
أصفهان أو أصبهان هی إحدى مدن إیران ومرکز محافظة أصفهان على بعد 340 کم جنوب طهران، تقع على نهر زاینده والذی یسمى فی إیران «زاینده رود» ورود کلمة فارسیة تعنی «نهر». اختارتها الیونسکو یبلغ عدد سکانها حوالی 3,100,000 ثلاثة ملایین ومائة ألف نسمة. کمدینة تراث إنسانی. یقال لها من قبل مواطنی إیران (بالفارسیة: اصفهان نصف جهان، وتعنی «اصفهان نصف العالم»)، نظرا لاحتوائها على الکم الهائل من التراث والاسواق التراثیة الکبرى المنظمة التی لم یصل إلیها العابثون والمستعمرون.
الحدیقة الأمامیة لقصر چهل ستون (الأربعین عمود) فی أصفهان
مسجد الإمام بنی فی العهد الصفوی فی أصفهان
میدان نقش جهان أکبر میادین مدینة أصفهان
فی عام 18 هـ / 640 م فتح المسلمون أصفهان. وخلال الفتح الإسلامی شهدت المدینة العدید من المعارک کما شهدت أیضا فترات زاهرة. وقد أعقب ضعف الخلافة فی نهایة القرن العاشر المیلادی نشوء سلالات حاکمة محلیة داخل إیران من خلال التجمعات الأسریة. فکان غرب إیران یسیطر علیه الدیلمیون والذین انقسموا بدورهم إلى البویهیین والکاکویین.
ومن الناحیة المعماریة، یعد فخر الدولة البویهی أهم الشخصیات الحاکمة حیث أنشأ وزیره الصاحب بن عباد البوابة المؤدیة إلى المسجد والتی حل محلها بعد ذلک مسجدی حاکم. کما قام الحاکم الکاکوی علاء الدولة بتوسعة الحصون فی أصفهان وأنشأ اثنی عشر بوابة مغطاة بالمعد ن لحمایتها من قبائل الترکمان الغازیة. وقبیل وفاته، أعلن علاء الدولة محمد ولاءه للسلاجقة الذین کانوا فی ذلک الوقت قد قاموا باحتلال أغلب الأراضی الواقعة فی وسط إیران. ثم کان من ابنه فاراموز أن سلم أصفهان إلى القائد السلجوقی طغرل بک بعد حصار طویل لجأ خلاله سکان المدینة إلى استخدام خشب مسجد جمعه (مسجد الجمعة) کوقود للتدفئة. وعندما وصل السلاجقة إلى الحکم بعد هزیمة حفید السلطان محمود الغزنوی الذین کان راعیا للفردوسی. وقد وطد قائدهم طغرل حکمه فی نیسابور، ثم توسع فی فتوحاته لیضم العراق. ثم اعتلى ابن أخیه ألب أرسلان العرش فی عام 455 هـ / 1063 م. وعزز السلاجقة دولتهم من خلال التغلب على الرومان وبلاد ما وراء النهر. ثم تم اغتیاله خارج برزیم فی عام464 هـ / 1072 م وتولى بعده ابنه ملکشاه (1072-1092) الحکم بالرغم من أن الوزیر نظام الملک کان هو المصرف الفعلی لأمور الدولة وعندما بلغ الوزیر سن التسعین، أمرت السلطانة ترکان خاتون بتنحیته بسبب مخاوفها من أن یحول دون وصول ابنها إلى العرش، ثم قتله أحد أتباع حسن صباح قائد قبیلة الحشاشین الجبلیة. وبعد ذلک بقلیل توفی ملکشاه. ثم تلا ذلک فترة من الحروب الأهلیة تنازع خلالها أخوه وأبناؤه الأربعة العرش إلى أن حسم الصراع لصالح الابن الثالث ویدعى "سنجار". و قد عانى هذا الأخیر فترة من التقلبات ووقع أسیرا للترکمان فی الفترة من 547 هـ / 1153 م إلى 550 هـ / 1156 م حیث حکمت سلطانته الأثیرة الدولة من مدینة خراسان. وقد استطاع سنجار أن یفر من الأسر لیلقى حتفه فی سن الثالثة والسبعین. أعقب وفاته أربعون عاما من الحروب الأهلیة لقی بعدها طغرل الثالث- الذی استطاع أن یوحد الدولة من جدید- الهزیمة فی أحد المعارک عام589 هـ / 1193 م على ید حاکم خوارزم، ووقع ابنه أسیرا فی قبضة جانکیز خان ومات عام626 هـ / 1220 م.وبعد ذلک قسمت المملکة بین عدد من الإقطاعیین حتى کان غزو هولاکو خان حفید جانکیز خان لبلاد فارس عام 616 هـ / 1230 م. وبعد وفاته فی شیرفان إثر إصابته بالحمى تجددت الفوضى حتى کان فتح تیمور والذی تسمى خلفاؤه بالتیموریین. وخلال تلک الفترة تولى حکم أصفهان شرف الدین المظفر ثم تلاه ابنه مبرز الدین محمد فی عام713 هـ / 1314 م.
