عالم الجن واسع یحیط بنا ولکن لا نراه، یؤثر علینا فی حیاتنا وأمراضنا وأفکارنا وتصرفاتنا... فکیف یمکن أن ننظر إلى هذا العالم المجهول فی عصر العلم الذی نعیشه الیوم ؟
مطلوب دائماً من المؤمن أن یتدبر القرآن کل حسب ما یسمح به ظرفه وما یتیسر له من وقت، فالقرآن لیس حکراً على أحد، وهو کتاب أنزله الله لکل البشر ولیس لفئة محددة من العلماء والمختصین، لذلک أدعو جمیع القراء أن یعطوا شیئاً من وقتهم لتأمل آیات القرآن وأن یقدموا شیئاً لهذا القرآن: أقل ما یمکن أن نتدبر القرآن عسى الله أن یرحمنا ویشفینا ببرکة هذا القرآن وأن یکف کید المستهزئین بنبینا علیه الصلاة والسلام . فکل من لا یتدبر القرآن مقفل القلب ولو کان یظن نفسه أنه مؤمن. ومن لم یصدق هذا الکلام لیقرأ قوله تبارک وتعالى: ( أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (1) فعلیکم یا أحبتی بتدبر هذا القرآن الذی سیکون شفیعاً لکم یوم لقاء الله یوم یتخلى عنکم أقرب الناس إلیکم.
هذه وجهة نظر نقدمها للقراء للمناقشة وإبداء آرائهم، ونحب من قرائنا أن یتفاعلوا معنا فی مثل هذه المواضیع بهدف زیادة الإیمان، فلا ننتظر الغرب حتى یکشف لنا الحقائق لابد من أن نتحرک ولو قلیلاً ونحن المسلمین لدینا أساس قوی جداً غیر متوفر لدى الغرب وهو القرآن.
علم الطاقة
والسؤال: یتحدث العلماء الیوم عن علم الطاقة والطاقة الکونیة والطاقة الحیویة فهل فی القرآن نوع من أنواع الطاقة الشفائیة أو الطاقة التی تغیر حیاة الإنسان بالکامل، وکیف یمکن أن نفهم موضوع الجن والسحر والحسد فی عصر العلم الیوم؟
نتلقى الطاقة فی کل لحظة من عمرنا على شکل موجات ضوئیة وکهربائیة ومغنطیسیة، فالشمس وهی أکبر مصدر للطاقة بالنسبة إلینا تبث حرارتها وضوءها على شکل اهتزازات، هذه الاهتزازات تؤثر فینا وقد لا نرى هذا التأثیر ولکننا ندرک نتائجه.
إن جزیئات الماء تهتز فی کل خلیة من خلایا جسمنا، حتى الصوت الذی نسمعه ما هو إلا اهتزازات لها تردد معین، والأشیاء التی نراها فإننا نراها بواسطة الضوء وهو عبارة عن اهتزازات لها ترددات محددة لکل لون من ألوان الضوء.
حتى الأحاسیس والمشاعر والقلق والخوف والحب وغیر ذلک ما هی إلا اهتزازات لا نشعر بها ولکنها فی الحقیقة موجودة.
الحرارة التی نحس بها والبرودة التی تجعلنا نرتجف ما هی إلا اهتزازات أیضاً لا نراها ولکنها موجودة إن کل ذرة فی جسدنا تهتز بسرعة لا یتصورها مخلوق، والسوائل داخل الخلایا تهتز أیضاً، ویمکننی أن أقول إننا نعیش فی عالم من الاهتزازات.
طبیعة الجان والشیاطین
إن النار التی نراها هی فی الحقیقة اهتزازات، وبما أن الجنّ قد خُلق من النار، فلا بد أن یتمیز بالطبیعة الاهتزازیة، وهذا ما حدثنا عنه القرآن الکریم بقوله تعالى: ( وَأَلْقِ عَصَاکَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ کَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ یُعَقِّبْ یَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّی لَا یَخَافُ لَدَیَّ الْمُرْسَلُونَ )(2).
