زیارة الأربعیـن

الأربعون من أیام الله المهمة والقیِّمة التی فیها یتوجَّه عشاق سید الشهداء أبی عبد الله الحسین علیه السلام إلى حرمه المقدَّس ویجتمعون تحت قُبَّته المبارکة، ویقیمون مراسم العزاء علیه ویذکرون تلک المواقف البطولیة ویرددون المصائب المؤلمة
Saturday, December 21, 2013
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
زیارة الأربعیـن
 زیارة الأربعیـن

 





 

الأربعون من أیام الله المهمة والقیِّمة التی فیها یتوجَّه عشاق سید الشهداء أبی عبد الله الحسین علیه السلام إلى حرمه المقدَّس ویجتمعون تحت قُبَّته المبارکة، ویقیمون مراسم العزاء علیه ویذکرون تلک المواقف البطولیة ویرددون المصائب المؤلمة التِّی وردت علیه، تلک المصائب التِّی ارتکبتها الزمرة الطاغیة من آل أمیة علیهم لعائن الله.
الأربعون من السنن التی تبین وتشخِّص هویَّة الشیعة الإمامیة..
إن هذه السنَّة قد أسَّسها الإسلام یحرض فیها على الاهتمام بزیارة قبور الأولیاء والشهداء، وقد کان یُحییها أولیاء الدین حیث کانوا یزورون قبور الرموز الدینیة من الأنبیاء والأولیاء والشهداء والصالحین.
ولکن فی هذه المرَّة، وفی خصوص زیارة قبر سید الشهداء الامام الحسین علیه السلام ، أهمیة الموضوع قد تضاعفت وأخذت طابعاً ممیَّزاً وعلى ضوء ذلک أصبحت أوَّل زیارة لقبره علیه السلام مصیریَّة، ولأهمِّیتها صار هذا الأمر على عهدةِ شخصیَّةٍ متمیِّزة ألا وهو جابر بن عبدالله الأنصاری وصاحبه عطیة العوفی رضوان الله تعالى علیهما وهما أوَّل من طبَّقا هذه السنَّة المبارکة، ألا وهی زیارة قبر الإمام الحسین علیه السلام، ومن ثمَّ صارت هذه الزیارة من علامات المؤمن (ویعنى به الشیعی الإمامی) حیث الحدیث المعروف عن الإمام العسکری علیه أفضل التحیَّة والثناء المنقول فی المصباح للشیخ، أنه علیه السلام قال:
علامات المؤمن خمس صلاة الإحدى والخمسین وزیارة الأربعین والتختم بالیمین وتعفیر الجبین والجهر ببسم الله الرحمن الرحیم (1)
إن هذه الخطوة التِّی خطاها هذا الصحابی الجلیل رضوان الله تعالى علیه کان لها الأثر البالغ فی إحیاء شریعة النبی محمد صلى الله علیه وآله وسلم کان لها دور عظیم فی تثبیت النهضة المبارکة الحسینیة وترکیز جذورها مدى الأعصار والقرون.
لو أردنا أن نتعرف على أهمیة هذه الحرکة الثوریة وخطورة هذا الموقف وتأثیره فی تحطیم وإبادة جمیع ما أحاکته بنو أمیَّة من الباطل، ینبغی لنا أن نتعرف على مطالب ثلاثة:
الأوَّل:
الإعلام المناوئ ضد الإمام الحسین علیه السلام وأصحابه من قبل الطاغیة یزید وذلک قبل قتله علیه السلام وبعده.
إنَّ الإعلام الأموی قد نشر بین الناس أنَّ هناک خارجی خرج على الحکم وقد خالف الإسلام فقتل:
أقول رأیت فی بعض الکتب المعتبرة روى مرسلا عن مسلم الجصاص قال دعانی ابن زیاد لإصلاح دار الإمارة بالکوفة فبینما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الکوفة فأقبلت على خادم کان معنا فقلت: ما لی أرى الکوفة تضج قال الساعة أتوا برأس خارجی خرج على یزید فقلت من هذا الخارجی فقال الحسین بن على علیه السلام قال فترکت الخادم حتى خرج ولطمت وجهی حتى خشیت على عینی أن یذهب بصرها وغسلت یدی من الجص وخرجت من ظهر القصر (2)
فدخل علیه زید بن أرقم و رأى الرأس فی الطست و هو یضرب بالقضیب على أسنانه فقال کف عن ثنایاه فطالما رأیت النبی یقبلها فقال یزید لو لا انک شیخ کبیر خرفت لقتلتک و دخل علیه راس الیهود فقال ما هذا الرأس فقال رأس خارجی قال و من هو قال الحسین قال ابن من قال ابن على قال و من أمه قال فاطمة قال و من فاطمة قال بنت محمد قال نبیکم قال نعم قال لا جزاکم الله خیرا الخ الروایة (3)

