النصرانیة (المسیحیة)

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ.)
Sunday, September 15, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
النصرانیة (المسیحیة)
النصرانیة (المسیحیة)

 





 

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ.)(1)
وهی شریعة نبی الله عیسى بن مریم (علیها السلام) وهی مکملة لشریعة نبی الله موسى (علیه السلام) ومتممة لما جاءت به أحکام وتعالیم.

سبب التسمیة:

أ- أنها نسبة إلى الأنصار الذین قاموا مع عیسى (علیه السلام) فی دعوته.
ب- أنها نسبة إلى بلدة الناصرة التی فیها ظهرت دعوة عیسى(علیه السلام) ومنها انطلقت.
أما تسمیتها بالمسیحیة فقد قیل فیها أیضاً:
أ- أنها نسبة لعیسى (علیه السلام) من جهة کونه (الماسح) باعتبار أنَّه یمسح على المرضى المیؤوس منهم فیشفیهم بإذن الله تعالى، وهذه کانت إحدى خصائصه ومعاجزه التی أطلقت علیه تسمیتها قبل ولادته، فقد جاء فی الآیة 54 من سورة آل عمران قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِکَةُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ...)
ب- أنها نسبة لعیسى (علیه السلام) من جهة کونه (الممسوح) أو مسحة الرب لأنه قد مسح الله عنه الدنس والأثم وطهره(2).
ج- أنها نسبة لعیسى (علیه السلام) وأصلها (مشیحا) باللغة العبریة أو العبرانیة وقد عربت إلى (مسیح) ومعناها (المبارک) وذلک نظیر قوله تعالى فی سورة مریم الأیة 31 (وجعلنی مبارکاً)، ومسیح جاءت من المسح لأنه مسح بالبرکة أو بما طهَّره من الذنوب أو لأنه مسح الأرض ولم یقم فی موضع – فقد کان جوالاً – أو مسحه جبرائیل(3).
وعیسى (علیه السلام) أصله بالعبرانیة (العبریة): أیشوع/ أیسوع / یسوع وقد حوله الیونان والرومان إلى إیسوس Iesus/ Iesous ، وقد عرَّب إلى عیسى وهو مأخوذ من العیس وهو بیاض یعلوه حمرة أو شقرة(4).
من أهم المعتقدات التی یؤمن بها المسیحیون:
1- التثلیث أو الثالوث (الأب ، الأبن ، روح القدس) ، حیث تمثل الاله فی ثلاثة.
أقانیم أو کینونات، ولکن هذا التمثیل لیس من قبل الجمع الحسابی حتى یکون الناتج ثلاثة بل هو من قبل الضرب الحسابی فالناتج واحد، وهذه الأقانیم هی تجلیاته، فهم یؤمنون بکلیته ووجوده على کل الأزمان وفی کل مکان ولا أحد یعرف حقیقته إلا من أراد هو أن یطلعه علیها.
مع الإشارة إلى أن کلمة (الثالوث/ التثلیث) لم ترد بهذا اللفظ فی عبارة الکتاب المقدس بل کانت أسسها مشار إلیها فی العهد الجدید من الکتاب المقدس کما فی انجیل متى (عمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس)
وأن أول من استخدمها بهذا اللفظ هو ثاوفیلس الأنطاکی فی عام 180 بعد میلاد المسیح.
2- المسیح هو کلمه الله الموجود مع الأب منذ الأزل، بل هو ذاته الذی ظهر فی الجسد، وتجسد من مریم العذراء المبارکة بشراً فظهر عبداً بشریاً لذلک فهو لیس بشراً فقط من نسل آدم، بل هو أیضاً الله المتجسد بشراً، فهو الله الکامل و الإنسان الکامل.
3- عقیدة الخلاص (الخطیئة والفداء) ومفاد هذا الاعتقاد أن الخطیئة تسربت إلى آدم بکسره للناموس الالهی، وحیث أن أجر الخطیئة هو الموت فإن الموت قد حل على الجمیع، فلابد أن تکون هناک مصالحه بین الله المقدس وبین الإنسان المخطئ، ومن هنا جاءت فکرة الذبائح لیکون الغفران الذی لا یتحقق إلا بالدم، وأن الله أراد للإنسان المصالحة بأن قدم له النموذج الکامل الذی هو بلا خطیئة، وأن سفک دمه على الصلیب یمثل رفع الخطیئة، فکل من یؤمن بالمسیح مصلوباً مقتولاً ککفارة یتخلص من الخطیئة لأن الإنسان لا یملک أن یخلص نفسه.
4- مریم العذراء هی التی ولدت المسیح وعنها أخذ إنسانیته أو جانبه الإنسانی فتمم النبوة القدیمة.
5- یسوع هو المسیح الذی انتظره الیهود وهو وریث عرش داود.
6- یسوع المسیح نقی من الخطایا، وأنه له معجزات منها: إحیاء الموتى، علاج البرص، علاج العمى، تسکین البحر، إطعام الألوف.

