الوهابیة او السیف

ان المبدأ الاول للوهابیة، وشعارهم الوحید: «اما الوهابیة، وأما السیف» فمن اعتنقها سلم، ومن ابى أبیح دمه، وذبحت أطفاله، ونهبت أمواله، ومحال ان ینظر الوهابی الى غیره الا بهذه العین المکفرة المستحله للارواح والأموال.. قال الشیخ سلیمان
Wednesday, April 10, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الوهابیة او السیف
 الوهابیة او السیف

 





 

ان المبدأ الاول للوهابیة، وشعارهم الوحید: «اما الوهابیة، وأما السیف» فمن اعتنقها سلم، ومن ابى أبیح دمه، وذبحت أطفاله، ونهبت أمواله، ومحال ان ینظر الوهابی الى غیره الا بهذه العین المکفرة المستحله للارواح والأموال.. قال الشیخ سلیمان عبدالوهاب اخو محمد عبدالوهاب فی کتاب «الصواعق الإلهیة» ص27 و29 طبعه 1306هـ مخاطباً الوهابیة: «فأنتم تکفرون بأقل القلیل من الکفر، بل تکفرون بما تظنون انتم انه کفر، بکل تکفرّون بصریح الاسلام، بل تکفّرون من توقف عن تکفیر من کفرتموه».
ولندع جیمع ما قیل عن الوهابیة، وننظر الى کتبهم، وماخطوه بأیدیهم، کما فعلنا فیما تقدم، قال محمد عبدالوهاب مؤسس مذهب الوهابیة فی رسالة «کشف الشبهات» المطبوعة مع غیرها فی کتاب الرسائل العملیة التسع ص123 طبعة 1957: «ولا تنفعهم لا اله الا الله، ولا کثرة العبادات، ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم من مخالفة الشرع».
هکذا ینبغی ان تکون الأخوة والمحبة والرحمة.. لله درک أیها الشیخ لقد مثلت التسامح الاسلامی حتى کدنا نتوهم ان هذه الآیة: (وما ارسلناک إلا رحمة للعالمین) نزلت فیک.. استغفر الله.
وقال فی صفحة 110: «وان قالوا: نحن لانشرک بالله، بل نشهد أنه لا یخلق، ولا یرزق، ولا ینفع، ولا یضر الا الله وحده لا شریک له، وان محمداً رسول الله لا یملک لنفسه نفعاً ولا ضرراً، ولکن الصالحین لهم جاه عند الله، وأنا اطلب من الله بهم، فجاوبه ان الذین قاتلهم رسول الله مقرون بما ذکرت، ومقرون بأن اوثانهم لا تدبر شیئاً، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة». أی ان من یطلب الشفاعة من النبی محمد صلی الله علیه وآله وسلم تماماً کمن یطلبها من الاوثان سواء بسواء.. هذا هو التحقیق الدقیق، والایمان العمیق..
وایضاً قال محمد عبدالوهاب مؤسس المذهب فی ص117 و118: «واذا قالوا: نحن نشهد ان لا اله الا الله، وان محمد رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلی ونصوم، فکیف تجعلوننا مثل اولئک؟. فالجواب ان الرجل اذا صدّق رسول الله فی شیء، وکذبه فی شیء فهو کافر لم یدخل فی الاسلام».
وهکذا یدخل هذا الشیخ فی کفره من یشاء، ویخرج من الاسلام من یشاء، حتى کأن الله سبحانه قد جعل فی یده ایمان العباد وعقیدتهم، لا فی قلوبهم وعقولهم.. ولا ادری ماذا أراد بقوله: اذا صدق الرجل محمداً فی شیء، وکذبه فی شیء فهو کافر.. لان من صدّق رسالة محمد یصدقه فی کل شیء، لا فی شیء دون شیء.. وقد ادرک هذه الحقیقة مشرکو قریش حین کتب النبی فی صلح الحدیبیة: «هذا ما صالح علیه محمد رسول الله» فقال له المشرکون: لئن کنت رسول الله، ثم قاتلناک، فقد ظلمناک، ادرک هذه الحقیقة المشرکون، ولم یدرکها محمد عبدالوهاب.. لماذا؟ لأنه هو قد آمن ببعض ما جاء به محمد صلی الله علیه وآله وسلم، وکفر ببعض..
