هل حدد القرآن الکریم الشفعاء ؟ وهل أخبر عن اسمائهم أو عن صفاتهم ؟ إنّ التدبر فی آیات القرآن الکریم یوّضح أنّ الله سبحانه وتعالى لم یحدد فی الآیات القرآنیة الشریفة وفی آیات الشفاعة اسم أحد من الشافعین، لکن القرآن الکریم أشار إلى مجموعة من الصفات التی إن توفرت فی أحد فهو من الشفعاء بعد أن یأذن الله له فی ذلک .
ونجد من خلال دلالة الآیات القرآنیة الشریفة أنَّ الاَنبیاء یشفعون، والملائکة یشفعون، والمؤمنون الصالحون یشفعون أیضاً، والعمل الصالح یشفع لصاحبه کذلک .
قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «یشفع النبیّون والملائکة والمؤمنون فیقول الجبّار : بقیت شفاعتی» (1)
وقال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «یشفع یوم القیامة الاَنبیاء ثم العلماء ثم الشهداء» (2)
وإلى جانب ذلک فإنّ تعلّم القرآن یعطی لصاحبه الاَهلیة لاَن یشفع، قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «من تعلم القرآن فاستظهره فأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعّه فی عشرة من أهل بیته کلهم قد وجبت له النار...» (3)
، وجاء فی نهج البلاغة : «إنّه من شفع له القرآن یوم القیامة شُفع فیه» (4)
وانّ العمل الصالح والالتزام بالتعالیم الاِسلامیة یعطی لصاحبه الاَهلیة لاَن یشفع، قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «إنّ أقربکم منی غداً وأوجبکم علیَّ شفاعة : أصدقکم لساناً، وأدّاکم لاَمانتکم، وأحسنکم خلقاً، وأقربکم من الناس» (5)
وقال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «الشفعاء خمسة : القرآن، والرحم، والاَمانة، ونبیکم، وأهل بیت نبیکم» (6)
وجاء عن الاِمام زین العابدین علی بن الحسین علیهما السلام فی دعائه : «اللهمّ اجعل نبینا صلواتک علیه وعلى آله یوم القیامة أقرب النبیین منک مجلساً وأمکنهم منک شفاعة..»(7)
وسنستعرض بإیجاز الآیات القرآنیة الشریفة التی تعطی الدلالة الواضحة على کلِّ صنف من أولئک الشفعاء .
أ ـ الاَنبیاء :
فالآیة الشریفة التالیة تؤکد أنَّ الاَنبیاء یشفعون قال تعالى : ( وَمَآ أرسَلنا مِنَّ رسولٍ إلاّ لِیُطاع بإذنِ اللهِ وَلَوْ أنَّهم إذ ظَّلَمُوا أنفُسَهُم جاءُوک فاستَغفَرُوا اللهَ وَاستَغفَر لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللهَ تَوَّاباً رَّحِیماً ) (8) وفی الآیة أعلاه قیود دقیقة لابدّ من الالتفات إلیها وهی :جاء فی تفسیر ( ظلموا أنفسهم ) أی بخسوها حقّها بادخال الضرر علیها بفعل المعصیة من استحقاق العقاب، وتفویت الثواب بفعل الطاعة، وقیل ( ظلموا أنفسهم ) بالکفر والنفاق ( جاءوک ) تائبین مقبلین علیک مؤمنین بک ( فاستغفروا الله ) لذنوبهم ونزعوا عمّا هم علیه ( واستغفر لهم الرسول ) أی سألت الله أن یغفر لهم ذنوبهم ( لوجدوا الله ) أی لوجدوا مغفرة الله لذنوبهم (9)
وإلى جانب الآیة المتقدمة، فالآیة التالیة توضح أیضاً شفاعة الرُسل قال تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخذَ الرَّحمنُ وَلداً سُبحَانَهُ بَل عِبادٌ مُّکرَمُونَ * لا یَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَهُم بِأمرهِ یَعمَلُونَ * یَعلَمُ مَا بَینَ أیدِیهِم وَمَا خَلفَهُم وَلا یشفّعُون إلاّ لمنِ ارتَضَى وَهُم مِّن خَشیَتهِ مُشفِقُونَ )(10)
والآیة تشیر إلى الرسل الذین أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى البشر فقال الکافرون : إنّهم أبناء الله، لکن القران الکریم یصرّح بأنّهم عباد الله أکرمهم بالرسالة وإنّهم لا یشفعون إلاّ لمن ارتضى سبحانه..
