نقل عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : صيام شهر رمضان ذخر للعبد يوم القيامة وما من عبد يكثر الصيام في شعبان إلا أصلح الله أمر معيشته وكفاه شر عدوه وان أدنى ما يكون لمن يصوم يوما من شعبان أن تجب له الجنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله فمن صام يوما من شهري كنت شفيعه يوم القيامة ومن صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له استأنف العمل ومن صام شهر رمضان يحفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأعتقه من النار وأحله دار القرار وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد.
الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول : من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم .
سأل علي بن موسى الرضا عليه السلام عن ليلة النصف من شعبان قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار ويغفر الذنوب فيها قلت هل جعل فيها صلاة زيادة على سائر الليالي ؟ فقال ليس فيها شئ موظف ولكن إن أحببت أن تطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب وأكثر فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار والدعاء فان أبي عليه السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : إن الناس يقولون انها ليلة الصكاك فقال عليه السلام : تلك ليلة القدر في شهر رمضان .
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة : أول ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تذاكروا عنده فضائل شعبان فقال شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه وهو شهر يزاد فيه أرزاق المؤمنين وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين والسيئة محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده وينظر إلى صيامه وصوامه وقوامه وقيامه فيباهي به حملة العرش فقام علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لتزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عز وجل فيه فقال النبي صلى الله عليه وآله : من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة تعدل عبادة سنة : ومن صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة .
ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعين درجة في الجنان من در وياقوت : ومن صام أربعة من شعبان وسع عليه في الرزق . ومن صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد أيام من شعبان حبب إلى العباد . ومن صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لولا من البلاء . ومن صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده دهر وعمره : ومن صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس . ومن صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه . ومن صام عشرة أيام من شعبان وسع الله عليه قبره سبعين ذراعا .
ومن صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره إحدى عشرة منارة من نور . ومن صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون الف ملك إلى النفخ في الصور : ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له ملائكة سبع سماوات ، ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت الدواب والسباع حتى الحيتان في البحور ان يستغفروا له : ومن صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة لا أحرقك بالنار . ومن صام ستة عشر يوما من شعبان أطفئ عنه سبعون بحرا من النيران . ومن صام سبعة عشر يوما من شعبان أغلقت عنه أبواب النيران كلها .
ومن صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها . زمن صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطى سبعين الف قصر من لجنان من در وياقوت ومن صام وعشرين يوما من شعبان زوج سبعين الف زوجة من الحور العين : ومن صام أحد وعشر يوما من شعبان رحبت له الملائكة ومسحته بأجنحتها . ومن صام اثنين وعشرين يوما من شعبان كسي سبعين حلة من سندس وإستبرق .
ومن صام ثلاثة وعشرين يوما من شعبان أتي بدابة من نور حين خروجه من قبره فيركبها طيارا إلى الجنة . ومن صام أربعة وعشرين يوما من شعبان أعطي براءة من النفاق : ومن صام خمسة وعشرين يوما من شعبان شفع في سبعين الف من أهل توحيد : ومن صام ستة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له جوازا على الصراط . ومن صام سبعة وعشرين يوما من شعبان كتب له براءة من النار ومن صام ثمانية وعشرين يوما من شعبان يهلل وجهه يوم القيامة ومن صام تسعة وعشرين يوما من شعبان نال رضوان الله الأكبر ومن صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام العرش يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى وتقدم من ذنوبك والجليل عز وجل يقول : لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وعدد الرمل والثرى وأيام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان قال ابن عباس : هذا لشهر شعبان.
عن أبي بصير قال : سمعت الصادق عليه السلام يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه أيكم يصوم الدهر فقال سلمان : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فأيكم يحيى الليل فقال سلمان : أنا يا رسول الله قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم فقال سلمان أنا يا رسول الله فغضب بعض أصحابه فقال يا رسول الله : إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت : أيكم يصوم الدهر فقال : أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت : أيكم يحيى الليل فقال : أنا وهو أكثر ليلة ينام وقلت : أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال : أنا وهو أكثر نهاره صامت فقال النبي صلى الله عليه وآله : مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك فقال الرجل لسلمان يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر قال : نعم فقال رأيتك في أكثر نهارك تأكل فقال ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل فقال : نعم فقال : أنت أكثر ليلك نائم فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من نام على طهر فكأنما أحي الليل كله وأنا أبيت على طهر فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم قال : نعم قال : فإنك أيامك صامت فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ومن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار وأنا اقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات فقام وكأنه ألقم حجرا .
أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم الأيام حتى يقال : لا يفطر ويفطر حتى يقال : لا يصوم قلت رأيته يصوم من شهر ما لا يصوم في شئ من الشهور ؟ قال : نعم قلت أي الشهور ؟ قال : شهر شعبان كان يقول : هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب وشهر رمضان وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين جل جلاله فأحب أن يرفع لي عملي وأنا صائم.
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهي الناس أن يصلوهما وكان يقول هما شهر الله وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب.
عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن صوم شعبان كان أحد من آبائك يصومه ؟ فقال كان خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله كان أكثر صيامه في شعبان.
عن عن زيد بن أسلم قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن صوم رجب قال : وأين أنتم عن شعبان:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن صوم الثلثين وصوم اتباعه صوم شعبان شهرين متتابعين توبة من الله والله.
