

الکاتب : نوري العلوي
فرقة من فرق اهل السنة والجماعة ظهرت اخيرا لاقامة دولة الخلافة الاسلامية علی ارض العراق والشام حصرا وايدتها کل الفرق والمذاهب السنية المتواجدة في کل انحاء العالم ودعمتها بالمال والسلاح وبکل ما يملکون من وسائل اعلام وفتاوی و...
وهم لا یکِنّون احترام للمرأة ولایقیمون لها وزناً ويبیعونها في اسواق النخاسة التي انقرضت منذ قرون عدیدة ولهم فی مجال مکانة المرأة وشؤونها وحقوقها وبخاصة فی صعید التعامل الأخلاقی معها والمِلکیة والنکاح والطلاق والحضانة والرضاع والعبادات والمعاملات أحکام عجيبة وغريبة وجدیرة بالدراسة و الاهتمام وتدعمهم في ذلک فتاوی ائمة ومراجع اهل السنة في الجزيرة العربية من آل سعود و ائمة المساجد هناک اذ يکررون من علی المنابر في صلاة الجمعة تاييدهم لما يقومون به من اعمال وحشية ما انزل الله بها من سلطان .
ولایحرّم الدواعش : الزنا ، واللّواط ، والرّبا ، وقتلَ النفس المحترمة ، وشرب الخمر ، والقمار ، والغدر ، والمکر ، والغِشّ والخدیعة ، والإحتکار ، والتطفیف ، والغصب ، والسرقة ، والخیانة ، والغِلّ ، والغِناء والرقص ، والقذف ، والتهمة ، والنمیمة والفساد ، وإیذاء المؤمن ، والغیبة ، والسبّ والفحش ، والکِذب والبهتان وغیر ذلک من الکبائر والصغائر ، ویحاولون ـ دائماً ـ ممارستها ، وعدم تجنّبها ما أمکن . ویسعون جهدَهم لاشاعتها فى المجتمع بالوسائل المختلفة کتألیف ونشر الکتب والکراسات الأخلاقیة والتربویة (کما يسمونها)، ونشر ذلک عبر شبکة الانتر نت ويفتخرون بتوثيق ذلک بافلام مضاف اليها من عمليات قتل وسلب ونهب وتجاوز وبابشع الطرق والوسائل الحديثة والقديمة وإقامة المجالس والمحاضرات ، وخطب الجمعة و .. وهذا الکلام ليس مبالغ فيه اذ لایعد خافيا علی احد ، ولايحتاج الباحث کثيرا من العناء للحصول علی مثل هذا الذي لا يصدقه حتی ابليس ، فيکفي ان تدخل علی احدی شبکات التواصل الاجتماعي وتری بعينک ما يصنعون .
ولا یهتمّون بفضائل الأخلاق ولا مکارمها ، ویعشقون الدماء والجريمة ، ویُبادرون إلى ذلک بمناسبة اوغير مناسبة، ویعقِدون لذلک المجالسَ والحلقات فی البیوت والمساجد والساحات ، فی المواسم والمناسبات وغير المناسبات ، ويدّعون ان تلک هي سيرة الرسول الاکرم (صلی الله علیه وآله وسلم) وهُم لا یَهتمون بقبُور ومراقد النبیّ ( صلى الله علیه و آله ) ، والأئمة من أهل بیته المطهرین وذریّته الطیّبین المدفونین فی البقیع ، بالمدینة المنورة حیث مرقد الإمام الحسن المجتبى ، والإمام زینالعابدین ، والإمام محمد الباقر ، والإمام جعفر الصادق .
وسعوا جاهدين الی تخریب اضرحة الائمة فی النّجف الأشرف حیث مرقد الإمام علیّ ( علیه السَّلام ) . وکربلاء حیث مرقد الإمام الحسین بن علی ( علیه السَّلام ) وإخوته وأبنائه وأبناء عمومته ، وأصحابه الذین استشهدوا معه یوم عاشوراء وفی سامراء حیث مرقد الإمام الهادی والعسکری ( علیهما السلام ) وفي مقطع زماني استطاعوا ذلک . وفی الکاظمیة حیث مرقد الإمامین الجواد والکاظم ( علیهما السلام ) ، وکل ذلک بالعراق .
