أسلوب الحدیث

أن حق المؤمن على أخیه عظیم، ومن الواجب علیه ترک إیذائه بالقول وتجنب کل ما من شأنه تعریض حرمته للهوان... فیحرم شتمه، ورفع الصوت بنحو یؤذیه والوشایة به، وإذاعة سره، وجمیع هذه الأمور من الکبائر التی یوجب فعلها هلاک
Monday, August 19, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أسلوب الحدیث
 أسلوب الحدیث

 





 

أن حق المؤمن على أخیه عظیم، ومن الواجب علیه ترک إیذائه بالقول وتجنب کل ما من شأنه تعریض حرمته للهوان... فیحرم شتمه، ورفع الصوت بنحو یؤذیه والوشایة به، وإذاعة سره، وجمیع هذه الأمور من الکبائر التی یوجب فعلها هلاک الأنفس والأموال، وشیوع العداوة والبغضاء.
وقد ذم الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم من یهین الناس ویتعرض لهم بالأذیة.
فقد روی عنه صلى الله علیه وآله وسلم: (أذل الناس من أهان الناس)(1).
وعنه صلى الله علیه وآله وسلم فی روایة أخرى: (من آذى مؤمنا فقد آذانی)(2).
عدم رفع الصوت‏ بنحو غلیظ قبیح، وعدم خفضه بنحو یجعل الجلیس یمد عنقه لسماع الصوت، لما فیهما من الإزعاج والأذى للمخاطب سیما إذا کان المجلس کبیراً، ولما یحدثه من انصراف الجلیس عن متابعة الحدیث، والتلهی بأمور جانبیة، کالانشغال بحدیث آخر وغیر ذلک. وقد قال الله تعالى فی کتابه الکریم عن لسان لقمان فی وصیته له:
﴿... وَاغْضُضْ مِن صَوْتِکَ إِنَّ أَنکَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ﴾(3).
شرائط المزاح‏
من اللازم الالتفات عند المزاح والتقید بعدة أمور دفعاً لما فیه الأذیة والمفسدة:
عدم الإکثار من المزاح وترک الإکثار من الضحک، لأنه یذهب بالهیبة ویجرى‏ء الآخرین على الحرمات، ولأنه قد یوجب الأذى للطرف الآخر فی کلمة أو فعل، الأمر الذی قد یؤدی إلى المشاجرة والعدواة وربما إلى الموت.
فعن علی علیه السلام: (کثرة المزاح تسقط الهیبة)(4).
وعنه علیه السلام: (الإفراط فی المزاح خرق)(5).
حیث قد یغری المزاح بهما، وهو أمر یحصل کثیراً فی مواطن عدیدة وعبر أعمال معینة.
وقد وردت روایات فی هذا المجال محمولة على الإکثار فیه، أو على الموارد المشتملة على محاذیر.
فعن الإمام جعفر الصادق علیه السلام:
(إیاکم والمزاح فإنه یجر السخیمة ویورث الضغینة، وهو السب الأصغر)(6).
صحیح أن من واجب الأخ إدخال السرور إلى قلب أخیه المؤمن، ولکن من حق الأخیر أن لا یُؤذى بهذا المزاح کما یحصل مع کثیر من الشباب المؤمن وغیرهم، حیث یفرطون فی ذلک، مما یجعلهم یقتربون من دائرة المعاصی والحرام.
وعلیه فالمزاح ضمن حدوده وضوابطه الأخلاقیة أمر راجح شرعاً.
روی عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم: (إنی لأمزح ولا أقول إلا حقاً)(7)
وعنه صلى الله علیه وآله وسلم أیضاً: (المؤمن دعب لعب، والمنافق قطب غضب)(8).
وعن علی علیه السلام:
(فوالذی وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق اللَّه له من ذلک السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إلیه کالماء فی انحداره حتى یردها عنه کما تطرد غریبة الإبل)(9).
من هنا فإن إدخال السرور على قلوب الآخرین قد اعتبره الإسلام حقاً مهماً من الحقوق الأخلاقیة اللازمة على المؤمن اتجاه أخیه، حثا منه إلى ضرورة العنایة بإشباع الجانب العاطفی من هذه العلاقة لتدوم وتستمر.
المصادر :
1- میزان الحکمة، ح 453.
2- میزان الحکمة، ح 454.
3- لقمان:19.
4- میزان الحکمة، ح 18892.
5- میزان الحکمة، ج‏9، ص‏144.
6- میزان الحکمة، ح 18872.
7- میزان الحکمة، ج‏9، ص‏140.
8- المصدر السابق.
9- میزان الحکمة، ج‏4، ص‏438.



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.