الخطابیة

فرقة من الغلاة المشبهة ظهرت فی النصف الأول من القرن الثانی أسسها محمد بن مقلاص بن أبی زینب الأسدی الکوفی المکنى بأبی الخطاب قالوا بألوهیة الإمام الصادق (علیه السلام)وعزوا أنفسهم إلیه ولما اطلع على غلوهم وضلالتهم لعن الإمام (علیه
Monday, March 31, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الخطابیة
الخطابیة

 





 

فرقة من الغلاة المشبهة ظهرت فی النصف الأول من القرن الثانی أسسها محمد بن مقلاص بن أبی زینب الأسدی الکوفی المکنى بأبی الخطاب قالوا بألوهیة الإمام الصادق (علیه السلام)وعزوا أنفسهم إلیه ولما اطلع على غلوهم وضلالتهم لعن الإمام (علیه السلام)صاحبهم وتبرأ منه .

عوامل الظهور :

ـ تبنى رجالات الفرقة آراء ومعتقدات اعتمدوا فیها على اجتهاداتهم ومیولهم وتنکروا فیها للکثیر من الحقائق والمسلمات والثوابت فی المجتمع الإسلامی ولم یعولوا على مستند صحیح أو مرجع معتبر بل تمسکوا بحجج واهیة وادعاءات باطلة .
ـ الطموح الشخصی لأبی الخطاب الأسدی واستغلاله سذاجة بعض الأفراد إذ طرح أولاً انه مرسل من قبل الإمام الصادق (علیه السلام)وثانیا انه نبی ، وثالثا زعم انه الاله ، ویعنی ان الإمام جعفراً الصادق (علیه السلام)قد حل فیه حتى مکنته افعاله من تسخیر جماعات لخدمته وتنفیذ أوامره .
ـ رغم ملاحقة السلطة العباسیة لهم وتمکن والی الکوفة عیسى بن موسى من إلقاء القبض على زعیم الفرقة أبی الخطاب الأسدی وصلبه بسبب ضلالته إلا أنهم استمروا على أفکارهم ومعتقداتهم إلى فترات متأخرة .

النشأة والتطور :

ـ فی بدایة أمرهم نسبوا أنفسهم إلى الإمام الصادق (علیه السلام)وغاَلوْا فی دعوتهم حتى تبرأ الإمام (علیه السلام)من أبی الخطاب الأسدی ولعنه وأمر اصحابه بالبراءة منه .
ـ افترقت الخطابیة بعد صلب زعیمهم إلى خمس فرق کلهم یزعمون ان الأئمة آلهة .
ـ تلت الخطابیة فرق تشعبت عنها واتخذت لها أفکارا میزتها شیئا ما عن غیرها ، واختلف زعماؤها فی توجهاتهم عن مؤسس الفرقة الخطابیة ، وهذه الفرق هی المعمریة والبزیغیة والعمیریة والمفضلیة والخطابیة المطلقة .
ـ الإسماعیلیة الخالصة هم الخطابیة أصحاب أبی الخطاب الأسدی وقد دخلت فرقة منهم فی فرقة محمد بن إسماعیل واقروا بموت إسماعیل فی حیاة أبیه .
ـ ذکر الأشعری المخمسة واعتبرهم من أصحاب أبی الخطاب وقد قالوا ان کل من کان من الأوائل مثل أبی الخطاب وبیان وصائد جمیعهم هم انبیاء بتغییر الجسم وتبدیل الاسم .

الأفکار والمعتقدات :

