السحر بین العلم والقرآن

أکد فریق من الباحثین الأمریکیین أنهم قطعوا شوطاً کبیرا فی استخدام المخ البشری للتحکم فی الأجهزة المختلفة. فقد تمکن أربعة أشخاص بمن فیهم قعیدان یستخدمان الکرسی المتحرک من تحریک مؤشر الفأرة التی یعمل بها الجهاز باستخدام غطاء
Tuesday, May 7, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
السحر بین العلم والقرآن
 السحر بین العلم والقرآن

 





 

أکد فریق من الباحثین الأمریکیین أنهم قطعوا شوطاً کبیرا فی استخدام المخ البشری للتحکم فی الأجهزة المختلفة. فقد تمکن أربعة أشخاص بمن فیهم قعیدان یستخدمان الکرسی المتحرک من تحریک مؤشر الفأرة التی یعمل بها الجهاز باستخدام غطاء للرأس مثبت به نحو 64 قطب إلکترونی. وکانت أبحاث سابقة قد أثبتت قدرة القردة على تحریک مؤشر الفأرة وذلک عن طریق أقطاب الکترونیة مزروعة فی دماغها.
ونشر فریق الباحثین نتائج الدراسة الأخیرة فی المنشورات الخاصة بالأکادیمیة الوطنیة الأمریکیة للعلوم. وقال العالمان جوناثان وولبو و دینیس ماکفارلین: "لقد أظهرت نتائج الدراسة أنه یمکن تعلیم الأشخاص استخدام الإشارات الکهربائیة للدماغ من خلال تسجیلها لتحریک مؤشر الفأرة فی اتجاهین بشکل سریع ودقیق".
وأکد فریق الباحثین الذی ینتمی إلى فرع وزارة الصحة بولایة نیویورک وجامعة نیویورک أن الدراسة الأخیرة تعد خطوة نحو تمکین الأشخاص من التحکم بالکراسی المتحرکة والأجهزة الإلکترونیة الأخرى بأدمغتهم.
وارتدى الأشخاص الأربعة الذین خضعوا للتجربة غطاء رأس الکترونی وجلسوا أمام شاشة عرض کبیرة. ولم تزرع فی رؤوسهم أیة أجهزة بل اکتفى الباحثون "بالقبعة الإلکترونیة". وینتج نشاط خلایا المخ إشارات کهربائیة یمکن استخدامها بواسطة الأقطاب الالکترونیة لتترجم بعد ذلک إلى أوامر للتحکم فی الجهاز.
ولا یحتاج مثل هذا النشاط الدماغی لاستخدام عصب أو عضلة معینة، لذا فإن الأشخاص المصابین بالجلطات أو الذین یعانون من مشاکل فی العمود الفقری یمکنهم استخدام غطاء الرأس الالکترونی بکفاءة. وأظهرت التجربة أن الأشخاص الأربعة الذین خضعوا للدراسة باتوا یتحکمون بصورة أفضل فی مؤشرة الفأرة کلما زاد عدد محاولاتهم.
وأوضح الباحثون أن المقعدین کان أداؤهما أفضل فی التجربة لأن دماغیهما کانا أکثر استعداداً أو لأنهما کانا أکثر إقبالاً على التجربة. ولا تعد تلک هی المرة الأولى التی ینجح فیها الباحثون فی مثل هذا النوع من التجارب. فقد استخدم بعض العلماء حرکة العین، فیما لجأ آخرون لطرق أخرى لتسجیل إشارات المخ للتحکم فی الأجهزة. وکان فریق من معهد إم أی تی الأوروبی قد صمم غطاء رأس لاسلکی یمکنه ترجمة إشارات المخ للتحکم فی إحدى ألعاب الکومبیوتر!
إن الذی یتأمل هذه الدراسات یرى بوضوح إمکانیة خداع النظر، حتى إن الدماغ یمکن خداعه أیضاً، فقد یرى الإنسان أشیاء لا وجود لها، أو یرى حرکات لم تحدث، لأن الله تعالى صمم قشرة الدماغ بحیث إذا تم الترکیز على منظر ما، فإن بقیة أجزاء القشرة المسؤولة عن الترکیز لا تعمل، وبالتالی یتخیل المرء الأشیاء وکأنها حدثت، وهذا ما یُعرف بالسحر.
والعجیب أن القرآن الکریم أعطانا تعریفاً دقیقاً للسحر واعتبره أنه مجرد خداع للعین، وهذا ما یکشفه العلماء الیوم! یقول عز وجل فی قصة السحرة مع سیدنا موسى علیه السلام: (قَالُوا یَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِیَ وَإِمَّا أَنْ نَکُونَ نَحْنُ الْمُلْقِینَ / قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْیُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِیمٍ) (1). فقد تحدث الله فی هذا النص الکریم عن السحر وحدد مکانه فی قوله: (سَحَرُوا أَعْیُنَ النَّاسِ)، ویؤکد العلماء أن السحر هو خداع للعین لا أکثر ولا أقل.
ولکن هناک نوع آخر من السحر یسیطر فیه الساحر على الإنسان ویتحکم فی طریقة تفکیره، فیمارس معه "الإرهاب الفکری" وهذا ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ)، وهو ما یحدث فی حالات السحر الشدید مثل التفریق بین الزوجین: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّیَاطِینُ عَلَى مُلْکِ سُلَیْمَانَ وَمَا کَفَرَ سُلَیْمَانُ وَلَکِنَّ الشَّیَاطِینَ کَفَرُوا یُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَکَیْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا یُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى یَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَکْفُرْ فَیَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا یُفَرِّقُونَ بِهِ بَیْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمْ وَلَا یَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِی الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ) (2) ، أو المس الشیطانی، حیث یعانی الإنسان من الوسواس القهری نتیجة تسلط الشیطان علیه، ولا یوجد علاج لهذا الخلل، إلا تلاوة القرآن وتدبره والمحافظة على الطهارة والصلوات، فهذه الأشیاء یکرهها الشیطان ویفرّ منها، ولذلک خاطب الله إبلیس وقال له: (إِنَّ عِبَادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَکَ مِنَ الْغَاوِینَ) (3).