• إثبات أنَّ الحسین قد قتل:

بهذا الإسناد عن احمد عن الهروى فی خبر طویل عن الامام الرضا علیه السلام فی نفى قول من قال أن الامام الحسین علیه السلام لم یقتل و لکن شبه لهم قال علیه السلام و الله لقد قتل الامام الحسین علیه السلام و قتل من کان خیرا من الحسین أمیر المؤمنین و الحسن بن على و ما منا إلا مقتول و إنی و الله لمقتول بالسم باغتیال من یغتالنی اعرف ذلک بعهد معهود إلىّ من رسول الله صلى الله علیه وآله وسلَّم اخبره به جبرائیل عن رب العالمین عز و جل (4)
محمد بن یعقوب الکلینى عن إسحاق بن یعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمری رحمه الله أن یوصل لی کتابا قد سألت فیه عن مسائل أشکلت على فورد التوقیع بخط مولانا صاحب الزمان ع أما ما سالت عنه خیر مما آتاکم و إما ظهور الفرج فانه إلى الله و کذب الوقاتون و أما قول من زعم أن الحسین ع لم یقتل فکفر و تکذیب و ضلال و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فیها إلى رواه حدیثنا فانهم حجتی علیکم و أنا حجه الله علیهم و أما محمد بن عثمان العمری رضى الله عنه و عن أبیه من قبل فانه ثقتی و کتابه کتابی و أما محمد بن على بن مهزیار الاهوازی فسیصلح الله قلبه و یزیل عنه شکه و أما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب و طهر و ثمن المغنین حرام و أما محمد بن شاذان بن نعیم فانه رجل من شیعتنا أهل البیت و أما أبو الخطاب محمد بن أبى زینب الأجدع فانه ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإنی منهم (5)
الثانی:
العقائد الفاسدة التِّی نشرتها بنو أمیَّة فی أفکار المسلمین عامَّة وأهل الشام خاصّة.

