فقط القوانين والمقررات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها . ومن ناحية أخرى ، إن المجتمع البشري الكبير يتشكل من مجتمعات صغيرة عائلية ، أي ان أعضاء العوائل المتعددة هي عامل تحقق مجتمع رسمي ، وما دام لم يقع سبب الرأفة بين أعضاء الاسرة ، فان صفاء الضمير وروح التعاون وعلاقات المحبة لا تقوم ابداً بين أفراده عند تشكل المجتمع الرسمي وأهم عامل يثير الرأفة والتضحية والايثار بين أفراد العائلة هو تجلي روح الأم بين أعضاء الأسرة ؛ لأنه رغم ان الأب يتولى الأعمال الإدارية لمجتمع صغير ( أي العائلة ) بعنوان ـ الرجال قوامون على النساء ـ ولكن أساس العائلة الذي شيد على الرأفة والوفاء والارتباط هو بعهدة الأم ؛ لأن الأم تولد أبناء يرتبط كل منهم بالآخر ، والأفراد الذي يولدون من امرأة واحدة ليسوا مثل فواكه شجرة واحدة حيث لا تظهر روح الايثار الإنساني في مستوى النبات وليسوا مثل صغار حيوان انثى يفتقدون التعاون الإنساني ، ولا يتجلى فيهم الارتباط البشري الخاص . بل إن الأبناء الذين يولدون من امرأة واحدة سواء كان ذلك بفاصلة زمنية أو بدون فاصلة ، يرأف ويرحم بعضهم بعضاً وينمون اتصالهم الفطري في ظل التعاليم الدينية ، وقد عد حفظ هذا الاتصال وعدم نسيانه من الواجبات المهمة في الدين ، وإذا قطع شخص هذا الاتصال الفطري والديني سيحرم من الرحمة الإلهية الخاصة ؛ لأن صلة الرحم هي من الأشياء التي أمر بها الله ، وقد ورد اللعن لقاطعين الشيء الذي يجب وصله : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) (4)
( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الإرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (5) . ولعل سر ذكر الافساد في الأرض إلى جانب قطع الشيء اللازم وصله ، هو ان الأفراد الذين نموا في عوائل متدينة أصيلة وادركوا قانون صلة الرحم وحفظ اتصال الأعضاء وعملوا بذلك ، عندما يدخلون المجتمع الرسمي ، لا يقومون بالافساد في الأرض ؛ لأنهم دخلوا المجتمع بروح اتصال وإيثار ، ولكن الذين يترعرعون في عوائل غير متدينة ، فلأن أساس الارتباط الفطري قد أهمل بين أعضائها من أثر عدم مراعاة قانون صلة الرحم ولزوم الايثار والتعاون وغيرها ، لذا عندما يدخلون إلى المجتمع الرسمي تظهر ظواهر توحش وتنمّر أيضاً . الخلاصة ان قانون صلة الرحم هو قاعدة مهمة تقوم بتربية المجتمع الصغير وتهيئ أرضية إزدهار المجتمعات الكبيرة ، وصلة الرحم هي قاعدة سائدة على الأرحام والمحارم والأقرباء العائليين ، وسبب كل هذه الارتباطات هو ظهور جميع الأعضاء من رحم واحد ، وذلك الرحم الذي يولد الأعضاء المرتبطة موجود في المرأة ، والنتيجة ان النواة الأساسية للعائلة تتعهدها المرأة ، رغم ان الرجل مسئوول عن الأعمال التنفيذية وتأمين نفقات الحياة وأمثال ذلك ، من هنا نقرأ في القرآن الكريم ضمن توصية الإنسان بتكريم الوالدين ، تذكيراً بجهود الأم : ( ووصيّنا الإنسان بوالديه أحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) (6)
( حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين ) (7) .. كما أن الإمام السجاد عليه السلام بين في رسالة الحقوق لزوم مراعاة حقوق الأرحام بمقدار الارتباط والقرابة بالنسبة إلى الرحم ، وأكد أن اول حق في النظام العائلي هو للأم ، ثم تحدث عن حق الأب وقال : ... وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة فأوجبها عليك ، حق أمك ثم حق أبيك ثم حق ولدك ثم حق أخيك ثم الأقرب فالأقرب (8) .