ویعد العهد الصفوی هو البدایة التی أخذت بالمدینة إلى عصرها الذهبی فی أواخر القرن السابع عشر المیلادی. وقد أخذت المدینة زخرفها وازینت تحت حکم الحکام الجدد خاصة فی عهد الشاه عباس الکبیر، وذاع صیتها فی أرجاء العالم المتحضر. وقد حکم الملوک الصفویون زهاء قرن ونصف من الزمان وکانت أصفهان طیلة هذا الزمان عاصمة لهم.
وهی المدینة التی یظهر فیها الدجال ویتبعه الیهود فی هذه المدینة.
من معالم اصفهان :
برج للحمام فی المدینة
الکنیسة الأرمنیة فی أصفهان
الجسور
انتشرت بأصفهان العدید من الجسور والقناطر ومن أقدم هذه الجسور :
جسر شهرستان
جسر سی أو سه بُل
جسر سی أو سه بل
جسر بولی خاجو (جسر خاجو)
بنی فیما بین عامی 1051 هـ / 1642 - و107 هـ / 1667 م. أثناء حکم الشاه عباس الثانی. ویتخذ الجسر اسمه من ضاحیة "خاجو" على الضفة الشمالیة من نهر "زایَندیه" حیث یربط الجسر الضفة الشمالیة بالجنوبیة. ویستمد الجسر النقوش الموجودة به من جسر "بول سی أو سیه" حیث تم بناؤه من خلال طبقتین،
جسر خاجو
تشتهر أصفهان بالقصور العدیدة التی یعود معظمها إلى العصر الصفوی وهی تتباین فی تصمیماتها وروعتها ومن هذه القصور:
قصر عالی قابو
قصر عالی قابو
القصر الملکی والأربعین عموداً
یقع فی الجنوب الشرقی من المیدان الواقع فی وسط أصفهان والذی یطلق علیه الاسم البوابة الکبیرة. وقد کان الغرض من مدخله الباهر أن یکون رمزا یعکس سلطان ملوک الصفویین الذین حکموا البلاد کما تبین ذلک اللافتات المعلقة بالشرفة وقد ظل هذا الإبهار موجودا حتى الوقت الحاضر . وتمثل الشرفة مکانا نموذجیا یمکن من خلاله مشاهدة مسابقات البولو التی کانت تقام فی المیدان. وکانت تلک الشرفة محلاة بأشکال الطلاء على الجص الخارجی فی الجزء الخلفی منها والزخارف الشجریة المتطاولة فی السقف. أما الأعمدة کتلک القائمة فی "شیهل سوتون" (بالفارسیة: چهل ستون) تعنی «الأربعین عمودا» فقد کانت مغلفة بالمرایا الزجاجیة بحیث تعطی منظر سقف طاف فی الهواء، وقد اتخذت الأعمدة من نفس نوع الأشجار الذی اتخذت منه أعمدة "شیهل سوتون". ولم تحظ الطوابق السفلیة بنفس ذلک القدر من الروعة والبهاء بل قد اتخذت إیواء للحرس، وقد تم تعزیز الأمن فی الغرف العلویة من خلال الدرج الضیق المنحدر والمؤدی إلى الطوابق العلویة والسفلیة داخل المبنى. وقد تم تزیین الجزء الداخلی من المبنى بالمناظر الطبیعیة والطیور المرسومة بروعة وبعض الأشکال الأخرى.
