ينبغي للمؤمن أن يتلو كتاب الله وخاصة في شهر رمضان بتدبر، وأن يرتله ترتيلا، وإذا مر بآية الجنان سألها الله عزوجل، وإذا مر بآية النيران استعاذ بالله منها.
ففي الحديث: كان أصحاب محمد صلی الله عليه و اله يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها وسل الله الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار(1).
قراءة سورتي العنكبوت والروم
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان في ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة، لا أستثني فيه أبدا ولا أخاف أن يكتب الله عليّ في يميني إثما، وإن لهاتين السورتين من الله مكانا(2).
نزول القرآن
ومن ميزات شهر رمضان نزول القرآن فيه، وهذا لا ينافي نزوله منجماً في أكثر من عشرين سنة.
عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن(3) وإنما أنزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلي البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة(4).
نزول الكتب السماوية
كما نزلت سائر الكتب السماوية في شهر رمضان أيضاً.
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر(5).
وقال النبي صلی الله عليه و اله: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثمانية عشر خلون من شهر رمضان، وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان(6).
كثرة الاستغفار والدعاء
إن شهر رمضان هو شهر الدعاء والاستغفار وقيام الليل، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الاستغفار فتمحي به ذنوبكم(7).
وروي أنه كان علي بن الحسين عليه السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير(8).
أبواب السماء مفتحة
قال علي عليه السلام: لما حضر شهر رمضان قام رسول الله صلي الله عليه و اله فحمد الله وأثني عليه ثم قال: أيها الناس كفاكم الله عدوكم من الجن والإنس، وقال ادعوني أستجب لكم ووعدكم الإجابة، ألا وقد وكل الله عزوجل بكل شيطان مريد سبعين من ملائكته فليس بمحلول حتي ينقضي شهركم هذا، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول(9).
أجهدوا أنفسكم
عن المسمعي أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده ويقول: إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم، فإن فيه تقسم الأرزاق، وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر(10).
تسبيح الزهراء عليها السلام
عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث نافلة شهر رمضان قال: سبح تسبيح فاطمة عليها السلام وهو (الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة و(سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة، فو الله لو كان شيء أفضل منه لعلمه رسول الله صلي الله عليه و اله إياها(11).
إذا أهل الشهر
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا أهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال: اللهمَّ أَهِله عَلَيْنَا بِالأمْنِ وَالإيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلِّلَةِ، وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ، وَدَفْعِ الأسْقَامِ، اللهمَّ ارْزُقْنَا صِيَامَهُ
وَقِيَامَهُ، وَتِلاوَةَ الْقُرْآنِ فِيهِ، اللهمَّ سَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا وَسَلِّمْنَا فِيهِ(12).
إلي غيرها من الأدعية الخاصة بالليلة الأولی وسائر الليالي واليوم الأول وسائر الأيام، والأدعية المشتركة في الأيام واليالي والأسحار وعلي رأسها دعاء أبي حمزة الثمالي عن مولانا زين العابدين عليه السلام، المذكورة في كتب الأدعية،وقد ذكرنا جملة منها في كتاب (الدعاء والزيارة).
قيام الليل
قال رسول الله صلی الله عليه و اله في خطبة له: وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع الصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور(13).
شهر الغفران
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلی مثله من قبل، إلا أن يشهد عرفة(14).
المصادر :
1- وسائل الشيعة: ج6 ص216 ب27 ح7771.
2- تهذيب الأحكام: ج3 ص100 ب5 ح33.
3- سورة البقرة: 185.
4- الكافي: ج2 ص628-629 باب النوادر ح6.
5- بحار الأنوار: ج11 ص59 ب1 ح64.
6- الكافي: ج2 ص629 باب النوادر ح6.
7- وسائل الشيعة: ج10 ص308-309 ب18 ح13485.
8- بحار الأنوار: ج46 ص65 ب5 ح25.
9- من لا يحضره الفقيه: ج2 ص98 باب فضل شهر رمضان وثواب صومه ح1837.
10- فضائل الأشهر الثلاثة: ص103 كتاب فضائل شهر رمضان ح90.
11- وسائل الشيعة: ج6 ص445 ب10 ح8400.
12- الكافي: ج4 ص70-71 باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان ح1.
13- بحار الأنوار: ج93 ص359 ب46 ح26.
14- مستدرك الوسائل: ج7 ص437-438 ب11 ح8607.