
السلاح النووی هو سلاح تدمیر فتاک، یستخدم عملیات التفاعل النووی، یعتمد فی قوته التدمیریة على عملیة الانشطار النووی أو الاندماج النووی؛ ونتیجة لهذه العملیة تکون قوة انفجار قنبلة نوویة صغیرة أکبر بکثیر من قوة انفجار أضخم القنابل التقلیدیة، حیث أن بإمکان قنبلة نوویة واحدة تدمیر أو إلحاق أضرار فادحة بمدینة بکاملها. لذا تعتبر الأسلحة النوویة أسلحة دمار شامل ویخضع تصنیعها واستعمالها إلى ضوابط دولیة حرجة ویمثل السعی نحو امتلاکها هدفاً تسعى إلیه کل الدول.
الولد الصغیر هو الاسم الرمزی الذی أطلق على أول قنبلة ذریة ألقیت على مدینة هیروشیما الیابانیة فی 6 أغسطس 1945 من قاذفة القنابل بی-29 "إینولا جاى" والتی کان یقودها الکولینیل بول تیبیتس من السرب 393 من القوات الجویة الأمریکیة. وتعتبر هذه القنبلة هی أول سلاح نووی یتم استخدامه وبعدها بثلاثة أیام تم إلقاء القنبلة الثانیة "الرجل البدین" (فات مان بالأنجلیزیة:Fat Man) علی مدینة ناجازاکی.
فُجرت أول قنبلة نوویة للاختبار فی 16 یولیو 1945 فی منطقة تدعى صحراء ألاموغوردو (بالإنجلیزیة: Alamogordo) الواقعة فی ولایة نیو مکسیکو فی الولایات المتحدة، وسمیت القنبلة باسم القنبلة (أ) (بالإنجلیزیة: A-bomb) وکان هذا الاختبار بمثابة ثورة فی عالم المواد المتفجرة والأسلحة المدمرة، وبهذه العملیة فإن شکلاً دائریاً صغیراً بحجم کف الید یمکن أن یسبب انفجاراً تصل قوته إلى قوة انفجار تحدثه مئات الآلاف من الأطنان من مادة ال"تی إن تی".
بعد الهجوم النووی على هیروشیما وناجازاکی وحتى وقتنا الحاضر؛ وقع ما یقارب 2000 انفجاراً نوویاً کانت بمجملها انفجارات تجریبیة واختبارات قامت بها الدول السبع التی أعلنت عن امتلاکها لأسلحة نوویة وهی الولایات المتحدة والاتحاد السوفیتی (روسیا حالیاً) وفرنسا والمملکة المتحدة والصین وباکستان والهند. هناک عدد من الدول التی قد تمتلک أسلحة نوویة ولکنها لم تعلن عنها مثل إسرائیل وکوریا الشمالیة وأوکرانیا. واتُهِمَت إیران مؤخراً من قبل عدد من الحکومات بأنها إحدى الدول ذات القدرة النوویة. یُستخدم السلاح النووی فی وقتنا الحاضر کوسیلة ضغط سیاسیة وکوسیلة دفاعیة استراتیجیة، وتستعمل القدرة النوویة أیضا استعمالات غیر عسکریة للطاقة النوویة.