إحدى جداریات قصر الأربعین عموداً فی أصفهان
قصر هاشت بهیشت
الزخارف والنقوش على سقف قصر هشت بهیشت (الفردوس الثامن)
تم تشییده فی القرن السادس عشر إبان حکم الشاه سلیمان الثانی یقع بالقرب من طریق شهار باغ وفی مقابل طریق شیخ باهای الحالی. وتعد الأسقف المحلاة بالرسوم والمشغولات القرمیدیة واللوحات الحائطیة من الأشیاء التی تجعل هذا القصر فریداً من ناحیة تصمیمه المعماری.
الأماکن الدینیة
من أبرز ما یمیز أصفهان المساجد الکثیرة التی تنتشر فی أرجائها وتمثل نموذجا لفترات حکم مختلفة رمت بها الدولة الإیرانیة, کما تضم المدینة العدید من المبانی الدینیة للطوائف الغیر إسلامیة فی المدینة مثل الطائفة المسیحیة والتی یشکل الأرمن غالبیتها إضافة إلى الطائفة الیهودیة والتی لا زال العدید من أتباعها یعیشون فی المدینة لحد الآن. ما یمیز أصفهان انها تضم بعضاً من أقدم مساجد إیران ومن هذه المساجد:
المسجد الجامع
المبنى الحالی للمسجد الجامع فی أصفهان
أنشأه الفاتحون المسلمون عام 23 هـ / 644 م عندما دخلوا البلاد، وکان أول أمره مسجدا صغیرا، ثم هدم وبنی مرارا حتى جاء السلاجقة فأعادوا بناءه على الصورة التی بقی علیها إلى الیوم. ولم یبق من المسجد الجامع فی أصفهان إلا جدرانه، أما القاشانی والقباب والمآذن التی تزین المسجد فتعود إلى العصور التالیة. والمسجد مبنی من الحجر والآجر، وینقسم بیت الصلاة إلى أربعة أواوین. والمبنى الحالی یرجع إلى عصر السلطان ملکشاه (464 هـ / 1072 - 484 / 1092 م) وهو الذی أقام قبته البدیعة عام 470 هـ / 1080 م، وقد أضاف إلیه السلطان "أولجایتو محمد خدابنده" قسما کبیرا بین سنتی 702 هـ / 1303 - 715 / 1316 م، وعهد إلى وزیره محمد صافی بإنشاء محراب یعتبر من أجمل المحاریب الإیرانیة وهو مزین بالخزف والقاشانی.
مسجد إمام
شید إبان حکم الشاه عباس والذی یعد الفن المعماری والقرمید المستخدم فی هذا المسجد آیة فی الروعة والجمال. وترتفع مآذن المسجد نحو 48 مترا. وفی الجانب الشرقی یقع مسجد الشیخ لطف الله ذو القبة المنخفضة.
مسجد الشاه عباس
و یعد من الآثار الإسلامیة الرائعة بمدینة أصفهان وهو یشرف على میدان شاه عباس من الناحیة الجنوبیة والذی شیده المهندس علی الأصفهانی، ویعد من أفخم المساجد التی بنیت فی العصر الصفوی، فکان یمثل التکامل الفنی المعماری الإسلامی فجدرانه الداخلیة والخارجیة مکسوة بأجمل القاشانی الملون ذی الرسوم الزخرفیة البدیعة المنظومة، وعلى جانبی المدخل منارتان رشیقتان بارتفاع ثلاثة وثلاثین مترا تقریبا على حین ارتفاع عقد المدخل بلونه الأزرق اللازوردی وزخارفه التی لا تضارع حوالی سبعة وعشرین مترا. وإن کانت خطوط الستار القائم الزوایا المستقیم الأضلاع تباین کرویة القبة من ورائه کما ترتفع بینهما المنارتان النحلیتان الشاهقتان رأسیا فی اتجاه قائم بذاته. وتقوم قبته الزرقاء السامقة على قاعدة دائریة تکثر فیها النقوش والکتابات، ویقوم بیت الصلاة فی المسجد على نظام الإیوانات لا الأ روقة، والإیوان الأوسط هو إیوان القبلة والمحراب، وصحن المسجد تطل علیه البوائک من کل جهة، وجهة بیت الصلاة مکسوة بالقاشانی.
