• نسبه :
• هو: أبو الحسن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصی بن کلاب بن مرة بن کعب بن لؤی بن غالب بن فهر بن مالک بن قریش بن کنانة بن خزیمة بن مدرکة بن إلیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.نقش خاتمه :(اللهُ ولیّی وهو عصمتی مِن خَلقه) ، وفی خبر آخر: (الله ربّی وهو عصمتی من خلقه). وله خاتمٌ نقشه: (حِفظُ العهود من أخلاق المعبود).
منصبه الإلهیّ :المعصوم الثانی عشر من أهل بیت النبوّة ، والإمام العاشر من أئمّة الحقّ والهدى.
• أمّه الطاهرة : المعظّمة الجلیلة «سُمانة المغربیّة» ، وتُعرف بالسیّدة ، وتُکنّى بـ «اُمّ الفضل». وکانت امرأة عارفة ، قد رَعَتها عینُ الله التی لا تنام ، لا تختلف عن اُمّهات الصدّیقین والصالحین ـ کما فی الخبر. وقیل: اسمها «حَدیث».
• زوجته: حدیثة.
• أولاده:1. الحسن العسکری علیه السلام / 2. علی / 3. الحسین / 4. محمد / 5. جعفر / 6. عائشة
• ولادته :
ولد فی صریا، قریة فی نواحی المدینة المنورة، فی منتصف ذی الحجة سنة 212. وقد اختلف المحدثون فی تاریخ ولادته: فقیل: وُلد فی شهر رجب، ویؤید هذا القول، الدعاء المروی عن الإمام الثانی عشر (اللهم إنی أسألک بالمولودین فی رجب: محمد بن علی الثانی وابنه علی بن محمد المنتجب..).وذکر عیاش إن ولادته کانت فی الثانی من شهر رجب، أو الخامس منه، وقیل: (فی اللیلة الثالثة عشرة منه، سنة 214هـ، وقیل: 212هـ. وقیل: کانت ولادته فی النصف من ذی الحجة، أو السابع والعشرین منه.
• إخوته وأخواته:
لم یُعرف له أخ إلاّ موسى المُبرقَع رضوان الله علیه ، وقد تُوفّی سنة 296 هجریّة ودُفن بقمّ. فیما ذُکر له من الأخوات: فاطمة ، وأُمامة ، وخدیجة ، وأُمّ کلثوم ، والسیّدة حکیمة التی أدرکتْ وشهدت وروت قصّة المولد الشریف للإمام المهدیّ عجّل الله تعالى فرجَه. وقد تُوفّیت رضوان الله علیها ودُفنت بجوار أخیها الهادی وابن أخیها الحسن العسکریّ علیهما السّلام بسامرّاء.• أصحابه :
من أجَلِّهم السیّد عبدالعظیم الحسنیّ حفید الإمام الحسن المجتبى علیه السّلام ، وکان له شأن خاصّ وروایة موثّقة ، وهو وکیله فی منطقة الریّ المعروفة الیوم بـ «شاه عبد العظیم» جنوب شرق طهران.ثمّ أبو هاشم داود بن القاسم الجعفریّ من أحفاد جعفر الطیّار رضوان الله علیه ، وهو ثقة ذو منزلة جلیلة عند الأئمّة علیهم السّلام ، وقد عاصر منهم ثلاثة ، صاحَبَهم وروى عنهم.
ثمّ علیّ بن مهزیار الأهوازیّ الدَّورَقیّ رحمة الله علیه ، وکان ثقة فی روایته صحیح الاعتقاد ، وهو وکیل الإمام الهادی علیه السّلام فی بعض النواحی.
ومن أصحابه أیضاً: یعقوب بن إسحاق بن السِّکِّیت ، وأحمد بن إسحاق القمّی ، وأبو الحُصَین بن الحصین ، والحسین بن سعید بن حمّاد الأهوازیّ ، وأیّوب بن نوح بن دَرّاج ، وجعفر الصَّیقل ، وعلیّ بن جعفر ، وخَیران الخادم.. وغیرهم ، حتّى عدّ بعضهم مئتین منهم تقریباً.
• سیرته :
کان علی الهادی قدوة فی الاخلاق والزهد والعلم. کرس حیاته لخدمة الدین، وقد لاقى الکثیر من المضایقات من قبل خلفاء بنی العباس. تم استدعائه من المدینة إلى سامراء بالعراق عاصمة الخلافة العباسیة ومکث فیها 20 سنة و 9 أشهر حتى مات.• ألقابه: النقی، الهادی، النجیب، المرتضى، العالم، المتقی، الفقیه، الأمین، المؤتمن، الطیب، المتوکل، العسکری الناصح.
