
للإسلام وسائله العدیدة لحمایة البیئة، وتنمیتها وتحسینها، ومحور هذه الوسائل هو الإنسان نفسه لأن الطبیعة من حولنا لا مشکلة منها ولا خطر فی ذاتها، وإنما المشکلة تنبع من صلة الإنسان بها وتصرّفه فیها وتعامله معها. وهذه الوسائل تتمثل فی:
1- تربیة الناشئة:
عبر غرس فکرة العنایة بالبیئة والحفاظ علیها، والاعتدال فی الاستفادة منها بلا شح ولا إسراف، وخلق حس المسؤولیة تجاه ما حوله ولیس البشر فقط، عملاً بقول أمیر المؤمنین علیه السلام: "اتقوا اللَّه فی عباده وبلاده فإنکم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم"(1).هذه المعانی والمضامین یجب غرسها فی عقول ووجدان الأطفال منذ نعومة أظفارهم وأن تکون مواد تدریسیة فی المناهج التعلیمیة والکتب التدریسیة، إن التعلیم فی الصغر کالنقش فی الحجر، وفی هذه السنّ تتکوّن العادات وتکتسب الفضائل.
2- التوعیة والتثقیف للکبار:
وذلک عن طریق المؤسسات الثقافیة والجمعیات البیئیة ووسائل الاعلام بشتى وجوداته مقروءاً ومسموعاً ومرئیاً، وحتى عن طریق الخطب الدینیة والندوات وبیان الموقف الشرعی من هکذا موضوعات.وفی الإسلام کل المواد الأساسیة الکافیة لاستنباط تشریعات تحمی البیئة وهی بحاجة إلى إضاءة اعلامیة مرکّزة کغیرها من مفردات التشریع.
3- رقابة الرأی العام:
عملاً بفریضة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، فإن إصلاح البیئة ورعایتها من المعروف، وإن إفسادها وتلویثها من المنکر. قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ﴾(2).المصادر :
1- نهج البلاغة، ج2، الخطبة 167.
2- التوبة:71.
/ج