ويلاحظ أن دور المرأة ليس فقط إيجاد رابطة الرحم بين الأعضاء النسبيين للأسرة الواحدة ، بل لا ينكر دورها في إيجاد الارتباط الرحمي بين الأرقاب السببيين أيضاً ؛ لأن الأقارب السببيين في نظر الإسلام هم كالأقرباء النسبيين يتمتعون برحم خاصة . وفي قانون المصاهرة هناك مقررات كثيرة . كما يستفاد من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مراسم عقد زواج أمير المؤمنين علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام أن المصاهرة تلحق بالنسب وان الصهر والعروس يعدان بمثابة أبناء أسرتين وأعضاء الأسرتين يحسبون بمثابة أفراد أسرة واحدة (9) ، خاصة الآباء والأمهات وهذا القانون الذي استفيد من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك من خطبة عقد زواج الإمام الجواد عليه السلام بواسطة الإمام الرضا عليه السلام (10)
( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ) (11) .
وهنا ندخل موضوعاً مهماً وهو اتضاح دور المرأة في إيجاد ارتباط بين الرجل بصفته أباً وبين الأفراد الذين يولدون في ما بعد كأبناء ، أي ان المرأة تستقطب الرجل أولاّ وتنمي فيه الرأفة والعاطفة وتسكنّه ، ثم تشكل بمساعدة ذلك العنصر الهادىء والشخص الرؤوف المطمئن أسرة هادئة وأرحاماً رؤوفين . إذا أصبحت هذه المسألة بيّنة يتضح أن أصالة الأسرة بعهدة المرأة ، وتكون المرأة قاعدة أساسية في تأسيس دائرة الرحم وتشكيل حكومة الرأفة ؛ فهي أولاً ترحّم الرجل الأجنبي ؛ ثانياً تربط بتكثير النسل اسرتين معاً بأثر المصاهرة ؛ ثالثاً تحرم الأشخاص الأجانب من أثر الرضاع وتجعل الاتصال الرضاعي مثل اتصال المصاهرة .
وننتقل الآن إلى صلب الموضوع .
هل ان خلق المرأة والرجل هو من جوهرتين مستقلتين ومبدأين قابليين منفصلين ، كي يكون لكل منهما آثار خاصة ولوازم خاصة مثل جوهرتين مستخرجتين من منجمين منفصلين ، وجنس كل منهما هو غير جنس الآخر ؟ أم انهما من جوهرة واحدة وليس بينهما أي امتياز من حيث الجوهرة الوجودية إلاّ بالأوصاف الإكتسابية والأخلاقية التحصيلية وغيرها ؟ أم أن الرجل خلق بالأصالة من جوهرة خاصة واحدة . ثم خلقت المرأة من زوائد المبدأ التابع للرجل بشكل متفرع عليه ؟ أم بالعكس ، أي أن المرأة خلقت بالأصالة من جوهرة معينة ثم نتج الرجل من زوائد المبدأ التابع للرجل بشكل طفيلي ؟
الاحتمال الأول ليس له محل في التفسير والشواهد القرآنية وأمثال ذلك ، كما أن الاحتمال الرابع أيضاً يفتقل أية شواهد قرآنية وروائية . فالعمدة هو الاحتمال الثاني والثالث : ان ما يستنبط من ظواهر الآيات الواردة في أساس الخلق وتؤيده بعض الأحاديث أيضاً هو الاحتمال الثاني . أما الاحتمال الثالث فهو ليس فقط لا يستظهر من ظواهر الآيات الواردة في الخلق بل أن بعض الأحاديث أيضاً تراه غير صائب . أما آيات الخلق مثل : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) (12)
المقصود من النفس في هذه الآية الكريمة هي جوهرة وذات وأساس ، والحقيقة العينية للشيء وليس المراد من ذلك معنى ، روح أو نفس وأمثال ذلك ، فمثلاً إذا قيل ان فلاناً شيء في نفسه ، أي في ذاته ووجوده الأصلي هكذا . وعندما يقال : جاءني فلان نفسه (13)