• عقیدة أهل الشام الجبر

قال المفید فادخل عیال الامام الحسین بن على صلوات الله علیهما على ابن زیاد فدخلت زینب أخت الحسین علیهما السلام فی جملتهم متنکرة و علیها ارذل ثیابها و مضت حتى جلست ناحیة و حفت بها إماؤها فقال ابن زیاد من هذه التی انحازت فجلست ناحیة ومعها نساؤها فلم تجبه زینب فأعاد القول ثانیه و ثالثه یسال عنها فقالت له بعض إمائها هذه زینب بنت فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فاقبل علیها ابن زیاد و قال الحمد لله الذی فضحکم و قتلکم و اکذب احدوثتکم فقالت زینب الحمد لله الذی أکرمنا بنبیه محمد صلی الله علیه وآله وسلم و طهرنا من الرجس تطهیرا إنما یفتضح الفاسق.
قال السید و ابن نما ثم التفت ابن زیاد إلى على بن الحسین علیهما السلام فقال من هذا فقیل على بن الحسین فقال ا لیس قد قتل الله على بن الحسین فقال الامام علیه السلام قد کان لی أخ یسمى على بن الحسین قتله الناس فقال بل الله قتله فقال علی الله یتوفى الأنفس حین موتها و التی لم تمت فی منامها فقال ابن زیاد و لک جرأه على جوابى اذهبوا به فاضربوا عنقه فسمعت عمته زینب فقالت یا بن زیاد انک لم تبق منا أحدا فان عزمت على قتله فاقتلنی معه و قال المفید و ابن نما فتعلقت به زینب عمته و قالت یا بن زیاد حسبک من دمائنا و اعتنقته و قالت و الله لا أفارقه فان قتلته فاقتلنی معه فنظر ابن زیاد إلیها و إلیه ساعة ثم قال عجبا للرحم و الله إنی لأظنها ودت إنی قتلتها معه.
الثالث: شخصیة کل من جابر بن عبد الله الأنصاری و عطیة العوفی.

• من هو هذا الصحابی؟

هو جابر بن عبدالله الأنصاری ابن عمرو بن حزام المدنی العربی الخزرجی. نزل المدینة، شهد بدراً وثمانی عشرة غزوة مع النبی صلى الله علیه وآله وسلم . وهو من أصحاب رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، ومن الأصفیاء من أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلام ومن شَرطة خمیسه، ومن أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسین والإمام السجاد والإمام الباقر علیهم السلام.

• مواصفاته :

ولائه البالغ القلبی والعملی لأهل البیت :
أنَّه کان له ولاء وحبّ ممیَّز بالنسبة إلى أهل البیت علیهم السلام، یلاحظ من خلال الأحادیث الآتیة:
قال الإمام الصادق:
إن جابر بن عبدالله کان آخر من بقی من أصحاب رسول الله صلى الله علیه وآله وکان رجلا منقطعا إلینا أهل البیت.
وهذه العقیدة کان یُبَّینها بین آونة وأخرى خصوصاً فی المواقف الخاصَّة التِّی تتطلَّب دفاعاً عنهم علیهم السلام ، وقال الکشی حدثنا أیوب بن نوح عن صفوان بن یحیى "عن عاصم بن حمید عن معاویة بن عمار عن أبی الزبیر المکی قال: سألت جابر بن عبدالله فقلت: أخبرنی أی رجل کان علی بن أبی طالب قال: فرفع حاجبه عن عینیه وقد کان سقط على عینیه قال: فقال ذاک خیر البشر أما والله إن کنا لنعرف المنافقین على عهد رسول الله صلى الله علیه وآله ببغضهم إیاه .
والجدیر بالذکر أنَّ الإمام الباقر علیه السلام یمدح جابراً ویُرَّفع من شأنه ویمیّزه من بین أصحاب رسول الله حیث أنَّه یودُّ علیاً علیه السلام کما فی الحدیث التالی:
عن موسى بن جعفر عن أبیه عن جده أبی جعفر عن أبیه علیه السلام و حدثنیه الحسین بن زید على ذو الدمعة عن عمه عمر بن على عن أخیه عن أبیه عن جده الحسین صلى الله علیهم و قال أبو جعفر علیه السلام حدثنی عبد الله بن العباس و جابر بن عبد الله الأنصاری وکان بدریا أُحُدیا شجریا و ممَّن یحظُّ من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله فی مودّة أمیر المؤمنین علیه السلام (6)
ارتباطه المباشر بالأئمة علیهم السلام
عن أبى جعفر محمد بن على علیه السلام إن فاطمة بنت على بن أبی طالب لما نظرت إلى ما یفعل ابن أخیها على بن الحسین بنفسه من الداب فی العبادة أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاری فقالت له یا صاحب رسول الله إن لنا علیکم حقوقا من حقنا علیکم إن إذا رأیتم أحدنا یهلک نفسه اجتهادا إن تذکروه الله و تدعوه إلى البقیا على نفسه وهذا على بن الحسین بقیه أبیه الحسین قد انخرم انفه و ثفنت جبهته و رکبتاه و راحتاه ادابا منه لنفسه فی العبادة فأتى جابر بن عبد الله باب الامام على بن الحسین علیه السلام و بالباب أبو جعفر محمد بن على علیهما السلام فی اغیلمه من بنى هاشم قد اجتمعوا هناک فنظر جابر إلیه مقبلا فقال هذه مشیه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و سجیته فمن أنت یا غلام قال فقال أنا محمد بن على بن الحسین فبکى جابر رضى الله عنه ثم قال أنت و الله الباقر عن العلم حقا ادن منى بأبی أنت فدنا منه فحل جابر أزراره و وضع یده على صدره فقبله و جعل علیه خده و وجهه، وقال له أقرئک عن جدک رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم السلام و قد أمرنی إن افعل بک ما فعلت و قال لی یوشک إن تعیش و تبقى حتى تلقى من ولدى من اسمه محمد یبقر العلم بقرا و قال لی انک تبقى حتى تعمى ثم یکشف لک عن بصرک ثم قال لی ائذن لی على أبیک فدخل أبو جعفر على أبیه فاخبره الخبر و قال إن شیخا بالباب و قد فعل بی کذا و کذا فقال یا بنى ذلک جابر بن عبد الله ثم قال أمن بین ولدان اهلک قال لک ما قال و فعل بک ما فعل قال نعم قال أنا لله انه لم یقصدک فیه بسوء و لقد أشاط بدمک ثم أذن لجابر فدخل علیه فوجده فی محرابه قد انضته العبادة فنهض الامام على علیه السلام فسأله عن حاله سؤالا حفیا ثم أجلسه بجنبه فاقبل جابر علیه یقول یا ابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لکم و لمن احبکم و خلق النار لمن أبغضکم و عاداکم فما هذا الجهد الذی کلفته نفسک قال له الامام على بن الحسین علیهما یا صاحب رسول الله ا ما علمت جدی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم یدع الاجتهاد و تعبد بأبی هو وأمی حتى انتفخ الساق و ورم القدم و قیل له اتفعل هذا و قد غفر الله لک ما تقدم من ذنبک و ما تأخر قال أفلا أکون عبدا شکورا (7)

