
من الممكن ان يتوهم شخص ، انه إذا يكن هناك فرق بين المرأة والرجل في الكمالات المعنوية ، فلماذا نرى في قسم مهم من المسائل الفقهية أنه يذكر : ( يشترط في أمور ) ثم تذكر من ضمن المسائل مسألة الذكورة ؟ أو يقال : إن الوالي أو مرجع التقليد يجب أن يكون رجلاً ولماذا لا تستطيع المرأة ان تتصدى للمسؤوليات المهمة ؟ .
جواب الشبهة هو ان الإنسان لديه حساب مع نفسه ، يعود إلى الكمالات النفسية ، ولديه علاقة مع الله ، تعود إلى الكمالات العبودية ، ولديه ارتباط مع عالم الطبيعة بل من مطلق الكون ، بعد إلى الربط العلمي ، ولديه ارتباط بالمجتمع يعود إلى الكمالات الاجتماعية . في هذه الكمالات ليس هناك أي تمايز بين هذين الصنفين وكل شخص موظف لأن يكرم نفسه ويكون مهذباً ومتواضعاً ويقوم بتزكية النفس ويتخلص من الكبر والحسد ويكون منيع الطبع وقانعاً و ...
في هذه الأقسام ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل . كل الناس مكلفون بان يقووا علاقتهم العبادية مع الله ، رغم ان العبادة : ( الصلاة قربان كل تقي ) وردت بشان الصلاة خاصة ـ من حيث ان الصلاة عمود الدين ـ ولكن جميع الأعمال العبادية والقريبة هي قربان ( الصوم قربان كل تقي ـ الجهاد قربان كل تقي ـ الزكاة قربان كل تقي ) في هذه الناحية العبادية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل . وفي هذا التعزيز للارتباط بين العبد والخالق ، ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، ولكن الرجل له ارتباط بالرجل والمرأة لها ارتباط بالنساء ، كذلك في ( تعزيز الارتباط الاجتماعي ) بين الفرد والمجتمع ليس هناك فرق بين المرأة والرجل . ولكن الرجل له ارتباط بالرجال والمرأة لها ارتباط بالنساء كما قرر العلماء ، لأن ان يكون للرجال ارتباط بالمرأة لها والمرأة ارتباط بالرجل ، الأعمال المشتركة والاجتماعية لها حساب ، والأعمال الخاصة لها حساب آخر .
المرجعية منصب تنفيذي ، ولكن سند المرجعية ، جذر وقيمة المرجعية ، هي بالفقاهة والاجتهاد ، في الفقاهة والاجتهاد ، الذكورة والأنوثة ليست شرطاً ، سند المرجعية في الأساس هي الفقاهة والعدالة ، وهي تحسب من الكمالات وكمال الفقاهة لا هو مشروط بالذكورة ولا ممنوع عن الأنوثة . والعدالة هي أيضاً كذلك ، من الممكن ان تستطيع المرأة في ظل الفقاهة والعدالة ان تخرج تلاميذاً يصبحون مراجع تقليد ، ولكنها لا تتقبل عملاً تنفيذياً ، وليس معلوماً أن المرأة لا تستطيع ان تصبح مرجع تقليد للنساء ، كما أن المرأة تستطيع ان تكون إمام جماعة النساء ، فقط قيل : ان لا تتصدى للأعمال التنفيذية الموجودة بحضور غير المحرم . وإلا تستطيع ان تكتب بمستوى صاحب الجواهر رضوان الله عليه .
أو يأمر بشأن الفاسقين الآخرين :
( فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) (2) .
لذا قيل إن النساء يستطعن ان يقمن بالفقاهة ويخرجن قضاة ، ولكن لا يتولين القضاء فهو منصب تنفيذي . المرأة تستطيع استنباط جميع المسائل الحقوقية في الإسلام وتخرج طلبة يجلسون في منصب القضاء . المرأة تستطيع ان تصبح مثل صاحب الجواهر في مقام الاجتهاد وتخرج مرجع تقليد وقاضياً . تدرس في جمع طلبة جامعيين في كلية الحقوق لكنها لا تصبح مرجع تقليد وقاضياً .
حل شبهة :
السؤال المطروح هو أن تدريس الرجال هو عمل تنفيذي أم لا ؟ وإذا لم تستطع املأة ان تتصل بالرجال ، فكيف تستطيع ان تخرج قاضياً ، مجتهداً ومرجع تلقليد ؟ وثانياً : إن التعليم من المرأة ، هو إما واجب ، حيث إن إثبات وجوب تدريس الفقه والقضاء على المرأة ليس أمراً سهلاً . أو هو ليس واجباً ، ومع ملاحظة أن سماع صوت المرأة مكروه للرجل ، لذا فان هذه المرأة لا تصل إلى الكمالات بالتدريس ، بل تبتلي بمنقصة وحزازة .