وقد تنطبق هذه الایة على الملائکة، فقد تکرّر فی القرآن الکریم وفی مواضع عدیدة الاِشارة إلى قول الکافرین والمشرکین بأنَّ الملائکة بنات الله، تعالى سبحانه عن ذلک علواً کبیراً .
ب ـ الملائکة :
وأما شفاعة الملائکة فتدلّ علیها الآیة التالیة قال تعالى : ( وَکَم مِّن مَّلَکٍ فی السَّمَواتِ لا تُغنِی شَفَاعَتُهم شَیئاً إلاّ من بَعدِ أن یَأذَنَ اللهُ لِمَن یَشَاءُ وَیَرضَى.. )(11)ودلالة الآیة جلّیة وواضحة على أنَّ الملائکة تشفعُ بعد أن یأذن الله لمن یشاء ویرضى .
جـ ـ المؤمنون :
وأما شفاعة المؤمنین والشهداء فتدلّ علیها الآیة الشریفة قال تعالى : ( وَلا یَملِکُ الَّذِینَ یَدعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفاعَةَ إلاّ مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُم یَعلمُونَ...) (12)والذین شهدوا بالحق هم المؤمنون الصالحون الذین جعلهم الله شهوداً على أممهم مع الاَنبیاء والاَوصیاء .
وقد جعل الله المؤمنین مع الشهداء حیثُ قال تعالى : ( والَّذِینَ آمنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أولئِکَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ والشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِم... )(13)
وقد جاءت الروایات مؤکدة لهذه الآیات ومبینة لها، فقد روى الصدوق بسنده عن الرسول الاَکرم صلى الله علیه وآله وسلم قوله : «ثلاثة یشفعون إلى الله عزَّ وجلّ فیشفّعون : الاَنبیاء، ثم العلماء، ثم الشهداء..» (14)
وقبل أن نغادر هذا الفصل نلفت نظر القاریء الکریم إلى ظاهرة مهمة تکررت فی الآیات القرآنیة الشریفة التی تحدثت عن الشفیع أو المشفوع له، وهی ظاهرة «الرضى» الاِلهی عمن یرید أن یشفع وعمن یراد أن یُشفع له، واعتبار ذلک الرضى قیداً لازماً لا تؤتی الشفاعة ثمارها بدونه، فالشفیع یجب أن یرضى الله شفاعته لتکون فی محلها . والمشفوع له یجب أن یکون مرضیّاً عنده سبحانه وتعالى لیقبل فیه شفاعة الشافعین .
وبناء على هذا لو راجعنا الآیات القرآنیة الکریمة والتی أشارت إلى «رضى» الله تعالى عن بعض عباده، نجدها تشیر إلى مواصفات غایة فی السمو والتألّق.. ونحن هنا نورد أمثلة من الآیات القرآنیة التی ذکرت بالصراحة «رضى» الله عن بعض عباده الصالحین .
قوله تعالى : ( قَالَ اللهُ هَذا یَومٌ یَنفَعُ الصَّادِقینَ صِدقُهُم لَهم جَنَّاتٌ تَجری مِن تَحتها الاَنهارُ خَالدِینَ فِیها أبداً رَّضِیَ اللهُ عنهمُ ورَضُوا عَنهُ ذَلِکَ الفَوزُ العَظِیمُ ) (15) . والآیة الشریفة هنا تشیر بصراحة إلى «الصادقین» بکلِّ ما لکلمة الصدق من معنى .
وقوله عزّ شأنه : ( وَالسَّابِقُونَ الاَوَّلُونَ مِنَ المهاجِرینَ وَالاَنصَارِ وَالَّذِینَ اتَّبعُوهُم بإحسَانٍ رَّضِیَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ وأعدَّ لَهم جَنَّاتٍ تَجرِی تَحتَها الاَنهارُ خَالدِینَ فِیها أبداً ذَلِکَ الفَوزُ العَظیمُ ) (16)
وقوله تعالى : ( لاتَجدُ قَوماً یُؤمِنُونَ باللهِ والیَومِ الآخِر یُوادُّونَ مَن حآدَّ اللهَ ورَسَولهُ وَلَو کانُوا آباءَهُم أو أبنآءَهُم أو إخوانَهُم أو عَشِیرَتهُم اُولئِکَ کَتَبَ فی قُلُوبهِمُ الاِیمانَ وأیّدهُم برُوحٍ مِّنهُ ویُدخِلُهُم جَنَّاتٍ تَجرِی مِن تَحتها الاَنهارُ خَالِدینَ فِیها رَضِیَ اللهُ عنهُم ورَضُوا عَنهُ اُولئِکَ حِزبُ الله ألاّ إنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ المفلِحُونَ) (17). وفی الآیة الکریمة إشارة صریحة إلى المؤمنین الحقیقیین الذین لا یُلقون بالود لاَعداء الله والرسول ولو کان هؤلاء الاَعداء آباءً أو ابناءً أو إخواناً لهم، وهذه الصفة هی من صفات المبدأیة والرسالیة العالیة التی یجب أن یتصف بها المؤمنون .
