كم يختلف الناس في شخصياتهم ومواقفهم ومستوياتهم؟ فتجد فيهم الشجاع الذي يتفجر بطولة وصمودا ويهزأ بالمخاوف ويخوض غمار المخاطر تحت شعار: "لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا ".
وعلى العكس من ذلك تجد الجبان المستسلم، الذي يخاف من ظله وينزعج من أطياف منامه، وينهار أمام أقل خطر محتمل!! وترى في الناس العالم المشغف بحب العلم، المتعطش للمعرفة، والذي يبذل ساعات عمره وطاقات جهده، في سبيل العلم والمعرفة.. وفي المقابل ترى الجاهل الذي يسأم الدراسة ويتهرب من العلم والثقافة.
وفي الناس الشخصية الرزينة المتسامية عن الإغراءات والشهوات.. وفيهم الشخصية الحيوانية المائعة التي تسقط لأبسط إغراء، وتنزلق عند اقل شهوة!!
لماذا يختلف الناس هكذا؟
ترى ما هو سبب اختلاف مواقفهم وشخصياتهم؟
هل أن هناك فارقا فسيولوجيا سبب لهم هذا التفاوت؟ كلا فتركيب جسم البطل الشجاع لا يختلف أبدا عن تركيب جسم الجبان الخائف.. وهيكل العالم العارف لا يفرق أبدا عن هيكل الجاهل الغارق في الجهل..
وفسيولوجية الشخص الرزين هي نفس فسيولوجية الشخص المائع. إذا فلماذا الاختلاف؟
هل الظروف والأجواء المعيشية والاجتماعية هي التي تفرض هذا ا لاختلاف؟كلا. فصحيح أن الأجواء الاجتماعية والظروف المعيشية لها دخل في تكوين شخصية الإنسان، ولكن لا تعدو أن تكون عاملا مساعدا ومشجعا على اتجاه معين بيد أنها ليست العامل الأساس والسبب الرئيسي الوحيد.
والدليل على هذه الحقيقة واضح جدا: فقد يعيش إنسان في ظروف تتهيأ له فيها أجواء الدراسة، وتتوفر أسباب العلم.. ولكنه في الأخير لا يتوفق للعلم رغم كل الأجواء المساعدة بينما يعيش إنسان آخر في أجواء وأوضاع يصعب عليه فيها طلب العلم ولاتتأتى له أسباب الدراسة. ولكنه يصارع الأجواء ويتغلب على تلك الظروف ليصبح عالما عملاقا!! وفوق ذلك فقد يعيش شخصان في جو واحد وظروف متشابهة ثم تختلف شخصيتهما فيما بعد !! أليس كذلك؟
إذا فما هو السبب الرئيسي في صياغة شخصية الإنسان وتحديد مواقفه؟
إنه ليس شيئا من خارج الإنسان يفرض على الإنسان اتجاها خاصا يلبسه شخصية معينة.. وإلا لما كانت للإنسان أية قيمة حقيقية مادام آلة بيد الأوضاع الخارجية المفروضة عليه والتي لا يد له في صنعها.. وحينئذ فلا دور له إلا دور التنفيذ الذي لا يملك محيصا عنه. إذا فلماذا يتوجه إليه الذم أو المدح، وينال العقاب أو الثواب؟
إنما السر الحقيقي يكمن في أعماق نفس الإنسان، ويقبع في داخله.. انه تلك الملكة العظيمة، والجوهرة السامية، وافية الغالية، إنها الإرادة!!
الإرادة هي الفارق المميز بين الإنسان وبين سائر المخلوقات يقول الله تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فألن ان يحملنها أتشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) وكانت الإرادة هي تلك الأمانة..
والإرادة تعني القدرة على التصميم والإصرار على تحقيق الهدف فحينما يصمم الإنسان على أمر ما ويمتلك القدرة على الصمود من اجل تحقيق ذلك الشيء، فانه لابد وان يصل إلى ما أراد أو يغادر الحياة دون أن يعترف بالعجز أو الفشل !!فالطالب الذي يريد الوصول إلى مستوى علمي، ويصمم على بلوغ ذلك لابد وأن يجابه كل العوائق والظروف بصموده وإصراره، ويتحمل السهر والتعب والعناء والهجرة والفقر، إلى ان يصل إلى ما يصبوا اليه بقوى إرادته..
والشعب الذي يواجه عدوا مستعمرا وتتحرك فيه إرادة التحرر ويصمم على ذلك، فانه سيكون مستعدا للبذل والتضحية والعطاء حتى ينال الاستقلال والحرية.. كما حدث ذلك بالفعل للشعب الجزائري المسلم الذي واجه طغيان الاستعمار الفرنسي بكل شجاعة وصمود وقدم ما يزيد على مليون شهيد، حتى طرد الاستعمار الأثيم وعاش الحرية والاستقلال..
