فرقة إسلامیة من الغلاة المتأخرین ، ابتدعها المیرزا غلام أحمد القادیانی ( 1248 ـ 1319 هـ ق ) ، وسمیت بالقادیانیة نسبة الى مدینة قادیان فی البنجاب الهندیة حیث ولد المیرزا أحمد الذی ادعى أنه المسیح المعهود ، والمهدی الموعود فی وقت واحد ، وتأثر بالغرب غایة التأثر ، وغلف دعوته بشعارات التجدید للإسلام والإصلاح والتقدم .
عوامل الظهور :
ـ لما استقرت أقدام الانجلیز فی الهند وجدوا فیها خمسین ملیوناً من المسلمین یتحرکون بتعالیم الدین ورؤى القرآن الذی یتلى علیهم ویحرضهم على الجهاد والمقاومة ضد الکافرین ، فأخذ المستعمرون الانجلیز یبحثون عن سبل ازالة هذا الدین من ارض الهند او محاولة اضعافه فوجدوا افضل وسیلة لتحقیق ذلک هی اختیار رجل ذی منصب دینی ومن المسلمین انفسهم وهکذا کان ( میرزا غلام احمد القادیانی ) هو الرجل الذی ینهض بهذا الدور الخطیر ویحقق للمستعمر الانجلیزی غایاته واغراضه وقد کان مضطرب الافکار والعقائد وکان طموحاً بتأسیس دیانة جدیدة تترک بصماتها على قلب التأریخ.ـ لقد أقلقت بریطانیا حرکة الامام الشهید « أحمد بن عرفات » ( 1842 م ) الذی استطاع حمل مشعل الجهاد والمقاومة وبث روح النخوة الإسلامیة ، والحماس الدینی فی صدور المسلمین فی الربع الأول من القرن التاسع عشر المیلادی فی بلاد الهند ، وقد عانت منهم الحکومة الانجلیزیة مصاعب جمة ، وکانوا موضع اهتمامها ، کما رأت الحکومة الانجلیزیة أن دعوة السید جمال الدین الحسینی الشهیر بالافغانی أخذت بالانتـشار فی العالم الاسلامی بشکل مذهل ، فکان لابد من مواجهة ذلک الشخص بشخص من داخل المسلمین أنفسهم یستطیع التأثیر فیهم ، وتشویش عقائدهم وقد أجاد هذا الدور المیرزا غلام أحمد القادیانی باداء رائع خدم الاستعمار الانجلیزی کثیرا.
النشأة والتطور :
ـ وحینما ساعد الانجلیز المذهب القادیانی شهدت الهند مظهرا فکریا إسلامیا تبناه الانجلیز لمصلحة الاستعمار الغربی ، وقد تبرقع هذا التوجه بشعارات التقدمیة والاصلاح لتغییر اتجاه الجماعة الاسلامیة الى ما لم تألفه ، والى غیر ما درجت علیه فی اعتقادها .ـ انبهار بعض المسلمین بمظاهر الغرب والتطور الهائل فی الصناعات ، وکذلک ضعف أحوال المسلمین قد أثرا الى حد بعید فی خداع البسطاء بالمذهب القادیانی الداعی للانجلیز وأفکارهم ، والذی یهدف لتثبیت سلطة المستعمر ، ودعم ولایته على المسلمین ، وتقویض حرکة الجهاد والتحدی التی یحملها المسلمون .
ـ انشقت القادیانیة ـ بعد نشأتها بقلیل ـ الى شقین أبرزهما ما یعرف باسم « الأحمدیة » أو « جماعة لاهور » وزعیما هذا الفرع هما « خواجه کمال الدین » و« مولای محمد علی » ولهذا الفرع نشاط کبیر فی خارج الهند ، فی آسیا واوربا .
الأفکار والمعتقدات :
ـ عقیدتهم فی المسیح : أنه لم یصلب ولکنه مات ظاهریا ودفن فی قبر ، خرج منه ، وهاجر الى الهند ، والى کشمیر على وجه التحدید لیعلم الانجیل وتعالیمه وانه توفی بعد أن بلغ من العمر مئة وعشرین سنة وان قبره لم یزل موجودا هناک .ـ الجهاد فی نظر القادیانیة لیس معناه اللجوء الى العنف باستخدام ادوات الحرب ضد غیر المسلمین وانما هو وسیلة سلمیة للاقناع .
ـ فی کتاب " حقیقة النبوة " لمیرزا أحمد الخلیفة الثانی : جاء ان « غلام احمد القادیانی » أفضل من بعض أولی العزم!!
ـ یرون انه لا فرق بین أصحاب النبی ( صلی الله علیه وآله وسلم ) وتلامیذ میرزا غلام أحمد ، الا ان اولئک رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانیة .
ـ للقادیانیة رئیس یلقبونه : أمیر المؤمنین وخلیفة المسیح الموعود ، والمهدی المعهود .