وقد فجروا المراقد التي وقعت تحت سیطرتهم في العراق وسورية ولم يحفظوا في ذلک احتراماً لرسولِ الله ( صلى الله علیه و آله ) ، لأنّ الرجلَ یُحفَظ فی وُلده ، وتکریم ذریة الرّجُل تکریم له ، ولأنّ القران الکریم مدح آل عمران ، وآل یس وآل إبراهیم وآل یعقوب وأشاد بهم ، وکان بعضهم غیر أنبیاء ، وقال : (ذُرِّیَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) (1) .
و لأنّ القرآن لم یعترضْ على مَن قالوا : ( لَنَتّخِذَنّ عَلَیْهِمْمَسْجِداً )(2) أی لَنبنِیَنّ ونقیمَنّ على مراقد أصحاب الکهف مسجداً ، لِیُعْبَدَ الله إلى جانبهم ، ولم یصف عملهم بالشّرک ، لأنّ المسلم المؤمنَ یرکع ویسجُد لله ویعبده وحده ، وإنما یأتی بذلک إلى جانب ضریح هؤلاء الأولیاء المطهّرین الطیبین لتقدّس المکان بهم ، کما حصلت لمقام إبراهیم قداسة وکرامة فقال الله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِیمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَالْعَاکِفِینَ وَالرُّکَّعِ السُّجُودِ) (3) . فلیسَ من صلّى خلف المقام یکون قد عَبَدَ المقامَ ، ولا من تعبّد الله بالسعی بین الصفا والمروة یکون قد عبد الجبلین ، إنما اختار الله لعبادته مکاناً مبارکاً مُقدّساً ینتسب إلى الله نفسه فی المآل ، فانّ للأیام والأمکنة قداسة کیوم عرفة ، وأرض منى ، وأرض عرفات ، وسبب قداستها هو انتسابها إلى الله تعالى .
ولهذا السّبَبِ أیضاً ، یهتم الشیعةُ الجعفریّةُ ـ کغیرهم ، من المسلِمین الواعین المدرِکین لشأن رسول الله ( صلى الله علیه و آله ) وأهل بیتهِ الطاهرین ـ بزیارة مراقدِ أهل البیت ( علیهم السلام ) ، تکریماً لهم ، ولأخذ العبرةِ منهم وتجدیداً للعهد معهم وتأکیداً للقیم التی جاهدوا من أجلها ، واستشهدوا للحفاظ علیها ، لأنّ الزوار لهذه المراقد یذکرون فی هذه الزیارات فضائل أصحابها ، وجهادهم وإقامتهم للصلاة وایتأهم للزکاة ، وما تحمّلوا فی طریق ذلک من الأذى والعذاب ، مضافاً إلى مشاطرة النبیّ الکریم ـ بهذا التعاطف مع ذریته المظلومین ـ حُزْنَهُ ( صلى الله علیه و آله ) علیهم .والدواعش يقتلون الشيعي باسرع وقت ولا یترددون في ذلک الا ان الشيعي لا یقتل السني ویعتبره اخاً له في الدین ويعِش السنة في المناطق الشيعية بسلام وامان .
إنّ زیارة قبور الأئمّة من أهل البیت النبویّ وما یُذکَر فیها من سیرتهم ومواقفهم الجهادیة تذکّر الأجیالَ اللاحقة بما قدّمه أولئک العظماء فی سبیل الإسلام و المسلمین من تضحیات جِسام ، کما وتزرع فیهم روحَ الشّجاعة والبَسالة والإیثار ، والشهادة فی سبیل الله .
