نظرتان حول المرأة

اختلاف فکرالمدرسة الإلهية والمدرسة الالحادية في نظرياتهما حول المرأة ادی الی ظهور تباین وفرق في النظرة العامة في المجتمعات المختلفة حسب القوانين والنظم السائدة في تلک المجتمعات .
Tuesday, January 23, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
نظرتان حول المرأة
 نظرتان حول المرأة



 

اختلاف فکرالمدرسة الإلهية والمدرسة الالحادية في نظرياتهما حول المرأة ادی الی ظهور تباین وفرق في النظرة العامة في المجتمعات المختلفة حسب القوانين والنظم السائدة في تلک المجتمعات .
الفرق بين المدرسة الإلهية والمدرسة الالحادية هو أن أولئك يقولون : ان المرأة والرجل لا يختلفان ، أي ان حقيقة الإنسان هي البدن ، وهذا البدن صنع بنحوين ، وهذان النحوان متساويان .
والمدرسة الإلهية تقول : إن كل حقيقة الإنسان هي روحه رغم ان البدن لازم وضروري ، وبما ان الروح ليست مذكراً ومؤنثاً فاختلافهما سالبة انتفاء الموضوع وليس بانتفاء المحمول .
رذائل ، ليست مذكرة ولا مؤنثة :
كما أن الأمراض التي هي مسائل خلاف القيم تنسب إلى القلب ، تلك الأمراض المضادة للقيم ، ليست مذكرة ولا مؤنثة . مثلاً قال تعالى : لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سورة الأحزاب :
( .. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) (1) .
يستفاد من هذه الآية الكريمة ان الرجل الذي يطمع لسماع صوت المرأة غير المحرم ، هو مريض ، هذا المرض ليس مذكراً ولا مؤنثاً ، وذلك القلب المبتلى بهذا المرض لا هو مذكر ولا مؤنث . كما قال تعالى في مسألة كتمان الشهادة في محكمة العدل في النظام الإسلامي :
( .. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ..... ) (2) .
إذا كتم شخض الشهادة اللازمة في محكمة العدل ولم يؤدها فان قلبه عاصٍ ، العصيان والذنب مضاد للقيم ، والقلب المبتلى بالذنب ، كل منهما ليس مذكراً ولا مؤنثاً ، كما ان الرؤى والمعارف والمسائل الإسلامية والقلبية التي تعلم ليست مذكرة ولا مؤنثة ، قال تعالى بشأن القلب الذي يرى :
( .. ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) (3) .
وقال بشأن القلب الأعمى بالنسبة إلى المعارف :
( ... فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) (4) .
ذلك الجاهل هوالقلب ، ذلك العالم هو القلب أيضاً ، الشيء الذي هو مادي ليس وعاء للفكر والشيء الذي هو مجرد لا تقبل وصفاً مادياً ، بناء على هذا لا هو مذكر ولا مؤنث .

الملائكة مظهر للروح :