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : من صام أول يوم من شعبان وجبت له الرحمة ومن صام يومين من شعبان وجبت له الرحمة والمغفرة والكرامة من الله عز وجل يوم القيامة ومن صام شهر رمضان وجبت له الرحمة ومن صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين ومن صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ثم قال عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام ان . رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده الله ومن حضر الجمعة مع المسلمين فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنه فصلى علي فلم يغفر له فأبعده الله قيل يا رسول الله : كيف يصلي عليك ولا يغفر له ؟ فقال : إن العبد إذا صلى علي ولم يصل على آلي تلك الصلاة فضرب بها وجهه وإذا صلى علي وعلى آلي غفر له .
حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده عن ابن فضال عن مروان بن مسلم ( سلم ) عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري ورمضان شهر الله فمن صام من شهري يوما وجبت له الجنة ومن صام منه يومين كان من رفقاء النبيين والصديقين يوم القيامة ومن صام الشهر كله ووصله بشهر رمضان كان ذلك توبة له من كل ذنب صغير أو كبير ولو من دم حرام.
عن سليمان المروزي عن الرضا علي بن موسى صلوات الله عليه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر الصيام في شعبان ولقد كانت نسائه إذا كان عليهن صوم أخرنه إلى شعبان مخافة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله حاجته وكان عليه السلام يقول : شعبان شهري وهو أفضل الشهور بعد شهر رمضان فمن صام فيه يوما كنت شفيعه يوم القيامة ومن صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفرت له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأن الصائم لا يجري عليه القلم حتى يفطر ما لم يأت بشئ ينقض وأن الحاج لا يجري عليه القلم حتى يجرع ما لم يكن يأت على حرام وأن الصبي لا يجري عليه القلم حتى يبلغ وأن المجاهد في سبيل الله لا يجري عليه القلم حتى يعود إلى منزله ما لم يأت بشئ يبطل جهاده وأن المجنون لا يجري عليه القلم حتى يفيق وأن المريض لا يجري عليه القلم حتى يصح ثم قال عليه السلام : إن مبايعة الله رخيصة فاشتروها قبل أن تغلو .
إبراهيم بن ميمون قال : حدثنا عنه عليه السلام : صوم شعبان كفارة الذنوب العظام حتى لو أن رجلا بلي بدم حرام فصام من هذا الشهر أياما ومات رجوت له المغفرة قال : قلت : فما أفضل الدعاء في هذا الشهر ؟ فقال : الاستغفار ، إن من استغفر في شعبان كل يوم سبعين مرة كان كمن استغفر في غيره من الشهور سبعين الف مرة قلت : فكيف أقول ؟ قال : قل : استغفر الله واسأله التوبة.
عن محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة : ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه ) كتب في الأفق المبين قال : قلت : وما الأفق المبين ؟ قال : قاع بين يدي العرش فيها أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.
عن عبد الله بن مرحوم الأزدي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ومن صام يومين نظر الله إليه في كل يوم وليلة في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه من جنته في كل يوم قال : أبو جعفر محمد بن علي: يعني زيارة الله عز وجل زيارة حجج الله تعالى من زارهم فقد زار الله ومن يكون له في الجنة من المحل ما يقدر على الارتفاع إلى درجة النبي والأئمة صلوات الله عليهم حتى يزورهم فيها فمحله عظيم وزيارتهم زيارة الله كما أن طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ومتابعتهم متابعة الله وليس ذلك على ما يذكره أهل التشبيه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان شهري ورمضان شهر الله وهو ربيع الفقراء وإنما جعل الأضحى ليشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم .
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يصل ما بينهما ويقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كن نساء النبي صلى الله عليه وآله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهية أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله حاجته وإذا كان شعبان صمن وصام معهن قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري:
عن عمر بن عيسى عن سماعة بن مهران قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام : هل صام أحد من آبائك شعبان ؟ قال : خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يصومه.
عن أبي الصباح قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صوم شعبان وشهر رمضان والله توبة من الله.
عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من صام ثلاثة أيام من شعبان وجبت له الجنة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله شفيعه يوم القيامة .
قال أبو عبد الله عليه السلام سمعت أبي قال : كان أبي زين العابدين عليه السلام إذا هل شعبان جمع أصحابه فقال : معاشر أصحاب أتدرون أي شهر هذا ؟ هذا شهر شعبان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري ألا فصوموا فيه محبة لنبيكم وتقربا إلى ربكم فوالذي نفس علي بن الحسين بيده لسمعت أبى الحسين بن علي يقول : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : من صام شعبان محبة نبي الله عليه السلام وتقربا إلى الله عز وجل أحبه الله عز وجل وقربه من كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة.
عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما أن كانت ليلة النصف من شعبان ظنت الحميراء أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام إلى بعض نسائه فدخلها من الغيرة ما لم تصبر حتى قامت وتلففت بشملة لها وأيم الله ما كان خزا ولا ديباجا ولا كتانا ولا قطنا ولكن كان في سداه الشعر ولحمته أو بار الإبل فقامت طلبت رسول الله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينما هي كذلك إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا كالثوب الباسط على وجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته وهو يقول : ( سجد لك سوادي وجناني وآمن بك فؤادي وهذه يداي وما جنيت بهما على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم الا العظيم ) ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته وهو يقول : ( أعوذ بنور وجهك الذي أضائت له السماوات والأرضون وتكشفت له الظلمات وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجأة نقمتك ومن تحويل عافيتك ومن زوال نعمتك اللهم أرزقني قلبا تقيا نقيا من الشرك بريئا لا كافرا ولا شقيا ) ثم وضع خده على التراب ويقول : ( أعفر وجهي في التراب وحق لي أن أسجد لك ) فلما همم الانصراف هرولت المرأة إلى فراشها فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه الليلة النصف من شعبان فيها يكتب آجال وفيها تقسم أرزاق وان الله عز وجل ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى بني كلب وينزل الله عز وجل ملائكته إلى السماء الدنيا والى الأرض بمكة . الصحيح عند أهل بيت عليهم السلام ان كتب الآجال وقسمة الأرزاق يكون في ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.