أي أن فلاناً شخص جاء نفسه حيث ان معنى النفس يكون مرادفاً للعين أي أصل الذات ، فلا يصح ربط بحوث علم النفس القديم أو الجديد بالآية أو اعتبار التحقيق حول الآية محل البحث متصلاً بالآيات الواردة في حدوث النفس ونفخها في الإنسان ورجوعها إلى الله ، وبقية البحوث القرآنية المرتبطة بأحكام الروح الإنسانية . فالمراد من النفس هي الذات والواقعية العينية . بناء على هذا فان مفاد الآية المذكورة أولاً هو أن جميع الناس من اي صنف ، سواء امرأة أو رجل ( لأن كلمة ناس تشمل الجميع ) خلقوا من ذات وجوهرة واحدة ، والمبدأ القابلي لخلق جميع الأفراد هو شيء واحد . وثانياً ان أول امرأة هي زوجة أول رجل ، خلقت هي أيضاً من نفس الذات والجوهرة العينية ، وليس من جوهرة أخرى ، وليست فرعا على الرجل وزائدة عليه وطفيلية وأمثال ذلك ، بل إن الله خلق أول امرأة من عين الذات والأصل ثم خلق تعالى جميع الرجال والنساء من ذلك الأصل . ثم يشار إلى كيفية تكثير النسل حيث لا يتسع لها المجال في هذه المقالة التي هي مقدمة لكتاب .
وهذه المسائل المذكورة يمكن استفادتها من الآية 189 من سورة الأعراف : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ) ، ومن الآية 6 من سورة الزمر : ( خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ) ، فمفاد الآيات التي تذكر أصل الخلق هو وحدة المبدأ القابلي لخلق جميع الرجال والنساء ، وكذلك أول رجل وأول امرأة اللذين ينتهي إليهما النسل الحاضر . وأما الأحاديث الواردة في المبدأ القابلي للخلق كالحديث الذي ذكره محمد بن بابوية القمي ( الصدوق ) بشكل مسند في علل الشرائع (14)
وبشكل مرسل في من لا يحضره الفقيه : عن زرارة بن أعين أنه قال : سئل أبو عبدالله عليه السلام عن خلق حواء وقيل له : إن إناساً عندنا يقولون : إن الله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الاقصى فقال : سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً أيقول من يقول هذا إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ؟! ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام أن يقول أن آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه ... ثم قال : ثم ابتدع له حواء ... فقال آدم عليه السلام عند ذلك : يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه ؟ فقال الله تبارك وتعالى : يا آدم هذه أمتي حواء أفتحب ان تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعاً لأمرك ؟
فقال : نعم يا رب ، ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت ، فقال الله عزوجل : فاخطبها إلي فانها أمتي وقد تصلح لك أيضاً زوجة للشهوة والقى عليه الشهوة .. قال : يا رب فاني أخطبها إليك فما رضاك لذلك ؟ فقال عزوجل : رضاي ان تعلمها معالم ديني ...
ان هذا الحديث رغم انه مفصل ولم تذكر منه بعض الفقرات ويتطلب تحقيقاً أكثر من حيث السند لأن بعض آحاد السلسلة مشترك وبعضها مجهول ، كما أن بعض مضامين ذلك تتطلب توضيحاً أكثر ولكن هناك مسائل مهمة ومفيدة تستفاد منه نشير إلى بعضها :
أولاً : إن خلق حواء من الضلع الأيسر لآدم غير صحيح .
ثانياً : ان خلق حواء هو كخلق آدم بديع ومستقل .