إذن العصا تهتز مثل الجان إذن الجان یهتز، لماذا یهتز؟ لأنه خلق من النار أی الطاقة، یقول تعالى: ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ) (3) . وهنالک آیة أیضاً تتحدث عن الکیفیة التی تؤثر فیها الشیاطین على الکفار، یقول تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّیَاطِینَ عَلَى الْکَافِرِینَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا )(4) . یخبرنا الفیروز آبادی فی معجمه القاموس المحیط عن معنى هذه الکلمة: "أزّت القِدرُ أی اشتد غلیانها"، والسؤال: ما هو الشیء الذی تؤثر فیه الشیاطین فتجعله یغلی؟
یقول ابن کثیر رحمه الله فی تفسیره لهذه الآیة: (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أی تغویهم وتطغیهم. ولکن کیف تتم عملیة الإغواء هذه؟ وکیف یستجیب الکافر ویتفاعل مع الشیطان، وما هی الوسیلة التی یتم التواصل من خلالها بین الشیطان والکفار؟
ذبذبات شیطانیة
إن الشیطان یستخدم نوعاً من الاهتزازات والتی أشد ما تؤثر على الکافر، أما الذی یذکر الله تعالى فإن أزیز الشیطان لا یؤثر به، ولکن کیف تحدث العملیة؟
یقول سبحانه وتعالى: ( الَّذِینَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (5) نستطیع أن نقرر من خلال هذه الآیة أن ذکر الله یؤدی إلى الطمأنینة، أی ما یسمى بلغة العلم "الاستقرار النفسی"، إذن لدینا اضطراب ولدینا استقرار.
الاستقرار یعنی أن الطاقة فی أقل مستوى لها، والاضطراب یعنی أن الطاقة فی أعلى مستویاتها، ولذلک نجد المرضى النفسیین یعانون من عدم استقرار، ونلمس ذلک فی حرکات أجسامهم المضطربة، أما الذی یذکر الله تعالى فإن هذا الذکر سیؤثر على کمیة الاهتزازات لدیه فیخمدها، وهذه هی الطمأنینة التی حدثنا عنها الآیة الکریمة.
إن العلاقة بین المادة والطاقة والتی اکتشفها آینشتاین منذ مئة سنة هی علاقة مهمة، فالمادة یمکنها أن تتحول إلى طاقة والعکس صحیح. ویمکن القول إن المادة هی تکثیف شدید للطاقة.
إن الله تعالى خلق الجن من النار والنار تتمیز بالطاقة العالیة، ولذلک استکبر إبلیس عن السجود لآدم وقال: ( أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ) (6) من هذه الآیة نستدل على أن الجن له طبیعة طاقویة أشبه بالحرارة والاهتزازات (موجات الطاقة) التی تنبعث من النار.
کیف یؤثر إبلیس علینا؟
الشیطان له وسیلة تأثیر بالاهتزازات أو الذبذبات غیر المرئیة، یقول تعالى: ( إِنَّهُ یَرَاکُمْ هُوَ وَقَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیَاطِینَ أَوْلِیَاءَ لِلَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ ) (7) الشیطان یؤثر علینا بواسطة الذبذبات الشیطانیة غیر المرئیة، وهذه الذبذبات لها ترددات عالیة ولذلک نجد أن آخر سورة فی القرآن ختم الله بها کتابه هی سورة الاستعاذة من الشیطان: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِکِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) (8) .
لاحظوا معی أن هذه السورة تحوی حرف السین بنسبة کبیرة وحرف السین هو الحرف الأعلى من حیث تردده أی له تردد مرتفع جدأً، ولذلک نجده یتکرر 10 مرات فی سورة تتألف من 20 کلمة أی بمقدار النصف وهذه أعلى نسبة لحرف السین فی القرآن .
کأن الله یرید أن یقول لنا احذروا الشیطان ووسوسته فهو عدو لکم فاتخذوه عدواً وتنبهوا له فی کل لحظة، ولکن للأسف تجدنا غافلین عن هذا العدو الذی یتربص بنا، ولا نقوم بأی إجراء مع العلم أن الإجراءات التی جاءت فی القرآن سهلة جداً أقلها أن تقول: (أعوذ بالله من الشیطان الرجیم).
