من المستحب في شهر رمضان: القيام بما ورد فيها من الصلوات المندوبة وهي كثيرة.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن استطعت أن تصلي في شهر رمضان وغيره في اليوم والليلة ألف ركعة فافعل فإن عليا عليه السلام كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة(1).
صل ما استطعت
عن أبي بصير قال: دخلنا علي أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: ما تقول في الصلاة في شهر رمضان؟ فقال: لشهر رمضان حرمة وحق لا يشبهه شيء من الشهور، صل ما استطعت في شهر رمضان تطوعا بالليل والنهار، فإن استطعت أن تصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة فافعل، إن عليا عليه السلام في آخر عمره كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فصل يا أبا محمد زيادة في رمضان فقلت: كم جعلت فداك؟ فقال: في عشرين ليلة تصلي في كل ليلة عشرين ركعة، ثماني ركعات قبل العتمة واثنتا عشرة ركعة بعدها سوي ما كنت تصلي قبل ذلك، فإذا دخل العشر الأواخر فصل ثلاثين ركعة في كل ليلة، ثماني ركعات قبل العتمة واثنتين وعشرين ركعة بعدها سوي ما كنت تفعل قبل ذلك(2).
مائة ركعة
قال عليه السلام: من صلي ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة عشر مرات بقل هو الله أحد، فذلك ألف مرة في مائة، لم يمت حتي يري في منامه مائة من الملائكة، ثلاثين يبشرونه بالجنة، وثلاثين يؤمنونه من النار، وثلاثين تعصمه من أن يخطئ، وعشرة يكيدون من كاده(3).
زيادة الصلوات المندوبة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا جاء شهر رمضان زاد في الصلاة وأنا أزيد فزيدوا(4).
صلاة ليلة النصف
وفي الوسائل: (باب استحباب صلاة ليلة النصف من شهر رمضان عند قبر الحسين عليه السلام وكيفيتها)(5).
عن الصادق عليه السلام إنه قيل له: فما تري لمن حضر قبره يعني الحسين عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان؟ فقال: بخ بخ من صلي عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء من غير صلاة الليل، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات واستجار بالله من النار، كتبه الله عتيقا من النار، ولم يمت حتي يري في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة وملائكة يؤمنونه من النار(6).
الأغسال والطهارة الروحية
قد ورد في شهر رمضان عدة أغسال مستحبة، منها ما ورد في الروايات التالية:
قال عليه السلام: غسل أول ليلة من شهر رمضان يستحب(7).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: الغسل في شهر رمضان عند وجوب الشمس قبيله ثم يصلي ويفطر(8).
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: الغسل في سبعة عشر موطنا: ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وليلة تسع عشرة، وليلة إحدي وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين وفيها يرجي ليلة القدر(9) الحديث.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: يستحب الغسل في أول ليلة من شهر رمضان وليلة النصف منه(10).
وعن الصادق عليه السلام قال: من اغتسل أول ليلة من شهر رمضان في نهر جار ويصب علي رأسه ثلاثين كفا من الماء طهر إلي شهر رمضان من قابل(11).
وعن الصادق عليه السلام: من أحب أن لا تكون به الحكة فليغتسل أول ليلة من شهر رمضان فإنه من اغتسل أول ليلة منه لا يصيبه حكة إلي شهر رمضان القابل(12).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله يغتسل في شهر رمضان في العشر الأواخر في كل ليلة(13).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل إحدي وعشرين من شهر رمضان سنة(14).
عن عيسي بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الغسل في شهر رمضان؟ فقال: كان أبي يغتسل في ليلة تسع عشرة وإحدي وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين(15).
وفي الفقيه: (باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان وما جاء في العشر الأواخر وفي ليلة القدر)(16).
مما أعطي هذه الأمة
قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم تعطها أمة نبي قبلي، إذا كان أول يوم منه نظر الله إليهم، فإذا نظر الله عزوجل إلي شيء لم يعذبه بعدها، وخلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله عزوجل من ريح المسك، تستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة منه، ويأمر الله عزوجل جنته فيقول: تزيني لعبادي المؤمنين فيوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها إلي جنتي وكرامتي، فإذا كان آخر ليلة منه غفر الله عز وجل لهم جميعا(17).
العجب كل العجب
نظر الحسن بن علي عليه السلام إلي أناس في يوم فطر يلعبون ويضحكون فقال لأصحابه والتفت إليهم: إن الله عزوجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلي رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون، وأيم الله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيء بإساءته(18).
المصادر :
1- الاستبصار: ج1 ص461 ب287 ح7.
2- الكافي: ج4 ص154 باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان ح1.
3- تهذيب الأحكام: ج3 ص62 ب4 ح14.
4- وسائل الشيعة: ج8 ص22 ب2 ح10023.
5- وسائل الشيعة: ج8 ص22 ب2.
6- إقبال الأعمال: ص151 ب19.
7- الكافي: ج3 ص40 باب أنواع الغسل ح2.
8- من لا يحضره الفقيه: ج2 ص156 باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان ح2017.
9- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص77 باب الأغسال ح172.
10- وسائل الشيعة: ج3 ص325 ب14 ح3770.
11- بحار الأنوار: ج78 ص18 ب1 ضمن ح24.
12- إقبال الأعمال: ص14 ب4 فصل فيما نذكره من فضل غسل أول ليلة منه.
13- وسائل الشيعة: ج3 ص326-327 ب14 ح3779.
14- وسائل الشيعة: ج3 ص327 ب14 ح3780.
15- إقبال الأعمال: ص220 ب29.
16- من لا يحضره الفقيه: ج2 ص155.
17- وسائل الشيعة: ج10 ص316-317 ب18 ح13501.
18- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص511 باب صلاة العيدين ح1479.