والإنسان الذي يتعرض لاغراء الشهوة وبريق الانحراف إذا ما تنبهت لديه إرادة التقوى فان جميع وسائل الإغراء ودواعي الشهوة ستتحطم إمام صموده وارادته..
وقد خلد لنا القرآن تجربة ناجحة في هذا المجال مر بها نبي الله يوسف- عليه السلام- الذي كان اجمل شباب عصره وساقته الظروف إلى بيت سيدة مصر زوجة العزيز الفائقة الجمال، وقد اغرمت به وعشقته أبرزت له كل وسائل الإغراء والشهوة وهيأت كل الأجواء والظروف، ولكنه أراد أن يكون عفيفا رغم كل ذلك. يقول القرآن الحكيم: ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وكلقت الأبواب وقالت هيت لك.. قال معاذ ا!ته انه رب احسن مثواي انه لايفلح الظالمون ) سورة يوسف 23.
هكذا تمارس الإرادة دورها في حياة الإنسان وتوجه سلوكه وتصوغ نفسيته..
ولكن هل يختلف الناس في مستوى أرادتهم وقوتها؟ وإلا فلماذا يمتلك بعضهم إرادة فولاذية قوية بينما يعاني الآخرون خواء الإرادة وضعفها؟
في الواقع: ان مستوى الإرادة واحد عند جميع الناس والقوة والضعف في الإرادة ليس صفة تكوينية أصيلة و إنما هي صفة كسبية ثانوية ينالها الإنسان من خلال ممارساته وحياته تماما كالعضلات التي يمتلكها كل فرد منا بينما نختلف في توة هذه العضلات وضعفها بسبب ممارسة الرياضة والتدريب ومحاولة التقوية..فعضلاتك يوم ولدت ليست بأقوى من عضلاتي يوم وردت الدنيا، ولكنك لو تعبت على نفسك ومارست رياضة تقوية العضلات بالتمارين ورفع الأوزان الثقيلة وما أشبه ستكون أقوى عضلا مني إن لم أمارس و أتدرب مثلك أليس كذلك؟
وهكذا يكون الأمر في الإرادة النفسية فالإنسان الذي يحاول ترويض نفسه وتدريب إرادته وممارسة الصمود والإصرار منذ بداية تفتحه ش وجميه للحياة.. هذا الإنسان تتوفر له إرادة حديدية فيما بعد.. عكس الإنسان الذي يعيش على أهوائه ويلبى شهواته ولا يؤذي نفسه بالصبر والصمود..
من اجل إرادة فولاذية
من هنا فقد ركزت النصوص والتعاليم الإسلامية على ضرورة ممارسة رياضة النفس لتنمية الإرادة عند الإنسان باعتبارها مفتاح سعادة الإنسان وسر نجاحه وتقدمه..
يقول الله تعالى: ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن افوى فان الجنة هي المأوى ) النازعات- 40- 41.
ويحذر سبحانه وتعالى الإنسان من الانسياق مع أهواء نفسه وشهواتها، فأنها تورده حياض السوء وتسقطه في حضيض الانحراف، يقول الله تعالى: ( ان النفس لامارة بالسوء ) سورة يوسف-53.
أما الرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله وسلم- فيعتبر جهاد النفس ومحاربة أهوائها أهم واعظم من جهاد العدو الخارجي حيث يقول: الجهاد الأكبر هو جهاد النفس .
ويقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام" اشجع الناس من غلب هواه .
وعن الإمام علي بن موسى الرضا- عليه السلام- قال سألني رجل عما يجمع خير الدنيا والآخرة؟ فقلت: خالف نفسك !
وعن الإمام الصادق- عليه السلام-* طوبى لعبد جاهد نفسه وهواه ومن هزم جند هواه ظفر برضا الله"
ولكن كيف يمارس الإنسان رياضة النفس ويقوي إرادته بالتدريب؟ ان ذلك لا يتم إلا بأن يتعمد الإنسان مخالفة نفسه، والتمرد على أهوائه في الأمور العادية والمباحة حتى تتقوى إرادته وتكون قادرة على: الصمود إمام الأمور الخطيرة والمحرمة.وفي رمضان يفرض الله تعالى على الإنسان هذه الرياضة والتلإريب، حيث يحرم عليه أمورا هي في حد ذاتها مباحة وعادية يمارسها الإنسان في كل يوم- كالأكل والشرب- وذلك من اجل تقوبه إرادة الإنسان وتنمية صموده النفسي.
فأنت متعود في كل يوم أن تتناول وجبة الإفطار صباحا، والغذاء ظهرا وأن تشرب الماء كلما عشت وأن تتناول ما يقدمه لك مئديقك حين تزوره.. وكل ذلك ثيء طبيعي وعادي في جميع أيام السنة... ولكن ما ان يطل عليك هلال شهر رمضان حتى تتخذ قرارا جديدا صارما بالامتناع عن كل ما تعودت على تناوله في سائر الأيام !!