تاریخ القنبلة النوویة
تم تطویر هذه القنبلة ضمن مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمیة الثانیة وتستمد القوة التفجیریة من الانشطار النووی من الیورانیوم 235. کان قصف هیروشیما هو ثانی تفجیر نووی صناعی فی التاریخ (الأول هو "ترینیتی" بغرض التجارب)، وکانت الأولى التی تعتمد على الیورانیوم بغرض التفجیر.. لم یتم اختبار هذا التصمیم فی موقع الاختبار ترینیتی، على خلاف قنبلة البلوتونیوم (فات مان) الأکثر تعقیداً، التی تم اختبارها. وکانت الکمیة المتاحة من الیورانیوم المخصب فی هذا الوقت صغیرة جداً فی ذلک الوقت، ورئی أن تصمیم قنبلة الیورانیوم بسیط ولابد من أن یعمل ولم یکن هناک حاجة إلى اختباره.فُجرت أول قنبلة نوویة للاختبار فی 16 یولیو 1945 فی منطقة تدعى صحراء ألاموغوردو الواقعة فی ولایة نیو مکسیکو فی الولایات المتحدة وسمیت القنبلة باسم القنبلة (أ) (بالإنجلیزیة: A-bomb) وقد توجت بنجاح جهود سنین من العمل فیما عرف بمشروع مانهاتن، وکان هذا الاختبار بمثابة ثورة فی عالم المواد المتفجرة التی کانت قبل اختراع القنبلة النوویة تعتمد فی قوتها على الاحتراق السریع لمواد کیمیائیة الذی یؤدی إلى نشوء طاقة معتمدة فقط على الإلکترونات الموجودة فی المدار الخارجی للذرة؛ على عکس القنبلة النوویة التی تستمد طاقتها من نواة الذرة مستندة على عملیة الانشطار النووی وبهذه العملیة فان شکلاً دائریاً صغیراً بحجم کف الید یمکن أن یسبب انفجاراً تصل قوته إلى قوة انفجار یحدثه 000’500 طن من مادة تی إن تی.
تم تطویر القنبلة (أ) وتصنیعها واختبارها من قبل ماسمی بمشروع مانهاتن (بالإنجلیزیة: Manhattan Project) التی کانت عبارة عن مؤسسة أمریکیة ضخمة تشکلت فی عام 1942 فی خضم الحرب العالمیة الثانیة وضم المشروع أبرز علماء الفیزیاء فی الولایات المتحدة مثل أنریکو فیرمی Enrico Fermi وروبرت أوبنهایمر J. Robert Oppenheimer والکیمیائی هارولد أوری Harold Urey. بعد الحرب العالمیة الثانیة قامت هیئة الطاقة النوویة فی الولایات المتحدة بإجراء أبحاث على القنابل الهیدروجینیة وتدریجیا بدأ إنتاج قنابل نوویة أصغر حجماً بکثیر من القنابل النوویة الأولیة التی کانت ضخمة الحجم وبدأت عملیة ترکیب رؤوس نوویة على الصواریخ التقلیدیة التی یمکن إطلاقها من على منصات متحرکة أو من على سطح البحر وحتى من تحت أعماق المحیطات.
اُستُعمِلَت القنبلة الذریة مرتین فی تاریخ الحروب؛ وکانتا کلتاهما أثناء الحرب العالمیة الثانیة عندما قامت الولایات المتحدة بإسقاط قنبلة ذریة على مدینة هیروشیما فی 6 أغسطس 1945 ، فقط 600 مللیغرام من الیورانیوم تم تحویلها إلى طاقة للتدمیر. وانفجرت بقدرة تدمیریة تعادل ما بین 13 و 18 کیلوطن من مادة تی ان تی ، وقنبلة ذریة أخرى على مدینة ناجازاکی فی تمام الساعة 8:15 تقریبا بعد 3 أیام، أی فی 9 أغسطس 1945 وکلا المدینتین تقعان فی الیابان. وقد أدى إسقاط هاتین القنبلتین إلى قتل 120000، شخص لحظیا، وما یقارب ضعفی هذا العدد بعد سنوات من آثار الأشعاع . وکانت الأغلبیة العظمى من الضحایا من أهالی هاتین المدینتین . بعدها فورا صدر قرار إمبراطور الیابان بالتسلیم وإنهاء الحرب بلا قید ولاشرط . انتقدت الکثیر من الدول الهجوم النووی على هیروشیما وناجازاکی إلا أن الولایات المتحدة زعمت أنها أفضل طریقة لتجنب أعداد أکبر من القتلى إن استمرت الحرب العالمیة الثانیة فترة أطول.