ـ یدّعی " میرزا غلام أحمد أنه المهدی، ویذکر أنه حل فی عیسى ( علیه السلام ) ومحمد ( صلی الله علیه وآله وسلم ) على السواء ، فهو نبی !
أبرز الشخصیات :
1 ـ المیرزا غلام أحمد القادیانی2 ـ نور الدین الحکیم
3 ـ حامد بن أحمد الدهلوی
4 ـ خواجة کمال الدین
5 ـ مولای محمد علی
الانتشار ومواقع النفوذ :
یبلغ عدد نفوس هذه الطائفة ما یقارب النصف ملیون شخص ، ویقیم أغلب أفرادها فی الهند ، والاخرون یتوزعون بین الباکستان وبنغلادش وفلسطین .
انتشرت تعالیم « میرزا غلام أحمد القادیانی » فی بلدان اسلامیة مختلفة کإیران وافغانستان والجزیرة العربیة ومصر .
أحداث ووقائع :
ـ لقد قدّم المیرزا غلام أحمد للانجلیز خدمة متواصلة وقد عبر بکل وضوح عما یدین به للحکومة الانجلیزیة من الولاء . ومما جاء به فی کتابه « تریاق القلوب » : « لقد قضیت معظم عمری فی تأیید الحکومة الانجلیزیة ونصرتها ، وقد ألفت فی منع الجهاد ووجوب طاعة أولی الأمر ( الانجلیز ) من الکتب والنشرات ما لو جمع بعضه الى بعض لملأ خمسین خزانة ، وقد نشرت جمیع هذه الکتب فی البلاد العربیة ، ومصر والشام وکابل » .ـ وکان میرزا غلام أحمد مضطرب الافکار والعقیدة وطموحا الى أن یؤسس دیانة جدیدة ویکون له أتباع مؤمنون به ، ویکون له مسجد واسم فی التأریخ مثل ما کان للنبی الاکرم ( صلی الله علیه آله وسلم ) ، وقد وجد الانجلیز فیه القابلیة لأن یکون وکیلا لهم یعمل بین المسلمین لمصلحتهم ، ولم یزل یتدرج فی التجدید الى المهدویة ، ومن المهدویة الى المسیحیة ، ومن المسیحیة الى النبوة حتى تم ما اراده الانجلیز ، وقد صرح فی بعض کتاباته بأنه : « غرس غرستة الحکومة الانجلیزیة » ، کتب ذلک فی التماسه الذی قدمه الى حاکم مقاطعة البنجاب الانجلیزی فی 14 شباط 1898 م .
من أجل إثبات دعوته الدینیة ، والبرهنة على نبوته استطاع ان یتنبأ بحدوث کوارث فادحة من الطاعون والزلازل التی حدثت فی السنوات القریبة العهد ، کما تنبأ مرة بقتل رجل من أهل لاهور فلما قتل اتهمته ثلاث جماعات للتبشیر بقتله ، ولکن المحکمة حکمت ببراءته .
خلاصة البحث :
ـ القادیانیة فرقة اسلامیة من الغلاة المتأخرین ، أسسها « المیرزا غلام أحمد » فی مدینة قادیان فی الهند ، وادعى انه المسیح المعهود والمهدی الموعود فی وقت واحد ، وتأثر بالغرب غایة التأثر وکانت افکاره ولیدة الاستعمار الانکلیزی .ـ اراد الانجلیز ان یحکموا قبضتهم على المسلمین فوجدوا أفضل وسیلة لتحقیق ذلک هو اختیار شخص من المسلمین أنفسهم فوقع اختیارهم على « المیرزا احمد القادیانی » الذی حقق للإنجلیز غایاتهم.
ـ عقیدتهم فی المسیح أنه لم یصلب ولکنه مات ظاهریا وخرج من قبره وهاجر الى کشمیر لیعلم الانجیل وتعالیمه .
ـ الجهاد فی نظرهم لیس معناه اللجوء الى العنف والقوة وانما هو وسیلة سلمیة للإقناع .
ـ یدعی المیرزا غلام أحمد انه « المهدی » ویذکر انه حل فی عیسى (ع) ومحمد (ص) على السواء ، فهو نبی ـ وانه کما جاء فی کتاب « حقیقة النبوة » لمیرزا أحمد الخلیفة الثانی ـ أفضل من بعض أولی العزم.
ـ من أجل اثبات دعوته الدینیة تنبأ باحداث وکوارث فادحة من الطاعون والزلزال التی حدثت فی السنوات القریبة العهد وقد تنبأ مرة بقتل رجل من لاهور فلما قتل اتهمته ثلاث جماعات للتبشیر بقتل الرجل ولکن المحکمة حکمت ببراءته .
المصدر : تحقیق راسخون /2014
/ج