• شعراؤه: العوفی، الدیلمی، محمد بن إسماعیل الصیمری، أبو تمام الطائی، أبو الغوث أسلم بن مهوز المنبجی، أبو هاشم الجعفری، الحمانی.
• سلاطین زمانه :
1 ـ المأمون العبّاسیّ ( 196 ـ 218هـ).
2 ـ المعتصم العبّاسیّ ( 218 ـ 227هـ).
3 ـ الواثق العبّاسیّ ( 227 ـ 232هـ).
4 ـ المتوکّل العبّاسیّ ( 232 ـ 247هـ).
5 ـ المنتصر العبّاسیّ ( 247 ـ 248هـ).
6 ـ المستعین العبّاسیّ ( 248 ـ 252هـ).
7 ـ المعتزّ العبّاسیّ ( 252 ـ 255هـ).
وکلّهم من المغتصبین لخلافة رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم المتعیّنة فی أئمّة أهل بیته صلوات الله علیهم.. ولکنّ المتوکّل العبّاسیّ کان أشدّهم على الإمام الهادی علیه السّلام ، وقد هَدَم قبر الإمام الحسین علیه السّلام مرّات محاولاً طمس آثاره. ومن هنا کان الإمام الهادی علیه السّلام یأمر أصحابه أن یُعرِضوا عن تلقیبه بالمتوکّل؛ لکون هذا اللقب قد اشتهر لهذا الطاغی جعفر المتوکل بن المعتصم العبّاسیّ.
وکانت إمامته علیه السّلام قد بدأت فی بقیّة مُلْک المعتصم وانتهت فی ملک المعتزّ ، حیث کانت شهادته علیه السّلام على ید الغدر والجور.
بقی الإمام فی المدینة بقیة خلافة المعتصم العباسی وأیام خلافة الواثق العباسی ، حیث اشتهرت مکارمه فی الآفاق، فلما ملک المتوکل، خشی منه القیام ضده فاستقدمه، لیکون قریباً منه یراقبه ویسهل الضغط علیه.
ویبدو أنه لم یستقدمه إلا بعد أن توالت علیه الرسائل من الحجاز تخبره بأن الناس فی الحرمین یمیلون إلیه، وکانت زوجة المتوکل التی یبدو أنه أرسلها لاستخبار الأمر ممن بعثوا الرسائل.
ویبدو من طریقة استقدام الإمام أن المتوکل کان شدید الحذر فی الأمر، حیث بعث بسریة کاملة من سامراء إلى المدینة لتحقیق هذا الأمر.
وقد کتب المتوکل إلى الإمام رسالة رقیقة جاء فیها: "فقد رأى أمیر المؤمنین صرف عبد الله بن محمد عما کان یتولى من الحرب والصلاة بمدینة الرسول إذ کان على ما ذکرت من جهالته بحقک، واستخفافه بقدرک، وعندما قرنک به ونسبک إلیه من الأمر الذی قد علم أمیر المؤمنین براءتک منه وصدق نیتک وبرّک وقولک وأنک لم تؤهل نفسک لما قرفت بطلبه وقد ولى أمیر المؤمنین ما کان یلی من ذلک محمد بن الفضل وأمره بإکرامک وتبجلیک والانتهاء إلى أمرک ورأیک، والتقرب إلى الله وإلى أمیر المؤمنین بذلک. وأمیر المؤمنین مشتاق إلیک یحب إحداث العهد بک والنظر إلى وجهک".
وعندما نزل الإمام مدینة سامراء أراد المتوکل النیل من شخصیته عند الناس فأمر أن یسکن دار الصعالیک لمدة أیام ثلاث، قبل أن یدخل علیه.
والمتوکل العباسی المعروف بشدَّة بطشه وبغضه لأهل البیت الفاطمیین، أراد أن یبقى أعظم وأقوى معارضیه قریباً منه حتى یسهل علیه القضاء علیه أنى شاء. إلا أن الإمام أخذ ینفذ إلى عمق سلطته، ویمد نفوذه إلى أقرب أنصاره.
