علی أبواب السماء

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لما عرج بي إلي السماء السابعة وجدت علي كل باب سماء مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ولما صرت إلي حجب النور رأيت علي كل
Saturday, June 2, 2018
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
علی أبواب السماء
علی أبواب السماء


قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لما عرج بي إلي السماء السابعة وجدت علي كل باب سماء مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ولما صرت إلي حجب النور رأيت علي كل حجاب مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ولما صرت إلي العرش وجدت علي كل ركن من أركانه مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(1).
الخليفة من بعدك
عن الصادق عليه السلام قال: لما أسري بالنبي صلي الله عليه و اله وانتهي إلي حيث أراد الله تبارك وتعالي ناجاه ربه جل جلاله فلما أن هبط إلي السماء الرابعة ناداه يا محمد، قال: لبيك ربي، قال: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي، فقال: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب(2).
الأمر بزواج فاطمة عليها السلام
عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل في كتابه: ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني(3) قال: أدني الله عز وجل محمدا نبيه صلي الله عليه و اله فلم يكن بينه وبينه إلا قفص من لؤلؤ فيه فراش يتلألأ من ذهب فأري صورة فقيل: يا محمد أتعرف هذه الصورة؟ فقلت: نعم هذه صورة علي بن أبي طالب فأوحي الله إلي أن أزوجه فاطمة وأتخذه وليا(4).
إنها ثمرة الجنة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلي الله عليه و اله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام فعاتبته علي ذلك عائشة فقالت: يا رسول الله إنك لتكثر تقبيل فاطمة! فقال لها: ويلك لما أن عرج بي إلي السماء مر بي جبرئيل علي شجرة طوبي فناولني من ثمرها فأكلتها فحول الله ذلك إلي ظهري، فلما أن هبطت إلي الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلت فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبي منها.
إلي غيرها من روايات المعراج وهي كثيرة.
غزوة بدر الكبري
في السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر الكبري.
وكان خروج رسول الله صلي الله عليه و اله يوم السبت لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاًمن المهاجرين والأنصار، وكانوا علي سبعين بعيراً يعتقبونها، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرَسان.
ولما بلغ أبا سفيان مسير المسلمين أحجم عن الإقتراب من بدر واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري بعشرة دنانير علي أن يأتي قريشاً بمكة فيستنفرهم ويخبرهم أن محمداً صلي الله عليه و اله قد اعترض لعيرهم في أصحابه، وقد وصل ضمضم إلي قريش وهو ينادي: يا معشر قريش، يا آل لؤي بن غالب، اللطيمة قد عرض لها محمد في أصحابه، الغوث الغوث، والله ما أري أن تدركوها.
فجهز الناس وشغل بعضهم عن بعض، وكان الناس بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً، فأقامت قريش ثلاثاً تتجهز، وقيل: يومين، وأخرجت أسلحتها واشتروا سلاحاً، وأعان قويهم ضعيفهم. وكان لا يتخلف أحد من قريش إلا بعث مكانه بعثاً. وخرجت قريش سراعاً، وخرجوا بالقيان والدفوف، يغنين في كل منهل، وينحرون الجزر، وخرجوا بالجيش يتقاذفون بالحراب، وخرجوا بتسعمائة وخمسين مقاتلاً، وقادوا مائة فرس.
هذا وقد أفلت أبو سفيان بالعير فلما رأي أن قد أحرزها وأمن عليها، أرسل إلي قريش قيس بن إمرئ القيس، وكان مع أصحاب العير خرج معهم من مكة، فأرسله أبو سفيان يأمرهم بالرجوع ويقول: قد نجت عيركم وأموالكم، فلا تحرزوا أنفسكم أهل يثرب.
فقال أبوجهل: لانرجع حتي نقدم بدراً فنقيم به، فننحر الإبل ونطعم من حضرنا من العرب الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فتخافنا بعد ذلك.
ولما وصل رسول الله صلي الله عليه و اله بأصحابه قريباً من بدر بعث جماعة إلي ماء بدر يلتمسون الخبر، فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج وعريض بن يسار غلام بني العاص بن سعيد فأتوا بهما فسألوهما لمن أنتما؟ ورسول الله صلي الله عليه و اله قائم يصلّي.
فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء. فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان، فضربوهما حتي قالا إنهما لأبي سفيان فتركوهما، وذلك علي عادتهم في الجاهلية حيث كانوا يأخذون الإعتراف بالتعذيب، فنهي الإسلام عنه نهياً باتاً وحرّمه أشد تحريم، ولذا انفتل رسول الله صلي الله عليه و اله من صلاته والتفت إلي أصحابه معترضاً عليهم وقال: إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟ صدقا والله، إنهما لقريش. ثم التفت إليهما وقال: أخبراني عن قريش.
