ان واقعه کربلاء لهی ملهمة لکل الثائرین فی وجه الظلم الساعین إلى العدالة والحق والاستقامة وهذه رسالة أکبر من کل الکلام
واقعة ألطف کانت نهضة الإمام الحسین علیه السلام لم تکن حدثا تاریخیا عابرا أو واقعة مأساویة کسائر الوقائع العادیة انما هی بحد ذاتها تضحیه للنهوض من اجل إرساء النظام الإنسانی العادل الذی بشر النبی الکریم البشریة بالإسلام دینا للانسانیه نقلها من الظلمات إلى النور.
لذلک کانت واقعة ألطف من أهم الوقائع الکبرى التی یهتز لها الوجدان الانسانی وقد طبعت بصماتها فی سجل التاریخ کحادثة کربلاء وقضیة کقضیة أبی الأحرار الإمام الحسین علیه السلام فی اثارتها للوجدان الإنسانی وتحریکها للشعور بالمسؤولیه اتجاه النظام الإنسانی بصورة مستمرة وبالرغم من الزلزال الذی نزف فی ساحة الأحداث وفی المکان الذی وقعت فیه تلک الملحمة الخالدة الاسطوریة وما سطرته من معانی وما رسمته من آثار الا أن واقعة ألطف أرست قاعدة الشهادة المتصلة فی الهدف الأساسی أعلاء بالفکر المحمدی الشریف برسالة الإسلام کمنهج وعقیدة رصیدها دستور الإنسانی القران الکریم فکان الامام الحسین قد ادامة انتصار العدل والحق وترسیخهما فی الألباب والقلوب والدفاع عن القیم النبیلة ضد الظلم والاستبداد ونحن بدورنا نعیش هذه الایام شهر محرم الحرام – شهر عاشوراء – ذکرى استشهاد الإمام الحسین واهل بیته وصحابته فی واقعة الطف فی الیوم العاشر من شهر محرم الحرام قبل أکثر 14 قرنا حیث کان للدور البطولی البارز للسیدة زینب (علیها السلام ) بعد ان أوضحت مبادئ هذه الثورة لتأخذ طریقها إلى النشر والأعلام الذی کان له الأثر البالغ فی توعیة المجتمع الإسلامی لادراکهم حقیقة ما یجری فی دولتهم الأمر الذی شجع على قیام الثورات المتلاحقة ضد الحکم الأموی الفاسق وإسقاطه من جهة ثم بناء واحیاء دور الجماعة الصالحة للاقتداء بالحسین (علیه السلام) المثل الأعلى للعطاء والتجدید والإصلاح کقائد نهضه ومبادئ لکل البشر ومن حق کل إنسان ان یطلع علیها وینعم بثمارها خصوصا وأن الحالة الجدیدة للنهضة ألحسینیه تتناقض وبالضد من مصالح الشؤون الحیاتیة للأفکار الامویه السوداء وخاصة النهج الدموی کون بنی أمیه کل واحد منهم فی هذه الحالة مستقتلا ومستمیتا من أجل الدفاع والأبقاء على حالة العصر الجاهلی القدیم لعدم تقبله للحالة الجدیدة ومبادئ التغییر التی بشر بها ثورة الإمام الحسین علیه السلام .
أن التغییر جاء من نفس قریش ومن الجناح الهاشمی الذی ینتمی الیه الرسول الأعظم محمد صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته ولقد کان الفکر الأموی السفیانی وقف حائلا قویا دون انتشار الإسلام ووضف کل ممتلکاته وثقله السیاسی والعسکری والاقتصادی بالضد فی سبیل ألعوده للمربع الأول والإبقاء على حالة الکفر والشرک الجاهلی والوأد الدموی الذی انهى معالمه الإسلام . ولذلک فان یزید الفاجر الجاهلی ینظر الى ثورة الامام الحسین علیه السلام مجرد الملک والزعامة على قریش والعرب بعکس الوقائع الصحیحة الداعیه منذ بدایة انطلاقها الا انها انتصرت وحتى بعد انتصارها لم تتغیر او تحید عن مسارها الأمین والى یومنا هذا بقیت خالده لقدسیتها وما تحمله من المبادئ التنویریة والإنسانیة للدین الإسلامی الکریم الذی یقوم على مبدأ الحریة والعدل الاجتماعی والمساواة حیث ألثوره ألحسینیه الکبرى فی واقعة الطف ایقاظت الوعی التاریخی بالذات وابراز الجانب الثوری الجهادی للإسلام والعمل على تأسیس لتیار یتقاطع بصوره مستمرة مع الحکم الغاشم.