جواب هذه الشبهة هو ، أولاً : إن العمل التعلمي هو غير العمل التنفيذي اليومي ، لأن التدريس في جمع المحققين يختلف عن الاعمال التنفيذية اليومية التي يرافقها اعتراضات ومواجهات وشكاوى من مئات الأشخاص فهذه الأعمال العلمية العميقة لا تؤدي إلى محذور ، فالطالب عارف الوظيفة والاستاذ عارف بالوظيفة أيضاً . وثانياً : إذا استطاعت نساء ان يصلن إلى مقام الفقاهة الشمخ ، يصبح التعليم والتدريس واجباً عينياً ، في حالة أن المرأة تعلم مسألة من المسائل الإسلامية والرجل لا يعلم . وإذا كانت هناك علوم يعرفها الرجل والمرأة أيضاً فالتعليم والتدريس هو واجب كافئي فإثبات وجوب تعليم الجاهلين ـ على المرأة ـ ليس أمرأً صعباً ، ولكن للتعليم أشكال ، فأحياناً بالكتابة ، وأحياناً يحصل بالشريط ، وأحياناً بالترديس الحضوري من وراء حجاب ، وأحياناً من دون حجاب .
إذا وصل شخص إلى المقام العلمي بحيث يستطيع التدريس في مستوى عال في الحوزات العلمية والمراكز العلمية والجامعات ، وإذا كانت المرأة من ( والقواعد من النساء ) فسن الشيخوخة يقتضي أن تتمتع بتخفيف في مسألة الحجاب ، في حالة ان لا تكون ( متبرجات بزينة ) (3)
فكيف بالصوت ، فصوت المرأة ليس عورة من ناحية إذا أرادت ان تتكلم و لا يعتبر مثل الوجه ، رغم ان رعاية الحجاب ( خير لهن ) . وحكم المسألة واضح .
وإن لم تصل إلى حد ( والقواعد من النساء ) ، فإن التعليم إما واجب عيني أو كفائي ، وسماع صوت المرأة إذا كان مكروهاً للرجل ، ولكن كراهية سماع الصوت للمرأة بعيد ـ إلا بدليل خاص ـ لأن مثل هذه الأحكام ليست ملازمة لبعضها البعض ـ مثل أن يقال : إن ستر مقدار من الوجه واليد ليس واجباً على المرأة ، ولكن هل يستطيع الرجل النظر أم لا ؟ فلهذا حكم منفصل ، وفي حالة أن يثبت أن الإسماغع مكروه ، فهذه الكراهة هي مثل الكراهة في العبادات بمعنى ( أقل ثواباً ) ، لا أن تكون من نوع الكراهات الحزازتية الابتدائية . بل هنا أهم ومهم وفي حالة التزاحم تعود كراهتها إلى ( اقل ثواباً ) .
بناء على هذا ، فالشخص الذي يتحمل هذه الكراهة ويدرس من أجل رضى الله ، سواء بصورة كتاب ، أو بصورة شريط ، وإذا لم يمكن ، فمن وراء حجاب ، أو بصورة حضورية . فهذا ليس فيه كراهة ، وإذا كان فيه كراهة فهي مثل الكراهة في باب العبادات .
وكمثال الخطبة المروية عن فاطمة الزهراء عليهم السلام في باب احتجاجات المعصومين عليهم السلام ، تتعلق بمسألة التعليم ، لم يكن واجباً ان تطرح الزهراء عليها السلام تلك الخطبة التوحيدية المفصلة من أجل استرداد فدك أو استحقاق خلافة زوجها . هذه الخطبة كانت تعادل جزء من القرآن الكريم تقريباً .
كان الذين حفظا ونقولا تلك الخطبة قليلين ، من الحافظين والرواة لتلك الخطبة النورانية زينب عليها السلام . فقد قهمت تلك المراة الصغيرة السن في ذلك الوقت الخطبة وروتها . ما هي الضرورة في قراءة الزهراء عليهم السلام لهذه الخطبة التوحيدية الرفيعة في ذلك الجمع ، كان للتعليم والتدريس وللمناظرة السياسية والمشاركة والحضور في الساحة لاسترداد الخلافة وفدك .