الأسرار العقائدیة:

وهذه الأسرار عبارة عن ممارسات عقائدیة یعتقد المسیحیون الممارسون لها بأنهم حین ممارستهم هذه یحصلون على مبارکة روح عیسى (یسوع) القائمة بینهم، فهم یؤمنون بأنه قد صلب ومات، ولکن روحه خرجت من عالم الأموات وهی حاضرة بینهم تمنحهم الحیاة وتدور بینهم، إلا أن المسیحیون یختلفون فی عدد هذه الأسرار، فبعضهم یوصلها إلى سبعة وبعضهم أقل من ذلک حیث یمیل الأکثر منهم إلى اعتماد سرین أساسیین وهما التعمید والعشاء الربانی.
أ- التعمید: وهو یمثل إعلان الدخول فی الدیانة والتوبة من الخطیئة کما یمثل الدخول فی حیاة الطاعة، وکیفیّة أن یغطس الشخص فی الماء – حیث تکون أحواضاً خاصة فی الکنیسة معدة لهذا الغرض، وفی بعض الکنائس یکتفى بصب الماء على رأس طالب التعمید، وفی بعضها یتم الغطس ولکن فی وسط الطبیعة من أنهار أو بحیرات....
وحین ذلک – أثناء عملیة التعمید – یتلو القسیس عبارة (إنى أعمدک باسم الأب والأبن وروح القدس). وبعض الکنائس وعلى الخصوص البروتستانتیة یتم التعمید باسم یسوع فقط.
ب- التثبیت، وهنا یتم الترکیز على مسألة طلب استمداد القوة من الله للقیام بالواجبات، حیث فی التعمید کان الترکیز على الدخول فی الطاعة والخلاص من الخطیئة وکیفیته أن یمسح رجل الدین طالب التثبیت بالزیت – المسح على الرأس – مع تلاوة عبارة (تقبل روح القدس لتستطیع تأدیة الشهادة للمسیح).
ج- الزواج، وهم یرونه علاقة مقدسة وتعبیراً عن حب الله للبشریة، فیجب أن یقوم على الأمانه والالتزام والتعاون، فهذه العلاقة من عاطفة وحنان وتربیة هی رمز بشری لکیفیة معاملة الله الإنسان، لذلک یجب أن لا تنقطع هذه العلاقة ولذا فهم یرفضون الطلاق ، فالزواج هو التزام مدى الحیاة، ولا یمکن لقرین أن ینفصل عن قرینه مادام الأخر حیاً.
د- الدرجات المقدسة، ولرجال الدین ثلاث مراتب ودرجات أساسیة وهی:
1- المطران، وهو الذی یمثل المسیح فی منطقة معینة (الأبرشیة) کمعلم وقائد للمراسم العبادیة.
2- الکاهن أو القسیس، وهو المعاون للمطران فی وظائفه.
3- الشمَّاس، وهو المبلِّغ للدعوة والمبشِّر لکلمة الله.
وهناک ألقاب ودرجات أخرى لا تدخل ضمن الأسرار العقائدیة إنما هی تعبر عن دور ووظیفة مثل: البابا، البطریارک، الأسقف، (الناظر)، الکاردینال، الأرشمندریت... إلخ.
هـ- المصالحة، وهی سر من الأسرار العقائدیة ویقصد منها التوبة من الخطیئة وأنه بها یتحصل على المغفرة، فهم یؤمنون أنَّ الخطیئة إهانة لا تمس الله وحده بل إنها لها انعکاسات وآثار على الصعید الاجتماعی کذلک. ولهذا فهم یعقدون جلسات المصالحة فی الکنیسة بصورة جماعیة، حیث یجلسون للاستماع إلى کلمات الغفران الإلهی.
و- مسحة المرضى: وهی کَسِرٍّ عقائدی تشیر إلى إحاطة الله برحمته لعباده المؤمنین الممتحنین بالأمراض.
ز- العشاء الربانی ویسمى بـ (الإفخار سیّا) ویعتبر من أساسیات الإیمان المسیحی والشعائر العبادیة لأنه یذکرهم باللقاء الأخیر بین المسیح (علیه السلام) وتلامذته (الحواریین) أو یسمونهم الرسل فی اللیلة التی سبقت موته، وأنه فی أثناء ذلک العشاء قد أعطى تلامذته الخبز والخمر على أنهما یمثلان جسده ودمه. وأنهم یؤمنون بأن إقامتهم لهذه الشعیرة فإن المسیح یکون معهم بجسده وفی أثناء الاحتفال بهذا العشاء تتم تلاوة بعض القراءات من الکتاب المقدس، ویقود الاحتفال الأسقف أو من ینوب عنه.
وعلى الاختلاف بین الطوائف المسیحیة ترتبت مرات إقامة هذا العشاء، فالکاثولیک والأرثوذکس یعتبرونه قلب العبادة الیومیة ویحتفلون به کل أحد أو فی کل عید... أما البروتستانت فیرونه شعیره خطیرة تحتاج إلى العنایة والاستعداد والتهیؤ له لذلک فهم یقیمونه أربع مرات فی السنة وبعضهم یقیمه مرة واحدة فی کل شهر.

