
هو يزيد بن قيس بن تمام بن حاجب بن الأرحبي من بني صعب بن رومان من همدان ، وهو من رؤساء اليمانيين الكبار. أدرك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسكن الكوفة (1).
ولمّا ثار أهل الكوفة سنة 34 (2) للهجرة على سعيد بن العاص" أمير الكوفة" المعيّن من قبل الخليفة عثمان بن عفّان وكان آنذاك في المدينة ، فلمّا رجع سعيد نزل في العذيب ، أرسل إليه مالك الأشتر ألف فارس بقيادة يزيد بن قيس ، وعبد الله بن كنانة العبدي ، وأمرهما بمنع سعيد من دخول الكوفة ، ويأمرانه بمغادرة مكانه حالا وبدون تأخير ، وإلّا فسوف يقتل ، فرجع سعيد إلى المدينة (3).
ثمّ اجتمع قرّاء أهل الكوفة ، ونصبوا يزيد بن قيس أميرا عليهم ، وبعد أن هدأت الحال بعزل سعيد عن الكوفة استجابة لمطاليب أهل الكوفة ، تمّ تعيين أبي موسى الأشعري أميرا فعزل يزيد (4).
وكان يزيد بن قيس مع الإمام عليّ في حروبه ، وولّاه شرطته (5).
ويزيد بن قيس هو : من الخطباء ، الفصحاء ، الشجعان ، فقد جاء إلى الإمام عليّ عليهالسلام في أوائل أيّام حرب صفّين وقال له : (يا أمير المؤمنين ، نحن على جهاز وعدّه ، وأكثر الناس أهل قوّة ، ومن ليس بمضعّف وليس به علّة ، فمر مناديك فليناد الناس يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة ، فإنّ أخا العرب ليس بالسؤوم ، ولا النؤوم ، ولا من أمكنه الفرص أجلها ، واستشار فيها ، ولا من يؤخر الحرب في اليوم إلى غد وبعد غد) (6).
وكان يزيد بن قيس من المحرضين على القتال في حرب صفّين ، فقد خطب وقال : (إنّ هؤلاء القوم ، والله ما إن يقاتلون على إقامة دين رأونا ضيعناه ولا إحياء عدل رأونا أمتناه ، ولن يقاتلونا إلّا إقامة الدنيا ، ليكونوا جبابرة فيها ملوكا) (7).
وقال ثمامة بن حوشب يخاطب معاوية بن أبي سفيان :
معاوي لا تسرع السير نحونا / فبايع عليّا أو يزيد اليمانيا (8)
ولمّا حصلت الهدنة بين الإمام عليّ عليهالسلام ومعاوية بن أبي سفيان في حرب صفّين وتبودلت الرسائل والرسل بن الطرفين ، كان يزيد بن قيس من رسل الإمام عليّ عليهالسلام (9).
وعند ما رجع الإمام عليّ عليهالسلام من البصرة إلى الكوفة سنة 36 للهجرة ، عيّن يزيد بن قيس أميرا على المدائن وجوخا كلّها (10) ، وعيّن مخنف ابن سليم على أصبهان وهمدان (11).
وكان جماعة من وجوه أهل الكوفة ونسّاكهم قد كتبوا إلى الخليفة عثمان بن عفّان ، منهم : معقل بن قيس الرياحي ، وعبد الله بن طفيل العامري ، ويزيد بن قيس الأرحبي ، وسليمان بن صرد الخزاعي وغيرهم ، (أنّ سعيد ابن العاص كتب إليك عن جماعة من أهل الفضل والدين ، فحمّلك أمرهم على ما لا يحلّ ، وإنّا نذكرك الله في أمّة محمّد ، فإنّك قد بسطت يدك فيها ، وحملت بني أبيك على رقابها ... الخ). (12)
قتل يزيد بن قيس في معركة صفّين سنة 37 للهجرة (13).
المصادر :
1- الزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٢٤١.
2- تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ١٨٠ وتاريخ الطبري. ج ٤ / ٣٣٠.
3- عبد القادر بدران ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر. ج ٦ / ١٣٨.
4- ابن سعد ـ الطبقات. ج ٥ / ٣٤ والزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٢٤١.
5- المصدر السابق الثاني.
6- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ٢ / ١١٣.
7- الزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٢٤١.
8- يزيد اليمانيا : هو يزيد بن قيس.
9- الزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٢٤١.
10- وذكر الزركلي : بأن يزيد بن قيس عيّنه الإمام عليّ على إمارة الريّ وأصبهان وهمدان ـ نفس المصدر السابق.
11- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ١٤.
12- عمر بن شعبة النميري البصري ـ تاريخ المدينة المنورة. ج ٢ / ٢٠٥.
13- نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ٤ / ٢٨٦.