وقوله عزّ من قائل : ( إنّ الذینَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ اُولئِکَ هُم خَیرُ البَریَّةِ * جَزآؤهُم عِندَ رَبِّهِم جَنَّاتُ عَدنٍ تَجرِی مِن تَحتها الاَنهارُ خَالدِینَ فِیها أبدَاً رَّضِیَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ ذَلِکَ لمَنْ خَشِیَ رَبّهُ ) (18)
نحسب أنَّ التدبر فی مضامین هذه الآیات الشریفة سیکشف أمامنا أُفقاً واسعاً من المعرفة بهؤلاء الذین هم خالدون فی جنات تجری من تحتها الاَنهار أبداً، وأنَّ الله عزَّ وجل قد رضی عنهم، وأنّهم رضوا عنه .
وهنا هی قمة العظمة والسمو فی الوصف والبیان.. فمن هم هؤلاء الذین رضوا عنه؟
إنّهم الصادقون فی إیمانهم وأعمالهم مع الله الذین عملوا الصالحات وخشوا الله والسابقون الاَولون من المهاجرین والاَنصار والتابعین لهم «باحسان»، والمؤمنون الذین لایوادّون من حآدَّ الله ورسوله .
المشمولون بالشفاعة :
لقد عرفنا أنّ الکافرین ـ بشکل خاص ـ والذین هم فی النار خالدون، لا تنالهم الشفاعةُ مطلقاً بدلالة الخلود فی النار أبداً . إذن فمن هم اُولئک الذین تنالهم الشفاعة ؟ ومن هم الذین لا تنالهم ؟أ ـ المؤمنون المذنبون :
السؤال الذی یُطرح هنا هو أنّ مفهوم الشفاعة یعنی غفران الذنب ورفع العقاب المستتبع له، فکیف یمکن الجمع إذن بین صفة الاِیمان بالله والیوم الآخر وبین صفة ارتکاب الذنب ومقارفة المعصیة ؟وللجواب على ذلک نقول : إنّ للمؤمنین درجاتٌ بما امتلک کل مؤمن من الصفات، وقد أشار القرآن الکریم فی مواضع عدیدة إلى حقیقة التفاوت والدرجات بین المؤمنین، مثل قوله تعالى : (.. لا یَستَوِی القَاعِدُونَ مِنَ المؤمنِینَ غَیرُ أُولی الضَّررِ وَالمجاهِدُون فی سَبیلِ اللهِ بأموالِهِم وأنفُسِهِم فَضَّل اللهُ المجاهِدِینَ بأموالِهِم وَأنفُسِهِم عَلى القاعدِین دَرَجةً وکُلاًّ وَعَد اللهُ الحُسنَى وفَضَّل اللهُ المجاهِدِینَ على القَاعدِینَ أجراً عَظِیماً )(19)
والتأمل فی الآیة الشریفة الآنفة یکشف عن عدّة أمور مهمة، منها أنّ القاعدین عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم مع عدم وجود ما یمنعهم من عذر شرعی من نقص فی الاَعضاء أو فقر لا یتساوون مع المجاهدین، لکنّ الله وعد کلیهما الحسنى فی الآخرة، لکنّ الله سبحانه وتعالى فضّل المجاهدین على القاعدین من ناحیة الاَجر والثواب، ووصفه بأنّه أجرٌ عظیم .
إنَّ المؤمن یذنب لکنه یستغفر الله ویتوب، وهو أیضاً یحتاج إلى الشفاعة، فقد سُئل الاِمام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام عن : المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : «نعم »، فقال رجل من القوم : هل یحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى الله علیه وآله وسلم ؟ قال : «نعم، إنّ للمؤمنین خطایا وذنوباً وما من أحدٍ إلاّ یحتاج إلى شفاعة محمد یومئذ»(20)
ولا محل هنا بعدما تقدم للاعتراض : بأنّ المؤمنین لا یکونون مؤمنین حتى یتحرکوا بنفس المستوى من الفعل عند اتحاد الداعی للفعل، لاَنّ هذا الاعتراض تغافل عن مقتضیات الطبیعة البشریة، والله أعلم بعباده وقوله عزّ شأنه یوضح قانوناً من قوانین الخلقة وبعد هذا.. فالتفاوت بین البشر حقیقة ثابتة لا یمکن نکرانها وإن کان بین المؤمنین .کما أنّ الحدیث المروی عن الاِمام الصادق علیه السلام یکشف صراحة عن أنّ للمؤمنین خطایا وذنوباً، وإنّهم بحاجة إلى شفاعة الرسول محمد صلى الله علیه وآله وسلم لهم یوم القیامة .