ان القرآن الكريم حين يخطىء كلام الوثنيين في مسألة أنوثة الملائكة ، ليس بهدف ان يثبت ذكورتهم ، بل من أجل ان يقول : إنهم منزهون عن الذكورة والأنوثة . وإذا عرفهم بصفة عباد مكرمون :
( .. بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) (5) .
فانه يذكر هذه الأوصاف نفسها أيضاً للأولياء ، أي ان موصوف هذه الصفة ليس مؤنثاً ولا مذكراً ، ذلك لأن موصوفه ليس الإنسان ولا هو ملك . حقيقة الروح تلك إذا حصلت بهذه الصورة تصبح إنساناً ، وإذا ظهرت بتلك الصورة تصبح ملكاً ، فهي كائن مجرد غاية الأمر أن هذه الكائنات المجردة تختلف درجاتها وشؤونها الوجودية ، بعضها في حد ملائكة ، وبعض الملائكة أفضل وأكمل ، مثل الناس الكاملين و ...
الروح ، تلميذ القرآن :
عندما جعل الله سبحانه ، القرآن الكريم منهاجاً دراسياً ، وعرف نفسه معلماً ، فالعلم هو الله ، والمنهاج الدراسي هو القرآن ( الرحمن * علّم القرآن ) والتلميذ الذي يتعلم القرآن هو الروح وليس البدن ، الإنسان يترك هذا البدن في عالم الرؤيا وتحل له كثير من المسائل . هناك لا مذكر ولا مؤنث ، طبعاً في عالم الرؤيا لأنه عالم برزخي يرافقه بدن برزخي ، ولكن الذي يفهم هي الروح التي لا هي مذكر ولا مؤنث .
إن السلامة المعنوية فضيلة والمرض المعنوي رذيلة ، وموصوفهما هو القلب والروح ، وهما ليسا بمذكر أو مؤنث .
ثم ، كما ان بعض الموصوفات مذكرة وبعض الموصوفات مؤنثة ، أي ان أبدانهما هكذا ، فالذين لهم بدن مذكر يختلفون عن بعضهم ، والذين لهم بدن مؤنث يختلفون كذلك أيضاً . أحياناً يختلف هذان الصنفان بلحاظ البدن وليس بلحاظ الروح . هذه هي خصائص مقطعية لا أنها تكون موصوفاً أو صفة في أصل البحث .
هذا هو طرح البحث ومصادر البحث محور البحث وموضوع البحث ، وذلك أيضاً استدلال القرآن . بناء على هذا فالآيات التي تقول : المذكر أو المؤنث ـ أي سواء كان البدن من هذا الصنف أو من ذلك الصنف ـ ليس له مدخلية ، هي إعلان لعدم تدخل البدن وليس اعلاناً لعدم الاختلاف ، كما لو قيل للإنسان المصلي : يجب أن ترتدي لباساً للصلاة ، ويجب أن يكون ذلك اللباس طاهراً وحلالاً ( سواء أبيض أو أسود ) أي ان الأبيض والأسود ليس دخيلاً ، ولكنهما موجودان ومتساويان ، ما هو دخيل هو الجامع بينهما . ( أي ان الأبيض والأسود ليس له دور ) بل أصل الستر هو المعتبر . فمسألة الذكورة والانوثة لا توجد أساساً في محور الروح حتى نبحث هل لها تدخل أم لا .
جاء في القرآن الكريم :
( من عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) (6) .
أي ان هناك شيئين فقط لهما دور في الوصول إلى الحياة الطيبة ، أحدهما : حسن فعلي يسمى ( العمل الصالح ) والآخر : حسن فاعلي يسمى ( ايمان الروح ) ، سواء كان البدن مؤنثاً أو مذكراً . فعبارة ( وهو مؤمن ) تتعلق بالحسن الفاعلي ، أي أن الروح يجب أن تكون مؤمنة و ( عمل صالحاً ) تتعلق بالحسن الفعلي ، أي أن العمل يجب أن يكون صحيحاً . العمل الصحيح يصدر من العامل الصحيح ، وعندما يضم هذان الحسنان إلى بعضهما يثمران حياة طيبة .
خلاصة الكلام :
1 ـ بناء القرآن الكريم ، أي الإسلام هو ان يتكلم حول المرأة والرجل بصورة قضية ( سالبة بانتفاء الموضوع ) وليس بعنوان ( موجبة محصلة ) ولا بعنوان ( سالبة بانتفاء المحمول ) .
2 ـ الله تعالى أسند في القرآن الكريم التعليم والتربية إلى الروح ، والروح ليست مذكراً ولا مؤنثاً .
3 ـ القرآن الكريم يعلمنا المسائل بثلاثة طرق : أي : طريق العلم الحسي ، العلم العقلي والعلم القلبي والشهودي ، ويذكر نماذج من النساء والرجال الذين قطعوا هذه الطرق .