ثالثاً : قرب ونظرة آدم إلى حواء كان عامل أنسه ، والله جعل هذا الأصل أساساً لإقامة ارتباطهما معاً ، وهذا الأنس الإنساني كان قبل ظهور غريزة الشهوة الجنسية ؛ لأن مسألة الغريزة كانت موضوعاً طرح في ما بعد .
رابعاً : إن الله لقن آدم الميل الجنسي وشهوة الزواج وكان ذلك بعد مسألة الأنس والمحبة التي أقيمت قبل ذلك .
خامساً :إن أفضل مهر وصداق هو تعليم العلوم الإلهية وتعلم معالم الدين حيث جعل الله ذلك مهر حواء على آدم .
سادساً : بعد الزواج قال آدم لحواء ان تأتي إليه وتدير وجهها له ، فقالت له حواء ان يلتفت إليها فأمر الله آدم بالنهوض والذهاب إلى حواء وهذا هو سر خطبة الرجل للمرأة ، وإلا لكانت المرأة نهضت لخطبة الرجل ، طبعاً ليس المقصود من هذه الخطبة هي الخطبة قبل العقد التي وردت في هذا الحديث المفصل .
اتضح حتى الآن ان خلق المرأة والرجل هو من جوهرة واحدة ، وجميع النساء والرجال لهم مبدأ قابلي واحد حيث ان المبدأ الفاعلي لهم جميعاً هو الله الواحد الأحد ، وليست هناك أية مزيّة للرجل على المرأة في أصل الخلق ، وإذا كانت هناك بعض الروايات تتعهد بإثبات هذه المزيّة فهي إما ضعيفة من حيث السند أو غير تامة من حيث الدلالة ، وإذا كانت فرضاً تامة من كلا الجهتين لا يمكن إثباتها بدليل ظني غير قطعي ؛ لأن المسألة محل البحث ليست أمراً تعبدياً محضاً مثل المسائل الفقهية الصرفة ، بل إن ما هو معرض بحث هنا هو إثبات النكتة السابقة ، وهي أن المرأة أساس في تأسيس الأسرة على أساس الرأفة والميل والجذب ، كما أن الرجل هو أساس في تشكيل الأسرة من حيث الإدارة وتأمين النفقة والالتزام بالأعمال التنفيذية والمسؤولية والدفاع عن دائرة تدبير الأسرة ، الموضوع الثاني لا يتطلب إثباتاً لأن الشواهد القرآنية مثل : الرجال قوامون على النساء ، وغيرها تشهد على هذا الأمر وتؤيده سيرة المسلمين أيضاً .
المهم هو إثبات الموضوع الأول . ولأن التحليل العميق لكل موضوع مرهون بتبيين مبادئه التصورية ، كما أنه مرهون بقبول مبادئه التصديقية . ومن أهم المبادىء التصورية لهذه المسألة هو التمايز بين الرأفة العاطفية والأنس العقلي من جهة والميل الغريزي والشهوة الحيوانية من جهة أخرى لكي يؤمنّ أساس الأسرة على محور المحبة الإنسانية والعقلية وليس على محور الشهوة الجنسية ، ويتضح دور المرأة كمظهر للجمال الإلهي في شكل الإنسان وليس كعامل رفع للشهوة بشكل انثى .
ويلزم ملاحظة أن الشوق والرغبة بين شيئين هو ارتباط وجودي خاص ، وحقيقة الوجود لها أيضاً مراتب تشكيكية . من هذه الناحية يوجد شوق وجذب في جميع ذرات الكون ، ولكن في كل مرتبة يوجد حكم خاص بها يظهر أحياناً بصورة جذب ودفع في أساس جواهر المعدن ، وأحياناً يتجلى بصورة أخذ وعطاء ، وأمثال ذلك في النباتات الخضراء ، وأحياناً يظهر كشهوة وغضب في الحيوانات غير الأليفة ، ويظهر احياناً بصورة ميل ونفور في الحيوانات المدجنة وبعض الأشخاص غير المتربيّن . وعند ذلك يقطع مسافات طويلة حتى يصل بصورة تولي وتبري وحب في الله وبغض في الله .