ـ تألیه الإمام الصادق (علیه السلام)واعتبار طینته من طینة اخرى غیر طینة البشر إلا ان الإمام (علیه السلام)بعد ان اطلع على مخاریقهم وضلالتهم لعن زعیمهم وتبرأ منه وأمر أصحابه بالبراءة منه .
ـ ان الأئمة (علیه السلام)انبیاء ثم آلهة وان الحسن والحسین وأولادهما ابناء الله واحباؤه .
ـ إن الإمام جعفرا الصادق (علیه السلام)قد جعل ابا الخطاب الأسدی قیمه ووصیه من بعده وانه علمه اسم الله الأعظم ثم ترقى إلى ان ادّعى النبوة ثم ادعى الرسالة ثم ادعى انه من الملائکة وانه رسول الله إلى اهل الأرض والحجة علیهم .
ـ إن أبا الخطاب لم یقتل ولا قتل احد من أصحابه وانما لبس على القوم وشبه لهم .
ـ تأویلهم قصة السفینة والتی کانت لمساکین یعملون فی البحر والتی وردت فی القرآن بان السفینة یرمز بها إلى أبی الخطاب ، وان المساکین أصحابه ، وان الملک الذی وراءهم عیسى بن موسى العباسی وهو الذی قتل أبا الخطاب ، وان أبا عبد الله ( أی الإمام الصادق ) أراد ان یعیبنا بلعنه إیانا فی الظاهر ، وفی الباطن عنى اضدادنا ومن خالفنا.
ـ تجوز شهادة الزور لموافقی أبی الخطاب على مخالفیه ومعاندیه .
ـ ینبغی ان یکون فی کل وقت إمام ناطق وآخر ساکت وان علیاً کان فی وقت النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)صامتاً وکان النبی (صلی الله علیه وآله وسلم)ناطقاً ثم صار علی بعده ناطقاً وکان أبو الخطاب فی وقته ـ أی فی بدایة دعوته فی عصر الإمام الصادق (علیه السلام)ـ صامتا وصار بعده ناطقاً .
ـ إن کل مؤمن یوحى إلیه والمستند على ذلک باعتقادهم قوله تعالى { وما کان لنفس ان تموت إلا بإذن الله } أی بوحی منه إلیه ، وأیضا قوله تعالى { وإذ أوحیت إلى الحواریین } والمراد بالحواریین فی الآیة الشریفة الفرقة الخطابیة ، ومن قوله تعالى فی سورة النحل { وأوحى ربک إلى النحل } استدلوا بانه إذا جاز الوحی إلى النحل فالوحی إلینا أولى بالجواز .
ـ إن عبادة الأئمة واجبة بتأویل قوله الله تعالى { فإذا سویته ونفخت فیه من روحی فقعوا له ساجدین } وکذلک تمسکوا بعبادة أبی الخطاب وتقدیسهم له وانه أعظم منزلة من الإمام الصادق ( علیه السلام ) والإمام علی (علیه السلام).

أبرز الشخصیات :

1 ـ محمد بن مقلاص بن أبی زینب الأسدی الأجدع أبو الخطاب .
2 ـ المفضل الصیرفی .
3 ـ بزیغ بن موسى .

الانتشار ومواقع النفوذ:

ـ کان نشاط هذه الفرقة فی مطلع العصر العباسی الأول فی منطقة الکوفة حیث کثر اتباعها حتى تجاوزوا الألوف وقد تشعبت منها فرق صغیرة کالبزیغیة والمعمریة والخطابیة المطلقة والعمیریة وکل واحدة من هذه الفرق استطاعت ان تحقق لنفسها وجوداً وتکتلاً انطلقت من خلاله لترکیز قواعدها .

أحداث ووقائع :

1 ـ کتب أبو عبد الله الصادق (علیه السلام)إلى أبی الخطاب : بلغنی انک تزعم ان الزنا رجل وان الخمر رجل وان الصلاة رجل وان الصیام رجل وان الفواحش رجل ولیس هو کما تقول ، انا أصلُ الحق ، وفروع الحق طاعة الله ، وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش ، وکیف یطاع من لایعرف وکیف یعرف من لایطاع .
2 ـ روی عن علی بن عقبة انه قال : دخلت على أبی عبد الله الصادق (علیه السلام)فسلمت علیه وجلست ، فقال لی : کان فی مجلسک هذا أبو الخطاب ومعه سبعون رجلا کلهم إلیه یتألم ( ینالهم ) منهم شیء رحمتهم ، فقلت لهم ألا أخبرکم بفضائل المسلم ؟ فلا أحسب أصغرهم إلا قال : بلى جعلت فداک . قلت من فضائل المسلم ان یقال فلان قارئ لکتاب الله عزوجل ، وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان یجتهد فی عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم مالکم وللریاسات انما المسلمون رأس واحد ، إیاکم والرجال فان الرجال للرجال مهلکة ، فانی سمعت أبی یقول ان شیطاناً یقال له المذهب یأتی فی کل صورة ، إلا انه لا یأتی فی صورة نبی ، ولا وصی نبی ، ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبکم فاحذروه ! فبلغنی انهم قتلوا معه فابعدهم الله واسحقهم واسخطهم انه لا یهلک على الله إلا هالک .
3 ـ وعن حنان بن سدیر قال کنت جالسا عند أبی عبد الله الصادق (علیه السلام)ومیسر بیاع الزطَّی عنده ونحن فی سنة ثمانٍ وثلاثین ومئة ، فقال میسر : جعلت فداک عجبت لقوم کانوا یأتون معنا إلى هذا الموضع فانقطعت آثارهم وفنیت اجالهم ، قال ومن هم ؟
قلت: أبو الخطاب وأصحابه وکان متکئا فجلس فرفع اصبعه إلى السماء ثم قال : على أبی الخطاب لعنة الله والملائکة والناس أجمعین ، فاشهد بالله انه کافر فاسق مشرک ، وانه یحشر مع فرعون فی أشد العذاب غدواً وعشیاً . ثم قال : أما والله أنى لأنفس على اجساد أصیبت معه النار .