وننقل القاریء الکریم إلى التدبر فی الآیات القرآنیة الشریفة التالیة : (وَسَارِعُوا إلى مَغفرةٍ مِّن رَّبِّکُم وَجَنّةٍ عَرضُها السَّمواتُ وَالاَرضُ أُعدِت لِلمُتَّقین * الَّذینَ یُنفِقُونَ فی السّرّآءِ والضّرّآءِ وَالکاظمِینَ الغَیظَ وَالعافِینَ عَنِ النَّاسِ واللهُ یُحبُّ المحسِنینَ * وَالَّذِینَ إذَا فَعَلُوا فاحِشةً أو ظَلَمُوا أنفُسَهُم ذَکرُوا اللهَ فاستَغفرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن یَغفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اللهُ وَلَم یُصرُّوا عَلى مَا فَعَلُوا وَهُم یَعلمُونَ * اُولئِکَ جَزآؤهُم مَّغفِرةٌ مِّن رّبِّهِم وَجنَّاتٌ تَجرِی مِن تَحتِها الاَنهارُ خَالِدِینَ فِیها وَنِعمَ أجرُ العَامِلینَ ) (21)
ومحل الشاهد فی الآیات الشریفة هو التصریح بأنّ الذین یستغفرون الله لذنوبهم بعد فعل الفاحشة أو ظلم النفس ولم یصرّوا على الاستمرار على ذلک الفعل فإنَّ الله وعدهم جنات تجری من تحتها الاَنهار خالدین فیها.. ویتضح إنَّ عدم الاِصرار على الذنب ومن ثم الاستغفار والتوبة هی من صفات المؤمنین ؛ لاَنَّ الله لا یعدُ أحداً بالجنة والنعیم إنْ لم یکن مؤمناً مرضیّاً عند الله سبحانه وتعالى .
ولکن المؤمن إذا ارتکب معصیة أو اقترف إثماً وأصرّ علیه، فهل یبقى على صفة الاِیمان بمعناه الحقیقی الذی یریده سبحانه وتعالى متجسداً عند الاِنسان بالفعل والسلوک والعمل ولیس بمجرد الادعاء والعادة ؟
وبدون شک، فإنَّ الاِصرار على الذنب قد یُخرج المؤمن عن صفة الاِیمان الحقیقی التام «وذلک لاَنَّ الاِصرار على الذنب یستوجب الاستهانة بأمر الله والتحقیر لمقامه سواء کان الذنب المذکور من الصغائر أو الکبائر..»(22)
وقد تقدّم فی جواب الاِمام أبی عبدالله الصادق علیه السلام لعبدالله بن سنان بأنّ الاِصرار على الذنب یخرج الاِنسان من الاِیمان .
وهل هناک عاقل یقول : إنَّ من یستهین بأوامر الله، هو ومن یمتثل أوامره ونواهیه کلها کما أمر ونهى، على حدٍ سواء ؟
ومن الآیات الشریفة ننقل القارىء إلى التدبر فی الاَحادیث المرویة عن الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته المعصومین علیهم السلام .
عن أبی عبدالله علیه السلام فی رسالته إلى أصحابه قال : «وإیاکم ان تشرهُ أنفسکم إلى شیء حرّم الله علیکم، فإنَّ من انتهک ما حرّم الله علیه ههنا فی الدنیا، حال الله بینه وبین الجنة ونعیمها ولذتها وکرامتها القائمة الدائمة لاَهل الجنة أبد الآبدین.. ـ إلى أن قال ـ وإیاکم والاِصرار على شیء مما حرّم الله فی القرآن..»(23)
وجاء فی وصیة الرسول الاَکرم محمد صلى الله علیه وآله وسلم للصحابی الجلیل أبی ذر رضی الله عنه قوله : «یا أبا ذر إنَّ المؤمن لیرى ذنبه کأنّه تحت صخرة یخاف أن تقع علیه، والکافر یرى ذنبه کأنّه ذبابٌ مرّ على أنفه» (24)
عن علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عُمیر، عن منصور بن یونس عن أبی بصیر قال : سمعتُ أبا عبدالله علیه السلام یقول : «لا والله لا یقبل الله شیئاً من طاعته على الاِصرار على شیء من معاصیه»(25)
وبعد کل ما تقدم أصبح واضحاً وجلیّاً أنَّ المؤمن إنما یخرج عن ربقة الاِیمان التام الحقیقی بالاِصرار على الذنب والمعصیة، ویغدو واضحاً أیضاً أنَّ المؤمن قد یُذنب الذنب الکبیر أو الصغیر، لکنّه یُسارع إلى الاستغفار والتوبة فیتوب الله علیه، وقد تقدّم فیما مضى أنَّ الشفاعة هی لاَهل المعاصی من المؤمنین .