إن المهم في هذه المسألة هو الانتباه إلى هذه النكتة وهي هل أن سر خلق المرأة والرجل وسر ميلهما إلى بعضهما ودافع تأسيس الأسرة وتربية إنسان كامل هو الميل الجنسي الذي ليس فيه هدف غير إطفاء نائرة الشهوة ، ويحصل في الحيوانات الوحشية أكثر من الإنسان ، والذي تتشبث به الجاهلية الجديدة مثل الجاهلية القديمة ؟ أم ان تعاطف المرأة والرجل وهدف تشكيل دائرة التراحم وتربية مظهر خليفة الله وجامع الجلال والجمال وكل اسماء الله هو الميل العقلي والرأفة القلبية والأنس الاسمائي حتى يستطيع تربية معلم الملائكة ويستخدم ملائكة كثيرين . ويحل سر كثير من أسرار الخلق و ... ؟ لأن الميل الجنسي موجود أيضاً في الحيوانات الذكور والإناث وليس مطروحاً مسألة الدافع الإلهي والعقلي في ما يتعلق بخلق الحيوان الانثى ، إلا السر العام للخلقة وكيفية خلق زوجين من كل جنس سواء من النبات والحيوان ، وتحليل ذلك خارج عن إطار البحث .
بناء على هذا فان السر الأصيل لخلق المرأة هو شيء غير الميل الغريزي واطفاء ثائرة الشهوة أخبر به الله تعالى ؛ ففي القرآن الكريم في الآية 189من سورة الأعراف والآية 21 من سورة الروم ورد بيان سكون المرأة والرجل واعطيت الاصالة في ايجاد هذا السكن إلى المرأة واعتبرت أساساً في هذا الأمر النفسي ، ووصف الرجل بكونه منجذباً لرأفة المرأة ضمن اعتبار ان حقيقة كليهما جوهرة واحدة ، وليس هناك أي إمتياز بينهما من حيث المبدأ القابلي للخلق . كما بيّن سابقاً في سورة الأعراف . قال تعالى : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) .
المقصود من نفس واحدة هي حقيقة واحدة وجوهرة واحدة ، أي ان المبدأ القابلي لكم جميعاً أيها الناس هو حقيقة واحدة وفي هذا الأمر ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل كما انه ليس هناك أي امتياز بين الإنسان الأوّلي وغير الأوّلي ، وهذا النوع من التعابير هو كالتعبير ببني آدم الذي يشمل جميع الناس حتى آدم عليه السلام أيضاً مثل آية الذرية : ( وإذ أخذ ربك من بني من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) (15) .
حيث أن أخذ الميثاق هذا لا يختص بأبناء آدم بل يشمل آدم عليه السلام أيضاً .
ان كلمة نفس في الآية المذكورة لها تأنيث سماعي ومجازي وليس حقيقياً ، وتأنيث كلمة واحدة حاصل بهذا اللحاظ ومعنى نفس واحدة هي حقيقة واحدة وأصل فارد .
المقصود من زوج في هذه الآية هي المرأة التي هي زوجة الرجل وأفضل تعبير للمرأة هي كلمة زوج وجمعها أزواج وليس زوجة التي جمعها زوجات ، والتعبير عن المرأة بكلمة زوجة ليس فصيحاً بل ان الراغب اعتبرها في المفردات لغة رديثة ، لذا لم تذكر المرأة في أي جزء من القرآن بعنوان زوجة ولم تذكر نساء الدنيا أو الآخرة بعنوان زوجات بل ذكرن فقط بعنوان زوج وأزواج ؛ ولأن عنوان امرأة طرح مع تعبير زوج ، يستفاد من الآية ان الرجل بعنوان زوج وضمير مذكر ليسكن يعود إلى الرجل أي أن الرجل بدون المراة ليس لديه سكينة وهو يحتاج إلى أنيس .
