في ليلة 17 من شهر رمضان المبارك، ستة أشهر قبل الهجرة كان إسراء النبي صلی الله عليه و اله من المسجد الحرام إلی المسجد الأقصی ومن ثم المعراج إلی السماوات.
قال تعالی: سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَی بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الأقْصَی الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ(1).
روي القطب الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه: لما كان بعد ثلاث سنين من مبعثه صلی الله عليه و اله أسري به إلی بيت المقدس وعرج به منه إلی السماء ليلة المعراج، فلما أصبح من ليلته حدث قريشاً بخبر معراجه(2).
وقيل: كان المسری قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.
وقيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلي بيت المقدس.
وقيل: ليلة سبع وعشرين من رجب.
وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وشهرين وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل.
وعن العدد القوية قال: في ليلة إحدی وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الإسراء برسول الله صلی الله عليه و اله.
وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين.
والظاهر أنه تكرر المعراج للنبي صلی الله عليه و اله فكان منها في ليلة 17 من شهر رمضان المبارك، حيث روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرج بالنبي صلی الله عليه و اله إلی السماء مائة وعشرين مرة ما من مرة إلا وقد أوصی الله عزوجل فيها النبي صلی الله عليه و اله بالولاية لعلي والأئمة عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض(3).
وقال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة(4).
قصة المعراج
كان النبي صلی الله عليه و اله بمكة، فصلی المغرب في المسجد الحرام، ثم أسري به في ليلته إلي بيت المقدس، ومنه عرج به إلی السماء، ثم رجع فصلی الصبح في المسجد الحرام.
وقد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج، ورواه كثير من الصحابة وأئمة أهل البيت عليهم السلام.
قال رسول الله صلی الله عليه و اله: أتاني جبرائيل عليه السلام وأنا بمكة، فقال: قم يا محمد. فقمت معه وخرجت إلی الباب، فإذا بجبرائيل ومعه ميكائيل وإسرافيل. فأتی جبرائيل عليه السلام بالبراق، وكان فوق الحمار ودون البغل، خده كخد الإنسان، وذنبه كذنب البقر، وعرفه كعرف الفرس، وقوائمه كقوائم الإبل، عليه رحل من الجنة، وله جناحان من فخذيه، خطوه منتهی طرفه. فقال: اركب، فركبت ومضيت حتي انتهيت إلي بيت المقدس.
إلي أن قال: فلما انتهيت إلي بيت المقدس، إذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند رب العزة، وصليت في بيت المقدس. ثم أخذ جبرائيل عليه السلام بيدي إلی الصخرة فأقعدني عليها، فإذا معراج إلی السماء لم أر مثلها حسناً وجمالاً، فصعدت إلي السماء الدنيا، ورأيت عجائبها وملكوتها، وملائكتها يسلمون عليَّ. ثم صعد بي جبرائيل إلی السماء الثانية، فرأيت فيها عيسي بن مريم، ويحيي بن زكريا. ثم صعد بي إلی السماء الثالثة، فرأيت فيها يوسف. ثم صعد بي إلی السماء الرابعة، فرأيت فيها إدريس. ثم صعد بي إلی السماء الخامسة، فرأيت فيها هارون. ثم صعد بي إلی السماء السادسة، فإذا فيها خلق كثير، يموج بعضهم في بعض، وفيها الكروبيون. ثم صعد بي إلی السابعة فأبصرت فيها خلقاً وملائكة. ثم جاوزناها متصاعدين إلی أعلی عليين.
إلی أن قال: ثم كلمني ربي وكلمته، ورأيت الجنة والنار، ورأيت العرش وسدرة المنتهی. ثم رجعت إلی مكة فلما أصبحت، حدثت به بالناس فكذبني أبو جهل والمشركون.
قال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة، أشهد أنك كاذب. ثم قالت قريش: أخبرنا عما رأيت. فقال: مررت بعير بني فلان، وقد أضلوا بعيراً لهم وهم في طلبه، وفي رحلهم قعب مملو من ماء فشربت الماء، ثم غطيته كما كان، فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح.
قالوا: هذه آية واحدة.
قال: ومررت بعير بني فلان، فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها فسألوهم عن ذلك.
فقالوا: هذه آية أخري.
قالوا: فأخبرنا عن عيرنا؟.
قال: مررت بها بالتنعيم، تقدمها جمل أورق، عليه قرارتان محيطتان، ويطلع عليكم عند طلوع الشمس.
قالوا: هذه آية أخري. ثم خرجوا يشتدون نحو التيه وهم يقولون: لقد قضی محمد بيننا وبينه قضاءً بيناً. وجلسوا ينتظرون حتي تطلع الشمس فيكذبوه. فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت. وقال آخر: والله هذه الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق، فبهتوا ولم يؤمنوا. وكان كما أخبرهم رسول الله صلي الله عليه و اله بقصة العير(5).
وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أسري برسول الله صلی الله عليه و اله إلی السماء الدنيا، لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر، قال: ثم مر بملك حزين كئيب فلم يستبشر به. فقال: يا جبرائيل، ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك، فمن هذا؟.
فقال: هذا مالك خازن جهنم، وهكذا جعله الله.
قال: فقال له النبي صلي الله عليه و اله: يا جبرائيل، اسأله أن يرينيها.
قال: فقال جبرائيل عليه السلام: يا مالك، هذا محمد رسول الله صلی الله عليه و اله وقد شكا إليَّ فقال: ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا، فأخبرته أن هكذا جعله الله، وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنم؟.
قال: فكشف له عن طبق من أطباقها.
قال: فما رئي رسول الله صلي الله عليه و اله ضاحكاً حتی قبض(6).
وعن أبي بصير قال: سمعته يقول: إن جبرائيل احتمل رسول الله صلی الله عليه و اله حتي انتهي به إلي مكان من السماء ثم تركه وقال له: ما وطأ نبي قط مكانك(7).
البراق
عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتي جبرئيل عليه السلام رسول الله صلی الله عليه و اله بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الأذنين، عينه في حافره وخطاه مد بصره، فإذا انتهی إلی جبل قصرت يداه وطالت رجلاه، فإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الأيمن، له جناحان من خلفه(8).
من همّ بالحسنة
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال الله تعالی لنبيه صلي الله عليه و اله ليلة المعراج: وكانت الأمم السالفة إذا نوي أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له، وإن عملها كتبت له حسنة، وإن أمتك إذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشرة، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك(9).
المقصر في صلاته
عن رسول الله صلی الله عليه و اله في حديث طويل في المعراج وفيه: ورأيت جماعة أخذوا رجالا ويرضخون رؤوسهم بالحجارة وكلما تشدخ رؤوسهم تصح، ثم يعودون فيرضخونها بالحجارة وهكذا، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقصرون في صلاة الفريضة ويؤدونها كسالي وينامون عن صلاة العشاء(10).
حب الله
عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: قال الله تعالی له ليلة المعراج: يا أحمد ليس كل من قال أحب الله أحبني، حتی يأخذ قوتا، ويلبس دونا، وينام سجودا، ويطيل قياما، ويلزم صمتا، ويتوكل علی، ويبكي كثيرا، ويقل ضحكا، ويخالف هواه، ويتخذ المسجد بيتا، والزهد جليسا، والعلماء أحباء، والفقراء رفقاء … الحديث(11).
نور القرآن
قال النبي صلی الله عليه و اله: رأيت ليلة المعراج لوحين في أحدهما فاتحة الكتاب وفي الثاني جملة القرآن وتضيء منه ثلاثة أنوار، فقلت: يا جبرئيل ما هذه الأنوار؟ قال: نور قل هو الله أحد وسورة يس وآية الكرسي(12).
الصلاة علي النبي وآله
عن رسول الله صلی الله عليه و اله أنه قال: أسري بي ليلة المعراج إلی السماء فرأيت ملكا له ألف يد، لكل يد ألف إصبع، وهو يحاسب ويعد بتلك الأصابع فقلت لجبرئيل: من هذا الملك وما الذي يحاسبه؟
قال: هذا ملك موكل علي قطر المطر يحفظها كم قطرة تنزل من السماء إلي الأرض.
فقلت للملك: أنت تعلم مذ خلق الله الدنيا كم قطرة نزلت من السماء إلی الأرض؟
فقال: يا رسول الله فو الله الذي بعثك بالحق إلي خلقه غير أني أعلم كم قطرة نزلت من السماء إلی الأرض أعلم تفصيلا كم قطرة نزلت في البحر وكم قطرة نزلت في البر وكم قطرة نزلت في العمران وكم قطرة نزلت في البستان وكم قطرة نزلت في السبخة وكم قطرة نزلت في القبور.
فقال رسول الله صلی الله عليه و اله فتعجبت من حفظه وتذكره حسابه.
فقال يا رسول الله: حساب لا أقدر عليه بما عندي من الحفظ والتذكر والأيدي والأصابع!
فقال: أي حساب هو؟
فقال: قوم من أمتك يحضرون مجمعا فيذكر اسمك عندهم فيصلون عليك فأنا لا أقدر علی حصر ثوابهم(13).
غرس الجنة
في الخبر: إن إبراهيم عليه السلام قال لنبينا صلي الله عليه و اله ليلة المعراج: مر أمتك حتی يستكثروا من غرس الجنة، قال: وما هي؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(14).