قال الحسین بن خالد : .. فقلت للرضا علیه السلام : یا بن رسول الله فما معنى قوله عز وجل ( وَلا یَشفَعُونَ إلاّ لِمَنِ ارتَضَى ) ؟ قال علیه السلام : «لا یشفعون إلاّ لمن ارتضى الله دینه»(26)
وعن البرقی عن علی بن الحسین الرقی، عن عبدالله بن جبلة، عن الحسن بن عبدالله، عن آبائه، عن جدّه الحسن بن علی علیهم السلام فی حدیث طویل قال علیه السلام : «إنّ النبی صلى الله علیه وآله وسلم قال فی جواب نفرٍ من الیهود سألوه عن مسائل : وأما شفاعتی ففی أصحاب الکبائر ما خلا أهل الشرک والظلم »(27) . وهذا الحدیث یجری مجرى الحدیث السابق فی الکشف الواضح عن عدم رضى الله سبحانه وتعالى عن الذین یموتون وهم مشرکون أو ظالمون.
عن عبید بن زرارة قال : سُئل أبو عبدالله علیه السلام عن المؤمن : هل له شفاعة؟ قال علیه السلام : «نعم» ، فقال له رجلٌ من القوم : هل یحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى الله علیه وآله وسلم یومئذٍ ؟ قال علیه السلام : «نعم، إنّ للمؤمنین خطایا وذنوباً، وما من أحدٍ إلاّ یحتاج إلى شفاعة محمد یومئذ» (28)
ب ـ المؤمنون الذین یدخلون النار :
وکما تنفع الشفاعة المؤمنین فی القیامة لیغفر لهم الله ذنوبهم فیدخلون الجنة کذلک تنفعهم الشفاعة حتى بعد الدخول فی النار فیخرجون منها، وهذا ما تفیده الاَحادیث النبویة الشریفة المرویة عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته المعصومین علیهم السلام التی تتحدث عن أنّ هناک من المؤمنین من یتمّ إخراجهم من النار بشفاعة الرسول والمؤمنین الصالحین .قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «یشفع الاَنبیاء فی کلِّ من یشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً، فیخرجونهم منها..» (29)
وقال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «إنّ الله یخرج قوماً من النار بالشفاعة» (30)
وقال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم : «لیخرجنَّ قوم من أُمتی من النار بشفاعتی یُسمون الجهنمیین..» (31)
وقال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فی حدیثٍ : «أما أهل النار الذین هم أهلها فلا یموتون فیها ولا یحیون ولکن ناسٌ أصابتهم نارٌ بذنوبهم أو بخطایاهم فأماتتهم إماتةً حتى إذا کانوا فحماً أُذِنَ فی الشفاعة فیخرجون ضبائر ضبائر» (32)
وقال الاِمام علی بن موسى الرضا علیه السلام : «مذنبو أهل التوحید لایُخلّدون فی النار ویُخرجون منها والشفاعة جائزة لهم..» (33)
وروی عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قوله : «... فإذا فرغ الله عزَّ وجل من القضاء بین خلقه وأخرج من النار من یُرید أن یُخرج، أمر الله ملائکته والرُسل أن تشفع فیعرفون بعلاماتهم : إنّ النار تأکل کل شیء من ابن آدم إلاّ موضع السجود..» (34)
وروی عنه صلى الله علیه وآله وسلم : «إذا میّز أهل الجنة وأهل النار، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار قامت الرُسل وشفعوا...» (35)
وعنه صلى الله علیه وآله وسلم : «یقول الرجل من أهل الجنة یوم القیامة أی ربی عبدک فلان سقانی شربة من ماء فی الدنیا فشفعنی فیه، فیقول : إذهب فأخرجه من النار فیذهب فیتجسس فی النار حتى یخرجه منها...»(36)
یقول العلاّمة الطباطبائی : «فتحصّل أنّ المتحصّل من أمر الشفاعة وقوعها فی آخر موقف من مواقف القیامة باستیهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار، أو اخراج بعض من کان داخلاً فیها باتساع الرحمة أو ظهور الکرامة»(37)
وقد اتضح من الروایات أنّ الشفاعة إنّما تکون بعد الفراغ من الحساب فإمّا تنفع للحیلولة دون دخول النار وإما تنفع للحیلولة دون البقاء فیها .
