دلائل حول المعاد

من بین الکتب السماویّة، یتمیّز القرآن الکریم بالتحدّث حول المعاد على نحوٍ من التفصیل، فیذکره ویُذکّر به فی مئات الموارد والآیات، وبأسماءٍ کثیرة، ویشرح خاتمة العالم والبشریّة فی هذه الحیاة الدنیا، تارةً بالإشارة العابرة، وأخرى بإسهابٍ وبسطٍ وبیان.
Tuesday, March 26, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
دلائل حول المعاد
   دلائل حول المعاد

 





 

• من بین الکتب السماویّة، یتمیّز القرآن الکریم بالتحدّث حول المعاد على نحوٍ من التفصیل، فیذکره ویُذکّر به فی مئات الموارد والآیات، وبأسماءٍ کثیرة، ویشرح خاتمة العالم والبشریّة فی هذه الحیاة الدنیا، تارةً بالإشارة العابرة، وأخرى بإسهابٍ وبسطٍ وبیان. ویؤکّد القرآن الکریم أنّ الاعتقاد بیوم الجزاء ( یوم القیامة ) مقرون بالاعتقاد بالله تبارک وتعالى، فالإیمان بالحشر والمعاد هو أحد أصول الدین، ومنکرها هو خارجٌ عن ربقة الإسلام، وما عاقبته إلاّ الخسران المبین.
وحقیقة الأمر هکذا: إذا لم تکن هنالک محاسبة وجزاء، لم یکن أیّ معنىً أو فائدة من الدعوة الدینیة بما تحتوی من الأوامر والنواهی الإلهیة، فالاعتقاد بیوم الجزاء یکون من العوامل المهمّة التی تدعو المرء إلى التقوى، وتجنّبِ الموبقات والأخلاق الرذیلة والمحرّمات والمعاصی والذنوب، کما أن نسیان یوم القیامة، أو عدم الاعتقاد به، سوف یکون سبباً للضلال والانحراف والفساد، قال تبارک وتعالى: « إنّ الذین یَضِلُّون عن سبیلِ اللهِ لهم عذابٌ شدیدٌ بِما نَسُوا یومَ الحساب » (1)
إنّ التدبّر فی خَلق الإنسان وهذه العوالم المحیطة بنا، وکذا فی الهدف من الشرائع الإلهیّة، یُوضح الغرض من الیوم الذی سیُلاقیه الإنسان، فنحن نرى أنّ للحیاة غایاتٍ وأهدافاً، وکلُّ عملٍ هو مقدّمة لغایةٍ وهدف، وبما أنّ الله جلّ وعلا مُنزَّهٌ عن العبث، فلا یُتصَوَّر أن یکون خَلْقُه للإنسان قد حصل دون غایة معیّنة وغرضٍ مُحکَمٍ یتابعها ، *(الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَیَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَکَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )(2)
إذن لابدّ للخَلق من هَدفٍ عظیم لا یخلو من فائدة، وهی إنّما تعود إلى الإنسان، ولا تعود إلى الله الغنیّ المُتعال، لذا نعتقد بأنّ الکون ـ بما فیه ـ متّجهٌ نحو خلقةٍ معیّنةٍ خاصّةٍ أخرى، ونحو وجودٍ أکمل لیس فیه فَناءٌ ولا زوال. کما نعتقد أنّ العدالة الإلهیّة الحاکمة على الوجود تقتضی أن تکون لهذه النشأة الحالیّة نشأةٌ أخرى، یُجرى فیها جزاء الأعمال التی صدرت من الناس، فاللهُ تبارک شأنه حکیم، ورحیم، وعادلٌ وعلیم، وهو القائل عزّ من قائل فی کتابه العزیز:
( وما خَلقْنا السَّماواتِ والأرض وما بینَهما لاعِبِین * ما خَلَقْناهما إلاّ بالحقِّ ولکنَّ أکثرَهم لا یعلمون ).(3)
( وما خَلَقْنا السماءَ والأرضَ وما بینَهما باطلاً، ذلک ظَنُّ الذین کفروا، فَوَیلٌ للذین کفروا مِن النار * أَم نجعلُ الذین آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ کالمُفسدینَ فی الأرضِ أَم نجعلُ المتّقین کالفُجّار) (4) .
( أَم حَسِبَ الذینَ اجتَرَحُوا السَّیّئاتِ أن نجعَلَهم کالذین آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ سَواءً مَحْیاهُم ومَماتُهم، ساءَ ما یَحَکُمون * وخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ بالحقِّ ولِتُجْزى کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَت وهُم لا یُظلَمون ) (5)
فالوجود الذی نعیشه، کلُّه قائمٌ على الحکمة والعلم والإرادة والقدرة والتدبیر والعدالة والنظام، وهو یشیر إلى أنّ بارئه حکیمٌ علیم، قادرٌ مدبّرٌ عظیم، لا یرضى بالظلم ولا بالباطل ولا الفساد والإفساد، فلابدّ من محکمةٍ إلهیّة کبرى فی یومٍ رهیبٍ غریبٍ عجیب، تُقام فیه العدالة بعد أن تُوضَع الموازینُ القسط للحساب، فتُوفّى کلُّ نفسٍ ما عَمِلَت، ویُساق الذین کفروا إلى جهنّمَ زُمَراً، والذین اتّقَوا ربَّهم إلى الجنّة زُمَراً، ولا یَظلم ربُّنا أحداً. (وَنَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا وَإِن کَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَیْنَا بِهَا وَکَفَىٰ بِنَا حَاسِبِینَ) (6)
المصادر :
1- سورة ص:26
2- آل‌عمران: ١٩١
3- الدخان:38 ـ 39
4- سورة ص:27 ـ 28
5- الجاثیة:21 ـ 22
6- الأنبیاء: ٤٧

 



 

 



نظرات کاربران
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.