حول زواج المتعة:
حول زواج المتعة یشکل بعضهم على الشیعة بأنهم یحللون زواج المتعة ، مع أنه منسوخ الجواب نزل القرآن بجواز نکاح المتعة ، قال الله تعالى ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فریضة ) (1)
ولم تنزل آیة أخرى تنسخها ، ولا یثبت عن النبی صلى الله علیه وآله نسخها .
فی صحیح مسلم عن جابر بن عبد الله رضی الله عنهما قال ( کنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقیق على عهد رسول الله صلى الله علیه وسلم وأبی بکر ، حتى نهى عنه عمر فی شأن عمرو بن حریث ) أخرجه مسلم (2)
وفی صحیح مسلم والنسائی فی روایة أخرى قال أبو ذر ( لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة ، یعنی متعة النساء ومتعة الحج )(3)
الحجة الثالثة لجواز المتعة ما روی أن عمر قال على المنبر : (متعتان کانتا مشروعتین فی عهد رسول الله صلى الله علیه وسلم ، وأنا أنهى عنهما : متعة الحج ، ومتعة النکاح ) (4).
وهذا منه تنصیص على أن متعة النکاح کانت موجودة فی عهد الرسول صلى الله علیه وسلم ، وقوله ( وأنا أنهى عنهما )
یدل على أن الرسول صلى الله علیه وسلم ما نسخه ، وإنما عمر هو الذی نسخه .
وإذا ثبت هذا فنقول : هذا الکلام یدل على أن حل المتعة کان ثابتا فی عهد الرسول صلى الله علیه وسلم ، وأنه علیه السلام ما نسخه ، وأنه لیس ناسخ إلا نسخ عمر ، وإذا ثبت هذا وجب أن لا یصیر منسوخا ، لأن ما کان ثابتا فی زمن الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وما نسخه الرسول ، یمتنع أن یصیر منسوخا بنسخ عمر ، وهذا هو الحجة التی احتج بها عمران بن الحصین حیث قال : إن الله أنزل فی المتعة آیة وما نسخها بآیة أخرى ، وأمرنا رسول الله صلى الله علیه وسلم بالمتعة وما نهانا عنها ، ثم قال رجل برأیه ما شاء ، یرید أن عمر نهى عنها . فهذا جملة وجوه القائلین بجواز المتعة .
توریث الأنبیاء :
حول توریث الأنبیاء یشکلون على الشیعة بأنهم یعتقدون بأن الأنبیاء یورثون ما یملکون لورثتهم کغیرهم من المسلمین ، ویکذبون حدیث أبی بکر ( نحن معاشر الأنبیاء لا نورث ، ما ترکناه صدقة )
الجواب : اعتقاد الشیعة بأن الأنبیاء یورثون ما یملکون لورثتهم کسائر الناس هو الحق الذی صرح به القرآن الکریم ، ففی سورة النمل ، ( وورث سلیمان داود )(5)
وفی سورة مریم ، فی دعاء زکریا علیه السلام ( وإنی خفت الموالی من ورائی وکانت امرأتی عاقرا فهب لی من لدنک ولیا یرثنی ویرث من آل یعقوب واجعله رب رضیا . یا زکریا إنا نبشرک بغلام اسمه یحیى ، لم نجعل له من قبل سمیا ) (6).
ومن المسلم به عند جمیع المسلمین أن حدیث ( لا نورث ) تفرد بنقله أبو بکر ، وأنه مخالف لنص القرآن الکریم ولا یوجد له مؤید فلا یمکن أن ینسخ به القرآن ، خاصة بعد أن رده أهل البیت علیهم السلام ، وکذبته فاطمة الزهراء علیها السلام التی هی سیدة نساء العالمین بالنص القطعی عند الجمیع وأفحمت الخلیفة بأنه لا یعقل أن یخبر النبی بذلک أبا بکر وحده ولا یخبر به ورثته ! بل العجب کل العجب ممن یضعفون القرآن إلى حد أنهم ینسخون آیاته بروایة صحابی تفرد بها ، مع أن أهل البیت المطهرین ردوها وکذبوها !