بذلک انتصرت الولایات المتحدة على الیابان فی الحرب وأصرت بعد تسلیم الیابان بلا قید ولاشرط على إنشاء دولة دیموقراطیة فی الیابان وأن یکون تسلیح الجیش الیابانی تسلیحا محدودا وأن تمضی الیابان على معاهدة بامتناعها من بناء قنابل نوویة. حالیا تستخدم الیابان المواد النوویة فی تشغیل مفاعلات الطاقة لانتاج الطاقة الکهربائیة وتخضع لتفتیش منشآتها النوویة من قبل الهیئة الدولیة للطاقة الذریة ، بحیث لا تقوم بذلک فی الخفاء.
بعد الهجوم النووی على هیروشیما وناجازاکی وحتى وقتنا الحاضر؛ وقع ما یقارب 2000 انفجاراً نوویاً کانت بمجملها انفجارات تجریبیة واختبارات قامت بها الدول السبع التی أعلنت عن امتلاکها لأسلحة نوویة وهی الولایات المتحدة والاتحاد السوفیتی (روسیا حالیاً) وفرنسا والمملکة المتحدة والصین وباکستان والهند وکوریا الشمالیة. و هناک بعض الدول التی تم اتهامها بالسعی الی تصنیع السلاح النووی أو تصنیع بالفعل ومن أبرزها مصر وترکیا. کما یعتقد أن إسرائیل تمتلک أیضاً السلاح النووی رغم أنها لم تنفی أو تؤکد ذلک.
هناک ثلاثة أنواع رئیسیة من الأسلحة النوویة وهی:
الأسلحة النوویة الانشطاریة :أحد أنواع الأسلحة النوویة التی تکمن قوتها فی عملیة الأنشطار النووی لعنصر ثقیل مثل الیورانیوم ذو کتلة ذریة رقم 235 (یورانیوم-235) وبلوتونیوم ذو کتلة ذریة رقم 239 بلوتونیوم-239 حیث تحفز هذه العناصر الثقیلة على الأنشطار بواسطة تسلیط حزمة من النیوترونات على نواتها والتی تؤدی إلى انشطارها إلى عدة أجزاء وکل جزء مکون بعد الأنشطار الأولی تمتلک من النیوترونات الخاصة بها ماتکفی لتحفیز انشطار آخر وتستمر هذه السلسلة من الأنشطارات التی تتم اجراءها عادة فی المفاعلات النوویة وکل عملیة انشطار یؤدی إلى خلق کمیات کبیرة من الطاقة الحرکیة، وتشمل الأنواع الفرعیة: قنابل الکتلة الحرجة (بالإنجلیزیة: Critical Mass)، قنابل المواد المخصبة.الأسلحة النوویة الاندماجیة : وهی أحد أنواع الأسلحة النوویة التی تکمن مصدر قوتها مع عملیة الاندماج النووی عندما تتحد أنویة خفیفة الکتلة مثل عنصر الدیتریوم (بالإنجلیزیة: Deuterium) وعنصر اللیثیوم لتکوین عناصر أثقل من ناحیة الکتلة حیث تتم تحفیز سلسلة من عملیات الاتحاد بین هذین العنصرین وتنتج من هذه السلسلة من عملیات الاندماج کمیات کبیرة من الطاقة الحرکیة، ویطلق على القنابل المصنعة بهذه الطریقة اسم القنابل الهیدروجینیة (بالإنجلیزیة: H-bombs) أو القنابل النوویة الحراریة (بالإنجلیزیة: Thermonuclear Bombs) لأن سلسلة الاندماج المحفزة بین أنویة هذه العناصر الخفیفة تتطلب کمیات کبیرة من الحرارة وتعتبر القنبلة النیوترونیة والهیدروجینیة من أهم أنواع الأسلحة النوویة الاندماجیة ، تستطیع القنابل الهیدروجینیة أحداث أضرار بالغة تصل إلى 50 میجا طن (ملیون طن) حققتها إحدى القنابل التجریبیة التی اختبرها الاتحاد السوفیتی، إلا أن عائق الحجم والوزن وتحدی الربط برأس الصاروخ الناقل یجعل القنابل الهیددروجینیة المسخدمة حالیاً أقل قوة.