انه عَمَل إنسانی حضاری عقلائیّ ، فالأمم تخلّد عظمائها ، ومؤسسی حضاراتها ، وتحیی مناسباتهم بکلّ شکل ولون ، لأنّ ذلک یبعث على الافتخار والإعتزار بقیمهم ، ویزید من التفاف الأمم حولها وحول قیمها . وهذا هو نفس ما أراده القران عندما أشاد فی آیاته بمواقف الأنبیاء والأولیاء والصالحین وذکر قصصهم .
والشیعة الجعفریّة یَستشفِعُون برسول الله ( صلى الله علیه و آله ) والأئمة من أهل بیته المطهرین ویتوسّلون بهم إلى الله تعالى ، لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحوائج ، وشفاء المرضى ، لأنّ القران هو الذی سَمَح بذلک بل دعى إلیه ، حیث قال : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوکَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِیمًا ) (4) .
والشیعة الجعفریّةُ یحتفلون بموالید النبیّ والأئمة من أهل بیته صلوات الله علیهم أجمعین ، ویقیمون المآتم فی وفیاتهم ، ذاکِرین فیها فضائلَهم ومناقبَهم ومواقِفَهم الرشیدةَ ، التی وَرَدت بالنَقل الصّحیح تبعاً للقران الذی ذکر مناقب النبیّ ( صلى الله علیه و آله ) وغیره من الرسل ، وأشادَ بها ، ولَفَتَ الأنظارَ إلیها للاتّساء والاقتداء ، وللاعتبار والاهتداء . نعم ، یتجنّبُ الشیعةُ الجعفریّةُ فی هذه الاحتفالات الأفعالَ المحرّمة ، کالاختلاط المحرّم بین الرّجال والنّساء وأکلِ المحرّم وشربه ، والغُلوّ فی المدح والثّناء ، وغیرها من التصرّفات التی تتنافى وروحَ الشریعة الإسلامیة المقدّسة ، وتتجاوز حدودَها المسلَّمة ، أو لا تنطبق علیها آیة أو روایة صحیحة ، أو قاعدة کلیّة مستنبطة من الکتاب والسنّة بالاستنباط الصحیح .
یَرى الشیعةُ الجعفریّةُ بأنّ ما لحق بالمسلمین قدیماً وحدیثاً من الِمحَن والویلات ما کان إلا نتیجة أمرین هما :
أوّلا : تجاهُل أهلِ البیت : کقادة مؤهّلین للقیادة ، وتجاهل إرشاداتهم وتعالیمهم ، وبخاصة تفسیرهم للقران الکریم .
وهذا الامر يتکرر في زماننا هذا اذ يتبع هولاء الوحوش الدواعش ائمة همج لا یعرفون الدين ولا حتی الانسانية و ثانیاً : التفرّق والتشتت والاختلاف والتنازع بین المذاهب والفِرَق الإسلامیة .
و لهذا یسعى الشیعةُ الجعفریة دائماً إلى توحید صفوف ، الأمّة الإسلامیة ، ویمدّون ید المحبّة والاُخوة إلى الجمیع ، محترِمین اجتهادات علماء تلک الفرق والمذاهب ، وأحکامها ، ولا يقيمون وزنا للاحکام التي تصدر من جهال القوم اليهود المتلبسين بعمائم اهل السنة .
و فی هذا السبیل ، دأبَ علماء الشیعة الجعفریة منذ القرون الإسلامیة الاُولى على ذکرِ آراء الفقهاء غیر الشیعة فی مؤلّفاتهم الفقهیّة والتفسیریة والکلامیة مثل : ( الخلاف ) فی مجال الفقه ، للشیخ الطوسی ، و مجمع البیان فی مجال التفسیر ، للطبرسی ، والذی مدحه أبرز علماء الأزهر . و مثل تجرید الاعتقاد لنصیر الدین الطوسی فی مجال العقیدة ، والذی قام بشرحه علاء الدّین القوشجی الأشعری .