لإیقاف وإرجاع الانحدار والتهرئ الحضاری والثقافی إلى تلک القرون الممعنة فی العتق واعتبار ان استحواذ الامویون على السلطة هو نقطة الشروع فی مسیرة التقهقر ألقیمی الإسلامی..والعامل الرئیس فی اصطناع آلیات التوقف فی نقطة الانشقاق الفقهی إلا ان استشهاد النور المحمدی الساطع الإمام الحسین علیه السلام کان القربان الأغلى والأسمى الذی قدمه أهل بیت ألنبوه وإتباعهم ومحبیهم من اجل التحجیم والحد من سرعة وتداعیات الارتکاز الأموی تجاه تغلیب قیم الجاهلیة وتعظیم القیم المتعارضة مع النهج الثوری الشعبی وتکرار التعاکس لمحاولات الحکم الجائر المضادة للإرادة الشعبیة وفرض التقالید النخبویة التی تهدف الى تسید المشهد السیاسی والفکری المعاش والاستفراد والتحکم بمفاهیم السیطرة على المجتمع فی إطار نظام اجتماعی ملتبس....مما یزیف خلفیات وجذور اعتقادیه ومقدسة لممارسات وانحرافات سیاسیة بحتة..وکان رد الفعل الذی أحدثته شهادة الإمام علیه السلام تأصیل وترسیخ أحقیة وواجب الأمة فی مجابهة الحاکم المبتز لحقها فی الخیار الحر وترسیخ القیم الأصیلة والسامیة من اجل حیاة أفضل للإنسان .
لقد کان الإمام الشهید الرائد والمعلم الاسمى فی مسیرة الخیر والتحرر والاستقلال والتنمیة والدعوة للعدالة وحقوق الإنسان ومعانی الشرف والبطولة والفداء حیث ینظر فقهاء الشریعة الاسلامیه المرتکزة علومهم من الجوهر القرآنی الکریم ان الامام الحسین علیه السلام رسالة الحق الرافض لبوابة الظلم والمنتصر بالشهادة التی فضلها على الحیاة الذلیلة فکان القدوة والرمز الإنسانی لدا الشعوب الحره کونه مشروع سلام ومنهج یضی الدرب بفکره القرآنی النیر لتحتفظ الأمم منها بکرامتها .
وکما هو معروف ان نور الثورة الحسینه کان خلد تاریخیا خلاف لباقی الثورات وهنا یمکن ان نستفید من دروسها فی عملیة التغیر فی ألنهج الإنسانی للحضارة البشریة وتطورها فلابد من تصحیح مسار بعض الأفکار التی لم تفهم بعض الحقائق الحسینیة فی تلک المسیرة التی امتدت سنوات عبر التاریخ وهذا ما یکرمنا أن نستلهم القیم والمبادئ عالیة المعانی التی سار من اجلها امامنا وسطر رکبانها العلوی فی یوم عاشوراء فی کربلاء عام 61 للهجرة إلى عموم البشریة عنوانها التضحیة والفداء سعیا الى اقرار العدالة والعدل وإزالة الباطل ولقد کل الشرفاء فی العالم یدرکون تماما الفواجع التی مر بها أهل البیت(علیهم السلام) إذ لم یکن من احد وعبر التاریخ أن یمحو ألأثر الحسینی من أذهان البشریة، وبالأخص معرکة ألطف الدامیة فی تلک المعرکة التی انتصر الدم على السیف وعلى أصحاب الکراسی ومحبی الملذات الدنیوی وهم یتذکروا الصدى المدوی لکلمات ابی الأحرار قائدنا الامام الحسین العلوی الهاشمی علیه افضل الصلاة والسلام یدوی وینادی إن کان دین محمد لا یستقیم إلا بقتلی فیا سیوف خذینی .