من ذاکرة التاریخ :

ـ لزم أنصار الفرقة الخطابیة المسجد بالکوفة واظهروا التعبد ، ولزم کل رجل منهم اسطوانة ، وکانوا یدعون الناس إلى أمرهم سرا ، فبلغ خبرهم الوالی العباسی على الکوفة عیسى بن موسى وانهم قد أظهروا الإباحات ودعوا الناس إلى نبوة أبی الخطاب ، فبعث إلیهم رجلاً من اصحابه فی خیل ورجالة لیأخذهم ویأتیه بهم فامتنعوا علیه وکانت بینهم حرب شدیدة بالقصب والحجارة والسکاکین وجعلوا القصب مکان الرماح ، وکان أبو الخطاب یقول لهم : قاتلوهم فان قصبکم یعمل فیهم عمل الرماح وسائر السلاح ورماحهم وسلاحهم لا یضرکم ولا یعمل فیکم ولا یحتک فی أبدانکم ، فجعل یقدمهم عشرة عشرة للمحاربة ، فلما قتل منهم نحو ثلاثین رجلا صاحوا یا سیدنا ما ترى ما یحل بنا من هؤلاء القوم ؟ ولا ترى قصبنا یعمل فیهم ولا یؤثر وقد یکسر کله ؟ ذکر بعض الرواة انه قال : لهم یاقوم ان کان بدا الله فیکم فما ذنبی ، ؟ وقال آخرون انه قال لهم : یاقوم قد بلیتم وامتحنتم واذن فی قتلکم وشهادتکم ، فقاتلوا على دینکم واحسابکم ولا تعطوا بایدیکم فتذلوا مع انکم لا تتخلصون من القتل ، فموتوا کراماً اعزاء واصبروا فقد وعد الله الصابرین أجرا عظیما ، وانتم الصابرون ، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم وأسر أبو الخطاب فأُتَی به عیسى بن موسى فأمر بقتله فضربت عنقه فی ( دار الرزق ) على شاطئ الفرات ، وأمر بصلبه وصلب أصحابه فصلبوا ، ثم أمر بعد مدة باحراقهم فاحرقوا ، وبعث برؤوسهم إلى أبی جعفر المنصور فأمر بها فصلبت على مدینة بغداد ثلاثة أیام ثم أحرقت .

خلاصة البحث :

ـ هی إحدى الفرق الغالیة ظهرت فی النصف الأول من القرن الثانی أسسها أبو الخطاب محمد بن مقلاص الأسدی ، وقالت بألوهیة الإمام الصادق (علیه السلام)، وبعد ان اطلع الإمام (علیه السلام)على ضلالتهم وانحرافهم لعنهم وتبرأ منهم .
ـ تبنت الفرقة الخطابیة آراء أو معتقدات استندت فیها على اجتهادات زعمائها ومیولهم الشخصیة.
ـ لاحقت السلطات العباسیة اتباع الخطابیة وحاولت القضاء علیهم بید انهم واصلوا نشاطهم باتباعهم أسالیب متنوعة وتحت عناوین مختلفة بایجادهم تکتلات کالزیغیة والعمریة والخطابیة المطلقة .
ـ طرحت الفرقة الخطابیة أفکارا ومعتقدات ، کان من أهمها القول بألوهیة الإمام الصادق (علیه السلام)، وان الأئمة علیهم السلام أنبیاء ثم آلهة ، وقد ادعى أبو الخطاب الأسدی انه وصی الإمام الصادق (علیه السلام)وانه تعلم منه الاسم الأعظم ، ثم ادعى النبوة ، ومن ثم الرسالة ، وکونه من الملائکة وهو الحجة على أهل الأرض .
ـ أوَّلوا الآیات القرآنیة حسب مشاربهم وأذواقهم دون الاستناد إلى دلیل معتبر أو مدرک شرعی مقبول .
ـ تمکن زعماء الخطابیة أمثال محمد بن مقلاص الأسدی وبزیغ بن موسى والمفضل الصیرفی قیادة الفرقة وتلقین مریدهم ومؤیدهم مبادئ دعوتهم وعقیدتهم .
ـ انتشرت أفکار الفرقة فی الکوفة وجذبت الألوف للالتفاف حولها .
ـ تصدى أئمة الهدى وأمناء الرسالة لتیار الغلاة وأضالیلهم وکشف زیف الخطابیة وبدعها وقد لعنهم الإمام جعفر الصادق (علیه السلام)وأمر الصحابة بالبراءة منهم .
ـ تمکن والی الکوفة عیسى بن موسى من محاصرتهم فی المسجد والقاء القبض على أبی الخطاب وصلبه وبعث برأسه إلى أبی جعفر المنصور .
المصدر :
تحقیق راسخون 2014



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.