کیف یؤثر الشیطان على خلایا دماغنا وطریقة تفکیرنا؟
إن دماغ الإنسان یبث بشکل دائم ذبذبات کهرطیسیة یمکن قیاسها بأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا یتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات، ویقول العلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التی یبثها القلب تشکل مجالاً کهرطیسیاً یحیط بالإنسان ویمکن تصویره بکامیرا خاصة (کامیرا کیرلیان).
والفکرة التی أود أن أطرحها هی أن الإنسان عندما یقرأ القرآن فإن دماغه یتفاعل بطریقة خاصة مع القرآن ویبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الکهرطیسیة بطریقة مختلفة، وهذه الترددات تشکل مجالاً یحیط بالإنسان. وهناک ذبذبات لا یمکن رؤیتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحیط بالإنسان ویمکن أن أسمیها "ذبذبات قرآنیة" تشکل غلافاً حول الشخص الذی یقرأ القرآن.
إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن یقف کالسد المنیع أمام ذبذبات الشیطان التی یبثها ویوسوس بها، ولذلک أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهی أقوى سلاح لإبعاد الشیطان وتأثیره. فعندما نقرأ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِی الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) (9) . یتشکل حولنا مجال قوی وذبذبات معاکسة للذبذبات التی یبثها الشیطان فی عمله، فتفنیها وتبددها وبالتالی فإننا فی حالة حرب مع هذا الشیطان، کما قال تعالى: ( إِنَّ کَیْدَ الشَّیْطَانِ کَانَ ضَعِیفًا ) (10)
وأعود فأقول إن هذه الأفکار هی وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ ولکن هناک الکثیر من الشواهد القرآنیة والآیات یمکن فهمها فی ضوء العلم الحدیث. فنحن کمسلمین ینبغی أن ندعو غیر المسلمین وهؤلاء أناس مادیون لا یفقهون إلا لغة العلم، ولکی نقرب لهم حقیقة الشیطان لابد من استخدام لغة العلم.
إن الأسلوب الذی یستخدمه الشیطان فی التأثیر على البشر هو الذبذبات الشیطانیة غیر المرئیة ولکنها مؤثرة، وهی عبارة عن ترددات من نوع خاص، یؤثر بها على الذی لا یذکر الله تعالى، أما الذی یقرأ القرآن فإن صوت القرآن ینفر الشیطان ویبعده، وبالتالی کأن هناک حرب بین ذبذبات شیطانیة أو صوت الشیطان وبین صوت الحق أو القرآن. والمؤمن عندما یقرأ القرآن یحیط نفسه بمجال قوی یمنع أی شر یحیط به، والله أعلم.
ما الذی یحدث عندما نقرأ آیة الکرسی؟
ما الذی یمیز آیة الکرسی عن غیرها من الآیات؟ إنها أعظم آیة فی القرآن کما أخبر بذلک سیدنا محمد صلى الله علیه وسلم. وعند قراءة هذه الآیة: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ یَعْلَمُ مَا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا یَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ )(11) . فإن کل حرف من حروفها له تردد خاص وعند اجتماع هذه الحروف فإنها تعطی ترددات خاصة نعتقد أنها تؤثر على الأشیاء من حولنا .
إن قراءة القرآن بشکل عام تؤثر على کل شیء سواء کان عاقلاً أم غیر عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن کل شیء یسبح بحمد الله حتى الجبال والجبل کما نعلم هو تراب وصخور، یقول تعالى: ( وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَکِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ إِنَّهُ کَانَ حَلِیمًا غَفُورًا ) (12) .ولذلک فإن الجدران من حولنا تتأثر بکلام الله والماء الذی نشربه یتأثر بکلام الله، والطعام الذی نأکله یتأثر بکلام الله ویتغیر ترکیبه، وإلا لماذا نهى الله عن أکل اللحوم التی لم یُذکر اسم الله علیها؟ یقول تعالى: ( وَلَا تَأْکُلُوا مِمَّا لَمْ یُذْکَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّیَاطِینَ لَیُوحُونَ إِلَى أَوْلِیَائِهِمْ لِیُجَادِلُوکُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّکُمْ لَمُشْرِکُونَ ) (13) .