ومع کل هذه التضحیة ورسالة السلام التی نادى بها من اجل انتصار المظلوم على الظالم یزید الماجن الا انه أصر وأنصاره من بنی أمیه قتلة أهل البیت على انتهاک الرسالة ألمحمدیه وحرمة بیت ألنبوه والبیت العلوی الشریف بالذات وأعطوا المبررات المبتذله لمحاربة الثورة الجهادیة ألحسینیه مما دفعت البشریة ان تتطلع على السلوک الشاذ للحکام الأمویین وتاریخهم الدموی المعبى بالکفر والرذیله ومن هم من شاکلتهم . . ان ذکرى مأساة یوم عاشوراء الألیمة ووقائع ملحمة ألطف الخالدة وفواجعها فی کنف هذا الشهر الذی حَلّ ببوادی کربلاء من المصائب بآهل البیت (علیهم السلام) وسفک الدماء الزکیة هی بمثابة دعوة جده النبی الکریم والتکریم لتضحیاته الجسام لإیقاف تیار الظلم من اجل التمسک بالولاء لأهل بیت ألنبوه الأطهار الذین اذهب الله عنهم الرجس واختصّهم بالکرامة وانتجبهم للرسالة والإمامة.
إن استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام) فوق ثرى کربلاء تجعلنا ان نأخذ جمیعاً من مناهجها الدروس والعبر بتلک ألقیم إلایمانیه ومناهج تطور الفکر الإنسانی نحو إرساء عالم متحضر متآخی لدحر الاستبداد والظلم والإرهاب الأسود مستلهمین ذلک من مواقع وسلوک ومنهج ثورة الأمام الحسین ومن مصادق جهاده المحمدی النقی الذی رفض الظلم من اجل الحق .
الیوم وبمناسبة أیام عاشورا وفی ظل انتصار الدم على السیف ، لننادی لبیک یاحسین وهیهات منا ألذله وستبقى الرایة الحسینیه شامخه مرفوعة على ساریة المرقد الشریف الطاهر بعد ان إنتصر الدم على السیف لإن واقعة ألطف أثبتت للعالم أجمع إنها ثورة ومسیرة حق من الحجاز إلى العراق وکان لإستشهاد الإمام الحسین علیه السلام فی کربلاء المقدسه تحمل بین طیاتها منطق العقل والمنطق المستنبط من واقع الدفاع عن الحق ورفض للظلم مهما کانت عقیدته ومذهبه وقومیته.وتمثل نموذجاً فریدا سیظل حیاً إلى أن یرث الله الأرض ومن علیها ،
أما فی الآخرة فقد أخذ البشرى من جده الأعظم بأنه سید شباب أهل الجنة مع أخیه الحسن علیهما السلام وهو التقی النقی العابد المجاهد الصالح البعید عن الظلم والطغیان الطاهر من المعاصی والآثام إنها صفات الحسین الرجل والإنسان یضاف إلیها أنه سبط النبی صلى الله علیه وسلم وابن فاطمة الزهراء ریحانة نبی الرحمة ووالده الإمام علی ولید ألکعبه والذی أسلم ولم یسجد لصنم وتربى فی حجر النبی ولا یتسع المقام لسرد مناقب الإمام علیّ ولکن الحسین لم یقف عند حسبه ونسبه وعند ورعه وتقواه ومحبة الناس فانطلق ثائراً لیسطر ملحمة من ملاحم البطولة ویکتب بدمه الطاهر رسالة السلام والتعایش السلمی تناقلتها الأجیال ویفتخر بها التاریخ لیعطی للانسانیه درساً عظیماً فی التضحیة والفداء والجهاد المقدس والوقوف فی وجه الظالمین والطغاة.
کما إن القول بأن واقعة ألطف حدث عابر لهو ظلم جدید یرتکب الاموین الجدد بعد 14 قرناً من رحیل الحسین شهیداً معززا مکرما لان بعض الجهلة أو المتحذلقین الذین یقولون"سیدنا یزید مع قول "سیدنا الحسین سلفیة یزید الفاسق وأصحاب الفتاوى ألشیطانیه لن یتقوا الله وان هم کفروا غیرهم من المسلمین وبالاخص من محبی اهل البیت علیهم السلام وإتباعهم وکانوا تخیفهم ثورة إنسانیة ترفض الظلم وتکره الطغاة وتسعى إلى تحقیق العدالة بین الناس بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم الم یقرئوا ما یکتب من حولهم او لان حقدهم کامن یتناسون الحقائق ألتاریخیه ایها الجهلاء مشایخ تنظیم القاعدة الإرهابی اسمعوا فهذا الراهب النبیل "میلانصو" حیث یقول انه یرى النور یشع من رأس الحسین المحمول فی طریقه إلى قصر یزید فی دمشق فیأخذ الرأس من حاملیه لیمسح عنه التراب ویغسله بماء الورد معاتبا ومؤنبا القتلة على فعلتهم "میلانصو" کان راهبا مسیحیا إن أحرار المسیحیین کانوا یتشرفون فی سیاق أحادیثهم بعالمیة ثورة الحسین ویلاحظ ان الزعیم "ماوتسی تونغ ما نقل عنه قوله ان ثورة الإمام الحسین بن علی وفی معرکة کربلاء لهی ملهمة لکل الثائرین فی وجه الظلم الساعین إلى العدالة والحق والاستقامة وهذه رسالة أکبر من کل الکلام .