مقارنة خطبة الزهراء مع بعض خطب نهج البلاغة (4) :
ورد حديث معروف في عظمة الزهراء عليهم السلام وأنه لو لم يكن علي ابن أبي طالب ، لم يكن للزهراء كفؤ وزوج ( آدم ومن دونه ) لتوضيح هذا الحديث ، من الجيد ملاحظة كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة وكلام فاطمة الزهراء عليهم السلام حتى يشاهد التساوي بينهما . بيان هذه المسألة هو (5) :
ان العترة الطاهرة ليسوا منفصلين عن القرآن في أية مرحلة من المراحل العلمية لأنهم القرآن الناطق ، أي ليست هناك في القرآن مسألة لا يعرفها هؤلاء ، كما انه كل كمال لديهم ، موجود في القرآن . وإلا يأتي محذور انفكاك القرآن عن العترة أو انفكاك العترة عن القرآن . لذا كل وصف في القرآن الكريم موجود في العترة الطاهرة أيضاً .
آيات القرآن الكريم ليست كلها بمستوى واحد ، رغم ان جميع السور معجزة ولكن الإعجاز له مراحل أيضاً . فمثلاً ان الى معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معجزة ولكن العروج له درجات ، في بعض الدرجات كانت الملائكة عموماً وجبرائيل عليه السلام خصوصاً يرافقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي بعض آخر حين يصل إلى بحر النور ، هناك يظل الملائكة عند الساحل ويعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحر النور ، أو هناك حيث الكلام في :
( ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى ) (6) ..
هناك الكلام ليس في الفلك والملك . مع أن السير والعروج كله معجزة .
القرآن الكريم كله معجزة مثل معراج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن ( تبت يدا أبي لهب ) ليست مثل ( قل هو الله أحد ) والآيات الأخرى في القرآن ليست بدرجة ( شهد الله ) .
لذا أكد الحديث والسنة على أن نقرأ في الصلاة ( قل هو الله أحد ) ونقرأ ( شهد الله ) في التعقيبات ولم يذكر مثل ذكك الثواب لـ ( تبت يدا) هذا من حيث المحتوى .
من الناحية الأدبية أيضاً ، ليست ( تبت يدا ) مثل :
( يا أرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ) (7) .
إن ( تبت يدا ) ليست بمستوى ( يا أرض أبلعي ) من ناحية الاعجاز الأدبي والفصاحة والبلاغة ، ولا هي بمستوى ( قل هو الله أحد ) من حيث المحتوى ، والحال ان جميع الآيات هي اعجاز إلهي ، لذا روي عن الإمام السجاد عليه السلام في حديث معروف رواه الكليني في الكافي والمرحوم الصدوق ـ في كتاب التوحيد ـ أن الله أنزل سورة ( قل هو الله أحد ) وأوائل سورة الحديد حتى ( والله عليم بذات الصدور ) لأنه كان يعلم ان أقواماً متعمقين يأتاون في آخر الزمان ، وقال ( فمن رام وراء ذلك فقد هلك ) (8) .
هذا هو الارشاد بنفي الموضوع ، أي لا تذهبوا من بعد ذلك ، ليس هناك طريق ، . فتهلكون ، وليس ان هناك طريقاً وعليكم ان لا تتعمقوا ـ كما تصور البعض ـ
فأيات القرآن مع أنها معجزة ، لكنها ليست بمستوى واحد . كذلك نهج البلاغة ، قيل إن كلام الإمام إمام الكلام . وكلام الإمام ملك الكلام وفوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، ولكن الخطب والكلمات القصار والرسائل في نهج البلاغة لس بمستوى واحد ، رغم انها أفضل من مستوى الفصاحة المتعارفة . في ذروة كلام الإمام عليه السلام في الخطبة التي تعتبر رغة الخطب بين سائر خطجب الإمام ، حيث يجب أن يقرأ الإنسان نهج البلاغة عدة مرات حتى يفهم هل ان هناك خطبة لهذه الخطبة أم لا ؟ هناك نرى أن الزهراء خطبت قبل ان يخطب علي مثل هذه الخطبة .
ان خطب أمير المؤمنين عليه السلام هي فوق الحد المتعارف ولكن لا يعني ذل كانه ليس بأتطاعة شخص ان يتكلم مثله .
عندما كان أمير المؤمنين عليه السلام يجهز جيشه للهجوم مرة ثانية على أهل صفين ، خطب خطبة رواها المرحوم الكليني قبل الرضي رحمة الله ـ لأن كثيراً مما ورد في نهج البلاغة رواه علماؤنا في جوامعهم الروائية في كتب كتبوها قبل نهج البلاغة بسنين وقبل ولادة المرحوم الرضي رحمه الله .