وضمير إليها ـ المؤنث يعود إلى الزوج أي المرأة ، ويصبح مفاد ذلك هكذا أن الميل الأنسي هو الرجل إلى المرأة ولا يأنس بدونها ويأنس معها ويسكن وتتضمن آية سورة الأعراف مسائل أخرى خارج إطار هذا البحث . ومرجع ضمير ـ إليها ـ ليس هو نفس واحدة بل كما ذكر أن مرجع الضمير هو الزوج الذي استعمل بمعنى المرأة في سورة الروم قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) . المسائل التي تستنبط من هذه الآية الكريمة غير التي تستظهر من آية سورة الأعراف هي عبارة عن :
1 ـ ان جميع النساء هن مثل الرجال من حيث جوهرة الوجود وأصل المبدأ القابلي ، وخلق أية امرأة ليس منفصلاً عن خلق الرجل ، طبعاً مسألة الطينة لها حكم منفصل فطينة أولياء الله ممتازة عن غيرهم وهذا البحث لا يختص بالمرأة أو الرجل ، وليس هناك أي فرق في هذا التماثل بين أول إنسان والناس اللاحقين كما أنه ليس هناك أمتياز من هذه الناحية بين الأولياء والآخرين .
2 ـ جميع النساء هن من سنخ جوهرة الرجل من حيث الحقيقة ، مثل التعبير الذي ذكر في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) (15) ـ ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) (17) . طبعاً هناك فرق كثير بين الوجود النير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والآخرين ، ولكن هذا لا يؤدي إلى أن يكون الوجود المبارك للرسول صلى الله عليه وآله وسلم نوعاً منفصلاً عن النوع المتعارف للإنسان ، كما أن الوجود النير لفاطمة الزهراء عليها السلام له ميزات كثيرة لا توجد في غير الأنبياء والأئمة عليهم السلام وهذه الميزات المعنوية لا تمنع الوحدة النوعية لفاطمة الزهراء عليها السلام مع النساء الأخر .
3 ـ ان منشأ ميل الرجل إلى المرأة وسكن الرجل في ظل الأنس إلى المرأة هو المودة والرحمة التي جعلها الله بينهما ، وهذه المودة والرحمة الإلهية هي غير ميل غريزة الذكر والأنثى الموجودة في الحيوانات أيضاً ، وفي القرآن لم يذكر الميل الشهوي للحيوانات كآية إلهية ، ولا يلاحظ تأكيد على ذلك ، وما ورد في حديث زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام يؤيد أن الاصالة في ميل الرجل إلى المرأة هي المحبة الإلهية ؛ لأن مسألة الشهوة الجنسية أعطيت لآدم بعد الأنس الإنساني لآدم عليه السلام بحواء طبق الحديث السابق ، وفي المرتبة السابقة حيث كان الكلام عن الرأفة القلبية لم يطرح كلام عن الغريزة الشهوية أصلاً ، ومن هذه الناحية كانت المرأة محبوبة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وقرة عيني في الصلاة (18) ، وفي ضوء هذه الرؤية روى الإمام الباقر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما بني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله تعالى من التزويج (19) . وروى الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من تزوج أحرز نصف دينه .... )(20) ، وقال الإمام الصادق عليه السلام : أكثر الخير في النساء (21) .
