النوافل

الصلوات الواجبة هي الصلوات اليوميّة، وصلاة الآيات، وصلاة الميت، وصلاة الطواف الواجب، والصلاة التي تجب على الإنسان بنذر أو يمين أو عهد، وقضاء الابن الأكبر ما فات على الأب والأم من صلاة واجبة.
Sunday, April 22, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
النوافل
النوافل


الصلوات الواجبة هي الصلوات اليوميّة، وصلاة الآيات، وصلاة الميت، وصلاة الطواف الواجب، والصلاة التي تجب على الإنسان بنذر أو يمين أو عهد، وقضاء الابن الأكبر ما فات على الأب والأم من صلاة واجبة.

النوافل اليوميّة

وأمَّا الصلوات المستحبّة فكثيرة أهمّها: النوافل اليوميّة، وهي أربع وثلاثون ركعة على الشكلّ التالي: نافلة الظهر ثماني ركعات، نافلة العصر ثماني ركعات، نافلة المغرب أربع ركعات، نافلة العشاء ركعتان من جلوس تعدّان بركعة، ونافلة الصبح ركعتان، صلاة الليل إحدى عشرة ركعة.
وقد ورد التأكيد في الأحاديث على أداء النوافل اليوميّة، وأنَّها مكملة للصلوات الواجبة، وأنَّ لها ثواباً وآثاراً في الدنيا والآخرة.
فعن الإمام أبي الحسن الكاظم عليه السلام قال: "صلاة النوافل قربان كلِّ مؤمن" .
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ العبد لترفع له من صلاته نصفها أو ربعها أو خمسها، وما يرفع له إلَّا ما أقبل عليه منها بقلبه، وإنَّما أمرنا بالنوافل ليتمّ لهم بها ما نقصوا من الفريضة" .
وعنه عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: ما تحبَّب إليّ عبدي بشيء، أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه، وإنَّه يتحبّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته" .

أهميّة صلاة الليل

صلاة الليل من أهمّ النوافل التي لها أثر كبير في نيل مقام القرب الإلهيّ وتزكية النفس، فقد أمر تعالى بها نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ووعده عليها بالمقام الرفيع قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ .
وقال تعالى في وصف المؤمنين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ .
وقد وصف الله تعالى عباده بقوله: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ .
وقد حثَّت الروايات الشريفة على صلاة الليل، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الله جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمِك، واخدمي من رفضك، وإنَّ العبد إذا تخلَّى بسيّدِّه في جوف الليل المظلم، وناجاه أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال يا ربّ! يا ربّ! ناداه الجليل جلّ جلاله: لبيّك عبدي، سلني أعطك، وتوكَّل عليّ أكفك.
ثمَّ يقول جلّ جلاله لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلَّى في جوف هذا الليل المظلم، والبطَّالون لاهون، والغافلون ينامون، اشهدوا أنِّي قد غفرت له" .

آثار صلاة الليل

ذكرت لصلاة الليل آثار كثيرة، من قبيل أنَّها تحسِّن الأخلاق، وتدر الأرزاق، وتذهب بالهمِّ، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "صلاة الليل تحسِّن الوجه، وتحسِّن الخلق، وتطيّب الريح، وتدرُّ الرزق، وتقضي الدين، وتُذهب بالهمّ، وتجلو البصر" .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صلاة الليل مرضاة الربّ، وحبّ الملائكة، وسنَّة الأنبياء، ونور المعرفة، وأصل الإيمان، وراحة الأبدان، وكراهية الشيطان، وسلاح على الأعداء، وإجابة الدعاء، وقبول الأعمال، وبركة في الرزق، وشفيع بين صاحبها وملك الموت، وسراج في قبره، وفراش تحت جنبه، وجواب مع منكر ونكير، ومونس وزائر في قبره إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة
كانت الصلاة ظلّاً فوقه، وتاجاً على رأسه، ولباساً على بدنه، ونوراً يسعى بين يديه، وستراً بينه وبين النار، وحجّة للمؤمن بين يدي الله تعالى، وثقلاً في الميزان، وجوازاً على الصراط، ومفتاحاً للجنّة, لأنّ الصلاة تكبير، وتحميد، وتسبيح، وتمجيّد، وتقديس، وتعظيم، وقراءة دعاء، وإنّ أفضل الأعمال كلّها الصلاة لوقتها" .

كيفيّة صلاة الليل

صلاة الليل إحدى عشرة ركعة، تؤدّى ركعتين ركعتين، كصلاة الصبح، ثماني ركعات تؤدّى بنيّة نافلة الليل، وركعتان بنيّة الشفع، وركعة بنيّة الوتر، ولهذه الصلاة آداب وأدعية عديدة، تزيد في آثارها وفوائدها.

الخلاصة

- النوافل اليوميّة وسيلة من وسائل تزكية النفس والتقرّب إلى الله.
- صلاة الليل من أهمّ النوافل التي تؤدّي إلى مقام القرب الإلهيّ.
ولذلك أمر تعالى بها نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ووعده عليها المقام المحمود.
- لصلاة الليل آثار جليلة، منها تحسين الأخلاق، ودرّ الأرزاق، ونيل المقام الرفيع يوم القيامة.
- صلاة الليل إحدى عشرة ركعة، تؤدّى ركعتين ركعتين، كصلاة الصبح، والركعة الأخيرة تؤدّى لوحدها.

زينب عليها السلام ليلة الحادي عشر من المحرّم

في ليلة العاشر من شهر محرَّم كانت زينب عليها السلام، وكان الحسين عليه السلام، كانت زينب عليها السلام وكان الجميع.. كلُّ شخص، وكلُّ شيء.. في ليلة الحادي عشر كانت زينب ولم يكن غير زينب، زينب سيّدة النساء.. في هذه الليلة كانت زينب هي الراعي، هي قائدة قافلة الأسرى وملجأ الأيتام.. رغم ثقل المصائب ومرارتها.. كانت زينب طوداً شامخاً واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن.
تولَّت حراسة الأسرى، تولَّت جمع النساء والأطفال.. تولَّت تجميع الهائمين على وجوههم في الصحراء، تولَّت تمريض العليل الضعيف.. كانت الروح للأجساد التي فقدت الروح.. والبهجة للقلوب التي فقدت البهجة، والرمق للنفوس التي فقدت الرمق.
كانت تمضي مسرعةً من هذه الجهة إلى تلك.. تبحث عمَّن افتقدت.. كان ضربُ السياط يؤلمها..
وأشواك الصحراء تدميها.. إلَّا أنَّ زينب تبحث عن اليتامى.. كان كبدها يحترق ولكنّها تبحث عن اليتامى..
هذا الجسد الذي هدَّه الألم.. كان معجزة.. أثبتت زينب كفاءة منقطعة النظير، فلم يسقط طفل تحت حوافر الخيل.. ولا احترقت امرأة بالنار.. ولا ضاع طفل في تلك الليلة المشؤومة.
وبعد أن أنجزت زينب كلّ هذه المهامّ، واطمأنّت على سلامة الجميع، توجَّهت إلى الله، وانصرفت إلى العبادة، وصلَّت صلاة الليل. لقد كانت متعبة جداً، بحيث أنَّها لم تستطع أن تصلّيها وقوفاً.. فصلَّت صلاة الليل من جلوس وتضرَّعت إلى الله تعالى وابتهلت.
كانت زينب إلهيّة.. والإلهيّون هكذا يواجهون المصائب ولا يرمش لهم جفن.. صابرين.. شاكرين.
المصدر :
من / سيماء الصالحين، الشيخ رضا مختاري، ص181
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.