عن سهل بن سعد قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : الصوم للرؤية والفطر للرؤية وليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية وأفطر قبل الرؤية للرؤية قال : فقلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله : فما ترى في صوم يوم الشك فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليهم السلام : لان أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان . قال مصنف هذا الكتاب : هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الاسناد ولم أسمعه إلا من علي بن أحمد.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شعبان شهري ورمضان شهر الله عز وجل فمن صام شهري كنت له شفيعا يوم القيامة ومن صام شهر الله عز وجل أنس الله وحشته في قبره ووصل وحدثه وخرج من قبره مبيضا وجهه أخذ الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتى يقف بين يدي ربه عز وجل فيقول : عبدي فيقول : لبيك سيدي فيقول عز وجل : صمت لي قال : فيقول : نعم يا سيدي فيقول تبارك وتعالى خذوا بيد عبدي حتى تأتوا به : أنا أشفع لك اليوم قال : فيقول الله تعالى : أما حقوقي فقد تركتها لعبدي وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه حتى يرضى قال النبي صلى الله عليه وآله : فآخذ بيده حتى أنتهي به إلى الصراط فأجده زحفا زلقا لا يثبت عليه أقدام الخاطئين فأخذ بيده فيقول لي صاحب الصراط من هذا يا رسول الله فأقول : هذا فلان باسمه من أمتي كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي وصام شهر ربه ابتغاء وعده فيجوز الصراط بعفو الله عز وجل حتى ينتهي إلى باب الجنة فاستفتح له فيقول رضوان ذلك اليوم أمرنا ان نفتح اليوم لأمتك قال : ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : صوموا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله يكن لكم شفيعا وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم ومن وصلها بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين.
عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : في هذه الليلة هبط علي ، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد : عشر مرات ثم يسجد ويقول : في سجوده : ( اللهم لك سجد سوادي وجناني وبياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم وانه لا يغفر غيرك يا عظيم ) فإذا فعل ذلك محي الله عز وجل اثنين وسبعين الف سيئة وكتب له من الحسنات مثلها ومحي الله عز وجل عن والديه سبعين الف سيئة .
عن عمر بن حمر ، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصل شعبان بشهر رمضان.
عن صفوان بن سليمان عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم في شهر أكثر ما كان يصوم من شعبان.
عن عايشة زوجة النبي صلى الله عليه وآله : قالت : ما رأيت رسول الله ( ص ) في شهر أكثر صياما منه في شعبان: تم كتاب فضائل شعبان بحمد الله وحسن توفيقه وصلواته على نبيه محمد وعترته الطاهرين
واعلم أنه قد ورد في تفسير الإمام (عليه السلام) رواية في فضل شعبان وفضل اليوم الأوّل منه تشتمل على فوائد جمّة، وشيخنا ثقة الاسلام النوري (نور الله مرقده) قد أورد ترجمتها في نهاية كتابه الفارسي (كلمة طيّبة)، والرواية مبسوطة لايسعها المقام، وملخصها: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان وهم يخوضون في أمر القدر وغيره وقد ارتفعت أصواتهم واشتد فيه محكمهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا إليه يسألونه القعود عليهم فلم يحفل بهم، ثم قال لهم وناداهم: (( يامعاشر المتكلمين فيما لايعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتهم من غير عَيٍّ ولا بَكَمٍ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم وحامت حلومهم إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالاً، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالاعمال الزاكية يعدّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وانّهم براء من المقصّرين ومن المفرطين، إلاّ أنهم لايرضون لله بالقليل ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الاعمال، فهم إذا رأيتهم، قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم يامعشر المبتدعين ؟ أما علمتم أنّ أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه، وأنّ أجهلهم به أكثرهم كلاما فيه ؟
يامعشر المبتدعين، هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربنا شعبان لتشعب الخيرات فيه ؛ قد فتح ربكم فيه أبواب جنانه وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان وأسهل الأُمور فاشتروها، وعرض لكم إبليس اللعين شعب شروره وبلاياه فأنتم دائباً تتيهون في الغي والطغيان تمسكون بشعب إبليس وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه.
هذه غرّة شعبان وشعب خيراته الصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبرّ الوالدين والقرابات والجيران وإصلاح ذات البين والصدقة على الفقراء والمساكين، تتكفلون ماقد وضع عنكم (أي أمر القدر) وماقد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سرائر الله التي من فتش عنها كان من الهالكين. أما إنكم لو وقفتم على ماقد أعدّ ربنا عزَّ وجلَّ للمطيعين من عباده في هذا اليوم لقصرتم عما أنتم فيه وشرعتم فيما أُمرتم به)).