قالا: هم وراء هذا الكثيب الذي تري بالعدوة القصوي، والكثيب: التلّ من الرمل.
فقال لهما رسول الله صلي الله عليه و اله: كم القوم؟
قالا: كثير.
قال صلي الله عليه و اله: ما عدّتهم؟
قالا: ما ندري.
قال صلي الله عليه و اله: كم ينحرون كل يوم؟
قالا: يوماً تسعاً ويوماً عشراً.
قال رسول الله صلي الله عليه و اله: القوم ما بين التسعمائة والألف.
ثم قال صلي الله عليه و اله لهما: فمن فيهم من رؤوس قريش؟
قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، وأبوجهل بن هشام، واُمية بن خلف، ونبيه ومنبّه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو.
فأقبل رسول الله صلي الله عليه و اله علي الناس فقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
وفي صبيحة اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام 2 من الهجرة انحدر المشركون من وراء الكثيب إلي وادي بدر، فلما رآهم رسول الله صلي الله عليه و اله ينحدرون من وراء الكثيب الذي جاؤوا منه إلي الوادي رفع يديه بالدعاء وقال:
اللهمّ هذه قريش قد أقبلت بخُيَلانها وفخرها، تحادّك وتكذِّب رسولك، اللهمّ فنصرك الذي وعدتني به، اللهمّ أحِنهم الغداة.
ثم عبّأ رسول الله صلي الله عليه و اله أصحابه وقال: غضّوا أبصاركم، ولا تبدأوهم بالقتال، ولا يتكلّمن أحد.
فلمّا نزل المشركون الوادي أقبل نفر منهم حتي وردوا حوض رسول الله صلي الله عليه و اله فأراد بعض المسلمين أن يمنعوهم. فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: دعوهم، فشربوا منه.
وقال أبو جهل لما رأي قلّة المسلمين وبساطة أسلحتهم: ما هم إلا أكلة رأس، لو بعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذاً باليد.
فقال عتبة بن ربيعة: أتري لهم كميناً ومدداً؟
فبعثوا عمرو بن وهب الجمحي وقالوا له: احزر لنا أصحاب محمد، وكان فارساً شجاعاً، فجال بفرسه حول العسكر، ثم صعد في الوادي وصوّب ثم رجع إلي قريش فقال: ثلاثمائة يزيدون قليلاً أو ينقصونه، ولكن أمهلوني حتي أنظر أللقوم كمين أو مدد، فضرب في بطن الوادي حتي أبعد فلم ير شيئاً، فرجع اليهم فقال: ما رأيت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، أما ترونهم خرس لا يتكلّمون، يتلمضون تلمض الأفاعي، إنهم قوم ليس لهم منعة إلا سيوفهم، والله ما أري أن يُقتل رجل منهم حتي يَقتل رجل منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فارتأوا رأيكم.
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشي في الناس فأتي عتبة بن ربيعة فأشار عليه أن يرجع الناس ولا يكون بينهم حرب، فوافقه عتبة بن ربيعة، وقام عتبة في الناس خطيباً وأشار عليهم بالرجوع، فأبي أبو جهل ذلك وساعده عليه المشركون.
ولما كان من دأب الإسلام وسيرة رسوله العظيم صلي الله عليه و اله وأهل بيته المعصومين عليهم السلام، أن لا يبدأوا أحداً بالقتال، لذلك بعث رسول الله صلي الله عليه و اله إلي قريش من يقول لهم: يا معشر قريش ما أحد أبغض إليَّ من أن أبدأ بكم، فخلّوني والعرب، فإن أك صادقاً فأنتم أعلي بي عيناً، وإن أك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمري فارجعوا.
فقال عتبة: والله ما أفلح قوم قطّ ردّوا هذا.
ولكن أبا جهل لم يرض بذلك وحثهم علي الحرب.
ولما انتهي الأمر إلي ما انتهي إليه، نظر عتبة إلي أخيه شيبة وإلي ابنه الوليد وقال لهما: قوما ثم لبس درعه وتقدّم هو وأخوه وابنه حتي انفصلوا من الصف ونادوا: ليخرج إلينا أكفاؤنا من قريش.
فخرج إليهم فتية من الأنصار، فقالوا: ما لنا بكم من حاجة، ثم نادي مناديهم: يا محمّد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: قم يا عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وكان له سبعون سنة، وقم يا حمزة بن عبدالمطلب، وقم يا علي بن أبي طالب، وكان أصغرهم سنّاً، فقاموا بين يدي رسول الله صلي الله عليه و اله بسيوفهم. فقال لهم: اطلبوا بحقّكم الذي جعله الله لكم، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفيء نور الله وَيَأْبَي الله إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ. ثم قال: يا عبيدة عليك بعتبة، ويا حمزة عليك بشيبة، ويا علي عليك بالوليد بن عتبة.