فطعام الإفطار والغذاء متوفر أمامك في البيت ونفسك تتوق للأكل، ولكنك تقول لنفسك وبصوت الإرادة: لا.. وتعطش ويلدغك الظمأ وتحن نفسك إلى الماء البارد، أو العصير اللذيذ- ولكن إرادتك تعلن رفضها وإصرارها على تنفيذ قرار الامتناع وتقول لك: لا.
وتأوي إلى فراشك فتجد زوجتك التي أباحها الله لك وقد ترتفع لديك درجة الحرارة الجنسية، وتثور شهوتك وما أن تنتبه لنفسك انك صائم حتى يرتفع هتاف الإرادة من أعماق نفسك: لا.
وهكذا تستمر فترة التدريب والرياضة معك طيلة شهر كامل حتى تتقوى عضلات إرادتك وينمو صمود نفسك، وتكون قادرا على ممارسة الإرادة وعلى قول: لا في الوقت المناسب وأمام أي كسل أو إغراء أو شهوة.
ولا ننسى أن نشير إلى مفعول الإيحاء النفسي لدى الإنسان عند الصوم. فقد يتساءل الإنسان الصائم مع نفسه: لماذا أتحمل الجوع؟ ولماذا اعاني قسوة العطش؟ ولماذا احرم نفسي من الالتذاذ مع زوجتي؟؟ وييز أمامه جواب عريض على شاشة نفسه: لأني قررت الصيام والامتثال لآمر الله تعالى.. ويتكرر السؤال فيتأكد الجواب، وبذلك تتقوى الإرادة هذه الإرادة .هي الحكمة الأساسية من فريضة الصوم: تقوية . ولكن المشكلة ان كثيرا من الصائمين يغفلون عن هذا الهدف العظيم، ويمارسون الصوم كعادة سنوبه، دون أن يحاولوا التنبه إلى غاية الصوم المهمة!! وهؤلاء في الحقيقة لا يستفيدون أبدا من صيامهم إلا الفائدة الصحية التي يجلبها لهم الجوع والعطش لذلك ورد في الحديث الشريف" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش. والآن- عزيزي الصائم- انتقل معك إلى بعض الأحكام التفصيلية للصوم والتي يبرز منها التركيز على الجانب الإرادي..
حكم الصيام
ا- أداء فريضة الصوم شيء لازم في الشريعة الإسلامية، فمن تركه إنكارا لأهميته ولزومه، يعتبر خارجا عن الشريعة.
ويسمى: كافرا. أما من اعترف بأهميته ووجوبه، ولكنه لم يجرأ على مخالفة شهواته بالصيام، فانه يعتبر فاسقا. يجب ان يؤدب في الدنيا (يعزر) وينتظره عذاب الله في الآخرة إن لم يتراجع أو يتوب..
توقيت الصيام
2- لا خيار للإنسان في توقيت هذه الفريضة (الرياضة) بل يجب ان يؤديها في فترة معينة لا تزيد ولا تخفض حيث شهر رمضان المبارك من أول يوم منه إلى أخر يوم فيه، وحينما ينتهي شهر رمضان يجب ان يتوقف الإنسان عن الصيام ليوم واحد هو يوم العيد، فصيامه حرام شرعا حيث يعود الإنسان إلى حياته الاعتيادية. وإن شاء بعد ذلك أن يمارس رياضة الصوم لمزيد من القوة النفسية والتدريب الإرادي، فله الثواب الجزيل من الله.
بل يستحب للإنسان أن يمارس هذه الرياضة على الأقل ثلاثة أيام من كل شهر ليجدد العهد بصموده وقوة إرادته.
كما يبدأ وقت الصيام الواجب من طلوع الفجر (وقت صلاة الصبح) إلى غروب الشمس (وقت صلاة المغرب) غروبا تاما.
نية الصيام
3- يجب أن تكون عملية الصوم بدافع نفسي معين: وهو قصد الصيام امتثالا لأمر الله تعالى الذي أوجب عليه هذه الفريضة ويطلق على ذلك القصد: (النية).ولا يصح أن يكون الدافع الأساسي لممارسة الصيام هو متابعة المجتمع والتكيف مع عاداته وسلوكه فما لم يتوفر في نفس الصائم قصد الامتثال لأمر الله تعالى فان صيامه باطل.. لأن مثل هذا الصيام يضعف إرادة الإنسان حيث يعوده الانسياق مع الناس، ويربيه على التبعية للآخرين بدل ان يقوي إرادته. وكذلك يبطل صوم الإنسان لو قصد إبراز شخصيته إمام الناس فقط (الرياء) لأنه سيتعود حينئذ على تقمص أي دور ينال به إعجاب الناس.