وجاء فی کتاب تطهیر الاعتقاد ص35 و36: «یجب ان یدعى هؤلاء الى التوبة، والرجوع الى التوحید ـ أی الى الوهابیة ـ فمن رجع منهم حقن دمه وماله وذراریه، ومن أصر اباح الله منه ما أباح لرسول الله من المشرکین».
وفی کتاب فتح المجید ص491: القتل لمن عاند ولم یتب من الخوارج والقدریة.. عجیب امر هؤلاء الوهابیة.. یبیحون الدماء، حتى کأنها شربة ماء.. «ومن أصر اباح الله دمه وماله وذراریه» ولا ادری: هل هذا تقى وزهد، او فهم ووعی، او حب وتسامح، او نتیجة طبیعیة لحقدهم على البشریة بعامة، والمسلمین بخاصة، أو انهم طبیعة أخرى منفصلة عن الانسان وحقیقته؟..
وفی صفحة 40 و41 من هذا الکتاب: «اذا قال الکافر: لا اله الا الله حقن دمه وماله، حتى یثبت العکس، اما غیرهم ـ أی المسمون ـ فلا تنفعهم کلمة لا اله الا الله کما انها لم تنفع الخوارج على عبادتهم.. فثبت ان مجرد کلمة التوحید غیر مانع من ثبوت شرک من قالها، لارتکابه ما یخالفها» ارأیت الى هذا المنطق. کلمة التوحید تنفع الکافر، حتى یثبت العکس.
ولا تنفع المسلم بحال؟، وانما الذی ینفع الاساءة الى الله فی عرشه، والى محمد فی قبره، الذی ینفع هدم قبور آل الرسول، وتشبیهه بالعصا والأوثان.. والذی یجدی هو إباحة الدماء، وسبی النساء، ونهب الأموال، واشاعة الخوف والفوضى، والفساد فی الارض باسم الدین والسماء، قال الله جل وعز: (وَلَوْ یُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَکَ عَلَیْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰکِن یُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا یَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا یَسْتَقْدِمُونَ) (1) . وقال: الوهابیة: بل تباح دماؤهم وتسبى ذراریهم وتنهب أموالهم..
وبعد، فهل من شاهد اصدق من هذا على ان مبدأهم وشعارهم: «الوهابیة، او السیف للرجال والنساء والاطفال، والنهب للأموال»؟..
یقول الشیوعیون: «ان الدین هو التمیمة السماویة لمجتمع جاهل مضطهد، یحفظ مع ذلک بشیء من سوء النیة، ثم یبرر الشر والفساد بالوحی من السماء».
وهذا القول لا ینطبق على ایة عقیدة دینیة الا عقیدة الوهابیة.
ان عقیدة الوهابیة تحتم الضغط على کل انسان، بخاصة المسلم وان یترک رأیه الى رأیهم، واجتهاده الى فهمهم، والا حل ماله، واستبیح دمه، ودم أهله وعیاله ـ الوهابیة أو السیف ـ. وقد نصت المادة الثامنة عشرة من قانون حقوق الانسان الذی اقترحته الجمعیة العامة فی الامم المتحدة، نصت هذه المادة على ان «کل انسان الحق فی حریة الدین والعقیدة، والتعبیر عنهما بالقول والفعل».
وسواء أقرت الامم المتحدة هذا الحق، أم انکرته، فان الحریة تتصل بانسانیة الانسان، وبطبیعته مباشرة، فحرمانه منها معناه حرمانه من حیاته واصل وجوده.. ولذا حرص الاسلام علیها، ولم یدع وسیلة لاحد من وسائل الضغط والاجبار على الایمان بشیء لم یصل الیه بقلبه، ولا بعقله. وهاک اسمع او اقرأ ابا الحسن امیر المؤمنین علی بن ابی طالب علیه السلام ماذا یقول فی کتابه الی مالک الاشتر عندما ولاه مصر :