زمع أن المرحوم الكليني ألف كتابه بعنوا جامع الحديث ، لكن في بعض الأحيان كلاماً مثل ما قاله في آخر روايات صفات الذات وصفات الفعل ، لأن المرحوم الكليني لم يكن محدثاً فقط ، بل كان حكيماً متكلماً ، أصولياً أيضاً وكان له في المعارف حكم قوي ـ في آخر هذه الخطبة وضمن الإشارة إلى هذه الجملة الرفيعة :
( لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ) (9) .
قال : لو جمع الأنس والجن ، ولم يكن بينهم نبي ووصي وولي ، لا يستطيعون أبداً إيراد خطبة كخطبة علي عليه السلام . وهذا يشبه تحدي سورة الإسراء حيث قال الله بشأن القرآن :
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (10) .
وفي شرح ذلك القسم من أصول الكافي قال المرحوم صدر المتألهين : إن كلام الكليني هذا ليس مقبولاً باطلاق كان يجب أن يقول : لو جمع كل العماء فوق الأرض ولم يكن بينهم نبي من الأنبياء أولي العزم لا يستطيعون ان يتكلموا مثل علي ـ .
هذه الخطبة هي التي قال عنها المرحوم المحقق الداماد في تعليقه على شرح أصول الكافي ، إن رفعة هذه الخطبة في انها أجابت على كثير من الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم ( من شيء ) أو ( من لا شيء ) ـ لأن الشيء واللاشيء نقيضان وكما ان جمع النقيضين محال فرفع النقيضين مستحيل أيضاً ـ وبناء على هذا غذا قلنا : إنه خلق العالم من شيء فذلك الشيء هو مادة وأزلي وليس مخلوقاً لله . وإذا خلق من لا شيء فاللاشيء هو عدم والعدم لا يمكن ان يكون مبدأ ومادة شيء .
قال المرحوم المحقق الداماد رحمه الله في تعليقه : إن هذا الخطبة العلوية أجابت على هذا التوهم وقال : أن نقيض ( من شيء ) ليس هو ، ( من لا شيء ) ، بل ان نقيض ( من شيء ) هو ( لا من شيء ) . إذا خلق الله سبحانه العالم ( من شيء ) فالمحذور هو نفسه . أما ( من لا شيء ) فهو ليس نقيض ( من شيء ) لأن نقيض كل شيء هو رفعه . ان نقيض ( من شيء ) هو ( من لا شيء ) وليس ( من لا شيء ) ، لأن ( من لا شيء ) هو عدم وملكة والعدم والملكة ليست سلباً وإيجاباً أبداً . وورد في الخطبة النورانية العلوية :
الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ) (11) .
عندما يمدح الميرداماد رحمه الله هذه الخطبة ، والكليني يتكلم ذلك الكلام ، وصدر المتألهين يعبر ذلك التعبير ، فهذا دليل على أن هذه الخطبة تعتبر من غرر خطب أمير المؤمنين عليه السلام ولكن حتى في هذه الخطبة ليست الكلمات والجمل بمستوى واحد ، كما ان آيات سورة الحديد المباركة ليست في مستوى واحد ، أي أن هناك فرقاً كثيراً بين الآيات الست الأولى وبين الآيات الأخرى ، ولهذا السبب ورد في الرواية التي وراها المرحوم الكليني والمرحوم الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام ان سورة ( قال هو الله أحد ) والآيات الست الأولى من سورة الحديد للمتعمقين .
في الخطب كلمات ليست في مستوى واحد لكن هذه الخطبة من غرر الخطب وهذه الجمل في هذه الخطبة تعد من غرر جمل الخطبة .
بعد توضيح هذ المسألة ، لو راجعنا خطبة الزهراء عليها السلام نرى ان هذا التعبير الرفيع موجود في تلك الخطبة . قالت الزهراء عليها السلام هذه الخطبة قبل علي عليه السلام بسنوات ، خطبة أمير المؤمنين كانت بعد حرب صفين والنهروان ، وفي أواخر فترة حكومته ، وبعد خمس وعشرين سنة من الجلوس في الدار ، ولكن فاطمة خطبت تلك الخطبة قبل حوالي ثلاثين سنة من هذه الخطبة وبينت تلك الجمل .
والآن وبعد هذا التفصيل يتضح لماذا لو لم يكن علي ، لما كان للزهراء زوج وكفؤ (12) .
المصادر :
1- سورة المائدة ، الآية : 38 .
2- سورة النور ، الآية : 2 .
3- سورة النور ، الآية : 60 .
4- الإشارة لخطبة الزهراء عليهم السلام وتفصيل الكلام كان بمناسبة اقتران الدرس بذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهم السلام .
5- المصدر السابق .
6- سورة النجم ، الآيتين : 8 ـ 9 .
7- سورة هود ، الآية : 44 .