وأيضا لا قيمة للصوم إذا لم يكن باختيار الإنسان نفسه وبإرادته الكاملة، وإنما امتنع عن المفطرات لعدم توفرها لديه أو لعدم رغبته فيها دون توفر قصد القربة إلى الله بامتثال آمره.
بل ان الإنسان إذا ساوره التردد، وفقد التصميم على الصوم في لحظة من لحظات النهار، كان صومه لاغيا باطلا وإن لم يقترب شيئا من المفطرات.
لأن أهم شيء في الصوم هو تقوية الإرادة، وتنمية صمود النفس، من هنا قال الفقهاء: "، النية روح العمل ".
المفطر ات
4- الأشياء التي يجب على الصائم أن يجتنبها أثناء الصوم هي ما يلي:
ا- الأكل والشرب: قليلة وكثيرة صالحه وفاسد، وهما رمز لرغبات الإنسان المادية. ولرابته اليومية، واجتناب الصائم عنهما بإرادته وتصميمه، رغم انشد اده لهما، يلقنه درسا بليغا في الإرادة والصمود، وتحطيم الروتين والعادة التي تتطلب ذلك.
2- الجنس: وهو المنزلق الخطير الذي يتهاوى فيه اكثر الناس، حيث يكون لشهوة الجنس سيطرة كبيرة ونفوذ ضخم على نفس الإنسان .
وفي أيام رمضان يبتعد الصائم عن ممارسة الجنس حتى الحلال منه فضلا عن الحرام مهما تاقت له نفسه واحتدت شهوته كل ذلك من اجل ان يتدرب على التمرد على غريزته الجنسية الجامحة..
3- الارتماس: ويعني غمس الرأس بكامله في الماء، وهذا مفطر يجب على الصائم الاجتناب عنه، ويمكن ان يكون واكرر: يمكن رمزا لهواية الإنسان ولعبه، حيث يهوى الإنسان القيام ببعض الأعمال أو يحب ان يلعب في بعض الأوقات ولأيمن الإسلام من ذلك ما لم تكن محرمة أو يكون اللعب مستلزما للحرام ولكن يجب) ن لا يصبح الإنسان عبدا لهوايته واسيرا للعبه على حساب مصالحه ولوازمه الأخرى.
كما نشاهده حاليا من تعلق اكثر الشباب بالرياضة الجسمية بمختلف أنواعها حيث يهمل البعض دروسه ويغفل عن واجباته، ويقضي كل أوقاته في ممارسة هذه الهواية واللعب وبذلك يفقد إرادته إمام إغراء اللعب.
ويمكننا ان نستفيد من منع الإسلام الارتماس أثناء الصوم كيف نحدد هواياتنا، ونتمرد على إغرائها.
4- الكذب على الله ورسوله وعلى الأنبياء اللائمة: حيث يحاول بعض المتلبسين بالدين حماية مصالحهم وشهواتهم بالتحايل على الدين بتزوير إحكامه ونصوصه. وهذا اعظم خطر يمكن ان تصاب به الأمة..
ووقاية للأفراد من تسرب هذا المرض إلى نفوسهم، وحماية لقدسية إحكام الإسلام وتعاليمه، ندد القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية بهذا الجرم الكبير واعتبره أسوأ جريمة يقول تعالى: ( ومن اظلم ممن افترى على ا!ته كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )(1).
وفي آية أخرى: ( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم ) (2)
والمشكلة هي أن الذين يقومون بهذه الجريمة النكراء هم المعروفون بالتدين والا فغير المتدين لا يعتبره الناس مصدرا للأحكام والتعاليم الدينية فخطر افترائه محدود.ومن هنا فان الإسلام يرفض هذا التدين المزيف، ويعتبر الممارسات الشكلية والعبادات التي تقوم بها هذه الفئة باطلة لاغية. فالصوم مثلا يكون باطلا إذ! ارتكب الصائم جريمة الكذب والتزوير الديني.
5- البقاء تعمدا على الجنابة إلى طلوع الفجر: فحينما يمارس الإنسان الجنس في ليل رمضان، أو يحتلم ثم يستيقظ اثناء الليل، فيجب عليه المبادرة للغسل قل طلوع الفجر وإلا بطل صومه.
ولماذا يؤجل عمل اليوم إلى غد؟ أخضوعا للكسل؟ أو تعودا على التمهل والتباطيء؟ لا يريد الإسلام لشخصية المسلم أن تتصف بذلك. فعليه أن يقوي إرادته ويدربها على التغلب على عوامل الكسل والتمهل واللامبالاة..
6- الحقنة بالمائع في المخرج المعتاد فأنها تفسد الصيام دون الحقنة بالجامد.