( وَأَشْعِرْ قَلْبَکَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِیَّةِ، وَالْـمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَکُونَنَّ عَلَیْهِمْ سَبُعاً ضَارِیاً تَغْتَنِمُ أَکْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَکَ فِی الدِّینِ، وَإمّا نَظِیرٌ لَکَ فِی الْخَلْقِ، یَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ،یُؤْتَى عَلَى أَیْدِیهِمْ فِی الَعَمْدِ وَالْخَطَاَ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِکَ وَصَفْحِکَ مِثْلَ الَّذِی تُحِبُّ أَنْ یُعْطِیَکَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ، فَإِنَّکَ فَوْقَهُمْ، وَ وَالِی الاْمْرِ عَلَیْکَ فَوْقَکَ، وَاللهُ فَوْقَ مَنْ وَلاَّکَ! وَقَدِ اسْتَکْفَاکَ أَمْرَهُمْ، وَابْتَلاَکَ بِهِمْ.
وَلاَ تَنْصِبَنَّ نَفْسَکَ لِحَرْبِ اللهِ، فَإِنَّهْ لاَیَدَیْ لَکَ بِنِقْمَتِهِ، وَلاَ غِنَى بِکَ عَنْ عَفْوِهِ وَرَحْمَتِهِ. وَلاَ تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْو، وَلاَ تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَة، وَلاَ تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَة وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً، وَلاَ تَقُولَنَّ: إِنِّی مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ، فَإِنَّ ذلِکَ إِدْغَالٌ فِی الْقَلْبِ، وَمَنْهَکَةٌ لِلدِّینِ، وَتَقَرُّبٌ مِنَ الْغِیَرِ.)(2)
لذا دعا الى النظر المستقل، والتفکیر الحر، قال عز من قائل:.. (لَا إِکْرَاهَ فِی الدِّینِ قَد تَّبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ فَمَن یَکْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَیُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) (3).. (لَّسْتَ عَلَیْهِم بِمُصَیْطِرٍ) (4)
الى غیر ذلک من عشرات الآیات، ولا شیء اصح واوضح فی الدلالة على ان أساس الاسلام هو النظر ، وان دعوته تقوم على العقل والفطرة لا السیف والرمح من قوله: «لا اکراه فی الدین». هذا هو الحق والعدل، وهذا هو الوجدان والعقل، فما دمت لا ترضى بأن یکرهک أحد على دینه، فکیف تکرهه أنت على دینک؟.. حتى الله تبارک وتعالى لم یحمل الناس قسراً على طاعته وعبادته، واذاعطفنا هذه الآیة على آیة لا اکراه فی الدین، وآیة لست علیهم بمسیطر، وآیة وقاتلوا فی سبیل الله الذین یقاتلونکم، اذا عطفنا هذه الآیات وما الیها بعضها على بعض علمنا ان قول الرسول: امرت ان اقاتل الناس، حتى یقولوا: لا اله إلا الله.. المراد منه الذین یقاتلونه، ویسعون فی الأرض فساداً، ویؤکد هذا المعنى الآیة 193 من سورة البقرة: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَکُونَ فِتْنَةٌ وَیَکُونَ الدِّینُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِینَ) (5) بل ان القرآن رخص للمسلمین ان یحسنوا ویکرموا من لم یقاتلهم فی الدین، ولم یعتد على الأرواح والأموال: (لَّا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ ) (6).
المصادر :
1- النحل /61
2- نهج البلاغة /کتاب الی مالک الاشتر
3- البقرة: ٢٥٦
4- الغاشیة: ٢٢
5- البقرة: ١٩٣
6- الممتحنة: ٨



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.