الزوجة

يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الاخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القران الكريم والعلوم
Sunday, March 11, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الزوجة
الزوجة


يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الاخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القران الكريم والعلوم الطبيعية والنفسية هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها، ونلاحظ أن وصف(السكن) استخدم في الكتاب الكريم ضمن الحديث عن خلق نعمة الليل للنوم وعن خلق الأزواج فحال الذي لا زوجة له وحال التي لا زوج لها هو كحال الشخص الذي يفتقد الراحة والنوم وهذا جزء يسير من مدلول الاية المتقدمة على ما للتبادل بين الطرفين الموجب والقابل من نتائج ولذا كان الجعل منه سبحانه مودة ورحمة ليتضح محل الزوجة في هذا التركيب كما اتضح محل الزوج في الدرس الماضي.

مكانة الزوجة:

إنها خير فائدة بعد التقوى أن يستفيد الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه وهي خير متاعها أيضاً ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهية يوماً على العلاقة الخاصة. وإنما هي ركن الأسرة وسيدتها التي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية التي أرادها اللَّه لهما ولذلك عبّر عنها النبي صلى الله عليه وآله قائلاً: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه عزّ وجلّ خيراً له من زوجة صالحة"(1)
وعن الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد"(2)
وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرع في الاختيار بل التأني ملياً قبل اتخاذ القرار، فما هي الأسس التي لا بد من الاختيار والاقدام عند توفرها، والفرار والإحجام عند فقدانها؟ إن هذا ما ستعرفه من خلال عرض الأوصاف.

أوصاف الزوجة:

وهي تنقسم إلى حميدة وسيئة.
القسم الأول: الأوصاف الحميدة
وهي منحصرة بوصف جامع أنها ذات الدين:
وهو الوصف الأهم الذي عليه المدار وبه يحسن الاختيار وتعمر الديار، وإن كان جمع من الناس اعتمدوا على المال والجمال أو الحسب والنسب فأخطأوا فيما ذهبوا إليه حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله: "تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين"(3)
وعن الباقر عليه السلام: "وعليك بذوات الدين تربت يداك"(4) ويأتي هذا انسجاماً مع المهام المطلوبة والوظائف الواجبة عليها وهي لا تؤدّى بسوى الاستقامة مما ذكر من الأوصاف.
القسم الثاني: الأوصاف السيئة
الإولى: الحمقاء
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله: "إياكم وتزوج الحمقاء، فإن صحبتها ضياع وولدها ضباع"(5)

ويتجه نظر هذه الوصية والتحذير إلى الجهة التربوية في كلا الشطرين: الأول من ناحية العشرة التي لا تقود الزوج إلى الاهتداء والصلاح بل إلى الضياع والهلاك، والثاني من ناحية رعاية الأطفال الذين تمزج نفوسهم بنفسها ويتخلقون بأخلاقها ولما لم تكن هي بمثابة النور فلم يكن بالإمكان انبعاث الضوء منها باتجاههم، بل ضياعهم في ظلمات جهلها.
الثانية: خضراء الدّمن
عن النبي صلى الله عليه وآله: "إياكم وخضراء الدمن"، قيل يا رسول اللَّه وما خضراء الدمن؟ قال: "المرأة الحسناء في منبت السوء"(6)
وهي المرأة التي تكون حسنة المظهر وسيئة الجوهر، أما لو اجتمع جمالها مع كمالها وتقواها فهو مرغوب، ولكن الأساس في الاختيار للجوهر وليس للمظهر.
فعن النبي صلى الله عليه وآله: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها، لم ير فيها ما يحب"(7).
وعنه صلى الله عليه وآله: "لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينه"(8)
الثالثة: ذات المال غير ذات الدّين:
وهي التي يرغب بها لأجل امتلاكها ثروة مالية بغية الوصول إلى أهداف دنيوية لا ترتبط ولا تنسجم مع روح العلاقة الزوجية الصحيحة ومصيرها الفشل مع ذهاب المال وهي سبب للشقاوة والتعاسة لأنها قائمة على سوء الاختيار. فعن النبي صلى الله عليه وآله: "ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله اللَّه إليه، فعليكم بذات الدين"(9)
فأما ذات الدين والمال فلا ضائر منها بل هي سبب للمعاونة..
د- حقوق الزوجة:
1- الحق الأول: النفقة عليها.
حيث يجب على الرجل أن يكفيها من الطعام والشراب واللباس والمسكن وسائر ما هو ضروري في حياتها، فلا يبيت مبطاناً وزوجته جائعة ولا يستأثر بشي‏ء عنها، مريداً بذلك حرمانها.
2- الحق الثاني: وصالها.
الذي هو عبارة عن حقّها الزوجي في العلاقة معه، فلا يكثر من هجرانها والابتعاد عنها زيادة عن المدة التي حدّدها الشرع المبين وهذا من جملة معاني ستر عورتها.
3- الحق الثالث: احترامها.
وهو عبارة عن تصديقها والتعامل معها بإحسان فلا يجوز له تهمتها ولا استعمال الألفاظ النابية معها وإن كان غاضباً أو محقاً، وتضمن هذه الحقوق الثلاثة ما عن النبي صلى الله عليه وآله: "حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها، وأن يستر عورتها، ولا يقبّح لها وجها"(10)
4- الحق الرابع: التجاوز عن عثراتها.
حيث من الممكن أن تخطى‏ء المرأة كما الرجل فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذية بها بل يكون لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة فعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللَّه‏ عليه السلام: ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ قال‏ عليه السلام: "يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر له" وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستقر معه العشرة.
5- الحق الخامس: استمالة قلبها.
وهي تتم بأمور:
1- الهيئة الحسنة في عينها والتجمّل لها.
2- التوسعة عليها بالنفقة.
3- المعاشرة الجميلة.
الخطاب المعبّر عن المودّة.
حيث ورد ذلك عنهم عليه السلام وفي خصوص الأمر الرابع قول النبي: "قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبد"(11)
هـ - الاداب مع الزوجة:
أولاً: إطعامها بيده
عن النبي صلى الله عليه وآله: "إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى فيّ امرأته"(12)
ثانياً: الجلوس معها
عن النبي صلى الله عليه وآله: "جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"(13)
ثالثاً: خدمة البيت معها
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت علي وفاطمة عليها السلام حيث روي عن علي عليه السلام قوله: "دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيّك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفى‏ء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والاخرة"(14)

المصادر :
1- كنز العمال، 44410.
2- معاني الأخبار، 1/144
3- كنز العمال، 44602.
4- وسائل الشيعة، 2/21/14.
5- البحار، 35/237.
6- م. ن، 10/232/103.
7- البحار، 19/235/103.
8- كنز العمال، 44590.
9- البحار، 19/235/103.
10- م. ن، 30/362/76.
11- الكافي، 59/569/5.
12- - المحجة البيضاء، 70/3.
13- تنبيه الخواطر، 122/2.
14- مستدرك الوسائل، ج13، ص42.
 



نظرات کاربران
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.