قالوا: ياأمير المؤمنين، وما الذي أعدَّه الله في هذا اليوم للمطيعين له ؟ فروى (عليه السلام) ماكان من أمر الجيش الذي بعثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى الكفار، فوثب الكفار عليه ليلاً، وكانت ليلة ظلماء دامسة والمسلمون نيام، ولم يك فيهم يقظان سوى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقتادة بن نعمان وقيس بن عاصم المنقري وكل منهم يقظان في جانب من جوانب العسكر يصلّي الصلاة أو يتلو القرآن، وكاد المسلمون ان يهلكوا لأنهم في الظلام لايبصرون اعداءهم ليتّقوهم، وإذا بأضواء تسطع من أفواه هؤلاء النفر الأَرْبعة تضيء معسكر المسلمين فتورثهم القوة والشجاعة، فوضعوا السيوف على الكفار فصاروا بين قتيل أو جريح أو أسير ؛ فلما رجعوا قصّوا على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ماكان فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنّ هذه الأنوار قد كانت لما عمله إخوانكم هؤلاء من أعمال في غرّة شعبان ثم حدّثهم بتلك الأعمال واحداً فو احداً إلى أن قال: إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم من شعبان يبثّ جنوده في أقطار الأَرْض وآفاقها يقول لهم: اجتهدوا فياجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم، وإنّ الله عزَّ وجلَّ يبث ملائكته في أقطار الأَرْض وآفاقها يقول لهم: سدّدوا عبادي وأرشدوهم وكلّهم يسعد إلاّ من أبى وطغى فإنه يصير في حزب إبليس وجنوده، وإنّ الله عزوجل إذا كان أول يوم من شعبان يأمر باب الجنة فتفتح ويأمر شجرة طوبى فتدني أغصانها من هذه الدنيا، ثم ينادي منادي ربنا عزوجل: ياعباد الله، هذه أغصان شجرة طوبى فتعلّقوا بها لترفعكم إلى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم فإيّاكم وإيّاها لاتؤديكم إلى الجحيم.
قال: فوالذي بعثني بالحق نبيا إنّ من تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤدّيه إلى الجنة، وإنّ من تعاطى باباً من الشر في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزقّوم فهو مؤدّيه إلى النار.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن، ومن صام في هذا اليوم تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بين المر وزوجه، والوالد وولده، والقريب وقريبه والجار وجاره، والاجنبي والاجنبي، فقد تعلّق منه بغصن، ومن خفّف عن مُعسرٍ دَينه أو حطّ عنه فقد تعلّق منه بغصن، ومن نظر في حسابه فرأى دَينا عتيقاً قد آيس منه صاحبه فأدَّاه فقد تعلق منه بغصن، ومن كفل يتيما فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّ سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن تلا القرآن أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد يذكر الله ونعماءه ليشكره فقد تعلّق منه بغصن، ومن عاد مريضا فقد تعلّق منه بغصن، ومن بَرَّ فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن، وكذلك من فعل شيئاً من ساير أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق نبياً وإنّ من تعاطى باباً من الشرِّ والعصيان في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان الزقّوم فهو مؤديه الى النار.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق نبياً، فمن قصّر في الصلاة المفروضة وضيّعها فقد تعلّق بغصن منه، ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله فهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذه بيده فقد تعلّق بغصن منه، ومن اعتذر إليه مسي فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل زاد عليه فقد تعلّق بغصن منه، ومن ضرب بين المر وزوجه أو الوالد وولده أو الأخ وأخيه أو القريب وقريبه أو بين جارين أو خليطين أو أختين فقد تعلّق بغصن منه، ومن شدّد على مُعسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظاً وبلاءاً فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان عليه دَين فأنكره على صاحبه وتعدّى عليه حتى أبطل دَينه فقد تعلّق بغصن منه، ومن جفا يتيماً وآذاه وهزم ماله فقد تعلّق بغصن منه، ومن وقع في عِرض أخيه المؤمن وحمل الناس على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، ومن تغنّى بغنى يبعث فيه على المعاصي فقد تعلّق بغصن منه ، ومن قعد يعدّد قبائح أفعاله في الحروب وأنواع ظلمه لعباد الله فيفتخر بها فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافاً بحقه فقد تعلّق بغصن منه، ومن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا فقد تغلق بغصن منه، ومن أعرض عن مصاب جفاءاً وازدرأً عليه واستصغاراً له فقد تعلّق بغصن منه، ومن عقَّ والديه أو أحدهما فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان قبل ذلك عاقّا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم ويقدر على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، وكذا من فعل شيئاً من ساير أبواب الشر فقد تعلّق بغصن منه.
والذي بعثني بالحق نبيّاً، إنّ المتعلقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك الاغصان إلى الجنة.
ثم رفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) طرفه إلى السماء مليّاً وجعل يضحك ويستبشر، ثم خفض طرفه إلى الأَرْض فجعل يقطب ويعبس، ثم أقبل على أصحابه فقال: والذي بعث محمداً بالحق نبيّاً، لقد رأيت شجرة طوبى ترفع أغصانها وترفع المتعلّقين بها إلى الجنة ورأيت منهم من تعلّق منها بغصن، ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات، وإني لارى زيد بن حارثة فقد تعلّق بعامّة أغصانها، فهي ترفعه إلى أعلى أعلاها، فبذلك ضحكت واستبشرت.
ثم نظرت إلى الأَرْض، فوالذي بعثني بالحق نبيّا، لقد رأيت شجرة الزقّوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلّقين بها إلى الجحيم ورأيت منهم من تعلّق بغصن ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح، وإنّي لأرى بعض المنافقين قد تعلّق بعامّة أغصانها وهي تخفضه إلى أسفل دركاتها، فلذلك عبست وقطبت.