ویرى علماء الشیعةِ الجعفریة البارزون ضرورةَ الحِوار بین علماء المذاهب الإسلامیة المختلفة فی مجالات الفقهِ والعقیدة والتاریخ ، والتفاهم فی قضایا المسلمین المعاصرة ، والاجتناب عن التراشق بالتهم ، وتسمیم الأجواء بالسّباب ، حتى تتهیّأ أرضیة مناسبة لإیجادِ تقارب منطقی بین فصائل الأمّة الإسلامیة وشرائحها المتعدّدة ، لسدّ الطریق على الدواعش وامثالهم من أعداء الإسلام والمسلمین ، الذین یَبحثون عن الثَغَرات لتوجیه ضربة قاضیة إلى کافة المسلمین ، من دون استثناء .
وفی هذا السّیاق لا یُکفّرُ الشیعةُ الجعفریةُ أحداً من أهلِ القِبلة قطّ ، مهما کان مذهَبَه الفقهی ومنحاه العقیدی الاّ ما أجمع ، المسلمون على تکفیره ، ولا یُعادونهم ، ولا یسمحون بالتآمر علیهم ، ویحترمون اجتهادات الفِرَق والمذاهب الإسلامیة ویرون عَمَلَ من یَنتقل من مذهبه إلى مذهب الشیعة الجعفریة الإمامیة مُجزیاً ومُسقطاً للتکلیف ومُبرِءاً للذمّة ، اذا کان قد عمل وفْق مذهبه فی الصلاة والصیام والحج والزکاة والنکاح والطلاق والبیع والشراء وغیرها ، فلا یجب علیه قضاء مافات من هذه الفرائض ، کما لا یجب علیه تجدید صیغة النکاح أو الطلاق مادام أجراهما وفق المختار من مذهبه . و هم یتعایشون مع إخوانهم المسلمین فی کل مکان کما لو کانوا إخوةً وأقارب .
نعم ، لا یوافقون المذاهبَ الاستعماریّة کالبهائیة والبابیّة والقادیانیّة واخيرا الداعشية وما شاکل ذلک ، بل یخالفونها ویحاربونها ویحرّمون الانتماء إلیها .
وإذا کان الشیعة - أحیاناً ولیس دائماً - یستخدمون التقیة ، وهی تعنی کتمان ماهم علیه من المذهب والمعتقد ، وهو أمر مشروع بنص القرآن الکریم ومعمول به بین المذاهب الإسلامیة فی ظروف الصراع الطائفی الحاد ،
فهو لأحد عاملین :
أحدهما : الحفاظ علىأنفسهم ودمائهم حتى لا تذهب هدراً .
وثانیهما : الحفاظ على وحدة المسلمین وعدم تعرضها للتصدّع .
ویرى الشیعة الجعفریة أنّ من أسباب تأخّر المسلمین الیوم ، هو التخلّف الفکری والثقافی والعلمی والتکنولوجی ، وأنّ العلاج یکمُن فی توعِیة المسلمین رجالاً ونساءً ، ورَفْعِ مستواهم الفکری والثقافی والعلمیّ بإیجاد المراکز العلمیة کالجامعات والمعاهد ، والاستفادة من مُعطیات العلمِ الحدیث فی رفع المشاکل الاقتصادیة ، والعِمرانیة ، والصِناعیة ، وزرع الثقة فی نفوس أبناء الأمّة لِدفعهم إلى میادین العمل ، والنشاط إلى أن یتحققَ الاکتفاء الذاتی ، ویُقضى على حالة التبعیّة و الذیلیّة للأجانب .
و لهذا أسّس الشیعةُ الجعفریةُ ، أینما حلّوا ونزلوا ، مراکز علمیّة وتعلیمیّة ، وأقامُوا معاهد لتخریج اختصاصیّین فی مختلف العلوم . کما انخرطوا فی الجامعاتِ والمعاهد فی کل بَلَد ، وتخرّج منهم علماء وفنیّون فی مختلف الأصعدة الحیویّة قد نالوا مراکز علمیة متقدمة .