• حدیث اللوح

عن أبى بصیر عن أبى عبد الله علیه السلام قال :
قال أبی لجابر بن عبد الله الأنصاری أن لی إلیک حاجه فمتى یخف علیک أن أخلو بک فأسألک عنها قال له جابر فی أی الأوقات شئت فخلا به أبی علیه السلام فقال له یا جابر أخبرنی عن اللوح الذی رایته فی یدی أمی فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و ما أخبرتک به أمی إن فی ذلک اللوح مکتوبا قال جابر اشهد بالله إنی دخلت على أمک فاطمة فی حیاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أهنئها بولادة الحسین علیه السلام فرأیت فی یدها لوحا اخضر ظننت انه زمرد و رأیت فیه کتابا ابیض شبه نور الشمس فقلت لها بأبی أنت و أمی یا بنت رسول الله ما هذا اللوح فقالت هذا اللوح أهداه الله عز و جل إلى رسوله فیه اسم أبی و اسم بعلی و اسم أبنی و أسماء الأوصیاء من ولدى فاعطانیه أبی لیسرنی بذلک قال جابر فاعطتنیه أمک فاطمة فقراته و انتسخته فقال أبی علیه السلام فهل لک یا جابر إن تعرضه على قال نعم فمشى معه أبی علیه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فاخرج إلى أبی صحیفة من رق قال جابر فاشهد بالله إنی هکذا رایته.
الکرامات التِّی صدرت من الرسول فی شأنه:

• إطعام جمیع من فی الخندق بشاة واحدة

عن جابر قال علمت فی غزوه الخندق إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم مقوى أی جائع لما رأیت على بطنه الحجر فقلت یا رسول الله هل لک فی الغداء قال ما عندک یا جابر فقلت عناق و صاع من شعیر فقال تقدم و اصلح ما عندک قال جابر فجئت إلى أهلی فأمرتها فطحنت الشعیر و ذبحت العنز وسلختها و أمرتها إن تخبز و تطبخ و تشوى فلما فرغت من ذلک جئت إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقلت بأبی و أمی أنت یا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من أحببت فقام صلی الله علیه وآله وسلم إلى شفیر الخندق ثم قال یا معشر المهاجرین و الأنصار أجیبوا جابرا و کان فی الخندق سبع مائة رجل فخرجوا کلهم ثم لم یمر بأحد من المهاجرین و الأنصار إلا قال أجیبوا جابرا قال جابر فتقدمت و قلت لأهلی قد و الله أتاک رسول الله صلی الله علیه واله وسلم بما لا قبل لک به فقالت أعلمته أنت ما عندنا قال نعم قالت فهو اعلم بما أتى قال جابر فدخل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فنظر فی القدر ودخل الجمیع تباعا حتى أکلوا کلهم و بقى و الله لنا من ذلک الطعام ما عشنا به أیاما.

• أداء دین جابر:

روى عن جابر قال استشهد والدی بین یدی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یوم أحد وهو ابن مائتی سنه و کان علیه دین فلقینی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یوما فقال ما فعلت بدین أبیک فقلت على حاله فقال لمن هذا قلت لفلان الیهودی قال متى حینه قلت وقت جفاف التمر قال إذا جف التمر فلا تحدث فیه حتى تعلمنی و اجعل کل صنف من التمر على حده ففعلت ذلک و أخبرته صلی الله علیه وآله وسلم فصار معی إلى التمر و اخذ من کل صنف قبضه بیده و ردها فیه ثم قال هات الیهودی فدعوته فقال له رسول الله اختر من هذا التمر أی صنف شئت فخذ دینک منه فقال الیهودی وأی مقدار لهذا التمر کله حتى آخذ صنفا بینه و لعل کله لا یفی بدینی فقال النبی صلی الله علیه وآله وسلم اختر أی صنف شئت فابتدئ به فاومأ إلى صنف الصیحانى فقال ابتدئ به فقال بسم الله فلم یزل یکیل منه حتى استوفى منه دینه کله و الصنف على حاله ما نقص منه شیء ثم قال صلی الله علیه وآله وسلم یا جابر هل بقى لأحد علیک شیء من دینه قلت لا قال فاحمل تمرک بارک الله لک فیه فحملته إلى منزلی و کفانا السنة کلها فکنا نبیع منه لنفقتنا و مؤونتنا و نأکل منه و نهب منه و نهدى إلى وقت التمر الجدید و التمر على حاله إلى إن جاءنا الجدید (8)

• شموله شفاعة الإمام:

ابن الولید عن الصفار عن محمد بن عیسى عن بشیر عن هشام بن سالم قال قال لی أبو عبد الله علیه السلام إن لأبی مناقب لیست لأحد من آبائی إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال لجابر بن عبد الله انک تدرک محمدا أبنی فاقرأه منى السلام فأتى جابر على بن الحسین علیهما السلام فطلبه منه فقال نرسل إلیه فندعوه لک من الکتاب فقال اذهب إلیه فاتاه فاقرأه السلام من رسول الله و قبل رأسه و ألتزمه فقال وعلى جدی السلام و علیک یا جابر قال فأساله جابر إن یضمن له الشفاعة یوم القیامة فقال له افعل ذلک یا جابر
*قال : فکان جابر یأتیه طرفی النهار وکان أهل المدینة یقولون:واعجباه لجابر یأتی هذا الغلام طرفی النهار وهو آخر من بقى من أصحاب رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم)(9)