الأسلحة النوویة التجمیعیة :هی أحد أنواع الأسلحة النوویة التی تتم صناعتها بخطوتین، تکمن فکرة هذا النوع من السلاح فی تکوین مایسمى الکتلة الفوق حرجة ویتم هذا بدمج کتلتین کل منهما کتلة دون الحرجة. ولغرض دمجهما سویا یسلط ضغط هائل مفاجئ على الکتلتین فتندمجان لحظیا فی کتلة واحدة فتصبح کتلتهما الکلیة فوق الکتلة الحرجة وتنفجر القنبلة الذریة وینتج عنها کمیات هائلة من الحرارة والطاقة الحرکیة، وتشمل الأنواع الفرعیة: القنابل ذات الانشطار المصوب، قنابل الانشطار ذات الانضغاط الداخلی (بالإنجلیزیة: Implosion Method)
یمکن تقسیم التأثیرات الناجمة عن الانفجار النووی إلى ثلاثة أنواع من التأثیرات:
التأثیرات الناجمة عن انفجار القنبلة النوویة
التأثیرات الحراریة للقنبلة النوویة
التأثیرات الإشعاعیة للقنبلة النوویة
فی الوقت الحاضر؛ توجد 5 دول أعلنت أنها دول تمتلک أسلحة نوویة، وقامت بتوقیع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوویة. وهذه الدول هی: الولایات المتحدة والاتحاد السوفیتی (روسیا حالیا) وفرنسا والمملکة المتحدة والصین. هناک دولتان اعلنتا امتلاکهما لأسلحة نوویة دون أن توقعا على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوویة وهما باکستان والهند. کوریا الشمالیة أعلنت رسمیا عن امتلاکها لأسلحة نوویة لکنها لم تقدم أدلة ملموسة حول إجراء اختبار لقنبلتها النوویة، ویحیط الکثیر من الغموض بالملف النووی الکوری. وعلى النقیض من کوریا الشمالیة کانت جنوب أفریقیا تمتلک فی السابق ترسانة نوویة لکنها قررت تدمیرها.
هناک تاکیدات کبیرة فی امتلاک إسرائیل لأسلحة نوویة، غیر أن الحکومات الإسرائیلیة لم تعلن أو تنکر رسمیا امتلاکها لأسلحة نوویة حتى الآن. وجهت مؤخرا اتهامات إلى أیران من قبل الولایات المتحدة وبعض الحکومات الغربیة بامتلاکها قنابل المواد المخصبة، وهی نوع من الأسلحة النوویة الانشطاریة ، ولکن إیران نفت هذه الاتهامات؛ ولایزال الجدل قائما حول سماح إیران لمنظمة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة بإجراء عملیات تفتیش على المفاعلات النوویة الإیرانیة.
فیما یلی أرقام قُدمت عام 2002 من قبل الدول ذات الکفاءة النوویة نفسها؛ ویعتبر البعض هذه الأرقام أرقاماً لایمکن الاعتماد علیها لأنها لم تقدم من جهات عالمیة محایدة:
التسلح النووی أثناء الحرب الباردة
بعد انتهاء الحرب العالمیة الثانیة استمرت الولایات المتحدة فی تطویر قدراتها النوویة ورکزت فی السنوات الأولى بعد الحرب على تطویر طائراتها من نوع Convair B-36 لیکون بمقدورها حمل قنابل نوویة أشد قوة. فی 29 اغسطس 1949 قام الاتحاد السوفیتی لأول مرة بتفجیر تجریبى لقنبلة نوویة فی منطقة سیمی بالاتنسک الواقعة فی کازاخستان وکانت هذه مفاجئة للولایات المتحدة التی لم تتصور أن السوفییت سیتمکنون من بناء ترسانة نوویة بهذه السرعة؛ علماً بأن العلماء فی مشروع مانهاتن کانوا قد حذروا البیت الأبیض من أن الاتحاد السوفیتى سیتمکن مستقبلا من تصنیع الأسلحة النوویة. هناک مزاعم بأن المخابرات السوفیتیة تمکنت من الحصول على الخطوط العریضة لتصمیم الأسلحة النوویة التجمیعیة وکانت القنبلة الأولى عبارة عن نسخة مشابهة جدا من قنابل الانشطار ذات الانضغاط الداخلی التی أُلقِیَت على مدینة ناکاساکی.بدأ التوتر یسود البیت الأبیض الذی قرر تحویل مسؤولیة الإشراف على الأسلحة النوویة من الجیش الأمریکی إلى لجنة خاصة سُمیت؛ لجنة الطاقة الذریة تحسباً لقرارات فردیة قد تتخذها قیادات الجیش لاستعمال الأسلحة النوویة. وبدأت بعد ذلک فی نشر التسلح النووی، فقامت الولایات المتحدة بدعم بعض الحکومات الأوروبیة الغربیة الموالیة لها بإمکانیات صنع ترسانة نوویة، وقامت المملکة المتحدة بأول تفجیر اختباری فی عام 1952، وتلتها فرنسا فی عام 1960. بالرغم من أن ترسانة المملکة المتحدة وفرنسا کانت أصغر من ترسانة الاتحاد السوفیتی إلا أن قربهما جغرافیا من الاتحاد السوفیتی کان عاملا استراتیجیا مهما فی الحرب الباردة.