یرتبط الشیعةُ الجعفریةُ بعلمائِهم وفقهائِهم عن طریق ما یسمّى بینهم بالتقلید فی الأحکام ، فإلیهم یرجعون فی مشکلاتهم الفقهیّة ، ویعملون فی جمیع مجالات حیاتهم طبقاً لآراء الفقهاء ، لأنّ الفقهاء ـ فی عقیدتهم ـ وکلاء آخرِ الأئمةِ الطاهرین ونوّابه العامّین ، وحیث أنّ علمأهم وفقهأهم لا یعتمدون فی معایشهم واقتصادهم على الدّول والحکومات ، لهذا یحظَون بثقة ، کبیرة وعالیة من قبَل أبناء هذه الطائفة الکبرى یرى الشیعةُ الجعفریةُ أنّ من حق المسلمین أن یتمتعوا بحکومات إسلامیة تعمل وفق الکتابِ والسنّة ، وتحفظُ حقوق المسلمین ، وتقیمُ علاقات عادلة وسلیمة مع الدول الاُخرى ، وتحرس حدودها ، وتضمن استقلال المسلمین ثقافیاً ، واقتصادیاً وسیاسیاً ، لیکون المسلمون أعزّاء کما أراد الله لهم إذ قال تعالى : ( وَلِلّهِ الْعِزّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤمِنِینَ ) .و قال تعالى : ( وَلا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنْتُمُ اْلأعْلَوْنَ اِنْ کُنْتُمْ مُؤمِنِینَ ) .
واخیرا وعندما سحبت القوی العظمی یدها من تاييد الدواعش سارع بعض علماء اهل السنة ورؤساؤهم الی تغيير موقفهم ظاهریا منهم وراحوا يتبراون منهم في العلن ويمدونهم في السر ، اذ ليس من المعقول هذه الجرائم ان يؤدها احد هذا من جانب و ايقنوا ان الدواعش ساقطون لا محالة فارادوا ان يبقوا علی قطرة اخیرة من ماء الوجة علی جبینهم الاسود من جانب اخر .
وهم لا یکِنّون احترام للمرأة ولایقیمون لها وزناً ويبیعونها في اسواق النخاسة التي انقرضت منذ قرون عدیدة ولهم فی مجال مکانة المرأة وشؤونها وحقوقها وبخاصة فی صعید التعامل الأخلاقی معها والمِلکیة والنکاح والطلاق والحضانة والرضاع والعبادات والمعاملات أحکام عجيبة وغريبة وجدیرة بالدراسة و الاهتمام وتدعمهم في ذلک فتاوی ائمة ومراجع اهل السنة في الجزيرة العربية من آل سعود و ائمة المساجد هناک اذ يکررون من علی المنابر في صلاة الجمعة تاييدهم لما يقومون به من اعمال وحشية ما انزل الله بها من سلطان .
ولایحرّم الدواعش : الزنا ، واللّواط ، والرّبا ، وقتلَ النفس المحترمة ، وشرب الخمر ، والقمار ، والغدر ، والمکر ، والغِشّ والخدیعة ، والإحتکار ، والتطفیف ، والغصب ، والسرقة ، والخیانة ، والغِلّ ، والغِناء والرقص ، والقذف ، والتهمة ، والنمیمة والفساد ، وإیذاء المؤمن ، والغیبة ، والسبّ والفحش ، والکِذب والبهتان وغیر ذلک من الکبائر والصغائر ، ویحاولون ـ دائماً ـ ممارستها ، وعدم تجنّبها ما أمکن . ویسعون جهدَهم لاشاعتها فى المجتمع بالوسائل المختلفة کتألیف ونشر الکتب والکراسات الأخلاقیة والتربویة (کما يسمونها)، ونشر ذلک عبر شبکة الانتر نت ويفتخرون بتوثيق ذلک بافلام مضاف اليها من عمليات قتل وسلب ونهب وتجاوز وبابشع الطرق والوسائل الحديثة والقديمة وإقامة المجالس والمحاضرات ، وخطب الجمعة و .. وهذا الکلام ليس مبالغ فيه اذ لایعد خافيا علی احد ، ولايحتاج الباحث کثيرا من العناء للحصول علی مثل هذا الذي لا يصدقه حتی ابليس ، فيکفي ان تدخل علی احدی شبکات التواصل الاجتماعي وتری بعينک ما يصنعون .