الذبذبات المضادة
کما قلنا إن الشیطان یستخدم ذبذبات یؤثر بها على أولیائه الذی یطیعونه، وکل من یعصی الله لابد أنه تأثر بهذه الذبذبات أو الوساوس، فالله تعالى یقول عن أسلوب الشیطان فی الإغواء: ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ ) (14) ونحن نعلم أن الصوت هو ذبذبات تنتشر فی الهواء، هذا الصوت الذی نعرفه، ولکن صوت الشیطان هو ذبذبات أیضاً ولکنها غیر مرئیة ولا یمکن قیاسها أو معرفتها ولکنها موجودة ویمکن رؤیة آثارها.
ولا یمکن أن نقاوم هذا الصوت الشیطانی إلا بصوت معاکس من خلال آیات من القرآن، لقد حدثنا الله تعالى أنه أثناء قراءة القرآن فإن حجاباً وحصناً یتشکل حول الإنسان یحول بینه وبین کل کافر ومنهم الشیطان، یقول تعالى: ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَیْنَکَ وَبَیْنَ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ) (15) أی أن صوت القرآن یؤدی إلى تشکل ذبذبات تحیطک من کل جانب فلا یستطیع أحد أن یصل إلیک
کیف نعالج تأثیر الشیطان
إنها عملیة بغایة البساطة، انظروا معی إلى قول الحق تبارک وتعالى: ( وَإِمَّا یَنْزَغَنَّکَ مِنَ الشَّیْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ * إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّیْطَانِ تَذَکَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (16) .
استخدام الماء لإبعاد تأثیر الشیطان وأفضل استخدام للماء هو الوضوء، یقول تعالى: ( وَیُنَزِّلُ عَلَیْکُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِیُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَیُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّیْطَانِ ) (17) وبما أن المؤمن یتوضأ باستمرار فإنه لا یقربه الشیطان، ولا یؤثر به سحر أو حسد
الاستعاذة بالله من شر الشیطان باستمرار، یقول تعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ * إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِینَ هُمْ بِهِ مُشْرِکُونَ ) (18) .
لیس عبثاً أن یختم الله أعظم کتاب على وجه الأرض بالمعوذتین: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وذلک بسبب أهمیة هاتین السورتین، وکأن الله یرید أن یقول لنا إن الشیطان موجود فی کل المناسبات وقد أنزلت لکم سورتین عظیمتین فیهما سلاح لکل شر.
وقد وجدتُ أن أفضل سلاح هو حفظ القرآن وأنصح کل أخ وأخت أن یبدأ منذ هذه اللحظة بحفظ القرآن، لأنک منذ اللحظة الأولى التی تقرر فیها أنک یجب أن تحفظ القرآن سوف یبدأ التغییر فی حیاتک، فکل الأمراض التی تعانی منها تختفی، کل المشاکل النفسیة والاجتماعیة تزول، کل الشر المحیط بک یتوقف لأنک عالجت السبب وهو الشیطان، فحفظ القرآن هو بحق إعادة لبرمجة خلایا دماغک، وهو صیانة وتأهیل لقلبک، وهو شفاء ورزق وسعادة وإبداع.
نسأل الله أن یرزقنا حفظ هذا القرآن عسى أن نلقاه وقد حفظنا کلامه فی صدورنا ونکون من الذین قال فیهم: ( إِنَّ الَّذِینَ یَتْلُونَ کِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِیَةً یَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِیُوَفِّیَهُمْ أُجُورَهُمْ وَیَزِیدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَکُورٌ ) (19) .
المصادر :
1- محمد: 24
2- النمل: 10
3- الحجر: 27
4- مریم: 83
5- الرعد: 28
6- الأعراف: 12
7- الأعراف: 27
8- الأعراف: 27
9- سورة الفلق
10- النساء: 76
11- البقرة: 255
12- الإسراء: 44
13- الأنعام: 121
14- الإسراء: 64
15- الإسراء: 45
16- الأعراف: 200-201
17- الأنفال: 11
18- النحل: 98-100
19- فاطر: 29-30
/ م