8- أصول الكافي ، ج 1 ، 91 .
9- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 136 .
10- سورة الإسراء ، الآية : 88 .
11- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 138 .
12- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 461 .
جواب الشبهة هو ان الإنسان لديه حساب مع نفسه ، يعود إلى الكمالات النفسية ، ولديه علاقة مع الله ، تعود إلى الكمالات العبودية ، ولديه ارتباط مع عالم الطبيعة بل من مطلق الكون ، بعد إلى الربط العلمي ، ولديه ارتباط بالمجتمع يعود إلى الكمالات الاجتماعية . في هذه الكمالات ليس هناك أي تمايز بين هذين الصنفين وكل شخص موظف لأن يكرم نفسه ويكون مهذباً ومتواضعاً ويقوم بتزكية النفس ويتخلص من الكبر والحسد ويكون منيع الطبع وقانعاً و ...
في هذه الأقسام ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل . كل الناس مكلفون بان يقووا علاقتهم العبادية مع الله ، رغم ان العبادة : ( الصلاة قربان كل تقي ) وردت بشان الصلاة خاصة ـ من حيث ان الصلاة عمود الدين ـ ولكن جميع الأعمال العبادية والقريبة هي قربان ( الصوم قربان كل تقي ـ الجهاد قربان كل تقي ـ الزكاة قربان كل تقي ) في هذه الناحية العبادية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل . وفي هذا التعزيز للارتباط بين العبد والخالق ، ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، ولكن الرجل له ارتباط بالرجل والمرأة لها ارتباط بالنساء ، كذلك في ( تعزيز الارتباط الاجتماعي ) بين الفرد والمجتمع ليس هناك فرق بين المرأة والرجل . ولكن الرجل له ارتباط بالرجال والمرأة لها ارتباط بالنساء كما قرر العلماء ، لأن ان يكون للرجال ارتباط بالمرأة لها والمرأة ارتباط بالرجل ، الأعمال المشتركة والاجتماعية لها حساب ، والأعمال الخاصة لها حساب آخر .
المرجعية منصب تنفيذي ، ولكن سند المرجعية ، جذر وقيمة المرجعية ، هي بالفقاهة والاجتهاد ، في الفقاهة والاجتهاد ، الذكورة والأنوثة ليست شرطاً ، سند المرجعية في الأساس هي الفقاهة والعدالة ، وهي تحسب من الكمالات وكمال الفقاهة لا هو مشروط بالذكورة ولا ممنوع عن الأنوثة . والعدالة هي أيضاً كذلك ، من الممكن ان تستطيع المرأة في ظل الفقاهة والعدالة ان تخرج تلاميذاً يصبحون مراجع تقليد ، ولكنها لا تتقبل عملاً تنفيذياً ، وليس معلوماً أن المرأة لا تستطيع ان تصبح مرجع تقليد للنساء ، كما أن المرأة تستطيع ان تكون إمام جماعة النساء ، فقط قيل : ان لا تتصدى للأعمال التنفيذية الموجودة بحضور غير المحرم . وإلا تستطيع ان تكتب بمستوى صاحب الجواهر رضوان الله عليه .
المرأة ومسألة القضاء :
مسألة القضاء مثل مسألة الاجتهاد ، وبما أن القضاء يرافقه تنفيذ الحدود ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) (1) .أو يأمر بشأن الفاسقين الآخرين :
( فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) (2) .
لذا قيل إن النساء يستطعن ان يقمن بالفقاهة ويخرجن قضاة ، ولكن لا يتولين القضاء فهو منصب تنفيذي . المرأة تستطيع استنباط جميع المسائل الحقوقية في الإسلام وتخرج طلبة يجلسون في منصب القضاء . المرأة تستطيع ان تصبح مثل صاحب الجواهر في مقام الاجتهاد وتخرج مرجع تقليد وقاضياً . تدرس في جمع طلبة جامعيين في كلية الحقوق لكنها لا تصبح مرجع تقليد وقاضياً .
حل شبهة :
السؤال المطروح هو أن تدريس الرجال هو عمل تنفيذي أم لا ؟ وإذا لم تستطع املأة ان تتصل بالرجال ، فكيف تستطيع ان تخرج قاضياً ، مجتهداً ومرجع تلقليد ؟ وثانياً : إن التعليم من المرأة ، هو إما واجب ، حيث إن إثبات وجوب تدريس الفقه والقضاء على المرأة ليس أمراً سهلاً . أو هو ليس واجباً ، ومع ملاحظة أن سماع صوت المرأة مكروه للرجل ، لذا فان هذه المرأة لا تصل إلى الكمالات بالتدريس ، بل تبتلي بمنقصة وحزازة .