ولا یهتمّون بفضائل الأخلاق ولا مکارمها ، ویعشقون الدماء والجريمة ، ویُبادرون إلى ذلک بمناسبة اوغير مناسبة، ویعقِدون لذلک المجالسَ والحلقات فی البیوت والمساجد والساحات ، فی المواسم والمناسبات وغير المناسبات ، ويدّعون ان تلک هي سيرة الرسول الاکرم (صلی الله علیه وآله وسلم) وهُم لا یَهتمون بقبُور ومراقد النبیّ ( صلى الله علیه و آله ) ، والأئمة من أهل بیته المطهرین وذریّته الطیّبین المدفونین فی البقیع ، بالمدینة المنورة حیث مرقد الإمام الحسن المجتبى ، والإمام زینالعابدین ، والإمام محمد الباقر ، والإمام جعفر الصادق .
وسعوا جاهدين الی تخریب اضرحة الائمة فی النّجف الأشرف حیث مرقد الإمام علیّ ( علیه السَّلام ) . وکربلاء حیث مرقد الإمام الحسین بن علی ( علیه السَّلام ) وإخوته وأبنائه وأبناء عمومته ، وأصحابه الذین استشهدوا معه یوم عاشوراء وفی سامراء حیث مرقد الإمام الهادی والعسکری ( علیهما السلام ) وفي مقطع زماني استطاعوا ذلک . وفی الکاظمیة حیث مرقد الإمامین الجواد والکاظم ( علیهما السلام ) ، وکل ذلک بالعراق .
وقد فجروا المراقد التي وقعت تحت سیطرتهم في العراق وسورية ولم يحفظوا في ذلک احتراماً لرسولِ الله ( صلى الله علیه و آله ) ، لأنّ الرجلَ یُحفَظ فی وُلده ، وتکریم ذریة الرّجُل تکریم له ، ولأنّ القران الکریم مدح آل عمران ، وآل یس وآل إبراهیم وآل یعقوب وأشاد بهم ، وکان بعضهم غیر أنبیاء ، وقال : (ذُرِّیَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) (1) .
و لأنّ القرآن لم یعترضْ على مَن قالوا : ( لَنَتّخِذَنّ عَلَیْهِمْمَسْجِداً )(2) أی لَنبنِیَنّ ونقیمَنّ على مراقد أصحاب الکهف مسجداً ، لِیُعْبَدَ الله إلى جانبهم ، ولم یصف عملهم بالشّرک ، لأنّ المسلم المؤمنَ یرکع ویسجُد لله ویعبده وحده ، وإنما یأتی بذلک إلى جانب ضریح هؤلاء الأولیاء المطهّرین الطیبین لتقدّس المکان بهم ، کما حصلت لمقام إبراهیم قداسة وکرامة فقال الله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِیمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَالْعَاکِفِینَ وَالرُّکَّعِ السُّجُودِ) (3) . فلیسَ من صلّى خلف المقام یکون قد عَبَدَ المقامَ ، ولا من تعبّد الله بالسعی بین الصفا والمروة یکون قد عبد الجبلین ، إنما اختار الله لعبادته مکاناً مبارکاً مُقدّساً ینتسب إلى الله نفسه فی المآل ، فانّ للأیام والأمکنة قداسة کیوم عرفة ، وأرض منى ، وأرض عرفات ، وسبب قداستها هو انتسابها إلى الله تعالى .
