أهمية طاعة ولي الأمر

لقد أدى تخلي الناس عن نصرة أئمة أهل البيت عليهم السلام إلى حرمان الأمة من القيادة الصالحة وعدم إقامة حكومة العدل، ومن هنا نعرف أن إقامة الحكومة الإسلامية العادلة لا ترتبط بخصوص ولي الأمر الفقيه العادل بل هي
Monday, February 12, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
أهمية طاعة ولي الأمر
أهمية طاعة ولي الأمر


لقد أدى تخلي الناس عن نصرة أئمة أهل البيت عليهم السلام إلى حرمان الأمة من القيادة الصالحة وعدم إقامة حكومة العدل، ومن هنا نعرف أن إقامة الحكومة الإسلامية العادلة لا ترتبط بخصوص ولي الأمر الفقيه العادل بل هي وظيفة مشتركة بين الولي وسائر أفراد الناس وتخلف أحدهما عن أداء واجبه سوف يؤدي إلى تعطيل هذه الحكومة المنشودة.
وظيفة الأمة
وبعد أن عرفنا صلاحيات الولي وما يجب عليه لا بد وأن نبحث عن وظيفة الأمة تجاه الولي..

الأول: الإنقياد والطاعة

يعتبر ولي الأمر قائداً ترجع إليه الناس وتمتثل أوامره ضمن مساحة ولايته.
أدلة وجوب الطاعة لأولي الأمر
ولاثبات لزوم الطاعة للولي نذكر:
أولاً: إنه لا معنى لجعل الولاية للفقيه دون فرض الطاعة له على الأمة، لأن هذه الولاية سوف تصبح معطَّلة. فإن الولاية لم تجعل للفقيه لتعطيه مكانة اجتماعية أو منزلة دنيوية بل هذه الولاية أعطيت له كوسيلة لتحقيق دولة العدالة والقسط.
وهذا لا يتحقق إلا مع وجود أمة مطيعة لهذا الولي ممتثلة لأوامره.
ثانياً: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم)(1).
فالاية الكريمة تأمر الناس أولاً بالطاعة للَّه عزَّ وجلّ‏َ في أحكامه التي بلّغها رسوله عنه عزَّ وجلّ‏َ. وأما طاعة الرسول وأولي الأمر فإنما تكون في أوامرهم التي تسمى (الأحكام الولائية) الصادرة عنهم. والمراد من أولي الأمر أصحاب الولاية والحكومة الشرعيون الذين تصّبهم اللّه تعالى والذين لهم حق الأمر والنهي وفصل الخصومات.
وهذا الأمر ينطبق على الولي الفقيه الذي هو نائب عن الإمام المفترض الطاعة.

الثاني: المشورة والنصيحة

إن اللَّه عزَّ وجلّ‏َ بعد أن فرض على الناس الطاعة للولي فرض عليهم تقديم المشورة والنصيحة له وقد وردت الايات والروايات التي تحث الإمام والولي على مشاورة الناس والإطلاع على ما يرونه على أن يكون له حق الأمر والنهي والنظر إلى أي الاراء هو الأفضل والعمل به.
إن لزوم تقديم النصيحة على الأمة ينطلق من كون إقامة الحكومة الإسلامية وإقرار حكم اللَّه في الأرض هو واجب على الأمة كما هو واجب على الولي، وكما تكون وظيفة الولي العمل بالمصلحة وما تقتضيه شريعة الإسلام، على الناس تقديم النصيحة له.
قال تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ‏َ اللّهَ يُحِبّ‏ُ الْمُتَوَكِّلِينَ )(2)
والأمر الذي ينبغي فيه المشاورة لا يقتصر على أمور الحرب والقتال بل هو يشمل جميع شؤون الدولة والحكومة بجميع شعبها.