عدم تأثير الذكورة والأنوثة في الخطابات الإلهية

هذه المسألة بينت بشكل مفصل ، وثبت أن المسائل القيمية ليس لها وصف ذكورة أو أنوثة . وقد بين القرآن الكريم هذا المعنى لفظاً ومعنى بشكل دقيق ، وحكم بأن المسائل القيمية هي ما وراء الذكورة والانوثة ، وحكم أيضاً بأن موصوف هذه الأوصاف هي روح الإنسان ، والروح لا هي مذكر ولا مؤنث .
القرآن من حيث المحتوى يقول إن الكمالات الإنسانية تكمن في معرفة المبدأ ، ومعرفة المعاد ومعرفة الوحي والرسالة ، أي ان الكمال هو في الرؤية الكونية الإلهية ، وبمعنى ان للعالم بداية باسم ( الله واسمائه الحسنى ) وله نهاية باسم ( المعاد ) والقيامة وجهنم والجنة و .. وبين هذه البداية والنهاية صراط مستقيم ، وان مسألة الوحي والنبوة هي هذا الصراط المستقيم .
ولأنه ـ في كل العالم ـ ليس هناك سوى المبدأ والمعاد والعلاقة بين المبدأ والمعاد ، لذا فأصول الدين ليست غير هذه الأصول الثلاثة : الأول ، معرفة المبدأ ؛ الثاني ، معرفة المعاد ، الثالث ، معرفة النبي ، وقيل ان الجملة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام :
( رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين ) (7) .
تتعلق بهذه الأصول الدينية الثلاثة ، ولا يشترط الذكورة والأنوثة في فهم هذه الأصول الثلاثة ، أي لا الذكورة هي شرط ولا الأنوثة مانع ، والانبياء الذين دعوا الناس إلى هذه الأصول الثلاثة لم يرسلوا دعوة خاصة للرجال . ولم يحرموا النساء من المشاركة في هذه المراسم .
عندما يقول القرآن على لسان النبي الأكرم :
( أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) (8) .
فان هذه الدعوة تشمل جميع الناس . وإذا كان أحد الأنبياء قد كتب دعوة إلى أحد الرجال بصفته رئيس أحد البلدان فان هناك نبياً آخر قد كتب دعوة إلى إحدى النساء بصفتها رئيسة أحد البلدان ، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا رجالاً رؤساء إلى الإسلام ، فان سليمان عليه السلام دعا أيضاً امرأة رئيسة إلى الإسلام ، فالدعوات عامة وكذلك المدعوين ، ولا يوجد في هذا أي اختصاص .
لغة القرآن ، لغة ثقافة الحوار :
رغم ان الله تعالى قال في شأن جزاء الأعمال :
( كل امرىء بما كسب رهين ) (9) .
( 73 )
ولكن ( أمرىء ) هذه ليست في مقابل ( امرأة ) ، بل ان طريقة الحوار هي ان يذكر الإنسان بصفة إنسان وليس بصفة رجل في مقابل المرأة .
عندما تتواجد المرأة والرجل في ساحة الثورة ، يقال ان أهل إيران ثاروا ، أو إذا كان لدى امرأة ورجل سؤال عن موضوع يقال : ان ( الناس ) يقولون هكذا هؤلاء الناس أي ( جماهير الناس ) لا خصوص الرجل أو المرأة .
بناء على هذا . في الآية التي تقول :
( كل امرىء بما كسبت رهين ) ليس المقصود هو الرجل في مقابل المرأة ، حيث ان هذا المعنى بينه تعالى في آية أخرى بتعبير ( نفس ) وقال :
( كل نفسٍ بما كسبت رهينة ) (10) .
وأحياناً يعبر بـ ( الإنسان ) ويقول :
( ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) (11) .
بناء على هذا ، فان مسألة الجزاء ومسألة المعاد لا تختص بمجموعة خاصة ، ولأن المعاد هو عودة إلى المبدأ فكل إنسان مسؤول تجاه عمله ، وهنا لا مدخلية للذكورة أو الأنوثة ، وكذلك في معرفة المبدأ والتقرب إليه . هذه تعابير معنوية في القرآن الكريم .
المصادر :

1- سورة الأحزاب ، الآية : 32 .
2- سورة البقرة ، الآية : 283 .
3- سورة التغابن ، الآية : 11 .
4- سورة الحج ، الآية : 46 .
5- سورة الأنبياء ، الأيتين : 26 ـ 27 .
6- سورة النحل ، الآية : 97 .
7- نهج البلاغة ، الكلمات القصار .
8- سورة يوسف ، الآية : 108 .
9- سورة الطور ، الآية : 21 .
10- سورة المدثر ، الآية : 38 .
11- سورة النجم ، الآيات : 39 ـ 41 .
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.