ولعل القصة التالیة تعکس جانباً من تأثیر الإمام فی بلاط العباسیین:
(مرض المتوکل من خراج خرج به، فأشرف منه على التلف، فلم یجسر أحد أن یمسه بحدیدة، فنذرت أمه إن عوفی أن یحمل إلى أبی الحسن علی بن محمد مالاً جلیلاً من مالها). وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل یعنی أبا الحسن فسألته فإنه ربما کان عنده صفة شیء یفرج الله به عنک، قال: ابعثوا إلیه فمضى الرسول ورجع، فقال: خذوا کسب الغنم فدیفوه بماء ورد، وضعوه على الخراج فإنه نافع بإذن الله. فجعل من بحضرة المتوکل یهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما یضر من تجربة ما قال فوالله إنی لأرجو الصلاح به، فأحضر الکسب، ودیف بماء الورد ووضع على الخراج، فانفتح وخرج ما کان فیه، وبشرت أم المتوکل بعافیته فحملت إلى أبی الحسن عشرة آلاف دینار تحت ختمها فاستقل المتوکل فی علته.
وقائع مهمّة فی حیاته علیه السّلام :
أ. فی الثامنة من عمره الشریف فُجع بشهادة والده الإمام الجواد علیه السّلام وهو فی ریعان الشباب.
ب. سعى به إمام جماعة الحرمَین عبدالله بن محمّد عند والی المدینة فی جماعة لإثارة المتوکّل العباسیّ ضدّ الإمام الهادی علیه السّلام.
ج. شکایته من والی المدینة لما کان یؤذیه ، من خلال رسالة بعثها إلى المتوکّل العبّاسیّ ، الذی عزل إمام جماعة الحرمین فیما بعد.
د. إبعاده علیه السّلام عن المدینة حین استقدمه المتوکّل العبّاسیّ إلى سُرّ من رأى ، فبقی فیها عشرین سنة وتسعة أشهر. وهی یومئذٍ مرکز الحکومة العبّاسیّة ، وکان المعتصم قد بناها سنة 220 هجریّة فأصبحت عاصمة له.
هـ. حبْسه علیه السّلام مدّة من عمره الشریف فی سجون الظالمین ، التی لا تزال آثارها باقیة إلى الیوم.
و. بعث المتوکّل العبّاسیّ یحیى بن هرثمة فی ثلاثمائة رجل لإشخاص الإمام علیه السّلام من طریق البادیة ، وقد رأى یحیى من الإمام أیّام مرافقته له الکثیرَ من الدلائل والعجائب.. وکان یحیى قد فتّش بیت الإمام علیه السّلام ، ثمّ حمله مع ابنه الحسن العسکریّ علیه السّلام إلى سامرّاء.
ز. عانى الإمام علیه السّلام من المتوکّل العبّاسیّ الکثیر من الأذى والتجاوز على حرمته المقدّسة ، وقد شقّ علیه ما سمعه من تخریب لقبور أهل البیت علیهم السّلام وتهدیم ما حولها ، إضافة إلى ما سمعه من إیذاء الموالین لأئمّة الحقّ علیهم السّلام بتشریدهم وسجنهم وتعذیبهم وقتلهم فی زنزانات رهیبة مظلمة.
ح. قَتلُ المنتصر لأبیه المتوکّل سنة 247 هجریّة ، أی بعد سنة وأشهر من فرض الإقامة الجبریة على الإمام الهادی علیه السّلام بسامرّاء.
وفاته :
استشهد یوم الإثنین الثالث من رجب سنة 254 هـ ودفن فی داره بسر من رأى (سامراء) عن عمر یناهز 42 سنة.وذکر الیعقوبی: أن اجتماع الناس فی دار الإمام الهادی وخارجها کان عظیماً جداً، ولم تتسع الدار لإقامة الصلاة على جثمان الإمام، ولهذا تقرر أن یخرجوا الجثمان المقدس إلى الشارع المعروف بشارع أبی أحمد وهو من أطول شوارع سامراء وأعرضها، حتى یسع المکان لأداء الصلاة. وکان أبو أحمد بن هارون الرشید، المبعوث من قبل المعتز العباسی للصلاة على جثمان الإمام لما رأى اجتماع النای وضجتهم أمرَ بردِّ النعش إلى الدار حتى یدفن هناک.
المصادر: تحقیق راسخون
• کتاب أبو جعفر محمد بن الامام علی الهادی سبع الدجیل - للشیخ محمد علی الأوردوبادی - (النجف 1895-1960م).
• کتاب أبو الحسن العسکری علی (الملقب بالهادی) - فی: الأعلام 4/323-324 - لخیر الدین الزرکلی - بیروت: دار العلم للملایین، ط7، 1986. الإرشاد ، للشیخ المفید. اُصول الکافی ، للشیخ الکلینیّ / ج 1. إعلام الورى ، للطبرسیّ. تاریخ الأئمّة ، لابن أبی الثلج البغدادیّ. تاریخ بغداد ، للخطیب البغدادیّ / ج 12. تاج الموالید ، للطبرسیّ.
/ج