- أبوعلي القصاب، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام: فقلت: الحمد لله منتهى علمه، فقال: لاتقل ذلك، فإنه ليس لعلمه منتهى.
- أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله، قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن الكاهلي، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في دعاء: (الحمد لله منتهى علمه) فكتب إلي: لاتقولن منتهى علمه، ولكن قل: منتهى رضاه.
- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثني موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العلم هو من كماله.
- أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبى عمير، عن إبي الحسن الصيرفي، عن بكار الواسطي، عن أبي حمزة الثمالي عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام في العلم، قال: هو كيدك منك . قال العلامة المجلسي رحمه الله في البحار باب العلم: قال بعض المشايخ: هذا غلط من الراوي والصحيح الخبر الاول والامام أجل من أن يبعض الله سبحانه بعلمه منه ككون يد الانسان منه: انتهى، وهذا الكلام مذكور في حواشي بعض النسخ، وأقول: يحتمل ان يكون المراد بالعلم علم المخلوق، بل ظاهر فيه لقرينة تشبيهه بيد المخاطب والمصنف حسب ذلك فأدرجه في هذا الباب، وعلى هذا فكون العلم كاليد لاستعانة الانسان به في أفعال الجوانح كما يستعين باليد في أفعال الجوارح، وعلى أن يكون المراد به علم الله تعالى فالتوجيه ماذكره المصنف، ويمكن أن يكون المراد به العلم الفعلي الذي هو المشيئة المخلوق بها الاشياء كما نطق به الخبر التاسع عشر من الباب الحادي عشر، فلا بأس بتشبيهها باليد فان بها فعله كما أن الانسان بيده فعله مع رعاية تنزيهه تعالى، كما اسند اليه تعالى اليد في الكتاب حيث قال: (يد الله فوق إيديهم) بهذا الاعتبار الا أنها فسرت بالقدرة. قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب: يعني أن العلم ليس هو غيره وأنه من صفات ذاته لان الله عزوجل ذات علامة سميعة بصيرة، وإنما نريد بوصفنا أياه بالعلم نفي الجهل عنه، ولا نقول: إن العلم غيره لانا متى قلنا، ذلك ثم قلنا: إن الله لم يزل عالما أثبتنا معه شيئا قديما لم يزل، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا: أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: قلت له: أرأيت ماكان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله؟ قال: فقال: بلى قبل أن يخلق السماوات والارض.
- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، عن أبيه، عن محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري، عن علي بن إسماعيل، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: سألته - يعني أبا عبدالله عليه السلام - هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عزوجل؟ قال: لا، بل كان في علمه قبل أن ينشئ السماوات والارض.
- حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن يونس، عن أبي الحسن عن جابر، قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إن الله تباركت أسماؤه وتعالى في علو كنهه أحد، توحد بالتوحيد في توحيده، ثم أجراه على خلقه، فهو أحد، صمد، ملك قدوس، يعبده كل شئ ويصمد إليه، فوق الذي عسينا أن نبلغ ربنا، وسع ربنا كل شئ علما.
- حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، قال: حدثنا أحمد بن الفضل ابن المغيرة، قال: حدثنا أبونصر منصور بن عبدالله بن إبراهيم الاصفهاني، قال: حدثنا علي بن عبدالله، قال: حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أو لايعلم إلا مايكون؟ فقال: إن الله تعالى هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال الله عزوجل: (إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون)(1) وقال لاهل النار: (ولوردوا لعادو لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)(2) فقد علم الله عزوجل أنه لوردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالوا: (أتجعل فيها من يفسد فيها وسيفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالاتعلمون)(3) فلم يزل الله عزوجل علمه سابقا للاشياء قديما قبل أن يخلقها، فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا خلق الاشياء وعلمه بها سابق لهاكما شاء، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا.
- وبهذا الاسناد عن علي بن عبدالله، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن عبدالله ابن مسكان، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان. أم علمه عند ما خلقه وبعد ما خلقه؟ فقال: تعالى الله، بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كونه، وكذلك علمه بجميع الاشياء كعلمه بالمكان. قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: من الدليل على أن الله تبارك وتعالى عالم أن الافعال المختلفة التقدير، المتضادة التدبير، المتفاوتة الصنعة لاتقع على ماينبغي أن يكون عليه من الحكمة ممن لايعلمها، ولايستمر على منهاج منتظم ممن يجهلها، ألا ترى أنه لايصوغ قرطا يحكم صنعته ويضع كلا من دقيقه وجليله موضعه من لايعرف الصياغة، ولا أن ينتظم كتابة يتبع كل حرف منها ما قبله من لا يعلم الكتابة، والعالم ألطف صنعة وأبدع تقريرا مما وصفناه، فوقوعه من غير عالم بكيفيته قبل وجوده أبعد وأشد استحالة. وتصديق ذلك:
- ماحدثنا به عبدالواحد بن محمد بن عبدوس العطار رحمه الله، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام، يقول في دعائه: سبحان من خلق الخلق بقدرته، وأتقن ماخلق بحكمته، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وليس كمثله شئ وهو السمع البصير.
- أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن منصور الصيقل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله علم لاجهل فيه، حياة لاموت فيه، نور لاظلمة فيه.
- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: روينا أن الله علم لاجهل فيه، حياة لاموت فيه، نور لاظلمة فيه، قال: كذلك هو.
- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله. قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عيسى ابن أبي منصور، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله نور لاظلمة فيه، وعلم لاجهل فيه، وحياة لاموت فيه.
- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: إن الله تعالى علما خاصا، وعلما عاما، فأما العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين، وأما علمه العام فإنه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربن وأنبياءه المرسلين، وقد وقع إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله.
- حدثنا علي بن أحمد بن محمدبن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن زيد بن المعدل النميري وعبدالله بن سنان، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله لعلما لايعلمه غيره، وعلما يعلمه ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون، ونحن نعلمه.
- وبهذا الاسناد عن الحسين بن يزيد، عن يحيى بن أبي يحيى، عن عبدالله ابن الصامت، عن عبد الاعلى، عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: علم الله لايوصف منه بأين، ولايوصف العلم من الله بكيف، ولايفرد العلم من الله، ولايبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد .
المصادر :
من کتاب التوحید للشيخ الجليل الاقدم الصدوق المتوفي سنة 381
1- الجاثية: 29
2- الانعام: 28
3- البقرة: 30
/ج