بدأ شوط جدید من نشر الأسلحة النوویة کوسیلة للدفاع الاستراتیجی فی الحرب الباردة فی مایو 1957 عندما نجح الاتحاد السوفیتی فی تصنیع صواریخ ذات رؤوس نوویة عابرة للقارات مما اثار فزعا فی صفوف الحکومة الأمریکیة. قام جون کینیدی فی حملته الانتخابیة باستعمال هذا التطور؛ حیث صرح بأن الاتحاد السوفیتی أصبح أکثر تطورا من الولایات المتحدة من ناحیة تصنیع الصواریخ ووعد بان یضع تطویر الصواریخ الأمریکیة فی مقدمة أولویاته فی حال انتخابه رئیسا. وبالفعل بعد انتخابه قام بتطویر تقنیة الصواریخ، وضیق الفجوة التی کانت تهدد أمن الولایات المتحدة حسب تصور الإدارة الأمریکیة.
فی عام 1962 شهدت الحرب الباردة تصعیداً خطیراً عندما زود الاتحاد السوفیتی کوبا بمجموعة من الصواریخ النوویة؛ واستمرت هذه الأزمة الخطیرة ثلاثة عشر یوماً کانت من أخطر أیام الحرب الباردة وانتهت الأزمة فی 28 أکتوبر 1962 بقرار من نیکیتا خوروشوف باسترجاع الصواریخ إلى الأراضی السوفیتیة مع اعتراف الولایات المتحدة بکوبا کدولة اشتراکیة. فی الثمانینیات شهد سباق التسلح النووی فی الحرب الباردة تطوراً آخر وهو تسلیح الغواصات بالصواریخ النوویة وکان الاتحاد السوفیتی أول من توصل إلى هذه القدرة العسکریة.
أنظمة إطلاق الصواریخ النوویة هی مجموعة من النظم المستعملة لوضع القنبلة النوویة فی المکان المراد انفجاره أو بالقرب من الهدف الرئیسی، وهناک مجموعة من الوسائل لتحقیق هذا الغرض منها:
القنابل الموجهة بتأثیر الجاذبیة الأرضیة وتُعتبر هذه الوسیلة من أقدم الوسائل التی اُستُعمِلَت فی تاریخ الأسلحة النوویة، وهی الوسیلة التی اُستُعمِلَت فی إسقاط القنابل ذات الانشطار المصوب على مدینة هیروشیما وقنابل الانشطار ذات الانضغاط الداخلی التی أُلقِیَت على مدینة ناکاساکی حیث کانت هذه القنابل مصممة لتقوم طائرات بإسقاطها على الأهداف المطلوبة أو بالقرب منها.