غیر المشمولین بالشفاعة :
قد عرفنا أنّ الشفاعة تخص المؤمنین وأنّ الکافرین محرومون منها فلا تنفعهم لا قبل الدخول فی النار ولا بعده، وقد تکرر الوعد الاِلهی فی القرآن الکریم لعدة أصناف من الناس بأن یکونوا خالدین فی النار لا تنالهم شفاعة الشافعین .فقد جاءت کلمة «خالدون» فی العذاب أو النار أو جهنم فی ثمانیة وثلاثین آیة عبر ثمانیة وعشرین سورة قرآنیة شریفة .
ومع أنّ البحث فی هذهِ الآیات الشریفة لیس من مهمة هذا البحث المختصر، إلاّ أنّ مطالعتها وإلقاء نظرة على بعض مضامینها ومدلولاتها تنفعنا من جهة ثانیة فی التأکید على أنّ المؤمنین یقعون خارج إطار الذین وعدهم الله سبحانه وتعالى بأن یکونوا من الخالدین فی النار .
وعدم الخلود فی النار یعنی الخروج منها أو یستوهبون منها وهذا الطریق یؤدی إلى الاعتقاد بوجود الشفاعة وثبوتها .
وفیما یلی نستعرض تصنیفاً أولیاً للآیات القرآنیة التی تحدثت عن الخالدین فی النار، حسب الصفات التی وصفهم الله سبحانه وتعالى بها فی قرآنه الکریم .
أ ـ الکافرون :
1- ( وَالَّذِینَ کَفَرُوا وَکَذّبُوا بِایَاتِنا اُولئِکَ أصحَابُ النَّارِ هُم فِیها خَالِدُونَ) (38)2- ( إنَّ الَّذِینَ کَفرُوا وَمَاتُوا وَهُم کُفَّارٌ اُولئِکَ عَلَیهِم لَعنةُ اللهِ والملئِکةِ وَالنَّاسِ أجمعِین * خَالدِینَ فِیها لا یُخفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم یُنظَرُونَ )(39)
ب ـ المرتدّون :
1ـ (... وَمَنَ یَرتدِد مِنکُم عَن دِینِه فَیمُت وَهُو کَافِرٌ فَاُولئِکَ حَبِطت أعمالُهُم فی الدُّنیَا وَالآخرةِ واُولئِکَ أصحَابُ النارِ همُ فِیها خَالدونَ )(40)2 ـ ( کَیفَ یَهدِی اللهُ قَوماً کَفَرُوا بَعدَ إیمانِهِم وَشهدُوا أنَّ الرّسُولَ حَقٌ وجَآءَهُمُ البَیِّناتُ واللهُ لا یَهدِی القَومَ الظَّالِمینَ * أولئِکَ جَزَاؤُهُم أنَّ عَلَیهِم لَعنةَ اللهِ والملائِکَةِ والنَّاسِ أجمعِینَ * خَالدِینَ فِیها لا یُخفَّفُ عَنهُمُ العذَابُ وَلا هُم یُنظرُونَ ) (41)
جـ ـ المشرکون :
1ـ ( مَا کَانَ لِلمُشرِکِینَ أن یَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شَاهِدِینَ عَلَى أنفُسِهِم بِالکُفرِ اُولئِکَ حَبِطَت أعمالُهُم وَفی النَّارِ هُم خَالِدُونَ ) (42)2ـ ( إنَّکُم وَمَا تعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّم أنتُم لَها وارِدُونَ * لَو کَانَ هؤلاءِ ألهةً مَّا وَرَدُوها وکُلٌّ فِیها خَالِدُونَ ) (43)
د ـ المرابون :
(الَّذَینَ یَأکُلُونَ الرِّبوا لا یقُومُون إلاّ کَما یَقُومُ الَّذی یَتَخبَّطُهُ الشَّیطانُ مِنَ المسِّ ذَلِکَ بأنَّهم قَالُوا إنَّما البیعُ مِثلُ الرِّبوا وأَحلَّ اللهُ البَیعَ وحَرَّمَ الرِّبوا فَمن جاءَهُ مَوعِظةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهى فَلهُ مَا سَلَفَ وأمرُهُ إلى اللهِ وَمَن عَادَ فاُولئِکَ أصحابُ النَّارِ هُم فِیها خَالدُونَ ) (44)هـ ـ العاصون لله ولرسوله :
