کل الحقائق الکونیة التی یقررها العلماء حدیثاً تأتی متفقة تماماً مع القرآن الکریم، وبخاصة الآیات التی تتحدث عن نهایة الکون والتی هی دلیل على صدق القرآن، لنقرأ..
خبر علمی جدید
یؤکد العلماء الیوم أن مجرتنا المعروفة باسم "درب التبانة" أو "درب اللبانة" ستصبح مع الزمن أکبر وأسرع مما کان یعتقد سابقاً. فقد کشف مؤخراً أنها تتحرک بسرعة تقترب من 100 ألف میل فی الساعة، وتدور حول محورها بسرعة 568 ألف میل فی الساعة. هذا الکشف أعلنه مؤخراً أستاذ الفیزیاء الفلکیة فی مرکز سمیثسونیان-هارفارد لعلوم الفلک، مارک رید، خلال مؤتمر للجمعیة الأمریکیة لعلوم الفلک فی لونغ بیتش، بکالیفورنیا.وحیث أن السرعة ترتبط بالکتلة، فإن زیادة سرعة النظام الشمسی بنسبة 15 فی المائة تترجم إلى نحو ضعفی کتلة درب التبانة بحسب مجموعة رید. وکانت سرعة النظام الشمسی قد بنیت فی السابق على ما وصفه رید بأنها "سرعة البعد الواحد"، والتی یتم الحصول علیها من خلال تحولات "دوبلر" فقط. ویقول رید: "أما الآن فلدینا سرعة بثلاثة أبعاد وأسالیب قیاس أکثر دقة" تمثل تقدماً هائلاً فی هذا المجال.
وکانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن مجرة درب التبانة هی الشقیقة الصغرى لمجرة "أندرومیدا" لکن رید أضاف أن المجرتین الآن أصبحتا "أقرب إلى التوأمین"، فی إشارة إلى أنهما متساویتان فی الحجم تقریباً، ما یزید الاعتقاد بأنهما قد تصطدمان ببعضهما یوماً ما.
على أن البشر لیسوا بحاجة إلى الخوف والهروب من هذا الاصطدام بین المجرتین، فأولاً، هناک مساحات شاسعة بین النجوم بحیث لن یشعر کوکب الأرض بأی تأثیر للاصطدام بین المجرتین، وثانیاً، لن یحدث الاصطدام قبل فترة 3 إلى 5 ملیارات سنة قادمة، وهی الفترة التی ستتحول فیها شمسنا إلى نجم أحمر عملاق.
وتوفر المعلومات الجدیدة فهماً أکبر لمجرة درب التبانة، فقبل أسابیع قلیلة من إعلان رید، کشف أستاذ الفیزیاء فی جامعة أیوا، مارتین بول، عن أکثر خریطة مفصلة لأذرع المجرة الحلزونیة. وأوضحت خارطة بول عن ذراعین متوازیتین فی الجزء الداخلی من المجرة، تتفرعان إلى أربعة أذرع، وهی ما تعد إجابة على تساؤلات طرحت منذ 50 عاماً.
وعلى الرغم من أن درب التبانة هی مجرتنا، فإنه لا یوجد مخطط دقیق لها، وذلک لأن الکشف عنها لن یکون بتلک السهولة، فنحن مثل شخص فی مدینة لکنه لم یقم باستکشافها أبداً. وکان جون أورت أول من وضع خارطة مفصلة لدرب التبانة فی العام 1958 من خلال تقییم لقوة غاز الهیدروجین.
أما بول فقد وضع خارطته للمجرة باستخدام نموذج قوة حرکیة لتدفق الغاز فی المجرة، وهو النموذج الذی وضعه بیتر إنغلمایر من جامعة زیوریخ ونیکولای بیسانتیز من جامعة رور فی بوخوم بألمانیا، اللذان اعتمدا على بیانات بالأشعة تحت الحمراء جمعها أحد أقمار وکالة الفضاء الأمریکیة ناسا. وتعد خارطة بول الأولى التی تأخذ فی الحسبان مجرة درب التبانة بأکملها، بما فی ذلک مرکزها، الذی یتسم بالغرابة والتعقید، نظراً لقوة الجاذبیة الهائلة.
التعلیق
هذه نتائج دراسات معمَّقة وطویلة واستمرت عدة قرون، أدرک بنتیجتها العلماء أن الکون لابد أن ینهار فی نهایة حیاته. فمنذ أن کشف العلماء أن للکون بدایة وأن الکون ذات یوم لم یکن شیئاً یُذکر، أدرکوا أن للکون نهایة، وهذه الاکتشافات شکلت صفعة قویة للملحدین الذین ینکرون وجود الخالق تبارک وتعالى، ویدَّعون أن الکون وُجد بالصدفة وسیستمر إلى الأبد.هذه الأساطیر کانت موجودة زمن نزول القرآن، ولکن النبی صلى الله علیه وسلم صحح المعتقدات، وأخبر بأن الله هو الذی خلق الکون وأن الکون بدأ من نقطة صغیرة ثم توسَّع ولا زال یتَّسع وسینتهی ذات یوم وینهار ویعود کما بدأ، والآیات القرآنیة التالیة تؤکد ذلک وبما یتفق مع العلم الحدیث:
1- آیة تتحدث عن نشوء الکون من کتلة واحدة، یقول تعالى: (أَوَلَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ کَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ کُلَّ شَیْءٍ حَیٍّ أَفَلَا یُؤْمِنُونَ) (1)
2- آیة تتحدث عن اتساع الکون باستمرار، یقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَیْنَاهَا بِأَیْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)(2)
3- آیة تتحدث عن نهایة الکون، یقول تعالى: (یَوْمَ نَطْوِی السَّمَاءَ کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ کَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْدًا عَلَیْنَا إِنَّا کُنَّا فَاعِلِینَ) (3)
4- آیات کثیرة تتحدث عن تشقق السماء وتناثر الکواکب یوم القیامة، بما یتفق مع العلم الحدیث، یقول تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْکَوَاکِبُ انْتَثَرَتْ)(4). وتکویر الشمس وانطفاء النجوم: (إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ) (5)
وهکذا فإن هذه الآیات دلیل على أن الله هو قائلها، لأن الله تعالى هو الذی خلق الکون وهو أعلم بمستقبله، ولذلک فقد وضع هذه الآیات فی کتابه لتکون شاهداً على صدق هذا الکتاب العظیم، وصدق رسالة الإسلام.
المصادر:
1- الأنبیاء: 30
2- الذاریات: 47
3- الأنبیاء: 104
4- الانفطار: 1-2
5- التکویر: 1-2
/م