المصادر :
راسخون 2018
قال رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله فمن صام يوما من شهري كنت شفيعه يوم القيامة ومن صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له استأنف العمل ومن صام شهر رمضان يحفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأعتقه من النار وأحله دار القرار وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد.
الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول : من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم .
سأل علي بن موسى الرضا عليه السلام عن ليلة النصف من شعبان قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار ويغفر الذنوب فيها قلت هل جعل فيها صلاة زيادة على سائر الليالي ؟ فقال ليس فيها شئ موظف ولكن إن أحببت أن تطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب وأكثر فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار والدعاء فان أبي عليه السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : إن الناس يقولون انها ليلة الصكاك فقال عليه السلام : تلك ليلة القدر في شهر رمضان .
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة : أول ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تذاكروا عنده فضائل شعبان فقال شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه وهو شهر يزاد فيه أرزاق المؤمنين وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين والسيئة محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده وينظر إلى صيامه وصوامه وقوامه وقيامه فيباهي به حملة العرش فقام علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لتزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عز وجل فيه فقال النبي صلى الله عليه وآله : من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة تعدل عبادة سنة : ومن صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة .
ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعين درجة في الجنان من در وياقوت : ومن صام أربعة من شعبان وسع عليه في الرزق . ومن صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد أيام من شعبان حبب إلى العباد . ومن صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لولا من البلاء . ومن صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده دهر وعمره : ومن صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس . ومن صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه . ومن صام عشرة أيام من شعبان وسع الله عليه قبره سبعين ذراعا .
ومن صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره إحدى عشرة منارة من نور . ومن صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون الف ملك إلى النفخ في الصور : ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له ملائكة سبع سماوات ، ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت الدواب والسباع حتى الحيتان في البحور ان يستغفروا له : ومن صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة لا أحرقك بالنار . ومن صام ستة عشر يوما من شعبان أطفئ عنه سبعون بحرا من النيران . ومن صام سبعة عشر يوما من شعبان أغلقت عنه أبواب النيران كلها .
ومن صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها . زمن صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطى سبعين الف قصر من لجنان من در وياقوت ومن صام وعشرين يوما من شعبان زوج سبعين الف زوجة من الحور العين : ومن صام أحد وعشر يوما من شعبان رحبت له الملائكة ومسحته بأجنحتها . ومن صام اثنين وعشرين يوما من شعبان كسي سبعين حلة من سندس وإستبرق .
ومن صام ثلاثة وعشرين يوما من شعبان أتي بدابة من نور حين خروجه من قبره فيركبها طيارا إلى الجنة . ومن صام أربعة وعشرين يوما من شعبان أعطي براءة من النفاق : ومن صام خمسة وعشرين يوما من شعبان شفع في سبعين الف من أهل توحيد : ومن صام ستة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له جوازا على الصراط . ومن صام سبعة وعشرين يوما من شعبان كتب له براءة من النار ومن صام ثمانية وعشرين يوما من شعبان يهلل وجهه يوم القيامة ومن صام تسعة وعشرين يوما من شعبان نال رضوان الله الأكبر ومن صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام العرش يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى وتقدم من ذنوبك والجليل عز وجل يقول : لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وعدد الرمل والثرى وأيام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان قال ابن عباس : هذا لشهر شعبان.
عن أبي بصير قال : سمعت الصادق عليه السلام يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه أيكم يصوم الدهر فقال سلمان : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فأيكم يحيى الليل فقال سلمان : أنا يا رسول الله قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم فقال سلمان أنا يا رسول الله فغضب بعض أصحابه فقال يا رسول الله : إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت : أيكم يصوم الدهر فقال : أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت : أيكم يحيى الليل فقال : أنا وهو أكثر ليلة ينام وقلت : أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال : أنا وهو أكثر نهاره صامت فقال النبي صلى الله عليه وآله : مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك فقال الرجل لسلمان يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر قال : نعم فقال رأيتك في أكثر نهارك تأكل فقال ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل فقال : نعم فقال : أنت أكثر ليلك نائم فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من نام على طهر فكأنما أحي الليل كله وأنا أبيت على طهر فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم قال : نعم قال : فإنك أيامك صامت فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ومن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار وأنا اقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات فقام وكأنه ألقم حجرا .
أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم الأيام حتى يقال : لا يفطر ويفطر حتى يقال : لا يصوم قلت رأيته يصوم من شهر ما لا يصوم في شئ من الشهور ؟ قال : نعم قلت أي الشهور ؟ قال : شهر شعبان كان يقول : هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب وشهر رمضان وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين جل جلاله فأحب أن يرفع لي عملي وأنا صائم.
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهي الناس أن يصلوهما وكان يقول هما شهر الله وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب.
عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن صوم شعبان كان أحد من آبائك يصومه ؟ فقال كان خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله كان أكثر صيامه في شعبان.
عن عن زيد بن أسلم قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن صوم رجب قال : وأين أنتم عن شعبان:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن صوم الثلثين وصوم اتباعه صوم شعبان شهرين متتابعين توبة من الله والله.