ولهذا السّبَبِ أیضاً ، یهتم الشیعةُ الجعفریّةُ ـ کغیرهم ، من المسلِمین الواعین المدرِکین لشأن رسول الله ( صلى الله علیه و آله ) وأهل بیتهِ الطاهرین ـ بزیارة مراقدِ أهل البیت ( علیهم السلام ) ، تکریماً لهم ، ولأخذ العبرةِ منهم وتجدیداً للعهد معهم وتأکیداً للقیم التی جاهدوا من أجلها ، واستشهدوا للحفاظ علیها ، لأنّ الزوار لهذه المراقد یذکرون فی هذه الزیارات فضائل أصحابها ، وجهادهم وإقامتهم للصلاة وایتأهم للزکاة ، وما تحمّلوا فی طریق ذلک من الأذى والعذاب ، مضافاً إلى مشاطرة النبیّ الکریم ـ بهذا التعاطف مع ذریته المظلومین ـ حُزْنَهُ ( صلى الله علیه و آله ) علیهم .والدواعش يقتلون الشيعي باسرع وقت ولا یترددون في ذلک الا ان الشيعي لا یقتل السني ویعتبره اخاً له في الدین ويعِش السنة في المناطق الشيعية بسلام وامان .
إنّ زیارة قبور الأئمّة من أهل البیت النبویّ وما یُذکَر فیها من سیرتهم ومواقفهم الجهادیة تذکّر الأجیالَ اللاحقة بما قدّمه أولئک العظماء فی سبیل الإسلام و المسلمین من تضحیات جِسام ، کما وتزرع فیهم روحَ الشّجاعة والبَسالة والإیثار ، والشهادة فی سبیل الله .
انه عَمَل إنسانی حضاری عقلائیّ ، فالأمم تخلّد عظمائها ، ومؤسسی حضاراتها ، وتحیی مناسباتهم بکلّ شکل ولون ، لأنّ ذلک یبعث على الافتخار والإعتزار بقیمهم ، ویزید من التفاف الأمم حولها وحول قیمها . وهذا هو نفس ما أراده القران عندما أشاد فی آیاته بمواقف الأنبیاء والأولیاء والصالحین وذکر قصصهم .
والشیعة الجعفریّة یَستشفِعُون برسول الله ( صلى الله علیه و آله ) والأئمة من أهل بیته المطهرین ویتوسّلون بهم إلى الله تعالى ، لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحوائج ، وشفاء المرضى ، لأنّ القران هو الذی سَمَح بذلک بل دعى إلیه ، حیث قال : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوکَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِیمًا ) (4) .
والشیعة الجعفریّةُ یحتفلون بموالید النبیّ والأئمة من أهل بیته صلوات الله علیهم أجمعین ، ویقیمون المآتم فی وفیاتهم ، ذاکِرین فیها فضائلَهم ومناقبَهم ومواقِفَهم الرشیدةَ ، التی وَرَدت بالنَقل الصّحیح تبعاً للقران الذی ذکر مناقب النبیّ ( صلى الله علیه و آله ) وغیره من الرسل ، وأشادَ بها ، ولَفَتَ الأنظارَ إلیها للاتّساء والاقتداء ، وللاعتبار والاهتداء . نعم ، یتجنّبُ الشیعةُ الجعفریّةُ فی هذه الاحتفالات الأفعالَ المحرّمة ، کالاختلاط المحرّم بین الرّجال والنّساء وأکلِ المحرّم وشربه ، والغُلوّ فی المدح والثّناء ، وغیرها من التصرّفات التی تتنافى وروحَ الشریعة الإسلامیة المقدّسة ، وتتجاوز حدودَها المسلَّمة ، أو لا تنطبق علیها آیة أو روایة صحیحة ، أو قاعدة کلیّة مستنبطة من الکتاب والسنّة بالاستنباط الصحیح .