جامع شاه سلطان حسین المعروف باسم "نادر شاه"
وهو مسجد ومدرسة من أجمل ما بناه المعماریون الإیرانیون عام 1008 هـ / 1600 م. فبیت الصلاة أشبه بقاعة کبرى تقوم فوق معظم سقفها قبة ضخمة هی من أجمل قباب المسجد، وتحیط بالصحن المستطیل مجنبات على شکل إیوانات ذات طبقتین، ومنظر البوائک المشرفة على الصحن آیة فی الجمال، وتتصل بإیوانات المجنبات أفنیة صغیرة مربعة ومستطیلة فی جوانبها غرف للسکن وخلوات للصلاة.
مسجد بارسیان
فی بارسیان التی تقع على مسافة 42 کیلومترا شمال شرقی أصفهان، یوجد مجمع یحتوی على مئذنة قدیمة ومسجد سلجوقی وما یبدو أنه أحد النزل التی بناها الشاه عباس الأول من أجل تشجیع التجارة الداخلیة. وغالبا ما کانت تلحق هذه الأبنیة بالمساجد. ویحتوی على نموذج رائع للبناء القرمیدی فی قمة واجهة المسجد والتی یسهل رؤیتها بوضوح کما أن البناء القرمیدی فی المئذنة یتمیز بنفس الروعة على الرغم من أنه یتطلب منظارا مکبرا أو عدسة مکبرة. کذلک یوجد محراب فی حجرة الصلاة یحوی نوعا فریدا من النحت. ولا یزال المسجد تمارس فیه شعائر الدین. وقد کانت المئذنة قد بنیت مستقلة ویرجع تاریخ بنائها إلى عام 490 هـ / 1097 م. فی عصر برک یاروک ابن ملک شاه، ویبلغ ارتفاع المئذنة 34 مترا وبها رسم قوی یتمیز بالبساطة من أشغال القرمید. وقد کانت المواضع المضغوطة فی أشکال متداخلة والمنتظمة فی شکل أعمدة على الروافد الخشبیة محشوة بالجبس. وتم ضم المسجد بعد أربعین سنة فی عام 528 هـ / 1134 م وبذلک صار الموقع أقرب فی الشبه بالمصلى مع المئذنة من النموذج ذی الدواوین الأربعة الذی أصبح مبدأ من مبادئ العمارة الفارسیة. 123
مسجد داشتی
یمکن رؤیة هذا المسجد الصغیر والوصول إلیه من الطریق الذی یربط أصفهان بزیار، حیث یقع المسجد والذی یسمى بنفس اسم القریة. ولعل تاریخ هذا المسجد یرجع إلى القرن الحادی عشر أو الثانی عشر المیلادی. وتعد البساطة الشدیدة فی بناء المسجد من العوامل التی تساعد على تتبع عملیات التشیید فی الحجرة، بینما یساعد صغر حجمه وسهولة الوصول إلیه الزوار على دراسة الأسلوب الذی تم به وضع القرامید المصقولة الزخرفیة فی البناء المحیط.
مسجد جمعه (مسجد الجمعة)
التصمیم الداخلی لمسجد الجمعة
یعد مسجد الجمعة تعبیرا حیویا عن أربعمائة عام من العمارة الفارسیة التی تظهر جلیا فی المساحة الصغیرة التی یشغلها المسجد. ولذلک فهو یجمع العدید من الموضوعات والأفکار الزخرفیة التی أفردت فی العدید من الآثار الأخرى فی أنحاء المدینة. ولعل قضاء یوم أو یومین فی هذا المسجد یغنی عن مشاهدة أغلب العمارة الباقیة فی المدینة. وقد تم وضع الأساس للرواق الجنوبی إبان حکم السلاجقة فی بدایة القرن الثانی عشر المیلادی بأمر نظام الملک، وقد أعاد أوزون حسن بیک أقویونلو بناء السطح فی عامی 879 هـ / 1475 - 880 هـ / 1476 م، کما تم إضافة المئذنتین فی نفس الوقت. وترجع الوطائد الرخامیة والقرمید الفسیفسائی فی داخل الإیوان إلى عصر أوزون حسن. وقد تم إدخال العدید من التعدیلات فی عهد الشاه طهماسب. وفی الزاویة الشمالیة الشرقیة من المسجد یوجد مکان یعرف باسم "صفة