1ـ ( وَمَن یَعصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ویَتعدَّ حُدُودَهُ یُدخِلهُ نَاراً خالِداً فِیها وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِینٌ.. ) (45)2ـ ( ألم یَعلَمُوا أنَّهُ مَن یُحادِدِ اللهَ ورَسُولَهُ فَأنَّ لهُ نَارَ جَهنَّم خَالداً فِیها ذَلِکَ الخِزیُ العَظِیمُ )(46)
3ـ (.. وَمَن یَعصِ اللهَ ورَسُولَهُ فإنَّ لَهُ نَارَ جَهنَّم خَالدِینَ فِیها أبَداً )(47)
و ـ المکذّبون والمستکبرون :
1ـ (.. وَالَّذینَ کَذَّبُوا بآیاتِنَا وَاستکبرُوا عَنها اُولئِکَ أصحابُ النَّارِ هُم فِیها خَالِدُونَ ) (48)2ـ (... وَقَد آتینَاکَ مِن لّدنَّا ذِکراً * مَّن أعرَضَ عَنهُ فإنَّهُ یَحمِلُ یَومَ القِیمةِ وِزْراً * خَالِدینَ فیهِ وَسَآءَ لهُم یَومَ القیمةِ حِمْلاً ) (49)
ز ـ المنافقون والمنافقات :
1ـ ( وَعدَ اللهُ المُنَافقِینَ وَالمنَافِقاتِ والکُفَّارَ نَارَ جَهَنَّم خَالدینَ فِیها هِی حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهم عَذَابٌ مُّقِیمٌ )(50)2ـ ( ألم تَرَ إلى الَّذِینَ تَولَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَیهم مَّا هُم مِّنکُم وَلا مِنهُم وَیَحلِفُونَ عَلى الکَذِبِ وَهُم یَعلمُونَ * أعدَّ اللهُ لَهُم عَذَاباً شَدِیداً إنَّهم سَاءَ مَا کَانُوا یَعمَلون * اتّخذُوا أیمانَهُم جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِیلِ اللهِ فَلَهُم عَذَابٌ مُهِینٌ * لَّن تُغنِی عَنهُم أموَالُهُم وَلا أولادُهُم مِّن اللهِ شَیئاً اُولئِکَ أصحابُ النَّارِ هُم فِیها خَالِدُونَ) (51)
ح ـ قاتلی المؤمنین عمداً :
(وَمَن یَقتُل مُؤمِناً مُتَعمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیها وَغَضِب اللهُ عَلیهِ وَلَعَنهُ وَأعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً )(52)ط ـ الظالمون :
1ـ ( ثُمَّ قِیلَ لِلَّذینَ ظَلَمُوا ذُوقوا عَذَابَ الخُلدِ هَلْ تُجزَونَ إلاَّ بِما کُنتُم تَکسِبُونَ )(53)2ـ ( الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الملئِکَةُ ظَالِمی أنفُسِهم فألقوا السَّلمَ مَا کُنَّا نَعمَلُ مِن سُوء بَلى إنَّ اللهَ عَلِیمٌ بِما کُنتُم تَعمَلُونَ * فَادخُلُوا أبوابَ جَهَنَّم خَالِدینَ فِیها فَلَبِئسَ مَثوَى المُتَکَبِّرِینَ )(54)
ی ـ المجرمون :
(إنَّ الُمجرِمِینَ فی عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ )(55)ک ـ الذین کسبوا السیئات :
(وَالَّذِینَ کَسَبُوا السّیِّئاتِ جَزاءُ سَیئةٍ بِمِثلَها وَتَرهَقُهُم ذِلّةٌ مّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِم کأنَّما اُغشِیَتْ وُجُوهُهُم قِطَعاً مِّنَ اللیلِ مُظلِماً اُولئِکَ أصحَابُ النّارِ هُم فِیها خَالِدُونَ ) (56)ل ـ الذین خفّت موازینهم :
(وَمَن خَفَّتْ مَوَازِینُهُ فَاُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أنفُسَهُم فی جَهَنَّم خَالِدُونَ )(57)ومن خلال التصنیف المتقدم نرى أنّ الذین هم خالدون فی العذاب أو النار لیسوا من المؤمنین الذین تتوفاهم الملائکة وقد تابوا وأصلحوا واستغفروا الله لذنوبهم ولم یُصروا على ما فعلوا .
وهذا یدعونا إلى الاعتقاد باستحقاق المؤمنین للشفاعة سواء باستیهابهم من العذاب أو بإخراجهم من النار..
