لشهر رمضان حرمة خاصة تمتاز بها عن سائر الشهور، ومن هنا ذكر الفقهاء في باب الحدود بأن من يرتكب كبيرة في شهر رمضان يعاقب أكثر لهتكه حرمة الشهر أيضاً(1).
قال الإمام الصادق عليه السلام: إن لرمضان حقا وحرمة، لا يشبهه شيء من الشهور(2).
وهذه بعض الروايات التي تدل علي عظمة شهر رمضان وحرمته:
غرة الشهور
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السّمَاوَات وَالأرْضَ(3) فغرة الشهور شهر الله وهو شهر رمضان، وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن(4).
قولوا شهر رمضان
عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان(5).
رمضان من أسماء الله
عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان، فقال: لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله عزوجل لايجيء ولا يذهب، وإنما يجيء ويذهب الزائل، ولكن قولوا (شهر رمضان) فإن الشهر المضاف إلي الاسم، والاسم اسم الله، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله الله تعالي مثلا وعيدا(6).
الله الله في شهر رمضان
قال أمير المؤمنين عليه السلام: الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جُنة من النار(7).
الشهر المختار
قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله عزوجل اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختارني علي جميع الأنبياء، واختار مني عليا عليه السلام وفضله علي جميع الأوصياء، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم(8).
شهر عظيم
قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له، ومن أحسن فيه إلي ما ملكت يمينه غفر الله له، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له.
ثم قال عليه السلام: إن شهركم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلي منكم في هذا الشهر لله عزوجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له.
ثم قال عليه السلام: إن الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم تغفر ذنوبه، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم(9).
الجُمَع من شهر رمضان
كان أبو جعفر عليه السلام يبكر إلي المسجد يوم الجمعة حين تكون الشمس قيد رمح، فإذا كان شهر رمضان يكون قبل ذلك، وكان يقول: إن لجمع شهر رمضان علي جمع سائر الشهور فضلا كفضل شهر رمضان علي سائر الشهور(10).
المصادر :
1- راجع موسوعة (الفقه): كتاب الحدود والتعزيرات.
2- الكافي: ج2 ص617 باب في كم يقرأ القرآن ويختم ح2.
3- سورة التوبة: 36.
4- من لا يحضره الفقيه: ج2 ص99 باب فضل شهر رمضان وثواب صيامه ح1843.
5- وسائل الشيعة: ج10 ص319 ب19 ح13504.
6- بحار الأنوار: ج93 ص377 ب48 ح1.
7- تهذيب الأحكام: ج9 ص177 ب6 ح14.
8- كمال الدين: ج1 ص281 ب24 ح32.
9- وسائل الشيعة: ج10 ص312-313 ب18 ح13493.
10- تهذيب الأحكام: ج3 ص244 ب24 ح42.