رأینا فی هذه الدراسة أیضاً أن الله تعالى وهب الإنسان القدرة على بث موجات کهرطیسیة من دماغه وتوجیهها باتجاه الآخرین، وهذه القدرة یمکن تطویرها وتنمیتها، لدرجة أن الإنسان یمکنه التحکم بجهاز الکمبیوتر من دون لمسه، فقط بترکیز النظر علیه! ولذلک یجب ألا نستبعد إمکانیة ما یسمى "الحسد" وهو عبارة عن ترکیز الحاسد على إنسان ما، وبث موجات کهرطیسیة قویة باتجاهه یتمنى زوال النعمة عنه أو یتمنى ضرره أو مرضه، ودماغ المحسود یستجیب لهذه الموجات ویتفاعل معها ویتأثر بها، وتحدث عملیة الحسد والضرر.
ولکن المؤمن الذی اعتاد على تلاوة القرآن وتدبره (وأهم شیء هو التدبر والفهم لما تقرأه)، فإن خلایا دماغه تصبح أکثر "مناعة" أمام هذه الموجات، وبالتالی لا یتأثر بها، ومن هنا ندرک معنى قوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) . فالمؤمن لدیه سلاح قوی جداً هو القرآن، بینما نجد البعید عن ذکر الله تعالى سوف یتأثر بسهولة بمثل هذا الحسد أو السحر.
وقد جرى السحر على بعض أنبیاء الله مثل سیدنا موسى علیه السلام: (قَالُوا یَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِیَ وَإِمَّا أَنْ نَکُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى / قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِیُّهُمْ یُخَیَّلُ إِلَیْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى / فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً مُوسَى / قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّکَ أَنْتَ الْأَعْلَى / وَأَلْقِ مَا فِی یَمِینِکَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا کَیْدُ سَاحِرٍ وَلَا یُفْلِحُ السَّاحِرُ حَیْثُ أَتَى) (4) . فقد خُیّل لسیدنا موسى أن الحبال تسعى مثل الثعابین.
وقد یعجب البعض: کیف یمکن لنبی أن یجری علیه السحر مثل البشر؟ وهل النبی لدیه نقص فی إیمانه؟ ونقول یا أحبتی، هذه روعة الإسلام! حتى الأنبیاء جرى علیهم السحر لأنهم بشر مثلنا، یقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحَى إِلَیَّ أَنَّمَا إِلَهُکُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ کَانَ یَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا یُشْرِکْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (5). فالمؤمن قد یُبتلى بالسحر أو الحسد أو المرض... ولکن الله تعالى یلهمه الدعاء لیستجیب له، ویکون قد نجح فی الامتحان.
ونتذکر قصة سیدنا أیوب علیه السلام عندما مسَّه الشیطان بنصب وعذاب، ولکنه لم یفقد الأمل من رحمة ربه، یقول تعالى: (وَاذْکُرْ عَبْدَنَا أَیُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)(6). وقد استجاب الله دعاء عبده أیوب، یقول تعالى: (وَأَیُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ / فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَکَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَیْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِکْرَى لِلْعَابِدِینَ) (7).
فالمرض والسحر والحسد ونقص المال وغیر ذلک... کلها اختبارات للمؤمن لیرى الله تعالى مدى صدقه وقوة إیمانه، ولذلک فقد کان النبی صلى الله علیه وسلم أشد الناس بلاءً، لیعلمنا الصبر ویعلمنا العلاج لهذا البلاء ألا وهو اللجوء إلى الله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِکُ لِنَفْسِی نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ کُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَمَا مَسَّنِیَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِیرٌ وَبَشِیرٌ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ)(8).
ونتیجة القول: إن السحر حقیقة واقعة یعترف بها العلماء الیوم، ویعترفون بوجود خداع للدماغ والعین، ویعترفون بأن الإنسان یمکن أن یرى أشیاء غیر حقیقیة، ویتذکر أشیاء لم تحدث أبداً، ودماغ الإنسان یصدر ترددات کهرومغناطیسیة یمکن بواسطتها التأثیر على الآخرین، وهناک عشرات الدراسات العلمیة التی تثبت هذه الحقائق وبما یتفق مع القرآن الکریم، أی أن القرآن لا یناقض العلم.
المصادر :
1- الأعراف: 115-116
2- البقرة: 102
3- الحجر: 42
4- طه: 65-69
5- الکهف: 110
6- ص: 41
7- الأنبیاء: 83-84
8- الأعراف: 188

 



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.