لو تشاهد مسألة انسجام المراة والرجل ببصيرة ملكوتية فان حكمها هو الذي ذكر ، وإذا نظر إليه بنظرة ملكية فان حكمها هو الذي قاله الإنسان الكامل علي بن أبي طالب : حياء يرتفع وعورات تجتمع ، أشبه شيء بالجنون الإصرار عليه هرم ، الافافة منه ندم ..... (22) طبعاً إن النكاح هو سنة الأنبياء خاصة خاتمهم صلى الله عليه وآله وسلم والشيء الذي هو أشبه بالجنون ويؤدي الى ارتفاع الحياء وقاعدة للندم ليس سنة بل ان السكينة والمودة والرحمة التي هي جاذبية إلهية بين الرجل والمرأة وتكون أساس تشكيل دائرة الرحم وتأسيس الأرحام والمحارم وتأمين العلاقات العائلية الرؤوفة التي هي أرضية بناء نظام إنساني رفيع ، لهذا لم يعتبر بعض فقهاء الإسلام عقد النكاح عقداً معاوضياً بين شخصين هما المرأة والرجل ، بل يرونه معاهدة مشوبة بالعبادة ، لهذا لا يرون لزوم عقد النكاح الذي هو من العقود اللازمة مثل عقد البيع والإجارة و .. ويعدون شرط الخيار في ذلك باطلاً .
رغم اختلافهم في بطلان عقد النكاح بواسطة شرط الخيار ، وسر المسألة هو أن لزوم العقود اللازمة قسمين القسم الأول اللزوم الحقي والقسم الثاني اللزوم الحكمي ، القسم الأول فلأن اللزوم فيه هو حق طرفي المعاملة فهو قابل للفسخ بقيوده الخاصة ، مضافاً إلى تجويز هذا الخيار من قبل شرع الإسلام مثل خيار المجلس وخيار الحيوان ، مع الخيارات التنفيذية التي تكون سابقة لأصالتها بين العقلاء مثل خيار تعذر التسليم ، خيار تبعض الصفقة وغيرها ، فتعتبر قبالة للفسخ ، وكذلك لها صلاحية الفسخ بشرط الخيار بدون ظهور أحد الأسباب المذكورة ، وعدا كل هذه يمكن إقالة ذلك بتقابل الطرفين ، ولأنه حق الطرفين فله صلاحية الإنحلال بتراضيهما . وأما القسم الثاني فلأن اللزوم في ذلك ليس حق الطرفين بل هو حكم الله ، وليس حقاً صرفاً للمتعاملين ، لذا لا يمكن إقالته إلا في حالة إجازة الشرع مثل الطلاق أو ظهور عيب يسبب الفسخ ، الغرض ان رأي بعض الفقهاء حول بطلان شرط الخيار في عقد النكاح هو أنه توجد في ذلك شائبة عبادة ، وليس مجرد عقد معاوضي (23) .
ومضافاً إلى الاستدلال بالإجماع لأبطال شرط الخيار ، يتمسك أيضاً ببعض الوجوه الاعتبارية مثل ان شرط الخيار سبب انحطاط المرأة وهتك حيثيتها .
أن رؤية الإسلام للمرأة وتنظيم حقوقها ، وان حيثيتها لها جنبة حق الله وليس حق الناس ، ولا يجوز هتك حرمتها لأحد ، والجميع مكلفون بالحفاظ على مقام المراة مشهودة في خلال الأحكام الدينية ، فمثلاً إذا تجاوز أحد على حيثيتها وهتك ناموسها يجب أن يحد ولا يسقط حد الزاني لأي سبب ، لا رضى الزوج ولا رضى المرأة نفسها ، لأن ناموسها له جنبة حق لله ، وليس هو كالمال إذا سرق ورضي المسروق منه يسقط الحد ، ولكن مدنية الغرب أو الشرق المادي تعتبر ناموس المرأة كالبضاعة لذا يبرأ المتهم اذا رضيت المرأة أو رضي الزوج ويغلق الملف ، كما كان رائجاً في الجاهلية القديمة . ولكن بمجيء الإسلام لا مجال للجاهلية الجديدة ولا للجاهلية القديمة ( قل جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد ) (24) .
في الختام نذكر كلام إنسان كامل هو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام رواه من إنسان كامل آخر هي فاطمة الزهراء عليها السلام ، ففي حديث ذكر فيه مسألة الكلام الجيد في مراسم تجهيز الأموات ثم قال : فان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض أبوها ساعدتها جميع بنات بني هاشم فقالت : دعوا تعداد وعليكم بالدعاء (25) .