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : من صام أول يوم من شعبان وجبت له الرحمة ومن صام يومين من شعبان وجبت له الرحمة والمغفرة والكرامة من الله عز وجل يوم القيامة ومن صام شهر رمضان وجبت له الرحمة ومن صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين ومن صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ثم قال عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام ان . رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده الله ومن حضر الجمعة مع المسلمين فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنه فصلى علي فلم يغفر له فأبعده الله قيل يا رسول الله : كيف يصلي عليك ولا يغفر له ؟ فقال : إن العبد إذا صلى علي ولم يصل على آلي تلك الصلاة فضرب بها وجهه وإذا صلى علي وعلى آلي غفر له .
حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده عن ابن فضال عن مروان بن مسلم ( سلم ) عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شعبان شهري ورمضان شهر الله فمن صام من شهري يوما وجبت له الجنة ومن صام منه يومين كان من رفقاء النبيين والصديقين يوم القيامة ومن صام الشهر كله ووصله بشهر رمضان كان ذلك توبة له من كل ذنب صغير أو كبير ولو من دم حرام.
عن سليمان المروزي عن الرضا علي بن موسى صلوات الله عليه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر الصيام في شعبان ولقد كانت نسائه إذا كان عليهن صوم أخرنه إلى شعبان مخافة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله حاجته وكان عليه السلام يقول : شعبان شهري وهو أفضل الشهور بعد شهر رمضان فمن صام فيه يوما كنت شفيعه يوم القيامة ومن صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفرت له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأن الصائم لا يجري عليه القلم حتى يفطر ما لم يأت بشئ ينقض وأن الحاج لا يجري عليه القلم حتى يجرع ما لم يكن يأت على حرام وأن الصبي لا يجري عليه القلم حتى يبلغ وأن المجاهد في سبيل الله لا يجري عليه القلم حتى يعود إلى منزله ما لم يأت بشئ يبطل جهاده وأن المجنون لا يجري عليه القلم حتى يفيق وأن المريض لا يجري عليه القلم حتى يصح ثم قال عليه السلام : إن مبايعة الله رخيصة فاشتروها قبل أن تغلو .
إبراهيم بن ميمون قال : حدثنا عنه عليه السلام : صوم شعبان كفارة الذنوب العظام حتى لو أن رجلا بلي بدم حرام فصام من هذا الشهر أياما ومات رجوت له المغفرة قال : قلت : فما أفضل الدعاء في هذا الشهر ؟ فقال : الاستغفار ، إن من استغفر في شعبان كل يوم سبعين مرة كان كمن استغفر في غيره من الشهور سبعين الف مرة قلت : فكيف أقول ؟ قال : قل : استغفر الله واسأله التوبة.
عن محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة : ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه ) كتب في الأفق المبين قال : قلت : وما الأفق المبين ؟ قال : قاع بين يدي العرش فيها أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.
عن عبد الله بن مرحوم الأزدي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ومن صام يومين نظر الله إليه في كل يوم وليلة في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه من جنته في كل يوم قال : أبو جعفر محمد بن علي: يعني زيارة الله عز وجل زيارة حجج الله تعالى من زارهم فقد زار الله ومن يكون له في الجنة من المحل ما يقدر على الارتفاع إلى درجة النبي والأئمة صلوات الله عليهم حتى يزورهم فيها فمحله عظيم وزيارتهم زيارة الله كما أن طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ومتابعتهم متابعة الله وليس ذلك على ما يذكره أهل التشبيه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان شهري ورمضان شهر الله وهو ربيع الفقراء وإنما جعل الأضحى ليشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم .
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يصل ما بينهما ويقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كن نساء النبي صلى الله عليه وآله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهية أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله حاجته وإذا كان شعبان صمن وصام معهن قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري:
عن عمر بن عيسى عن سماعة بن مهران قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام : هل صام أحد من آبائك شعبان ؟ قال : خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يصومه.
عن أبي الصباح قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صوم شعبان وشهر رمضان والله توبة من الله.
عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من صام ثلاثة أيام من شعبان وجبت له الجنة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله شفيعه يوم القيامة .
قال أبو عبد الله عليه السلام سمعت أبي قال : كان أبي زين العابدين عليه السلام إذا هل شعبان جمع أصحابه فقال : معاشر أصحاب أتدرون أي شهر هذا ؟ هذا شهر شعبان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري ألا فصوموا فيه محبة لنبيكم وتقربا إلى ربكم فوالذي نفس علي بن الحسين بيده لسمعت أبى الحسين بن علي يقول : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : من صام شعبان محبة نبي الله عليه السلام وتقربا إلى الله عز وجل أحبه الله عز وجل وقربه من كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة.
عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما أن كانت ليلة النصف من شعبان ظنت الحميراء أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام إلى بعض نسائه فدخلها من الغيرة ما لم تصبر حتى قامت وتلففت بشملة لها وأيم الله ما كان خزا ولا ديباجا ولا كتانا ولا قطنا ولكن كان في سداه الشعر ولحمته أو بار الإبل فقامت طلبت رسول الله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينما هي كذلك إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا كالثوب الباسط على وجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته وهو يقول : ( سجد لك سوادي وجناني وآمن بك فؤادي وهذه يداي وما جنيت بهما على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم الا العظيم ) ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته وهو يقول : ( أعوذ بنور وجهك الذي أضائت له السماوات والأرضون وتكشفت له الظلمات وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجأة نقمتك ومن تحويل عافيتك ومن زوال نعمتك اللهم أرزقني قلبا تقيا نقيا من الشرك بريئا لا كافرا ولا شقيا ) ثم وضع خده على التراب ويقول : ( أعفر وجهي في التراب وحق لي أن أسجد لك ) فلما همم الانصراف هرولت المرأة إلى فراشها فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه الليلة النصف من شعبان فيها يكتب آجال وفيها تقسم أرزاق وان الله عز وجل ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى بني كلب وينزل الله عز وجل ملائكته إلى السماء الدنيا والى الأرض بمكة . الصحيح عند أهل بيت عليهم السلام ان كتب الآجال وقسمة الأرزاق يكون في ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.