جواب هذه الشبهة هو ، أولاً : إن العمل التعلمي هو غير العمل التنفيذي اليومي ، لأن التدريس في جمع المحققين يختلف عن الاعمال التنفيذية اليومية التي يرافقها اعتراضات ومواجهات وشكاوى من مئات الأشخاص فهذه الأعمال العلمية العميقة لا تؤدي إلى محذور ، فالطالب عارف الوظيفة والاستاذ عارف بالوظيفة أيضاً . وثانياً : إذا استطاعت نساء ان يصلن إلى مقام الفقاهة الشمخ ، يصبح التعليم والتدريس واجباً عينياً ، في حالة أن المرأة تعلم مسألة من المسائل الإسلامية والرجل لا يعلم . وإذا كانت هناك علوم يعرفها الرجل والمرأة أيضاً فالتعليم والتدريس هو واجب كافئي فإثبات وجوب تعليم الجاهلين ـ على المرأة ـ ليس أمرأً صعباً ، ولكن للتعليم أشكال ، فأحياناً بالكتابة ، وأحياناً يحصل بالشريط ، وأحياناً بالترديس الحضوري من وراء حجاب ، وأحياناً من دون حجاب .
إذا وصل شخص إلى المقام العلمي بحيث يستطيع التدريس في مستوى عال في الحوزات العلمية والمراكز العلمية والجامعات ، وإذا كانت المرأة من ( والقواعد من النساء ) فسن الشيخوخة يقتضي أن تتمتع بتخفيف في مسألة الحجاب ، في حالة ان لا تكون ( متبرجات بزينة ) (3)
فكيف بالصوت ، فصوت المرأة ليس عورة من ناحية إذا أرادت ان تتكلم و لا يعتبر مثل الوجه ، رغم ان رعاية الحجاب ( خير لهن ) . وحكم المسألة واضح .
وإن لم تصل إلى حد ( والقواعد من النساء ) ، فإن التعليم إما واجب عيني أو كفائي ، وسماع صوت المرأة إذا كان مكروهاً للرجل ، ولكن كراهية سماع الصوت للمرأة بعيد ـ إلا بدليل خاص ـ لأن مثل هذه الأحكام ليست ملازمة لبعضها البعض ـ مثل أن يقال : إن ستر مقدار من الوجه واليد ليس واجباً على المرأة ، ولكن هل يستطيع الرجل النظر أم لا ؟ فلهذا حكم منفصل ، وفي حالة أن يثبت أن الإسماغع مكروه ، فهذه الكراهة هي مثل الكراهة في العبادات بمعنى ( أقل ثواباً ) ، لا أن تكون من نوع الكراهات الحزازتية الابتدائية . بل هنا أهم ومهم وفي حالة التزاحم تعود كراهتها إلى ( اقل ثواباً ) .
بناء على هذا ، فالشخص الذي يتحمل هذه الكراهة ويدرس من أجل رضى الله ، سواء بصورة كتاب ، أو بصورة شريط ، وإذا لم يمكن ، فمن وراء حجاب ، أو بصورة حضورية . فهذا ليس فيه كراهة ، وإذا كان فيه كراهة فهي مثل الكراهة في باب العبادات .
وكمثال الخطبة المروية عن فاطمة الزهراء عليهم السلام في باب احتجاجات المعصومين عليهم السلام ، تتعلق بمسألة التعليم ، لم يكن واجباً ان تطرح الزهراء عليها السلام تلك الخطبة التوحيدية المفصلة من أجل استرداد فدك أو استحقاق خلافة زوجها . هذه الخطبة كانت تعادل جزء من القرآن الكريم تقريباً .
كان الذين حفظا ونقولا تلك الخطبة قليلين ، من الحافظين والرواة لتلك الخطبة النورانية زينب عليها السلام . فقد قهمت تلك المراة الصغيرة السن في ذلك الوقت الخطبة وروتها . ما هي الضرورة في قراءة الزهراء عليهم السلام لهذه الخطبة التوحيدية الرفيعة في ذلك الجمع ، كان للتعليم والتدريس وللمناظرة السياسية والمشاركة والحضور في الساحة لاسترداد الخلافة وفدك .