• زیارة الحسین

عطیه العوفى قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاری رحمه الله زائرین قبر الحسین بن على بن أبی طالب علیه السلام فلما وردنا کربلاء دنا جابرُ من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بازار و ارتدى باخر ثم فتح صرة فیها سعد فنثرها على بدنه ثم لم یَخطَّ خطوة إلا ذکر الله حتى إذا دنا من القبر قال إلمسنیه فألمسته فخر على القبر مغشیا علیه فرششت علیه شیئا من الماء فآفاق و قال یا حسین ثلاثا ثم قال حبیب لا یجیب حبیبَه ثم قال وأنّى لک بالجواب وقد شُحطت أوداجک على أَثباجِک و فُرِّقَ بین بدنک و رأسک فأَشهد انک ابنُ النبیین وابن سید المؤمنین وابن حلیفِ التقوى وسلیلِ الهدى وخامسِ أصحاب الکساء و ابنُ سید النقباء و ابنُ فاطمة سیدةِ النساء و ما لک لا تکون هکذا و قد غَذتک کفُّ سیدِ المرسلین و رُبِّیت فی حجر المتقین و رضعت من ثدیِ الإیمان و فطمت بالإسلام فطبت حیا و طبت میتاً غیر إن قلوبَ المؤمنین غیرُ طیِّبةٍ لفراقک و لا شاکةٍ فی الخیرةِ لک فعلیک سلام الله ورضوانه واشهد انک مضیت على ما مضى علیه أخوک یحیى ابنُ زکریا ثم جال ببصره حول القبر و قال السلام علیکم أیها الأرواح التی حلت بفناء قبر الحسین وأناخت برحله اشهد إنکم أقمتم الصلاة وآتیتم الزکاة وأمرتم بالمعروف ونهیتم عن المنکر وجاهدتم الملحدین وعبدتم الله حتى أتاکم الیقین والذی بعث محمدا بالحق لقد شارکناکم فیما دخلتم فیه قال عطیه فقلت لجابر کیف و لم نهبط وادیا و لم نعلُ جبلًا و لم نضرب بسیف و القوم قد فرق بین رؤوسهم و أبدانهم وأولادهم و أرملت الأزواج فقال لی یا عطیه سمعت حبیبی رسولَ الله صلی الله علیه آله وسلم یقول من احب قوماً حشر معهم و من أحب عمل قوم أشرک فی عملهم و الذی بعث محمدا بالحق إن نیتی ونیةَ أصحابی على ما مضى علیه الحسین وأصحابه خذونی نحو أبیات کوفان فلما صرنا فی بعض الطریق فقال لی یا عطیه هل أوصیک وما أظن أننی بعد هذه السفره ملاقیک احببْ محبَّ آل محمد صلی الله علیه آله وسلم ما أحبهم و ابغض مبغض آل محمد ما ابغضهم وإن کان صواما قواما وارفق بمحب آل محمد فانه إن تزُل قدمٌ بکثرةِ ذنوبهم ثبتت لهم أخرى بمحبتهم فان محبهم یعود إلى الجنة و مبغضهم یعود إلى النار.
المصادر :
1- بحار الأنوار ج 85 ص75 روایة7 باب 24
2- بحار الأنوار ج 45 ص 112 روایة 1 باب 39
3- بحار الأنوار ج 45 ص 186 روایة 31 باب 39
4- البحار ج 49 ص 285 روایة 5 باب 19
5- البحار ج 53 ص 180 روایة 10 باب 31
6- بحار الأنوار ج 70 ص 20 روایة 17 باب 43
7- بحار الأنوار ج 46 ص 60 روایة 18 باب5
8- بحار الأنوار ج 18 ص 31 روایة 24 باب7
9- بحار الأنوارج 46 ص 228 روایة 10 باب3



 

 



نظرات کاربران
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.