عن سهل بن سعد قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : الصوم للرؤية والفطر للرؤية وليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية وأفطر قبل الرؤية للرؤية قال : فقلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله : فما ترى في صوم يوم الشك فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليهم السلام : لان أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان . قال مصنف هذا الكتاب : هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الاسناد ولم أسمعه إلا من علي بن أحمد.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شعبان شهري ورمضان شهر الله عز وجل فمن صام شهري كنت له شفيعا يوم القيامة ومن صام شهر الله عز وجل أنس الله وحشته في قبره ووصل وحدثه وخرج من قبره مبيضا وجهه أخذ الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتى يقف بين يدي ربه عز وجل فيقول : عبدي فيقول : لبيك سيدي فيقول عز وجل : صمت لي قال : فيقول : نعم يا سيدي فيقول تبارك وتعالى خذوا بيد عبدي حتى تأتوا به : أنا أشفع لك اليوم قال : فيقول الله تعالى : أما حقوقي فقد تركتها لعبدي وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه حتى يرضى قال النبي صلى الله عليه وآله : فآخذ بيده حتى أنتهي به إلى الصراط فأجده زحفا زلقا لا يثبت عليه أقدام الخاطئين فأخذ بيده فيقول لي صاحب الصراط من هذا يا رسول الله فأقول : هذا فلان باسمه من أمتي كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي وصام شهر ربه ابتغاء وعده فيجوز الصراط بعفو الله عز وجل حتى ينتهي إلى باب الجنة فاستفتح له فيقول رضوان ذلك اليوم أمرنا ان نفتح اليوم لأمتك قال : ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : صوموا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله يكن لكم شفيعا وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم ومن وصلها بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين.
عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : في هذه الليلة هبط علي ، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد : عشر مرات ثم يسجد ويقول : في سجوده : ( اللهم لك سجد سوادي وجناني وبياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم وانه لا يغفر غيرك يا عظيم ) فإذا فعل ذلك محي الله عز وجل اثنين وسبعين الف سيئة وكتب له من الحسنات مثلها ومحي الله عز وجل عن والديه سبعين الف سيئة .
عن عمر بن حمر ، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصل شعبان بشهر رمضان.
عن صفوان بن سليمان عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم في شهر أكثر ما كان يصوم من شعبان.
عن عايشة زوجة النبي صلى الله عليه وآله : قالت : ما رأيت رسول الله ( ص ) في شهر أكثر صياما منه في شعبان: تم كتاب فضائل شعبان بحمد الله وحسن توفيقه وصلواته على نبيه محمد وعترته الطاهرين
واعلم أنه قد ورد في تفسير الإمام (عليه السلام) رواية في فضل شعبان وفضل اليوم الأوّل منه تشتمل على فوائد جمّة، وشيخنا ثقة الاسلام النوري (نور الله مرقده) قد أورد ترجمتها في نهاية كتابه الفارسي (كلمة طيّبة)، والرواية مبسوطة لايسعها المقام، وملخصها: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان وهم يخوضون في أمر القدر وغيره وقد ارتفعت أصواتهم واشتد فيه محكمهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا إليه يسألونه القعود عليهم فلم يحفل بهم، ثم قال لهم وناداهم: (( يامعاشر المتكلمين فيما لايعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتهم من غير عَيٍّ ولا بَكَمٍ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم وحامت حلومهم إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالاً، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالاعمال الزاكية يعدّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وانّهم براء من المقصّرين ومن المفرطين، إلاّ أنهم لايرضون لله بالقليل ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الاعمال، فهم إذا رأيتهم، قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم يامعشر المبتدعين ؟ أما علمتم أنّ أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه، وأنّ أجهلهم به أكثرهم كلاما فيه ؟
يامعشر المبتدعين، هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربنا شعبان لتشعب الخيرات فيه ؛ قد فتح ربكم فيه أبواب جنانه وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان وأسهل الأُمور فاشتروها، وعرض لكم إبليس اللعين شعب شروره وبلاياه فأنتم دائباً تتيهون في الغي والطغيان تمسكون بشعب إبليس وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه.
هذه غرّة شعبان وشعب خيراته الصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبرّ الوالدين والقرابات والجيران وإصلاح ذات البين والصدقة على الفقراء والمساكين، تتكفلون ماقد وضع عنكم (أي أمر القدر) وماقد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سرائر الله التي من فتش عنها كان من الهالكين. أما إنكم لو وقفتم على ماقد أعدّ ربنا عزَّ وجلَّ للمطيعين من عباده في هذا اليوم لقصرتم عما أنتم فيه وشرعتم فيما أُمرتم به)).