7- التقيؤ إذا كان عن عمد وقصد.
المصادر :
1- هود-18.
2- سورة النحل 116-117.
3-
وعلى العكس من ذلك تجد الجبان المستسلم، الذي يخاف من ظله وينزعج من أطياف منامه، وينهار أمام أقل خطر محتمل!! وترى في الناس العالم المشغف بحب العلم، المتعطش للمعرفة، والذي يبذل ساعات عمره وطاقات جهده، في سبيل العلم والمعرفة.. وفي المقابل ترى الجاهل الذي يسأم الدراسة ويتهرب من العلم والثقافة.
وفي الناس الشخصية الرزينة المتسامية عن الإغراءات والشهوات.. وفيهم الشخصية الحيوانية المائعة التي تسقط لأبسط إغراء، وتنزلق عند اقل شهوة!!
لماذا يختلف الناس هكذا؟
ترى ما هو سبب اختلاف مواقفهم وشخصياتهم؟
هل أن هناك فارقا فسيولوجيا سبب لهم هذا التفاوت؟ كلا فتركيب جسم البطل الشجاع لا يختلف أبدا عن تركيب جسم الجبان الخائف.. وهيكل العالم العارف لا يفرق أبدا عن هيكل الجاهل الغارق في الجهل..
وفسيولوجية الشخص الرزين هي نفس فسيولوجية الشخص المائع. إذا فلماذا الاختلاف؟
هل الظروف والأجواء المعيشية والاجتماعية هي التي تفرض هذا ا لاختلاف؟كلا. فصحيح أن الأجواء الاجتماعية والظروف المعيشية لها دخل في تكوين شخصية الإنسان، ولكن لا تعدو أن تكون عاملا مساعدا ومشجعا على اتجاه معين بيد أنها ليست العامل الأساس والسبب الرئيسي الوحيد.
والدليل على هذه الحقيقة واضح جدا: فقد يعيش إنسان في ظروف تتهيأ له فيها أجواء الدراسة، وتتوفر أسباب العلم.. ولكنه في الأخير لا يتوفق للعلم رغم كل الأجواء المساعدة بينما يعيش إنسان آخر في أجواء وأوضاع يصعب عليه فيها طلب العلم ولاتتأتى له أسباب الدراسة. ولكنه يصارع الأجواء ويتغلب على تلك الظروف ليصبح عالما عملاقا!! وفوق ذلك فقد يعيش شخصان في جو واحد وظروف متشابهة ثم تختلف شخصيتهما فيما بعد !! أليس كذلك؟
إذا فما هو السبب الرئيسي في صياغة شخصية الإنسان وتحديد مواقفه؟
إنه ليس شيئا من خارج الإنسان يفرض على الإنسان اتجاها خاصا يلبسه شخصية معينة.. وإلا لما كانت للإنسان أية قيمة حقيقية مادام آلة بيد الأوضاع الخارجية المفروضة عليه والتي لا يد له في صنعها.. وحينئذ فلا دور له إلا دور التنفيذ الذي لا يملك محيصا عنه. إذا فلماذا يتوجه إليه الذم أو المدح، وينال العقاب أو الثواب؟
إنما السر الحقيقي يكمن في أعماق نفس الإنسان، ويقبع في داخله.. انه تلك الملكة العظيمة، والجوهرة السامية، وافية الغالية، إنها الإرادة!!
الإرادة هي الفارق المميز بين الإنسان وبين سائر المخلوقات يقول الله تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فألن ان يحملنها أتشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) وكانت الإرادة هي تلك الأمانة..
والإرادة تعني القدرة على التصميم والإصرار على تحقيق الهدف فحينما يصمم الإنسان على أمر ما ويمتلك القدرة على الصمود من اجل تحقيق ذلك الشيء، فانه لابد وان يصل إلى ما أراد أو يغادر الحياة دون أن يعترف بالعجز أو الفشل !!فالطالب الذي يريد الوصول إلى مستوى علمي، ويصمم على بلوغ ذلك لابد وأن يجابه كل العوائق والظروف بصموده وإصراره، ويتحمل السهر والتعب والعناء والهجرة والفقر، إلى ان يصل إلى ما يصبوا اليه بقوى إرادته..
والشعب الذي يواجه عدوا مستعمرا وتتحرك فيه إرادة التحرر ويصمم على ذلك، فانه سيكون مستعدا للبذل والتضحية والعطاء حتى ينال الاستقلال والحرية.. كما حدث ذلك بالفعل للشعب الجزائري المسلم الذي واجه طغيان الاستعمار الفرنسي بكل شجاعة وصمود وقدم ما يزيد على مليون شهيد، حتى طرد الاستعمار الأثيم وعاش الحرية والاستقلال..