أول العبادة
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلی الله عليه و اله أنه قال في ليلة المعراج: يا رب ما أول العبادة؟ قال: أول العبادة الصمت والصوم، قال: يا رب وما ميراث الصوم؟ قال: يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر(15).
أعلی غرف الجنة
عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: في ليلة المعراج رأيت غرفا في أعلي الجنة فقلت: لمن هي؟ قال: للكاظمين الغيظ وللعافين عن الناس وللمحسنين(16).
التوكل والرضا
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله في خبر المعراج أنه قال: يا رب أي الأعمال أفضل؟ فقال الله عز وجل: يا أحمد ليس شيء أفضل عندي من التوكل علي والرضی بما قسمت(17).
درجة الخشوع
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلی الله عليه و اله في خبر المعراج: أن الله تعالی قال له: يا أحمد ما عرفني عبد إلا خشع لي، وما خشع لي عبد إلا خشع له كل شيء إلی أن قال: يا أحمد إن أحببت أن تجد حلاوة الإيمان فجوع نفسك وألزم لسانك الصمت وألزم نفسك خشية وخوفا، فإن فعلت ذلك فلعلك تسلم، وإن لم تفعل فأنت من الهالكين(18).
عليك بالورع
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله فيما أوحي إليه تعالی ليلة المعراج: يا أحمد عليك بالورع، فإن الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين، إن الورع يقرب العبد إلي الله عزوجل، يا أحمد إن الورع كالشنوف بين الحلي والخبز بين الطعام، إن الورع رأس الإيمان وعماد الدين، وإن الورع مثله كمثل السفينة كما أن من في البحر لا ينجو إلا بالسفينة وكذلك لا يقدر الزاهد أن ينجو من الدنيا إلا بالورع، يا أحمد إن الورع يفتح علي العبد أبواب العبادة فيكرم به العبد عند الخلق ويصل به إلی الله عز وجل(19).
حب الدنيا
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلی الله عليه و اله في خبر المعراج: قال الله تبارك وتعالی: يا أحمد لو صلی العبد صلاة أهل السماء والأرض ويصوم صيام أهل السماء والأرض ويطوي عن الطعام مثل الملائكة ولبس لباس العابدين ثم أری في قلبه من حب الدنيا ذرة أو سمعتها أو رئاستها أو صيتها أو زينتها لا يجاورني في داري ولأنزعن من قلبه محبتي ولأظلمن قلبه حتي ينساني ولا أذيقه حلاوة محبتي(20).
طلب الحلال
عن رسول الله صلی الله عليه و اله قال: قال الله تعالی في ليلة المعراج: يا أحمد إن العبادة عشرة أجزاء تسعة منها طلب الحلال(21).
ضمان الجنة
في حديث المعراج قال الله عزوجل: يا أحمد وعزتي وجلالي ما من عبد ضمن لي بأربع خصال إلا أدخلته الجنة، يطوي لسانه فلا يفتحه إلا بما يعنيه، ويحفظ قلبه من الوسواس، ويحفظ عمله ونظري إليه، وتكون قرة عينه الجوع، يا أحمد لو ذقت حلاوة الجوع والصمت والخلوة وما ورثوا منها.
قال: يا رب ما ميراث الجوع؟
قال: الحكمة وحفظ القلب والتقرب إلي والحزن الدائم وخفة المئونة بين الناس وقول الحق ولا يبالي عاش بيسر أو بعسر، يا أحمد هل تدري بأي وقت يتقرب العبد إلی الله.
قال: لا يا رب.
قال: إذا كان جائعا أو ساجدا، يا أحمد إن العبد إذا جاع بطنه وحفظ لسانه علمته الحكمة، وإن كان كافرا تكون حكمته حجة عليه ووبالا(22).
رجال في النار
قال رسول الله صلی الله عليه و اله في حديث المعراج: ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم، قال: فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: فقال: هؤلاء المرجئة والقدرية والحرورية وبنو أمية والناصب لذريتك العداوة هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام(23).
مشاهدات في المعراج
في حديث المعراج عن أبي عبد الله عليه السلام عن رسول الله صلی الله عليه و اله قال: فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث وهم يأكلون الخبيث ويدعون الطيب فسألت جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال من أمتك.
قال: ثم مررت بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من أجسامهم ويلقی في أفواههم فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هم الهمازون اللمازون.
ثم مررت بأقوام ترضخ وجوههم ورؤوسهم بالصخر فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: الذين يتركون صلاة العشاء.
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يقذف بالنار في أفواههم فتخرج من أدبارهم فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامی ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: فهم الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وإنهم لبسبيل آل فرعون يعرضون علی النار غدوا وعشيا يقولون ربنا متي تقوم الساعة ولا يعلمون أن الساعة أدهي وأمر.
ثم مررت بنساء معلقات بثديهن فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هن اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم(24).