مقارنة خطبة الزهراء مع بعض خطب نهج البلاغة (4) :
ورد حديث معروف في عظمة الزهراء عليهم السلام وأنه لو لم يكن علي ابن أبي طالب ، لم يكن للزهراء كفؤ وزوج ( آدم ومن دونه ) لتوضيح هذا الحديث ، من الجيد ملاحظة كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة وكلام فاطمة الزهراء عليهم السلام حتى يشاهد التساوي بينهما . بيان هذه المسألة هو (5) :
ان العترة الطاهرة ليسوا منفصلين عن القرآن في أية مرحلة من المراحل العلمية لأنهم القرآن الناطق ، أي ليست هناك في القرآن مسألة لا يعرفها هؤلاء ، كما انه كل كمال لديهم ، موجود في القرآن . وإلا يأتي محذور انفكاك القرآن عن العترة أو انفكاك العترة عن القرآن . لذا كل وصف في القرآن الكريم موجود في العترة الطاهرة أيضاً .
آيات القرآن الكريم ليست كلها بمستوى واحد ، رغم ان جميع السور معجزة ولكن الإعجاز له مراحل أيضاً . فمثلاً ان الى معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معجزة ولكن العروج له درجات ، في بعض الدرجات كانت الملائكة عموماً وجبرائيل عليه السلام خصوصاً يرافقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي بعض آخر حين يصل إلى بحر النور ، هناك يظل الملائكة عند الساحل ويعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحر النور ، أو هناك حيث الكلام في :
( ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى ) (6) ..
هناك الكلام ليس في الفلك والملك . مع أن السير والعروج كله معجزة .
القرآن الكريم كله معجزة مثل معراج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن ( تبت يدا أبي لهب ) ليست مثل ( قل هو الله أحد ) والآيات الأخرى في القرآن ليست بدرجة ( شهد الله ) .
لذا أكد الحديث والسنة على أن نقرأ في الصلاة ( قل هو الله أحد ) ونقرأ ( شهد الله ) في التعقيبات ولم يذكر مثل ذكك الثواب لـ ( تبت يدا) هذا من حيث المحتوى .
من الناحية الأدبية أيضاً ، ليست ( تبت يدا ) مثل :
( يا أرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ) (7) .
إن ( تبت يدا ) ليست بمستوى ( يا أرض أبلعي ) من ناحية الاعجاز الأدبي والفصاحة والبلاغة ، ولا هي بمستوى ( قل هو الله أحد ) من حيث المحتوى ، والحال ان جميع الآيات هي اعجاز إلهي ، لذا روي عن الإمام السجاد عليه السلام في حديث معروف رواه الكليني في الكافي والمرحوم الصدوق ـ في كتاب التوحيد ـ أن الله أنزل سورة ( قل هو الله أحد ) وأوائل سورة الحديد حتى ( والله عليم بذات الصدور ) لأنه كان يعلم ان أقواماً متعمقين يأتاون في آخر الزمان ، وقال ( فمن رام وراء ذلك فقد هلك ) (8) .
هذا هو الارشاد بنفي الموضوع ، أي لا تذهبوا من بعد ذلك ، ليس هناك طريق ، . فتهلكون ، وليس ان هناك طريقاً وعليكم ان لا تتعمقوا ـ كما تصور البعض ـ
فأيات القرآن مع أنها معجزة ، لكنها ليست بمستوى واحد . كذلك نهج البلاغة ، قيل إن كلام الإمام إمام الكلام . وكلام الإمام ملك الكلام وفوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، ولكن الخطب والكلمات القصار والرسائل في نهج البلاغة لس بمستوى واحد ، رغم انها أفضل من مستوى الفصاحة المتعارفة . في ذروة كلام الإمام عليه السلام في الخطبة التي تعتبر رغة الخطب بين سائر خطجب الإمام ، حيث يجب أن يقرأ الإنسان نهج البلاغة عدة مرات حتى يفهم هل ان هناك خطبة لهذه الخطبة أم لا ؟ هناك نرى أن الزهراء خطبت قبل ان يخطب علي مثل هذه الخطبة .
ان خطب أمير المؤمنين عليه السلام هي فوق الحد المتعارف ولكن لا يعني ذل كانه ليس بأتطاعة شخص ان يتكلم مثله .
عندما كان أمير المؤمنين عليه السلام يجهز جيشه للهجوم مرة ثانية على أهل صفين ، خطب خطبة رواها المرحوم الكليني قبل الرضي رحمة الله ـ لأن كثيراً مما ورد في نهج البلاغة رواه علماؤنا في جوامعهم الروائية في كتب كتبوها قبل نهج البلاغة بسنين وقبل ولادة المرحوم الرضي رحمه الله .
زمع أن المرحوم الكليني ألف كتابه بعنوا جامع الحديث ، لكن في بعض الأحيان كلاماً مثل ما قاله في آخر روايات صفات الذات وصفات الفعل ، لأن المرحوم الكليني لم يكن محدثاً فقط ، بل كان حكيماً متكلماً ، أصولياً أيضاً وكان له في المعارف حكم قوي ـ في آخر هذه الخطبة وضمن الإشارة إلى هذه الجملة الرفيعة :
( لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ) (9) .