والإنسان الذي يتعرض لاغراء الشهوة وبريق الانحراف إذا ما تنبهت لديه إرادة التقوى فان جميع وسائل الإغراء ودواعي الشهوة ستتحطم إمام صموده وارادته..
وقد خلد لنا القرآن تجربة ناجحة في هذا المجال مر بها نبي الله يوسف- عليه السلام- الذي كان اجمل شباب عصره وساقته الظروف إلى بيت سيدة مصر زوجة العزيز الفائقة الجمال، وقد اغرمت به وعشقته أبرزت له كل وسائل الإغراء والشهوة وهيأت كل الأجواء والظروف، ولكنه أراد أن يكون عفيفا رغم كل ذلك. يقول القرآن الحكيم: ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وكلقت الأبواب وقالت هيت لك.. قال معاذ ا!ته انه رب احسن مثواي انه لايفلح الظالمون ) سورة يوسف 23.
هكذا تمارس الإرادة دورها في حياة الإنسان وتوجه سلوكه وتصوغ نفسيته..
ولكن هل يختلف الناس في مستوى أرادتهم وقوتها؟ وإلا فلماذا يمتلك بعضهم إرادة فولاذية قوية بينما يعاني الآخرون خواء الإرادة وضعفها؟
في الواقع: ان مستوى الإرادة واحد عند جميع الناس والقوة والضعف في الإرادة ليس صفة تكوينية أصيلة و إنما هي صفة كسبية ثانوية ينالها الإنسان من خلال ممارساته وحياته تماما كالعضلات التي يمتلكها كل فرد منا بينما نختلف في توة هذه العضلات وضعفها بسبب ممارسة الرياضة والتدريب ومحاولة التقوية..فعضلاتك يوم ولدت ليست بأقوى من عضلاتي يوم وردت الدنيا، ولكنك لو تعبت على نفسك ومارست رياضة تقوية العضلات بالتمارين ورفع الأوزان الثقيلة وما أشبه ستكون أقوى عضلا مني إن لم أمارس و أتدرب مثلك أليس كذلك؟
وهكذا يكون الأمر في الإرادة النفسية فالإنسان الذي يحاول ترويض نفسه وتدريب إرادته وممارسة الصمود والإصرار منذ بداية تفتحه ش وجميه للحياة.. هذا الإنسان تتوفر له إرادة حديدية فيما بعد.. عكس الإنسان الذي يعيش على أهوائه ويلبى شهواته ولا يؤذي نفسه بالصبر والصمود..
من اجل إرادة فولاذية
من هنا فقد ركزت النصوص والتعاليم الإسلامية على ضرورة ممارسة رياضة النفس لتنمية الإرادة عند الإنسان باعتبارها مفتاح سعادة الإنسان وسر نجاحه وتقدمه..
يقول الله تعالى: ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن افوى فان الجنة هي المأوى ) النازعات- 40- 41.
ويحذر سبحانه وتعالى الإنسان من الانسياق مع أهواء نفسه وشهواتها، فأنها تورده حياض السوء وتسقطه في حضيض الانحراف، يقول الله تعالى: ( ان النفس لامارة بالسوء ) سورة يوسف-53.
أما الرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله وسلم- فيعتبر جهاد النفس ومحاربة أهوائها أهم واعظم من جهاد العدو الخارجي حيث يقول: الجهاد الأكبر هو جهاد النفس .
ويقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام" اشجع الناس من غلب هواه .
وعن الإمام علي بن موسى الرضا- عليه السلام- قال سألني رجل عما يجمع خير الدنيا والآخرة؟ فقلت: خالف نفسك !
وعن الإمام الصادق- عليه السلام-* طوبى لعبد جاهد نفسه وهواه ومن هزم جند هواه ظفر برضا الله"
ولكن كيف يمارس الإنسان رياضة النفس ويقوي إرادته بالتدريب؟ ان ذلك لا يتم إلا بأن يتعمد الإنسان مخالفة نفسه، والتمرد على أهوائه في الأمور العادية والمباحة حتى تتقوى إرادته وتكون قادرة على: الصمود إمام الأمور الخطيرة والمحرمة.وفي رمضان يفرض الله تعالى على الإنسان هذه الرياضة والتلإريب، حيث يحرم عليه أمورا هي في حد ذاتها مباحة وعادية يمارسها الإنسان في كل يوم- كالأكل والشرب- وذلك من اجل تقوبه إرادة الإنسان وتنمية صموده النفسي.
فأنت متعود في كل يوم أن تتناول وجبة الإفطار صباحا، والغذاء ظهرا وأن تشرب الماء كلما عشت وأن تتناول ما يقدمه لك مئديقك حين تزوره.. وكل ذلك ثيء طبيعي وعادي في جميع أيام السنة... ولكن ما ان يطل عليك هلال شهر رمضان حتى تتخذ قرارا جديدا صارما بالامتناع عن كل ما تعودت على تناوله في سائر الأيام !!