أي أن الزهراء عليها السلام قالت لبنات بني هاشم اللواتي كن يساعدنها في المأتم بعد رحلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث تركن الزينة وارتدين لباس الحزن ، بأن يتركن هذه الحالة وينصرفن للدعاء . الهدف من هذا الحديث هو أن الإمام علي عليه السلام معصوم وجميع أقواله هي حجة ، لكنه تمسك بكلام معصوم آخر لتثبيت مسألة ، والإنسان المعصوم جميع لوكه وكلامه وكتابته وقيامه حجة الله . وليس هناك فرق بين المرأة والرجل في هذه الناحية.
وكما ان سنة الأئمة المعصومين عليهم السلام هي حجة كذلك سنة الزهراء عليها السلام هي حجة شرعية وسند فقهي ، وإذا سلكت المرأة طريق تعلم العلوم والمعارف وتركت زينة الدنيا فهي كالرجل وإذا ترك الرجل طريق العلوم الإلهية وانشغل بزينة الدنيا فهو كالمرأة ، وسر هذا التقسيم هو الغلبة الخارجية التي انتقلت إلى الأجيال الآخرى من أثر نقص التعليم والتربية في الانظمة غير الإسلامية . من هنا يتضح أن الوصف الذاتي الذي لا يتغير للمرأة ليس هو الإنشغال بالحلية والزينة لتكون غائبة ومحرومة في الاحتجاجات العقلية والمناظرات العلمية ، والمخاصمات الدفاعية ، فالآية المباركة : ( أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) (26)
ليست في صدد تبيين الحقيقة النوعية للمرأة وبيان فصلها المقوم الذي لا يتغير بتغيير النظام التربوي .
والآن حيث اتضحت جلالة المرأة وعظمة خلقها ، وظهر جمالها العاطفي في ظل جلال حصافتها ، تتضح رسالتها وهي إظهار الجلال الإلهي في كسوة جمال الرأفة والعاطفة . كما ان رسالة الرجل هي إظهار الجمال المحبوب في ظل جلال العقلانية ، ومن هذه الناحية سمي هذا الكتاب بالمرأة في مرآة الجلال والجمال ، رغم أن الجلال والجمال هما من سنخ المفهوم وليس الماهية ولا يسهل تحديدهما الماهوي ، ولكن كما ان الجمال الظاهر يدرك بالحواس الظاهرة كذلك الجمال الباطن يدرك بالحواس الباطنة ، والحمد لله رب العالمين .
المصادر :
1- نهج البلاغة ، الخطبة 27 .
2- نهج البلاغة ، الرسالة 31 .
3- الموطّأ ، كتاب النكاح 370 ـ 371 .
4- سورة البقرة ، الآية : 27 .
5- سورة الرعد ، الآية : 25 .
6- سورة الاحقاف ، الآية : 15 .
7- سورة لقمان ، الآية : 14 .
8- تحف العقول ، رسالة الحقوق للإمام السجّاد عليه السلام .
9- بحار الأنوار ، طبعة بيروت ، ج 100 ص 164 ـ 167 .
10- المصدر السابق
11- سورة الفرقان ، الآية : 54 .
12- سورة النساء ، الآية : 1 .
13- تفسير الميزان ، ج 4 ص 144 .
14- ج أول ، باب 17 ، ح 3 ص 379 كتاب النكاح .
15- سورة الأعراف ، الآية : 172 .
16- سورة آل عمران ، الآية : 164 .
17- سورة التوبة ، الآية : 128 .
18- الخصال للصدوق . باب ثلاثة .
19- من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 383 .
20- المصدر السابق .
21- المصدر نفسه ص 385 .
22- الغرر والدرر ، ج 3 ص 417 .
23- مسالك الأفهام ، للشهيد الثاني .
24- سورة سبأ ، الآية : 49 .
25- الخصال ، للصدوق ص 618 .
26- سورة الزخرف ، الآية : 18 .