عُمَر" نسبة إلى عمر بن عبد العزیز الذی کان حاکما لأصفهان. لکن الغرض من إنشائه غیر واضح على الإطلاق. ویشمل المسجد حجرة للصلاة وما یشبه مدرسة أو کلیة دینیة. ویبلغ الفناء الذی التقطت منه هذه الصورة حوالی (25) مترا عرضا و(56) مترا طولا. ویبدو أن تشیید هذا الجزء من المسجد قد تم فی الفترة الجزء الثانی من القرن الرابع عشر، ویوجد به العدید من الأمثلة الرائعة للفسیفساء الخزفی تتضمن زوجین من النقوش البارعة على القنطرة التی تعلو المدخل المؤدی إلى حجرة الصلاة. وقد أعاد الشاه سلطان حسین فی القرن الثامن عشر بناء الإیوان الغربی حیث غطى البناء القرمیدی الأصلی الخالی من الزخارف بعدد هائل من النقوش القرمیدیة والزخارف. أما المحراب فقد تم استثناؤه من هذه المعالجة لأن طبیعة وضعه لا تسمح بالانعکاس. وبدلا من ذلک، قام المهندس المعماری بوضع لوحة من أعمال القرمید تتضمن أجزاء من أعمال القرمید المرفوع والتی یعکس تصمیمها الشکل التقلیدی الذی تنتمی إلیه. وقد اشتق هذا الشکل التقلیدی من اسم ال"الله" المکتوب بالخط الکوفی ویتمثل فی أربعة خطوط رأسیة ومربع. وتم إدخال التقویس المشبک فی الإیوان الشرقی الذی ینتمی إلى القرن الثانی عشر المیلادی على ید الشاه سلیمان سنة 1180 هـ / 1689 م. وقد أدى الوضع المستقل الخاص بمسجد الجمعة وحالته الثابتة إلى جعله یمتاز بأهمیة سیاسیة والتأکد من أن کل أسرة حاکمة قد أسهمت فی تحسینه وتزیینه. وتعد برکة التحکم الفوارة مثالا رائعا على نموذج التشیید المسمى "تشهار تاک" والذی یتوسط المسجد. وتعکس أقواسها الأربعة المحلاة بالمنمنمات الإیوانات الأربعة المحیطة بها، والتی تنعکس بدورها على صفحة الماء کما لو کان البناء کله قد شید للتحکم فی عکس الطاقة المتولدة حوله.
أماکن عبادة غیر المسلمین:
تضم المدنیة عدداً من الکنائس أشهرها الکنیسة الأرمنیة, کما تضم المدینة کنس یهودیة أهما کنیس ملا یعقوب الیهودی الذی ما زال معموراً بالمصلین حتى الوقت الحاضر.
اصفهان والرسول صلى الله علیه وسلم :
ذکر الرسول محمد صلى الله علیه وسلم ان أول من یؤید المسیح الدجال عند خروجه هم یهود اصفهان وعددهم یومئذ 70 الفا.
المکانة العلمیة :
لعبت أصفهان دورا مهما فی تاریخ الفکر العربی والإسلامی منذ أن فتحت فی عهد عمر بن الخطاب عام (19 أو 23 هـ / 640 -644 م)، فقد کانت مرکزا من مراکز الحرکة العلمیة والأدبیة فی العالم الإسلامی، ولا سیما حینما کانت تحت حکم آل بویه (321 هـ / 933 م-447 / 1055 م) الذین نشطوا الحرکة الفکریة فی البلاد التی حکموها، وشجعوا العلماء والأدب اء والفلاسفة، حتى لقد نبغ فی عهدهم من یعد بحق فخر الدولة الإسلامیة فی العصور المختلفة. المدارس: تعد المدارس هی النواة الأولى للحرکة الفکریة التی شهدتها البلاد خلال الحکم البویهی، ویأتی فی مقدمة هذه المدارس مدرسة "جهار باغ" الدینیة فوقها قبة زرقاء بدیعة تمتد حولها الألونة فی طابقین لإیواء (160) من طلاب العلم، وفیها یتخرج المولاة، وواجهة أحد المداخل آیة فنیة فی نقوشها وزخرفها الفارسی البدیع، وقد أقامها الشاه حسین عام 1173 هـ / 1760 م.