الصواریخ الموجهة ذات الرؤوس النوویة وهی عبارة عن صواریخ تتبع مساراً محدداً لایمکن الخروج عنه. وتطلق هذه الصواریخ عادة بسرعة یتراوح مقدارها بین 1.1 کم فی الثانیة إلى 1.3 کم فی الثانیة وتقسم هذه الصواریخ بصورة عامة إلى صواریخ قصیرة المدى ویصل مداها إلى إقل من 1000 کم ومنها على سبیل المثال صواریخ V-2 الألمانیة، وصواریخ سکود السوفیتیة، وصواریخ SS-21 الروسیة. وهناک أیضا صواریخ متوسطة المدى یصل مداها إلى 2500 - 3500 کم. وأخیرا؛ یوجد هناک الصواریخ العابرة للقارات والتی یصل مداها إلى أکثر من 3500 کم. وتستعمل عادة الصواریخ المتوسطة المدى والعابرة للقارات فی تحمیل الرؤوس النوویة؛ بینما تستعمل الصواریخ القصیرة المدى لأغراض هجومیة فی المعارک التقلیدیة. منذ السبعینیات شهد تصنیع الصواریخ الموجهة تطورا کبیرا من ناحیة الدقة فی اصابة أهدافها.
صواریخ الجوالة cruise، مثل صواریخ بی جی إم-109 توماهوک، تعتبر هذه الصواریخ موجهة وتستعمل أداة إطلاق نفاثة تُمَکِنُ الصاروخ من الطیران لمسافات بعیدة تُقَدَرُ بآلاف الکیلومترات. ومنذ عام 2001 تم الترکیز على استعمال هذا النوع من الصواریخ من قبل القوات البحریة الأمریکیة وتکلف تصنیع کل صاروخ ما یقارب 2 ملیون دولار أمریکی. وتشتمل هذه النوعیة من الصواریخ -بدورها- على نوعین؛ نوع قادر على حمل رؤوس نوویة، وآخر یحمل فقط رؤوساً حربیة تقلیدیة.
'الصواریخ ذات الرؤوس النوویة الموجهة من الغواصات فی سبتمبر 1955 نجح الاتحاد السوفیتی فی إطلاق هذه الصواریخ، وشکلت انعطافة مهمة فی مسار الحرب الباردة. تمکنت الولایات المتحدة بعد سنوات عدیدة من تصنیع صواریخ مشابهة.
أنظمة إطلاق أخرى وتشمل استعمال القذائف الدفعیة والألغام وقذائف الهاون. وتعتبر هذه الأنواع من أنظمة الإطلاق أصغر الأنظمة حجماً، ویُمکِن تحریکها واستعمالها بسهولة. ومن أشهرها قذائف الهاون الأمریکیة المسماة Davy Crockett، والتی صُمِمَت فی الخمسینیات وتم تزوید ألمانیا الغربیة بها إبان الحرب الباردة وکانت تحتوی على رأس نووی بقوة 20 طن من مادة تی إن تی. وتم اختبارها فی عام 1962 فی صحراء نیفادا فی الولایات المتحدة.
تم تأسیس الوکالة الدولیة للطاقة الذریة لتحفیز تطویر الاستخدام السلمی للطاقة النوویة ومراقبة المنشآت التابعة لها
برزت منذ الخمسینیات أصوات مناهضة لعملیات الاختبار والتسلح النووی، حیث أُجری منذ 16 یونیو 1945 وحتى 31 دیسمبر 1953 أکثر من خمسین انفجاراً نوویاً تجریبیاً، مما حدا بالکثیر من الشخصیات العالمیة إلى التعبیر عن رفضها لهذه الأفعال، ومن أبرزها جواهر لال نهرو رئیس وزراء الهند آنذاک والذی دعى إلى التخلی عن إجراء أی اختبارات نوویة، دون أن تلقى دعواته آذاناً صاغیة من القوى العظمى آنذاک بسبب انهماکها فی تفاصیل الحرب الباردة.
بدأت أولى المحاولات للحد من الأسلحة النوویة فی عام 1963؛ حیث وقعت 135 دولة على اتفاقیة سُمیت معاهدة الحد الجزئی من الاختبارات النوویة وقامت الأمم المتحدة بالإشراف على هذه المعاهدة؛ علماً بأن الصین وفرنسا لم توقعا على هذه المعاهدة وکانتا من الدول ذات الکفاءة النوویة.
المصدر : تحقیق راسخون
/ج