ایها الارهابیون کیف تسوغ لکم انفسکم الشریره وبتعلیمات أسیادکم أحفاد ابرهه الحبشی تفجروا وتذبحوا العراقیون الأبریاء باسم الدین أی دین دینکم لا لسبب الا لکونهم أحبوا آهل البیت ویحییون فاجعة کربلاء فی واقعة ألطف لما احل بالبیت العلوی الطاهر من تمثیل بأجسادهم الطاهرة الم تعرفوا ان الإمام الحسین بن الامام علی علیهم السلام کریم ابن کریم طاهر ابن طاهرة أصیل من نسب أصیل یقتل وتسبى نساؤه ویجز رأسه ویحمل إلى الشام دون أن یجد ناصراً له یصرخ ألا هل من ناصر ینصرنی ورغم أصواتکم المریضه فان الأجیال منذ 14 قرنا تحمل الرایة وتقود حرباً لا هوادة فیها ضد الطغاة أیاً کانوا وتحت أی رایة تخفوا بها فإن لهم صفة واحدة هی ضد الظلم مستنیرین من استشهاد الامام الحسین علیه السلام رغم ما حدث للإمام وأهل بیته الشریف ما تقشعر له الأبدان فکیف یبرر المنهزمون المتخاذلون عن نصرة الحق الا بهزیمتهم وتخاذلهم رغم کل الظلم واختلاف الحکام والعصور وشراسة الإرهاب التکفیری سنبقى متشرفین بتکریم الله لنا ونحن نخدم ونحیی ذکرى الإمام الحسین بل نبکی علیه وفاءا وایمانا وخشوعا فی ذکراه ونقیم المحاضرات والندوات وبیوت العزاء ونستغل الفرصة لنجعل هذه الذکرى لنا وللجمیع وعدم الاکتفاء وحصرها فی إطار مذهبی ضیق لان الوفاء الحقیقی للحسین یکون بالتمسک بالمبادئ التی من اجلها قطع رأسه الطاهر فالوفاء للحسین والسیر على نهجه ونهج أصحابه فی الوقوف فی وجه الطغیان ودرء الظلم عن البشریه بغض النظر عن موازین القوى وعدم القبول بالذلة حین صرخ صرخة صادقة معبرة (هیهات منا الذلة).
علینا ان نقتدی بالحسین علیه السلام وفائا وعدم إغفال المنهج السلیم الصحیحة القائم على غرس المثل والقیم النبیلة واعتماد المبادئ النبیله تحت أی ظرف لأننا رأینا فی سیرة واقعة ألطف کیف یتخلى المد الیزیدی عن المثل الانسانیه کوحش کاسر وینبذ کل القیم ویتحول معه المد الأسود هؤلاء الذین یعرفون فضل الحسین ونسبه ورأوا على رأسه عمامة جده لم یتورعوا عن قتله بلا رحمة مع طفلیه الرضیعین وأن یمثلوا بجثمانه الطاهر بکل خسة ونذالة وحقارة،لماذا؟ لأنهم بلا مثل ولا قیم أو أخلاق والیوم الامتداد الأموی السفیانی الأسود استنزف قواه ألشیطانیه لتکون "تذکرة دخولهم بجهادهم الفاسد ضد أتباع اهل وانشد اخیرا السلام علیک یا أبا عبد الله الحسین والسلام على أبنائک وعلى أصحابک وأنصارک وعلى من سار على نهجک إلى یوم الدین السلام على من بقی وفیاً لدمائک ومبادئک .الخزی والعار لکل من خان مبادئک ممن ادعى أنه ینتسب إلیک بلا حق ولنردد یاحسین - یاحسین - یاحسین - هیهات منا ألذله.
المصدر :
راسخون 2013
/ج