صخرة في جهنم
عن الصادق عليه السلام في خبر المعراج قال: قال النبي صلی الله عليه و اله: سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل: أتسمع يا محمد، قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما فهذا حين استقرت، قالوا: فما ضحك رسول الله صلي الله عليه و اله حتي قبض(25).
التواضع للعالم
عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلی الله عليه و اله في حديث المعراج: قال الله تبارك وتعالي: يا أحمد إن عيب أهل الدنيا كثير فيهم الجهل والحمق لا يتواضعون لمن يتعلمون منه(26).
شوق الملائكة إلی علي عليه السلام
عن أبي ذر رحمة الله عليه عن النبي صلی الله عليه و اله في خبر المعراج قال: ثم عرج بي إلی السماء السادسة فتلقتني الملائكة وسلموا علي وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم، فقلت: يا ملائكتي تعرفوننا حق معرفتنا؟ فقالوا: بلی يا نبي الله لم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلی بابها شجرة ليس فيها ورقة إلا عليها مكتوب حرفان بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثيقة وحبل الله المتين وعينه في الخلائق أجمعين وسيف نقمته علي المشركين، فأقرئه منا السلام وقد طال شوقنا إليه(27).
وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: لما أسري بي إلي السماء ما مررت بملأ من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتي ظننت أن اسم علي في السماء أشهر من اسمي، فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلي ملك الموت فقال لي يا محمد ما خلق الله خلقا إلا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت وعلي فإن الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته، فلما صرت تحت العرش نظرت فإذا أنا بعلي بن أبي طالب واقفا تحت عرش ربي فقلت: يا علي سبقتني، فقال لي جبرئيل عليه السلام: يا محمد من هذا الذي يكلمك؟ قلت: هذا أخي علي بن أبي طالب، قال لي: يا محمد ليس هذا عليا ولكنه ملك من ملائكة الرحمن خلقه الله علي صورة علي بن أبي طالب عليه السلام فنحن الملائكة المقرون كلما اشتقنا إلی وجه علي بن أبي طالب زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب علی الله سبحانه(28).
وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال النبي صلی الله عليه و اله: ليلة أسري بي إلی السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت إلی صورة علي بن أبي طالب فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة؟ فقال جبرئيل: يا محمد اشتهت الملائكة أن ينظروا إلي صورة علي فقالوا ربنا إن بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة وعشية بالنظر إلی علي بن أبي طالب حبيب حبيبك محمد وخليفته ووصيه وأمينه فمتعنا بصورته قدر ما تمتع أهل الدنيا به فصور لهم صورته من نور قدسه عزوجل فعلي عليه السلام بين أيديهم ليلا ونهارا يزورونه وينظرون إليه غدوة وعشية(29).
المصادر :
1- سورة الإسراء: 1.
2- الخرائج والجرائج: ج1 ص141
3- بصائر الدرجات: ص79 النوادر من الأبواب في الولاية ح10.
4- روضة الواعظين: ج2 ص501.
5- انظر بحار الأنوار: ج18 ص375-376 ب3.
6- القعب: القدح الضخم الغليظ.
7- للتفصيل عن قصة المعراج انظر بحار الأنوار: ج18 ص282 باب إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جري فيه ووصف البراق.
8- راجع تفسير العياشي: ج2 ص277.
9- المناقب: ج1 ص179 فصل في معراجه .
10- الكافي: ج8 ص376 ح567.
11- مستدرك الوسائل: ج1 ص96 ب6 ح78.
12- مستدرك الوسائل: ج3 ص140 ب23 ح3212.
13- إرشاد القلوب: ج1 ص205-206 ب54.
14- مستدرك الوسائل: ج4 ص334 ب44 ح4817.
15- مستدرك الوسائل: ج5 ص355 ب35 ح6072.
16- مستدرك الوسائل: ج5 ص373 ب39 ح6124.
17- إرشاد القلوب: ج1 ص203 ب54.
18- مستدرك الوسائل: ج9 ص14 ب97 ح10070.
19- بحار الأنوار: ج74 ص21 ب2 ح6.
20- مستدرك الوسائل: ج11 ص233 ب14 ح12836.
21- بحار الأنوار: ج74 ص26 ب2.
22- مستدرك الوسائل: ج12 ص36 ب61 ح13446.
23- إرشاد القلوب: ج1 ص203 ب54.
24- مستدرك الوسائل: ج16 ص218-219 ب2 ح19647.
25- اليقين: ص291 ب104.
26- بحار الأنوار: ج6 ص239-241 ب8 ح59.
27- بحار الأنوار: ج8 ص291 ب24 ح30.
28- مستدرك الوسائل: ج11 ص303 ب30 ح3100.
29- بحار الأنوار: ج8 ص174 ب23 ح122.