فطعام الإفطار والغذاء متوفر أمامك في البيت ونفسك تتوق للأكل، ولكنك تقول لنفسك وبصوت الإرادة: لا.. وتعطش ويلدغك الظمأ وتحن نفسك إلى الماء البارد، أو العصير اللذيذ- ولكن إرادتك تعلن رفضها وإصرارها على تنفيذ قرار الامتناع وتقول لك: لا.
وتأوي إلى فراشك فتجد زوجتك التي أباحها الله لك وقد ترتفع لديك درجة الحرارة الجنسية، وتثور شهوتك وما أن تنتبه لنفسك انك صائم حتى يرتفع هتاف الإرادة من أعماق نفسك: لا.
وهكذا تستمر فترة التدريب والرياضة معك طيلة شهر كامل حتى تتقوى عضلات إرادتك وينمو صمود نفسك، وتكون قادرا على ممارسة الإرادة وعلى قول: لا في الوقت المناسب وأمام أي كسل أو إغراء أو شهوة.
ولا ننسى أن نشير إلى مفعول الإيحاء النفسي لدى الإنسان عند الصوم. فقد يتساءل الإنسان الصائم مع نفسه: لماذا أتحمل الجوع؟ ولماذا اعاني قسوة العطش؟ ولماذا احرم نفسي من الالتذاذ مع زوجتي؟؟ وييز أمامه جواب عريض على شاشة نفسه: لأني قررت الصيام والامتثال لآمر الله تعالى.. ويتكرر السؤال فيتأكد الجواب، وبذلك تتقوى الإرادة هذه الإرادة .هي الحكمة الأساسية من فريضة الصوم: تقوية . ولكن المشكلة ان كثيرا من الصائمين يغفلون عن هذا الهدف العظيم، ويمارسون الصوم كعادة سنوبه، دون أن يحاولوا التنبه إلى غاية الصوم المهمة!! وهؤلاء في الحقيقة لا يستفيدون أبدا من صيامهم إلا الفائدة الصحية التي يجلبها لهم الجوع والعطش لذلك ورد في الحديث الشريف" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش. والآن- عزيزي الصائم- انتقل معك إلى بعض الأحكام التفصيلية للصوم والتي يبرز منها التركيز على الجانب الإرادي..
حكم الصيام
ا- أداء فريضة الصوم شيء لازم في الشريعة الإسلامية، فمن تركه إنكارا لأهميته ولزومه، يعتبر خارجا عن الشريعة.
ويسمى: كافرا. أما من اعترف بأهميته ووجوبه، ولكنه لم يجرأ على مخالفة شهواته بالصيام، فانه يعتبر فاسقا. يجب ان يؤدب في الدنيا (يعزر) وينتظره عذاب الله في الآخرة إن لم يتراجع أو يتوب..
توقيت الصيام
2- لا خيار للإنسان في توقيت هذه الفريضة (الرياضة) بل يجب ان يؤديها في فترة معينة لا تزيد ولا تخفض حيث شهر رمضان المبارك من أول يوم منه إلى أخر يوم فيه، وحينما ينتهي شهر رمضان يجب ان يتوقف الإنسان عن الصيام ليوم واحد هو يوم العيد، فصيامه حرام شرعا حيث يعود الإنسان إلى حياته الاعتيادية. وإن شاء بعد ذلك أن يمارس رياضة الصوم لمزيد من القوة النفسية والتدريب الإرادي، فله الثواب الجزيل من الله.
بل يستحب للإنسان أن يمارس هذه الرياضة على الأقل ثلاثة أيام من كل شهر ليجدد العهد بصموده وقوة إرادته.
كما يبدأ وقت الصيام الواجب من طلوع الفجر (وقت صلاة الصبح) إلى غروب الشمس (وقت صلاة المغرب) غروبا تاما.
نية الصيام
3- يجب أن تكون عملية الصوم بدافع نفسي معين: وهو قصد الصيام امتثالا لأمر الله تعالى الذي أوجب عليه هذه الفريضة ويطلق على ذلك القصد: (النية).ولا يصح أن يكون الدافع الأساسي لممارسة الصيام هو متابعة المجتمع والتكيف مع عاداته وسلوكه فما لم يتوفر في نفس الصائم قصد الامتثال لأمر الله تعالى فان صيامه باطل.. لأن مثل هذا الصيام يضعف إرادة الإنسان حيث يعوده الانسياق مع الناس، ويربيه على التبعية للآخرين بدل ان يقوي إرادته. وكذلك يبطل صوم الإنسان لو قصد إبراز شخصيته إمام الناس فقط (الرياء) لأنه سيتعود حينئذ على تقمص أي دور ينال به إعجاب الناس.