قالوا: ياأمير المؤمنين، وما الذي أعدَّه الله في هذا اليوم للمطيعين له ؟ فروى (عليه السلام) ماكان من أمر الجيش الذي بعثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى الكفار، فوثب الكفار عليه ليلاً، وكانت ليلة ظلماء دامسة والمسلمون نيام، ولم يك فيهم يقظان سوى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقتادة بن نعمان وقيس بن عاصم المنقري وكل منهم يقظان في جانب من جوانب العسكر يصلّي الصلاة أو يتلو القرآن، وكاد المسلمون ان يهلكوا لأنهم في الظلام لايبصرون اعداءهم ليتّقوهم، وإذا بأضواء تسطع من أفواه هؤلاء النفر الأَرْبعة تضيء معسكر المسلمين فتورثهم القوة والشجاعة، فوضعوا السيوف على الكفار فصاروا بين قتيل أو جريح أو أسير ؛ فلما رجعوا قصّوا على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ماكان فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنّ هذه الأنوار قد كانت لما عمله إخوانكم هؤلاء من أعمال في غرّة شعبان ثم حدّثهم بتلك الأعمال واحداً فو احداً إلى أن قال: إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم من شعبان يبثّ جنوده في أقطار الأَرْض وآفاقها يقول لهم: اجتهدوا فياجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم، وإنّ الله عزَّ وجلَّ يبث ملائكته في أقطار الأَرْض وآفاقها يقول لهم: سدّدوا عبادي وأرشدوهم وكلّهم يسعد إلاّ من أبى وطغى فإنه يصير في حزب إبليس وجنوده، وإنّ الله عزوجل إذا كان أول يوم من شعبان يأمر باب الجنة فتفتح ويأمر شجرة طوبى فتدني أغصانها من هذه الدنيا، ثم ينادي منادي ربنا عزوجل: ياعباد الله، هذه أغصان شجرة طوبى فتعلّقوا بها لترفعكم إلى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم فإيّاكم وإيّاها لاتؤديكم إلى الجحيم.
قال: فوالذي بعثني بالحق نبيا إنّ من تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤدّيه إلى الجنة، وإنّ من تعاطى باباً من الشر في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزقّوم فهو مؤدّيه إلى النار.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن، ومن صام في هذا اليوم تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بين المر وزوجه، والوالد وولده، والقريب وقريبه والجار وجاره، والاجنبي والاجنبي، فقد تعلّق منه بغصن، ومن خفّف عن مُعسرٍ دَينه أو حطّ عنه فقد تعلّق منه بغصن، ومن نظر في حسابه فرأى دَينا عتيقاً قد آيس منه صاحبه فأدَّاه فقد تعلق منه بغصن، ومن كفل يتيما فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّ سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن تلا القرآن أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد يذكر الله ونعماءه ليشكره فقد تعلّق منه بغصن، ومن عاد مريضا فقد تعلّق منه بغصن، ومن بَرَّ فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن، وكذلك من فعل شيئاً من ساير أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق نبياً وإنّ من تعاطى باباً من الشرِّ والعصيان في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان الزقّوم فهو مؤديه الى النار.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق نبياً، فمن قصّر في الصلاة المفروضة وضيّعها فقد تعلّق بغصن منه، ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله فهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذه بيده فقد تعلّق بغصن منه، ومن اعتذر إليه مسي فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل زاد عليه فقد تعلّق بغصن منه، ومن ضرب بين المر وزوجه أو الوالد وولده أو الأخ وأخيه أو القريب وقريبه أو بين جارين أو خليطين أو أختين فقد تعلّق بغصن منه، ومن شدّد على مُعسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظاً وبلاءاً فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان عليه دَين فأنكره على صاحبه وتعدّى عليه حتى أبطل دَينه فقد تعلّق بغصن منه، ومن جفا يتيماً وآذاه وهزم ماله فقد تعلّق بغصن منه، ومن وقع في عِرض أخيه المؤمن وحمل الناس على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، ومن تغنّى بغنى يبعث فيه على المعاصي فقد تعلّق بغصن منه ، ومن قعد يعدّد قبائح أفعاله في الحروب وأنواع ظلمه لعباد الله فيفتخر بها فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافاً بحقه فقد تعلّق بغصن منه، ومن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا فقد تغلق بغصن منه، ومن أعرض عن مصاب جفاءاً وازدرأً عليه واستصغاراً له فقد تعلّق بغصن منه، ومن عقَّ والديه أو أحدهما فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان قبل ذلك عاقّا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم ويقدر على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، وكذا من فعل شيئاً من ساير أبواب الشر فقد تعلّق بغصن منه.
والذي بعثني بالحق نبيّاً، إنّ المتعلقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك الاغصان إلى الجنة.
ثم رفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) طرفه إلى السماء مليّاً وجعل يضحك ويستبشر، ثم خفض طرفه إلى الأَرْض فجعل يقطب ويعبس، ثم أقبل على أصحابه فقال: والذي بعث محمداً بالحق نبيّاً، لقد رأيت شجرة طوبى ترفع أغصانها وترفع المتعلّقين بها إلى الجنة ورأيت منهم من تعلّق منها بغصن، ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات، وإني لارى زيد بن حارثة فقد تعلّق بعامّة أغصانها، فهي ترفعه إلى أعلى أعلاها، فبذلك ضحكت واستبشرت.
ثم نظرت إلى الأَرْض، فوالذي بعثني بالحق نبيّا، لقد رأيت شجرة الزقّوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلّقين بها إلى الجحيم ورأيت منهم من تعلّق بغصن ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح، وإنّي لأرى بعض المنافقين قد تعلّق بعامّة أغصانها وهي تخفضه إلى أسفل دركاتها، فلذلك عبست وقطبت.
المصادر :
راسخون 2018