الجمع بین الصلاتین :
حول الجمع بین الصلاتین یشکل بعضهم على الشیعة بأنهم یجمعون الصلوات الخمس فی ثلاثة أوقات ، فیجمعون بین الظهر والعصر ، وبین المغرب والعشاء ، مع أن سیرة النبی صلى الله علیه وآله وسلم والمسلمین على أداء الصلوات الخمس فی أوقاتها الخمسة .
الجواب : ثبت عند الجمیع أن رسول الله صلى الله علیه وآله قد جمع بین صلاتی الظهر والعصر من غیر خوف ولا سفر ، ففی جامع الأصول نقلا عن صحیح مسلم قال ( صلى رسول الله صلى الله علیه وسلم الظهر والعصر جمیعا من غیر خوف ولا سفر ) زاد فی روایة وقال أبو الزبیر ( سألت سعیدا لم فعل ذلک ؟ فقال : سألت ابن عباس عما سألتنی فقال : أراد أن لا یحرج أمته ) وله فی أخرى نحوه وقال : ( فی غیر خوف ولا مطر )(7).
وقد ثبت عندنا من أحادیث أهل البیت علیهم السلام أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الفریضتین معا إلا أن هذه قبل هذه ، وإذا دخل المغرب فقد دخل وقت الفریضتین معا إلا أن هذه قبل هذه .
وإذا کان الله تعالى قد أجاز الجمع وأن رسوله قد جمع بغیر عذر لیخفف على أمته ، فهل یجب على المسلمین أن یشددوا على أنفسهم ویوجبوا التفریق حتى تفوتهم صلاة العصر والعشاء ، کما یتفق ذلک لبعض عوام السنة بل وبعض علمائهم !
الافتراء على الشیعة بأن الرسالة کانت لعلی :
الافتراء على الشیعة بأن الرسالة کانت لعلی توجد تهمة رائجة على الشیعة بأنهم یعتقدون بأن النبوة کانت لعلی علیه السلام - معاذ الله - لکن جبرئیل علیه السلام أعطاها إلى النبی صلى الله علیه وآله وسلم ! ویفترون علیهم
بأنهم یقولون بعد صلاتهم : خان الأمین ، ثلاث مرات ، ویرفعون أیدیهم استنکارا .
الجواب : هذا بهتان عظیم على الشیعة ، وإهانة لأمین وحی الله تعالى ، مکذوبة على لسان الشیعة ، ولا یمکن أن ینطق بها مسلم ، فلعلها صدرت من بعض الغلاة الذین حکم الشیعة بکفرهم . والشیعة یکبرون الله تعالى بعد صلواتهم ویقولون ثلاث مرات ( الله أکبر ) ویرفعون أیدیهم للتکبیر ، وهذا ثابت فی کتب فقههم وسیرتهم ، لأن أفضل التعقیب بعد الصلاة عندهم : تکبیر الله ثلاثا ثم تسبیح الله حیث نقل ان الزهراء سلام الله علیها کانت تقول بعد الصلاة سبحان الله والحمدلله والله اکبر وسمیت بذلک تسبیحات الزهراء سلام الله علیها اذ علمها ذلک ابوها النبی الاکرم صلی الله عیه وآله وسلم ، وهو ذکر الله تعالى مئة مرة أربعا وثلاثین تکبیرة ، وثلاثا وثلاثین تسبیحة ، وثلاثا وثلاثین تحمیدة .
المصادر :
1- سورة النساء - 24
2- جامع الأصول - ج 12 ص 135 ح 8953
3- جامع الأصول ج 3 ص 465 حدیث 1406
4- الإمام الرازی فی تفسیره - ج 10 ص 25
5- النمل ، آیة – 16
6- سورة مریم ، آیة 5 - 7
7- جامع الأصول ج 6 ص 459
/ج