الثالث: أداء المسؤولية

لا بد للأمة من أن تقوم بأداء المسؤوليات الملقاة على عاتقها بأتم وجه، فإن الوصول إلى مجتمع صالح لا يتوقف على مجرد طاعة الأمة للولي في أوامره ونواهيه، بل يتوقف أيضاً على تحمل الأمة لمسؤولياتها وذلك عبر جهات.
أولاً: قيام أفراد الأمة الذين توكل إليهم وظائف في الدولة الإسلامية بأداء هذه الوظائف بالنحو الأحسن والذي يحقق مصلحة الدولة الإسلامية ومصلحة الناس، وأن لا تطغى المصالح الفردية عندهم على المصالح العامة وهذا الأمر يعود بالضرر على الأمة كما يعود بالضرر على الولي الفقيه بل هو في الحقيقة خيانة لهذا الولي الذي يأتمن هذا الإنسان على أمرٍ فلا يؤديه على وجهه.
ثانياً: حسن الانتخاب من قبل الناس، إذا كان تحديد بعض الأشخاص لبعض المناصب في حكومة الإسلام قد أرجعه الولي الفقيه للأمة كانتخاب رئيس الجمهورية أو النواب في السلطة التشريعية أو غيرهم من المؤسسات...
فإن من الواجب على الناس أن تحسن انتخاب هؤلاء الأفراد، لأنهم الذين سيتولون معاونة الولي في إدارة الدولة، والأمانة وحسن الإدارة والكفاءة هي شروط أساسية في هؤلاء، ووصول بعض الأفراد ممن هم لا يمتلكون الصلاحية، سوف يشكل عقبة أمام قيام الولي بواجبه في قيادة الأمة ولذا يحث الإمام الخميني قدس سره على رعاية هذه المسائل حيث يقول:
"امل أن تفكروا في المرشحين لرئاسة الجمهورية وأن تختاروا الأكثر التزاماً فلا تختاروا من تربّى تربية الغرب ولا من تربّى تربية الشرق بل اختاروا المسلم العامل بأحكام الإسلام، والوطني الذي يحمل همّ الشعب"
السبب التاريخي لعدم حكومة العدل بعد النبي صلى الله عليه و اله وسلم تخلّف الناس عن طاعة أولي الأمر الشرعيين.
الطاعة هي من أهم الواجبات على الأمة تجاه الفقيه وقد وردت الايات التي تحث الإنسان على طاعة أولي الأمر.
باعتبار أن إقامة الحكومة الإسلامية وحفظ مصالح المسلمين من الواجبات التي ترتبط بكل أفراد المجتمع الإسلامي كان فرضاً عليهم تقديم المشورة والنصيحة لأولي الأمر.
لا تنحصر المسؤولية بالفقيه الولي بل على كل أفراد المسلمين السعي لتحقيق مصلحة الإسلام؛ عبر أداء المهام الموكولة إليهم بأحسن وجه، وحسن إنتخاب قيادييهم ومسؤوليهم.

خمسة أعمال في وقت واحد

إن سماحة الإمام الخميني قدس سره كان يمارس بشكل دائم وفي وقت واحد أكثر من عمل وعلى سبيل المثال، في أوائل شهر نيسان سنة 1948م استدعاني الإمام قدس سره حدود الساعة السابعة مساءً لانجاز عمل معين، وعندما تشرفت بخدمته كان قد انقضى عن وقت اذان المغرب حدود الساعة والإمام قدس سره ما زال مشغولاً بتعقيبات صلاتي المغرب والعشاء وفي الأثناء يمارس الأعمال التالية:
1 - يحمل المسبحة في يديه ويسبح اللَّه.
2- وهو مستلقي على ظهره يحرك رجليه من الأسفل إلى الأعلى وبالعكس بناء على نصائح وارشادات طبيبه الخاص.
3 - يشاهد التلفزيون من دون صوت.
4 - يستمع إلى الراديو.
5 - إضافة إلى ذلك كان حفيده الصغير "علي" يجلس إلى جانبه ويسعى جاهداً ليقلد حركات الإمام قدس سره ، ولم تمنع جميع الأمور المذكورة الإمام قدس سره من إبراز حنانه وعطفه الأبوي على هذا الطفل الصغير، وهكذا نرى أن الإمام قدس سره كان يقوم بخمس وظائف في ان واحد، وبشكل دائم. ودائماً كنا نشاهد الإمام يمارس رياضة المشي عصر كل يوم، بناءً على أنها من الأعمال الضرورية واللازمة لسلامته وصحته وانطلاقاً من (قوِّ على خدمتك جوارحي)(3)
لأجل خدمة دين اللَّه، وهو يقوم بهذا العمل كان يحمل سبحة ويشتغل بذكر اللَّه وفي اليد الأخرى جهاز راديو يستمع إليه ويطلع من خلاله على كل مجريات الأحداث في الداخل والخارج
بناءً على ما تقدم يمكننا القول أن عمر الإمام الواقعي ليس سبعة وثمانين عاماً من الناحية الكمية للبذل والعطاء...
المصادر :
1- النساء:59
2- ال عمران:159
3- دعاء کمیل
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.