قال : لو جمع الأنس والجن ، ولم يكن بينهم نبي ووصي وولي ، لا يستطيعون أبداً إيراد خطبة كخطبة علي عليه السلام . وهذا يشبه تحدي سورة الإسراء حيث قال الله بشأن القرآن :
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (10) .
وفي شرح ذلك القسم من أصول الكافي قال المرحوم صدر المتألهين : إن كلام الكليني هذا ليس مقبولاً باطلاق كان يجب أن يقول : لو جمع كل العماء فوق الأرض ولم يكن بينهم نبي من الأنبياء أولي العزم لا يستطيعون ان يتكلموا مثل علي ـ .
هذه الخطبة هي التي قال عنها المرحوم المحقق الداماد في تعليقه على شرح أصول الكافي ، إن رفعة هذه الخطبة في انها أجابت على كثير من الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم ( من شيء ) أو ( من لا شيء ) ـ لأن الشيء واللاشيء نقيضان وكما ان جمع النقيضين محال فرفع النقيضين مستحيل أيضاً ـ وبناء على هذا غذا قلنا : إنه خلق العالم من شيء فذلك الشيء هو مادة وأزلي وليس مخلوقاً لله . وإذا خلق من لا شيء فاللاشيء هو عدم والعدم لا يمكن ان يكون مبدأ ومادة شيء .
قال المرحوم المحقق الداماد رحمه الله في تعليقه : إن هذا الخطبة العلوية أجابت على هذا التوهم وقال : أن نقيض ( من شيء ) ليس هو ، ( من لا شيء ) ، بل ان نقيض ( من شيء ) هو ( لا من شيء ) . إذا خلق الله سبحانه العالم ( من شيء ) فالمحذور هو نفسه . أما ( من لا شيء ) فهو ليس نقيض ( من شيء ) لأن نقيض كل شيء هو رفعه . ان نقيض ( من شيء ) هو ( من لا شيء ) وليس ( من لا شيء ) ، لأن ( من لا شيء ) هو عدم وملكة والعدم والملكة ليست سلباً وإيجاباً أبداً . وورد في الخطبة النورانية العلوية :
الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ) (11) .
عندما يمدح الميرداماد رحمه الله هذه الخطبة ، والكليني يتكلم ذلك الكلام ، وصدر المتألهين يعبر ذلك التعبير ، فهذا دليل على أن هذه الخطبة تعتبر من غرر خطب أمير المؤمنين عليه السلام ولكن حتى في هذه الخطبة ليست الكلمات والجمل بمستوى واحد ، كما ان آيات سورة الحديد المباركة ليست في مستوى واحد ، أي أن هناك فرقاً كثيراً بين الآيات الست الأولى وبين الآيات الأخرى ، ولهذا السبب ورد في الرواية التي وراها المرحوم الكليني والمرحوم الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام ان سورة ( قال هو الله أحد ) والآيات الست الأولى من سورة الحديد للمتعمقين .
في الخطب كلمات ليست في مستوى واحد لكن هذه الخطبة من غرر الخطب وهذه الجمل في هذه الخطبة تعد من غرر جمل الخطبة .
بعد توضيح هذ المسألة ، لو راجعنا خطبة الزهراء عليها السلام نرى ان هذا التعبير الرفيع موجود في تلك الخطبة . قالت الزهراء عليها السلام هذه الخطبة قبل علي عليه السلام بسنوات ، خطبة أمير المؤمنين كانت بعد حرب صفين والنهروان ، وفي أواخر فترة حكومته ، وبعد خمس وعشرين سنة من الجلوس في الدار ، ولكن فاطمة خطبت تلك الخطبة قبل حوالي ثلاثين سنة من هذه الخطبة وبينت تلك الجمل .
والآن وبعد هذا التفصيل يتضح لماذا لو لم يكن علي ، لما كان للزهراء زوج وكفؤ (12) .
المصادر :
1- سورة المائدة ، الآية : 38 .
2- سورة النور ، الآية : 2 .
3- سورة النور ، الآية : 60 .
4- الإشارة لخطبة الزهراء عليهم السلام وتفصيل الكلام كان بمناسبة اقتران الدرس بذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهم السلام .
5- المصدر السابق .
6- سورة النجم ، الآيتين : 8 ـ 9 .
7- سورة هود ، الآية : 44 .
8- أصول الكافي ، ج 1 ، 91 .
9- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 136 .
10- سورة الإسراء ، الآية : 88 .
11- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 138 .
12- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 461 .