الکتب المقدسة:

یتکون الکتاب المقدس من جزأین:
أ- العهد القدیم (التوراة) إلا أنهم لا یؤمنون بکل الأسفار التی قالت بها الیهود باعتبارها من أجزائه بل إنهم یرون أن بعضها مضافة ولیست منه لذلک یرفضونها.
ب- العهد الجدید (الإنجیل) وهو یعنی البشارة، إلا أنهم لا یؤمنون بأنه کتاب أنزل على عیسى (علیه السلام) بل یعتقدون أن عیسى (علیه السلام) قد علّم تلامذته (الرسل) تعالیم وهم قد کتبوها بما استوعبوه وفهموه... إلخ، لذلک تنوعت عندهم الأناجیل وتکثرت، وأهمها عندهم أربعة هی:
1- انجیل متى.
2- انجیل مرقس (قیل عنه بأنه لیس من الحواریین بل أخذ عن بطرس وأن اسمه کان یوحنا).
3- إنجیل لوقا (وهو من رفاق بولس الذی لم یکن من الحواریین أصلاً وادّعاها ادعاءًا وحقق انتشارًا وضایق بطرس، وقیل بأن بولس هذا هو الذی نشر المسیحیة وحوّلها من قومیة إلى عالمیة لأطماع شخصیة وکانت تربطه علاقات بکل الحکام وهو من أصل یهودی...).
3- إنجیل یوحنا.
وهناک أناجیل أخرى لا یعترفون بها وعلى الخصوص انجیل برنابا.

الفرق والطوائف المسیحیة:

أکبر وأهم الفرق المسیحیة أو الطوائف ثلاثة هی:
1- الکاثولیک، وهم الذین ینتمون إلى الکنیسة الأم فی روما، ویرأسها الحبر الأعظم الذی یسمى (البابا)، ومعنى الکاثولیک (الجامع).
2- الأرثوذکس، وهؤلاء لا یعترفون بسلطة روحیة واحدة کالکاثولیک وإن کانت عقائدهم لا تختلف کثیرًا وغایة الأمر أنهم یرون فی البابا زعیمًا کسائر الزعماء الروحیین. وهذه الطائفة تضم أربع کنائس رئیسیة تمثل الکنائس القدیمة وهی: القسطنطینیة، الإسکندریة، والقدس (أورشلیم)، بالإضافة إلى کنائس أخرى جدیدة متفرقة فی البلدان کروسیا وقبرص والیونان... ومعنى الأرثوذکس (المستقیم الرأی).
3- البروتستانت وهذه الطائفة لا تؤمن بالرهبنة ولا تعترف بالزعامات الروحیة والمرکزیة کما أنها ترفض الکثیر من عقائد الفرق الأخرى، وتؤمن ببعض العقائد غیر العقلانیة کعقیدة التثلیث وعقیدة الفداء، وأبرز زعماء هذه الطائفة المؤسسون لها قبل حوالی 500 عام (مارتن لوثرکنج، وزونجلی، وکلفن) والبروتستانت مصطلح فرنسی یعنی المحتج.

أهم الأعیاد والمناسبات الدینیة:

- عید الفصح وهو یقام فی أول یوم أحد عندما یکون القمر بدراً بعد الاعتدال الربیعی فی الفترة من 22/مارس ولغایة 25/أبریل.
- عید القیامة وهو الاحتفال بقیامة المسیح من بین الأموات
- عید المیلاد وهو بمناسبة میلاد المسیح.
وهناک أعیاداً أخرى من قبیل: عید میلاد مریم العذراء، عید ارتفاع الصلیب، وعید البربارة (وهو منتشر عند مسیحی الشرق)، أعیاد القدیسین:
- عید القدیسیة جان دارک فی فرنسا.
- عید القدیس سان فرنسیس فی ایطالیا.
- عید القدیس سان باتریک فی ایرلندا.
بالإضافة إلى عید الفالنتین وعید الهالوین.
أماکن مهمة عند المسیح (مقدسة)
ومنها:
- کنیسة القیامة فی القدس، وهی أهم کنیسة عندهم فهی موضع صلب المسیح وموته وقیامه.
- کنیسة المهد فی بیت لحم حیث ولد المسیح.
- کنیسة البشارة فی الناصرة حیث عاش وکبر المسیح ومنها انطلق.
وهذه الکنائس تشترک فی درجة الأهمیة عند جمیع طوائفهم.
وهناک کنائس أخرى لها أهمیتها عند طوائف دون الأخرى، مثل:
- کنیسة القدیس بطرس فی الفاتیکان- للکاتولیک
- کنیسة کایا صوفیا فی اسطنبول بترکیا- للأرثوذکى
- کنیسة آثیوس فی الیونان- للأرثوذکى
المصادر :
1- المائدة/69
2- الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل ج2 ص300.
3- تفسیر کنز الدقائق – ج3 ص89.
4- کنز الدقائق ج3 ص90 / مختار الصحاح للجوهری باب عیس، وذلک فی بیان معنى العیسى



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.