الإسلام الشریعة الخاتمة

نعتقد: أنّ الدین عند الله الإسلام، وهو الشریعة الإلهیة الحقّة التی هی خاتمة الشرائع وأکملها، وأوفقها فی سعادة البشر، وأجمعها لمصالحهم فی دنیاهم وآخرتهم، وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور، لا تتغیّر ولا تتبدّل، وجامعة لجمیع ما یحتاجه
Monday, September 23, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الإسلام الشریعة الخاتمة
الإسلام الشریعة الخاتمة

 





 

نعتقد: أنّ الدین عند الله الإسلام، وهو الشریعة الإلهیة الحقّة التی هی خاتمة الشرائع وأکملها، وأوفقها فی سعادة البشر، وأجمعها لمصالحهم فی دنیاهم وآخرتهم، وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور، لا تتغیّر ولا تتبدّل، وجامعة لجمیع ما یحتاجه البشر من النظم الفردیة والاجتماعیة والسیاسیة.
ولمّا کانت خاتمة الشرائع، ولا نترقَّب شریعة أخرى تُصلح هذا البشر المنغمس بالظلم والفساد، فلابدَّ أن یأتی یوم یقوى فیه الدین الإسلامی، فیشمل المعمورة بعدله وقوانینه.
ولو طُبِّقت الشریعة الإسلامیة بقوانینها فی الأرض تطبیقاً کاملاً صحیحاً، لعمّ السلام بین البشر، وتمَّت السعادة لهم، وبلغوا أقصى ما یحلم به الإنسان من الرفاه والعزّة والسعة والدعة والخلق الفاضل، ولانقشع الظلم من الدنیا، وسادت المحبّة والإخاء بین الناس أجمعین، ولانمحى الفقر والفاقة من صفحة الوجود.
وإذا کنّا نشاهد الیوم الحالة المخجلة والمزریة عند الذین یسمّون أنفسهم بالمسلمین، فلأنّ الدین الإسلامی فی الحقیقة لم یطبَّق بنصه وروحه، ابتداء من القرن الأول من عهودهم، واستمرت الحال بنا ـ نحن الذین سمّینا أنفسنا بالمسلمین ـ من سیّء إلى أسوأ إلى یومنا هذا، فلم یکن التمسّک بالدین الإسلامی هو الذی جرّ على المسلمین هذا التأخّر المشین، بل بالعکس: إنّ تمرُّدهم على تعالیمه، واستهانتهم بقوانینه، وانتشار الظلم والعدوان فیهم، من ملوکهم إلى صعالیکهم ومن خاصتهم إلى عامتهم ; هو الذی شلَّ حرکة تقدّمهم، وأضعف قوّتهم، وحطَّم معنویاتهم، وجلب علیهم الویل والثبور، فأهلکهم الله تعالى بذنوبهم، (ذَلِکَ بِأنَّ اللهَ لَم یَکُ مُغیِّراً نِعمَةً أنعَمَهَا عَلى قَوم حَتَّى یُغَیِّروا مَا بِأنفُسِهِم)(1)،
تلک سنّة الله فی خلقه، (إنَّهَ لا یُفلحِ المُجرِمُونَ)(2)،
(وَمَا کانَ رَبُّکَ لِیُهلِکَ القُرَى بِظلم وأهلُهَا مُصلِحونَ)(3)،
(وَکذَلِکِ أخذُ رَبّکَ إذَا أَخَذَ القُرَى وَهی ظَالِمَةٌ إنَّ أخذَهُ ألیِمٌ شَدِیدٌ)(4).
وکیف ینتظر من الدین أن ینتشل الأمّة من وهدتها وهو عندها حبر على ورق، لا یعمل بأقل القلیل من تعالیمه.
إنّ الإیمان والأمانة، والصدق والإخلاص، وحسن المعاملة والإیثار، وأن یحب المسلم لأخیه ما یحب لنفسه، وأشباهها، من أوّل أُسس دین الإسلام، والمسلمون قد ودّعوها من قدیم أیّامهم إلى حیث نحن الآن، وکلّما تقدم بهم الزمن وجدناهم أشتاتاً وأحزاباً وفرقاً، یتکالبون على الدنیا، ویتطاحنون على الخیال، ویکفِّر بعضهم بعضاً، بالآراء غیر المفهومة، أو الاُمور التی لا تعنیهم، فانشغلوا عن جوهر الدین وعن مصالحهم ومصالح مجتمعهم: بأمثال النزاع فی خلق القرآن، والقول بالوعید والرجعة، وأنّ الجنة والنار مخلوقتان أو سیخلقان، ونحو هذه النزاعات التی أخذت منهم بالخناق، وکفّر بها بعضهم بعضاً، وهی إن دلّت على شیء فإنّما تدلّ على انحرافهم عن سنن الجادّة المعبّدة لهم، إلى حیث الهلاک والفناء.
وزاد الانحراف فیهم بتطاول الزمان، حتى شملهم الجهل والضلال، وانشغلوا بالتوافه والقشور، وبالإتعاب والخرافات والأوهام، وبالحروب والمجادلات والمباهاة، فوقعوا بالأخیر فی هاویة لا قعر لها، یوم تمکّن الغرب المتیقظ ـ العدو اللّدود للإسلام ـ من أن یستعمر هذه البقاع المنتسبة إلى الإسلام، وهی فی غفلتها وغفوتها، فیرمی بها فی هذه الهوّة السحیقة، ولا یعلم إلاّ الله تعالى مداها ومنتهاها (وَمَا کانَ رَبُّکَ لِیُهلِکَ القُرى بِظُلم وَأهلُهَا مُصلِحُونَ)(5).
ولا سبیل للمسلمین الیوم وبعد الیوم إلاّ أن یرجعوا إلى أنفسهم فیحاسبوها على تفریطهم، وینهضوا إلى تهذیب أنفسهم والأجیال الآتیة بتعالیم دینهم القویمة، لیمحوا الظلم والجور من بینهم، وبذلک یتمکّنون من أن ینجوا بأنفسهم من هذه الطامة العظمى، ولابدّ بعد ذلک أن یملأوا الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، کما وعدهم الله تعالى ورسوله، وکما هو المترقّب من دینهم الذی هو خاتمة الأدیان، ولا رجاء فی صلاح الدنیا وإصلاحها بدونه.
ولابدّ من إمام ینفی عن الإسلام ما علق فیه من أوهام، وأُلصق فیه من بدع وضلالات، وینقذ البشر وینجّیهم ممّا بلغوا إلیه من فساد شامل، وظلم دائم وعدوان مستمر، واستهانة بالقیم الأخلاقیة والأرواح البشریة، عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه.
ونعتقد: أنّ صاحب الرسالة الإسلامیة هو محمّد بن عبد الله صلی الله علیه وآله وسلم، وهو خاتم النبیین، وسیّد المرسلین، وأفضلهم على الإطلاق، کما أنّه سیّد البشر جمیعاً، لا یوازیه فاضل فی فضل، ولا یدانیه أحد فی مکرمة، ولا یقاربه عاقل فی عقل، ولا یشبهه شخص فی خلق، وأنّه لعلى خلق عظیم، ذلک من أول نشأة البشر إلى یوم القیامة.

المصدر عقائد الامامیة ،الشیخ محمد رضا المظفر، 58- 62.
1- الانفال: 53.
2- یونس: 17.
3- هود: 117.
4- هود: 102.
5- هود: 117.



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.