وهناک مدرسة "شهر یاق" وهی فی نفس الوقت مسجد، وهی مدرسة سلطانیة أنشأها الشاه حسین الصفوی عام 1134 هـ /1722 م، وبها قبة ومئذنة تعتبران من أروع ما خلفه المسلمون من أعمال تلبیس المنشأت بالقاشانی والخزف المزین بالزخارف والکتابات.
العلماء :
نبغ فی أصفهان خلق لا یحصون من العلماء فی کل علم وفن، ولا سیما الحفاظ ورجال الحدیث. ولقد کانت أصفهان درة فی تاریخ فارس، ومرکزا حضاریا حین انطوت تحت رایة الإسلام. وممن لمعوا فی سماء أصفهان من أئمة الحدیث أبو محمد عبد الله بن حیان الأصفهانی، وجمال الدین الجواد الأصفهانی الوزیر، وعماد الدین الکاتب الأصفهانی. ومن المفسرین محمد بن بحر الأصفهانی. ومن المؤرخین ابن حمزة بن الحسین الأصفهانی، والحسن بن عبد الله الأصفهانی. ومن الأدباء واللغویین أبو الفرج الأصفهانی، ومحمد بن داود الأصفهانی. ومن الفلکیین صدر الدین الخجندی. ووجه عمر بن الخطاب عبد الله بن بدیل بن ورقاء الخزاعی إلى أصبهان سنة ثلاث وعشرین ویقال بل کتب عمر إلى أبی موسى الأشعری یأمره بتوجیه جیش إلى أصبهان فوجهه ففتح عبد الله بن بدیل جى صلحًا بعد قتال على أن یؤدی أهلها الخراج والجزیة.
المیادین :
منظر ساحة نقش جهان من شرفة قصرعالی قابو فی أصفهان
الحدائق
ـ من أشهر حدائق اصفهان هی تلک التی شیدها الشاه عباس الثانی فی قاعة استقبال قصر "الأربعین عمودا" وقد ضمت هذه القاعة حدیقة مساحتها 26 فدانا. ولا یزال المبنى قائما حتى الآن تحیطه الأشجار القدیمة على مساحة کبیرة من مساحة الحدیقة الأصلیة. وتطل الشرفة الکبیرة من القصر على برکة عظیمة تعکس على صفحة میاهها العدید من الأعمدة. ویحوی الجزء العلوی من قاعة الزوار الکبیرة عددا کبیرا من اللوحات منها ما یعرض مناظر للشاه عباس فی بعض الولائم والشاه إسماعیل والشاه طهماسب عند استقبالهما لهمایون ملک الهند. وعلى جدران الحجرات الأخرى توجد منمنمات ولوحات وأعمال أخرى أبدعتها أیدی الفنانین البارعین فی هذا العصر.
الأسواق
من معالم أصفهان سوق «قیصریه» الکبیر أعاد الشاه عباس بناء أصفهان، وکان اهتمامه منصبا على التجارة والأمن معا. وقد کان السوق القدیم موجودا فی المنطقة التی یوجد بها مسجد جمعه (مسجد الجمعة). وکان الشاه یرید أن تکون الحیاة التجاریة للمدینة على مقربة من مقر الحکومة فقام بتوسعة السوق القدیم ببناء منطقة تجاریة أکثر اتساعا إلى الشمال من المیدان الرئیسی الخاص به. ویطلق على مدخل السوق الذی تم بناؤه فی عام 1028 هـ / 1619 م. اسم «قیصریه». وتحتوی المساحات الموجودة بین طرفی القناطر على أشکال تشبه "سنتور" (شکل خرافی یمثل رأس وذراعی وجذع إنسان وبقیة الجسد حصان) الذی ینظر إلى الخلف ویرمى بالسهام. ویعزى إلى العرف المنسوب إلى مدینة بارثیا القدیمة والذی تمثل فی الالتفاف على السرج حال التظاهر بالانسحاب وإمطار العدو بوابل من السهام. غیر أن هذا الشکل یعزى أیضا إلى التأثیر الذی کان یظن حدوثه من قبل برج الرامی على المدینة.حرفی یقوم بتلوین سجاد بطریقة یدویة فی أحد بازارت أصفهان
المصدر : تحقیق راسخون 2013
/ج