وختام القول، إنّ لاثبات حقیقة وجود الشفاعة طریقین :
الاَول : دلالة الآیات القرآنیة الشریفة التی تحدثت عن الشفاعة وشروطها .
والثانی : هو دلالة عدم خلود المؤمنین المذنبین فی النار، وأنّهم یخرجون منها ولا بدّ لخروجهم من وسیلة وهی الشفاعة.. وهی شفاعة الذین ارتضى الله شفاعتهم من الاَنبیاء والرُسل والاَوصیاء والملائکة والصالحین من عباده والعمل الصالح .
والخلاصة : هی أنّ الشفاعة ثابتة، ینالها المؤمنون الذین ارتضى الله سبحانه وتعالى دینهم وهذا هو القید المهم والاَساسی فی الشفاعة وتحققها وفائدتها، وأنّ الرسول صلى الله علیه وآله وسلم والاَئمة من أهل البیت علیهم السلام والصالحین والعمل الصالح والقرآن والملائکة کلّهم یشفعون للذین یستحقون الشفاعة، کما انّ الشفاعة لا یمکن أن تُنال إلاّ بعد تحقق الشروط الصارمة فی المشفوع لهم . کتبنا الله ممن تناله شفاعة الرسول الاَعظم محمد صلى الله علیه وآله وسلم وأهل بیته الطاهرین علیهم السلام .
المصادر :
1- صحیح البخاری 9 : 160
2- سنن ابن ماجه 2 : 1443 | 4313 . وراجع الخصال، للشیخ الصدوق : 142 بلفظ آخر : «ثلاثة یشفعون إلى الله عزَّ وجل فیشفعون . الاَنبیاء، ثم العلماء، ثم الشهداء» .
3- سنن الترمذی 4 : 245 .
4- شرح نهج البلاغة، لابن أبی الحدید 2 : 92 .
5- تیسیر المطالب فی أمالی الاِمام علی بن أبی طالب علیه السلام، للسید یحیى بن الحسین: 442 ـ 443.
6- المناقب، لابن شهر آشوب 2 : 14 .
7- الصحیفة السجادیة 2 : 198 .
8- النساء 4 : 64 .
9- مجمع البیان، للطبرسی 1 : 87 .
10- الانبیاء 21 : 26 ـ 28 .
11- النجم 53 : 26 .
12- الزخرف 43 : 86 .
13- الحدید 57 : 19 .
14- الخصال : 142 .
15- المائدة 5 : 119 .
16- التوبة 9 : 100 .
17- المجادلة 58 : 22 .
18- البینة 98 : 7 ـ 8 .
19- النساء 4 : 95 .
20- تفسیر العیاشی 2 : 314 .
21- آل عمران 3 : 133 ـ 136 .
22- المیزان فی تفسیر القرآن، للطباطبائی 4 : 21 .
23- وسائل الشیعة، للحر العاملی 6 : 201 .
24- أعلام الدین فی صفات المؤمنین، للدیلمی : 191 ـ تحقیق مؤسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث .
25- الکافی، للکلینی 2 : 288 | 3 کتاب الاِیمان والکفر باب الاِصرار على الذنب .
26- بحار الانوار، للمجلسی 8 : 34 .
27- بحار الانوار، للمجلسی 8 : 39 .
28- بحار الانوار، للمجلسی 8 : 48 .
29- مسند أحمد 3 : 12 .
30- صحیح مسلم 1 : 122 .
31- سنن ابن ماجه 2 : 1443 .
32- مسند أحمد 3 : 79 .
33- عیون أخبار الرضا 2 : 125 .
34- سنن النسائی 2 : 18 باب موضع السجود .
35- مسند أحمد 3 : 325 .
36- مجمع البیان فی تفسیر القرآن، للطبرسی 10 : 392 .
37- المیزان فی تفسیر القرآن، للطباطبائی 1 : 174 .
38- البقرة 2 : 39
39- البقرة : 161/162
40- البقرة 2 : 217
41- آل عمران 3 : 86 ـ 88 .
42- التوبة 9 : 17 .
43- الاَنبیاء 21 : 98 ـ 99 .
44- البقرة :275
45- النساء 4 : 14 .
46- التوبة 9 : 63 .
47- الجن72 : 23 .
48- الاعراف 7 : 36 .
49- طه 20 : 99 ـ 101 .
50- التوبة 9 : 68 .
51- المجادلة 58 : 14 ـ 17 .
52- النساء 4 : 93 .
53- یونس 10 : 52 .
54- النحل 16 : 28 ـ 29 .
55- الزخرف 43 : 74 .
56- یونس 10 : 27 .
57- المؤمنون 23 : 103 .
/ج