وأيضا لا قيمة للصوم إذا لم يكن باختيار الإنسان نفسه وبإرادته الكاملة، وإنما امتنع عن المفطرات لعدم توفرها لديه أو لعدم رغبته فيها دون توفر قصد القربة إلى الله بامتثال آمره.
بل ان الإنسان إذا ساوره التردد، وفقد التصميم على الصوم في لحظة من لحظات النهار، كان صومه لاغيا باطلا وإن لم يقترب شيئا من المفطرات.
لأن أهم شيء في الصوم هو تقوية الإرادة، وتنمية صمود النفس، من هنا قال الفقهاء: "، النية روح العمل ".
المفطر ات
4- الأشياء التي يجب على الصائم أن يجتنبها أثناء الصوم هي ما يلي:
ا- الأكل والشرب: قليلة وكثيرة صالحه وفاسد، وهما رمز لرغبات الإنسان المادية. ولرابته اليومية، واجتناب الصائم عنهما بإرادته وتصميمه، رغم انشد اده لهما، يلقنه درسا بليغا في الإرادة والصمود، وتحطيم الروتين والعادة التي تتطلب ذلك.
2- الجنس: وهو المنزلق الخطير الذي يتهاوى فيه اكثر الناس، حيث يكون لشهوة الجنس سيطرة كبيرة ونفوذ ضخم على نفس الإنسان .
وفي أيام رمضان يبتعد الصائم عن ممارسة الجنس حتى الحلال منه فضلا عن الحرام مهما تاقت له نفسه واحتدت شهوته كل ذلك من اجل ان يتدرب على التمرد على غريزته الجنسية الجامحة..
3- الارتماس: ويعني غمس الرأس بكامله في الماء، وهذا مفطر يجب على الصائم الاجتناب عنه، ويمكن ان يكون واكرر: يمكن رمزا لهواية الإنسان ولعبه، حيث يهوى الإنسان القيام ببعض الأعمال أو يحب ان يلعب في بعض الأوقات ولأيمن الإسلام من ذلك ما لم تكن محرمة أو يكون اللعب مستلزما للحرام ولكن يجب) ن لا يصبح الإنسان عبدا لهوايته واسيرا للعبه على حساب مصالحه ولوازمه الأخرى.
كما نشاهده حاليا من تعلق اكثر الشباب بالرياضة الجسمية بمختلف أنواعها حيث يهمل البعض دروسه ويغفل عن واجباته، ويقضي كل أوقاته في ممارسة هذه الهواية واللعب وبذلك يفقد إرادته إمام إغراء اللعب.
ويمكننا ان نستفيد من منع الإسلام الارتماس أثناء الصوم كيف نحدد هواياتنا، ونتمرد على إغرائها.
4- الكذب على الله ورسوله وعلى الأنبياء اللائمة: حيث يحاول بعض المتلبسين بالدين حماية مصالحهم وشهواتهم بالتحايل على الدين بتزوير إحكامه ونصوصه. وهذا اعظم خطر يمكن ان تصاب به الأمة..
ووقاية للأفراد من تسرب هذا المرض إلى نفوسهم، وحماية لقدسية إحكام الإسلام وتعاليمه، ندد القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية بهذا الجرم الكبير واعتبره أسوأ جريمة يقول تعالى: ( ومن اظلم ممن افترى على ا!ته كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )(1).
وفي آية أخرى: ( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم ) (2)
والمشكلة هي أن الذين يقومون بهذه الجريمة النكراء هم المعروفون بالتدين والا فغير المتدين لا يعتبره الناس مصدرا للأحكام والتعاليم الدينية فخطر افترائه محدود.ومن هنا فان الإسلام يرفض هذا التدين المزيف، ويعتبر الممارسات الشكلية والعبادات التي تقوم بها هذه الفئة باطلة لاغية. فالصوم مثلا يكون باطلا إذ! ارتكب الصائم جريمة الكذب والتزوير الديني.
5- البقاء تعمدا على الجنابة إلى طلوع الفجر: فحينما يمارس الإنسان الجنس في ليل رمضان، أو يحتلم ثم يستيقظ اثناء الليل، فيجب عليه المبادرة للغسل قل طلوع الفجر وإلا بطل صومه.
ولماذا يؤجل عمل اليوم إلى غد؟ أخضوعا للكسل؟ أو تعودا على التمهل والتباطيء؟ لا يريد الإسلام لشخصية المسلم أن تتصف بذلك. فعليه أن يقوي إرادته ويدربها على التغلب على عوامل الكسل والتمهل واللامبالاة..
6- الحقنة بالمائع في المخرج المعتاد فأنها تفسد الصيام دون الحقنة بالجامد.
7- التقيؤ إذا كان عن عمد وقصد.
المصادر :
1- هود-18.
2- سورة النحل 116-117.
3-