فمرّوا حتي انتهوا إلي القوم.
فقال عتبة: من أنتم انتسبوا حتي نعرفكم؟
فعرّفوا أنفسهم.
فقالوا: أنتم أكفاء كرام.
فبارز عبيدة وكان أسنَّ القوم عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي عليه السلام الوليد.
فأمّا حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله.
وأمّا علي عليه السلام فلم يمهل الوليد أن قتله.
واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه، فكرّ حمزة وعلي بأسيافهما علي عتبة فدفّفا عليه، واحتملا صاحبهما حتي أتيا به رسول الله صلي الله عليه و اله وبه رمق، فلما نظر إليه رسول الله صلي الله عليه و اله استعبر.
فقال عبيدة: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ألستُ شهيداً؟
فقال صلي الله عليه و اله: بلي أنت أول شهيد من أهل بيتي.
ثم اصطف الجيشان وجاء إبليس إلي قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم: أنا جار لكم ادفعوا إليَّ رايتكم، فدفعوها إليه وجاء بشياطينه يهول بهم علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله وتزاحف الناس علي أثره ودنا بعضهم من بعض.
فأمر رسول الله صلي الله عليه و اله أصحابه أن لايحملوا حتي يأمرهم، وأن يكتفوا برمي القوم بالنبال حتي لايقتربوا منهم، ثم رفع يده إلي السماء يناشد ربّه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول: اللهمّ إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تُعبد في الأرض أبداً، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد.
فأنزل الله تعالي: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ فأمدّه الله بالملائكة، حتي سمع الناس قعقعة السلاح من الجوّ، وقائل يقول: اقدم حيزوم، اقدم حيزوم، وكان ذلك جبرئيل في ألف من الملائكة، فلما نظر إبليس إلي جبرئيل تراجع ونكص علي عقبيه ورمي باللواء، فأخذ منبه بن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال: ويلك يا سراقة تفتّ في أعضاد الناس، فركله إبليس ركلة في صدره وقال: إني أري ما لاترون، حيث إنه كان يري جبرئيل يلاحقه بحربة معه يريد أن يطعنه بها.
ثم حرض رسول الله صلي الله عليه و اله الناس علي المواجهة والثبات وقال: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنّة.
فقال عمير بن الحمام أخو بني سلمة، وفي يده تمرات يأكلهنّ: بخ بخ، فما بيني وبين أنْ أدخل الجنّة إلاّ أن يقتلني هؤلاء؟ ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتي قتل رحمة الله عليه.
ثم إنّ رسول الله صلي الله عليه و اله أخذ حفنة من الحصي فاستقبل بها قريشاً ثم قال: شاهت الوجوه، ثم نفحهم بها، وأمر أصحابه فقال: شدوا، فكانت الهزيمة.
فقال رسول الله صلي الله عليه و اله وقد رفع يديه إلي السماء: اللهمّ لا يفلتنّ فرعون هذه الاُمّة أبو جهل بن هشام.
فقُتل فيها مع من قتل من صناديد قريش، واُسر فيها من اُسر من رؤوسهم، فكان الذين قُتلوا سبعين، والذين اُسروا سبعين أيضاً. وكان فيمن قُتل أبو جهل ولما سمع رسول الله صلي الله عليه و اله بقتله سجد لله شكرا.
ولما انقضت الحرب أقبل رسول الله صلي الله عليه و اله حتي وقف علي قتلي المشركين فقال: جزاكم الله من عصابة شراً، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيّكم، كذّبتموني وصدّقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس.
ثم التفت صلي الله عليه و اله إلي أبي جهل فقال: ان هذا أعتي علي الله من فرعون، إنّ فرعون لما أيقن بالهلاك وحّد الله، وإنّ هذا لما أيقن بالهلاك دعا باللاّت والعزّي.
ثم أمر بهم فاُلقوا في القليب، فلما اُلقوا فيه وقف عليهم وقال: يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا اُمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام وذكر أهل القليب واحداً واحداً، ثم قال: هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّاً؟ فإنّي قد وجدتُ ما وعدني ربّي حقاً.
فقال رجل من الصحابة: أتكلّم قوماً موتي؟
فقال صلي الله عليه و اله: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يُجيبوني.
ثم دفنوا شهداء المسلمين وكانوا تسعة رجال فيهم سعد بن خيثمة وكان من النقباء، بعد أن صلّوا عليهم، ثم صلّي رسول الله صلي الله عليه و اله بالناس صلاة العصر ورحلوا من بدر.
المصادر :
1- بحار الأنوار: ج27 ص12 ب10 ح28.
2- الأمالي للصدوق: ص591-592 المجلس86 ح16.
3- سورة النجم: 8-9.
4- بحار الأنوار: ج18 ص302-303 ب3 ح6.
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.