شموس تبتلع کواکبها

تطرقت دراسات کثیرة الی ان أن نظامنا الشمسی ممیز عن بقیة الأنظمة، وأن مجموعتنا الشمسیة مستقرة جداً فی عملها، على عکس مجموعات شمسیة کثیرة، فقد عثر علماء فلک إسبان على أدلة تشیر إلى احتمال ابتلاع عدد من النجوم الشبیهة
Thursday, June 20, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
شموس تبتلع کواکبها
 شموس تبتلع کواکبها

 





 

تطرقت دراسات کثیرة الی ان أن نظامنا الشمسی ممیز عن بقیة الأنظمة، وأن مجموعتنا الشمسیة مستقرة جداً فی عملها، على عکس مجموعات شمسیة کثیرة، فقد عثر علماء فلک إسبان على أدلة تشیر إلى احتمال ابتلاع عدد من النجوم الشبیهة بالشمس کواکبها الدائرة فی مدارها، وعثر فریق من العلماء فی معهد الفیزیاء الفلکیة فی جزر الکناری على نجم یطلق علیه إتش دی 82943 ، تنبعث فی محیطه غازات من نوع نظائر لیثیوم 6 التی لا توجد عادة فی الطبقات الخارجیة للنجوم الشبیهة بالشمس لأنها تتلاشی فی المراحل المبکرة من عملیة نشوء النجوم، لکنها تبقى غیر متغیرة فی الکواکب. ونشر العلماء تقریرهم هذا حول الاکتشاف، الذی تمکّنوا من التوصل إلیه بمساعدة مقیاس طیفی حسّاس للغایة، فی مجلة نیتشر العلمیة البریطانیة.
یؤکد الفریق العلمی أن التفسیر الوحید لوجود هذه الغازات هو أن النجم ابتلع مجموعة أو مجموعتین من کواکبه، ویعتبر هذا النجم شبیهاً جداً بالشمس، ولکنه أکبر منها قلیلاً وأکثر إشعاعاً، ویقع على بعد ثمانی وسبعین سنة ضوئیة مما یجعله قریباً نسبیاً من کوکب الأرض. وللنجم کوکبان یدوران حوله، أحدهم تبلغ کثافته ضعف کوکب المشتری، والآخر أقل منه بقلیل. وقد حیرت النجوم خارج مجموعتنا الشمسیة عدداً من الفلکیین منذ اکتشافهم لها عام اثنین وتسعین لأنها تدور فی فلک قریب جداً من النجوم التی انبثقت عنها.
 شموس تبتلع کواکبها
والتفسیر الوحید الممکن هو احتمال أن تکون هذه النجوم لها جاذبیة دفعت عدداً من الکواکب نحو النجوم التی انبثقت عنها، وأحیانا ابتلعتها بینما دفعت عدداً آخر إلى مدار غریب الأطوار أو قذفت بها خارج النظام تماماً، وقد تم اکتشاف أکثر خمسین نظاماً خارج مجموعتنا الشمسیة حتى الآن، وبینت دراسة تحلیلیة مقدار غرابة نظامنا الشمسی بکواکبه العملاقة مثل المشتری وزحل البعیدین عن الشمس.
ولا یعرف الفلکیون ما إذا کان اکتشافهم هذا له علاقة بکون النظم الشبیهة بنظامنا الشمسی هی نادرة حقاً أو هی مشکلة بسیطة متعلقة بالتکنولوجیا الحدیثة المتوفرة لدینا القادرة على التقاط النظم الغریبة. وتشیر الدراسات إلى وجود عدد کبیر من النجوم التی تحوم فی فلکها بقایا عناصر فضائیة. وبینت دراسة لأکثر من 450 نجماً شبیهاً بالشمس احتواءها على عنصر الحدید فی الجزیئات المحیطة بها أو على سطوحها، مما یدل على أن تلک النجوم قد أتخمت نفسها بابتلاع العناصر الفضائیة.
 شموس تبتلع کواکبها

رسم یمثل المجموعة الشمسیة: الشمس فی المرکز وتدور حولها الکواکب بنظام لا یمکن أن یحدث معه أی تصادم أو خلل أو خطأ، وهذا ما یثیر دهشة العلماء عندما یتأملون هذا النظام الدقیق، على عکس کثیر من الأنظمة الکونیة الهائجة وغیر المستقرة، ویتساءلون: ما الذی یجعل مجموعتنا الشمسی مستقرة وتسلک نظاماً محدداً؟ نقول إنه الله تعالى القائل: (لَا الشَّمْسُ یَنْبَغِی لَهَا أَنْ تُدْرِکَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّیْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَکُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ)(1)
لحظة تأمل
لقد وضع الله لنا هذا المشهد لیکون إشارة إلى رحمته عندما حفظنا على هذه الأرض، بل إن الله تعالى قد جهز الأرض بعدة طبقات مغنطیسیة محیطة بها (المجال المغنطیسی للأرض) لحفظ الأرض من شر الشمس. یقول تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِیَ وَجَعَلَ بَیْنَ الْبَحْرَیْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لَا یَعْلَمُونَ)(2). فهذه الآیة تحدثنا عن نعمة من نعمه عز وجل، وکیف هیَّأ لنا کوکب الأرض لیکون صالحاً للحیاة، ووضعه فی المدار المناسب حول الشمس، فلو أن الأرض کانت قریبة من الشمس لاحترقت المخلوقات على ظهرها بسبب حرارة الشمس. ولو أنها کانت بعیدة عن الشمس لماتت المخلوقات بسبب تجمدها.
وهناک نعمة أخرى أیضاً، وهی أن الله برحمته جعل النظام الشمسی مستقراً، على عکس الکثیر من الأنظمة النجمیة، فکل شیء یدور بنظام، لا تصادم، ولا انفجارات، ولا انحراف عن المسار الذی قدَّره الله لکل کوکب من کواکب مجموعتنا الشمسیة، ولذلک یقول تعالى: (لَا الشَّمْسُ یَنْبَغِی لَهَا أَنْ تُدْرِکَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّیْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَکُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ). ویقول أیضاً متحدثاً عن نعمة عظیمة وهی أن السماء المحیطة بنا تحفظنا، وهی محفوظة بأمر الله تعالى من الانهیار أو أن تتصادم أجزاؤها، یقول عز من قائل: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَیَاتِهَا مُعْرِضُونَ)(3).
فمثل هذه الاکتشافات العلمیة ینبغی أن تکون حافزاً لنا أو وسیلة نتذکر نعمة الخالق تبارک وتعالى، وبنفس الوقت نتذکر إعجاز القرآن عندما حدثنا عن مثل هذه النعم العظیمة. بل إن وجود هذه الآیات فی کتاب الله تعالى هو أصدق دلیل على أنه کتاب منزل من لدن حکیم علیم. ولو کان محمد صلى الله علیه وسلم هو من ألَّف القرآن (کما یدعی بعض الملحدین)، فما حاجته للخوض فی مثل هذه القضایا؟ ولماذا یحدثنا عن قانون کونی (لَا الشَّمْسُ یَنْبَغِی لَهَا أَنْ تُدْرِکَ الْقَمَرَ)، ولماذا یحدثنا عن نعمة استقرار الأرض (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا)، ولماذا یحدثنا مثلاً عن نعمة الغلاف المغنطیسی (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)... هذه الآیات تدل على أن قائلها هو الخالق تبارک وتعالى، فسبحان الله العظیم!
المصادر :
1- یس: 40
2- النمل: 61
3- الأنبیاء: 32



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.