یَرى الشیعةُ الجعفریّةُ بأنّ ما لحق بالمسلمین قدیماً وحدیثاً من الِمحَن والویلات ما کان إلا نتیجة أمرین هما :
أوّلا : تجاهُل أهلِ البیت : کقادة مؤهّلین للقیادة ، وتجاهل إرشاداتهم وتعالیمهم ، وبخاصة تفسیرهم للقران الکریم .
وهذا الامر يتکرر في زماننا هذا اذ يتبع هولاء الوحوش الدواعش ائمة همج لا یعرفون الدين ولا حتی الانسانية و ثانیاً : التفرّق والتشتت والاختلاف والتنازع بین المذاهب والفِرَق الإسلامیة .
و لهذا یسعى الشیعةُ الجعفریة دائماً إلى توحید صفوف ، الأمّة الإسلامیة ، ویمدّون ید المحبّة والاُخوة إلى الجمیع ، محترِمین اجتهادات علماء تلک الفرق والمذاهب ، وأحکامها ، ولا يقيمون وزنا للاحکام التي تصدر من جهال القوم اليهود المتلبسين بعمائم اهل السنة .
و فی هذا السبیل ، دأبَ علماء الشیعة الجعفریة منذ القرون الإسلامیة الاُولى على ذکرِ آراء الفقهاء غیر الشیعة فی مؤلّفاتهم الفقهیّة والتفسیریة والکلامیة مثل : ( الخلاف ) فی مجال الفقه ، للشیخ الطوسی ، و مجمع البیان فی مجال التفسیر ، للطبرسی ، والذی مدحه أبرز علماء الأزهر . و مثل تجرید الاعتقاد لنصیر الدین الطوسی فی مجال العقیدة ، والذی قام بشرحه علاء الدّین القوشجی الأشعری .
ویرى علماء الشیعةِ الجعفریة البارزون ضرورةَ الحِوار بین علماء المذاهب الإسلامیة المختلفة فی مجالات الفقهِ والعقیدة والتاریخ ، والتفاهم فی قضایا المسلمین المعاصرة ، والاجتناب عن التراشق بالتهم ، وتسمیم الأجواء بالسّباب ، حتى تتهیّأ أرضیة مناسبة لإیجادِ تقارب منطقی بین فصائل الأمّة الإسلامیة وشرائحها المتعدّدة ، لسدّ الطریق على الدواعش وامثالهم من أعداء الإسلام والمسلمین ، الذین یَبحثون عن الثَغَرات لتوجیه ضربة قاضیة إلى کافة المسلمین ، من دون استثناء .
وفی هذا السّیاق لا یُکفّرُ الشیعةُ الجعفریةُ أحداً من أهلِ القِبلة قطّ ، مهما کان مذهَبَه الفقهی ومنحاه العقیدی الاّ ما أجمع ، المسلمون على تکفیره ، ولا یُعادونهم ، ولا یسمحون بالتآمر علیهم ، ویحترمون اجتهادات الفِرَق والمذاهب الإسلامیة ویرون عَمَلَ من یَنتقل من مذهبه إلى مذهب الشیعة الجعفریة الإمامیة مُجزیاً ومُسقطاً للتکلیف ومُبرِءاً للذمّة ، اذا کان قد عمل وفْق مذهبه فی الصلاة والصیام والحج والزکاة والنکاح والطلاق والبیع والشراء وغیرها ، فلا یجب علیه قضاء مافات من هذه الفرائض ، کما لا یجب علیه تجدید صیغة النکاح أو الطلاق مادام أجراهما وفق المختار من مذهبه . و هم یتعایشون مع إخوانهم المسلمین فی کل مکان کما لو کانوا إخوةً وأقارب .
نعم ، لا یوافقون المذاهبَ الاستعماریّة کالبهائیة والبابیّة والقادیانیّة واخيرا الداعشية وما شاکل ذلک ، بل یخالفونها ویحاربونها ویحرّمون الانتماء إلیها .
وإذا کان الشیعة - أحیاناً ولیس دائماً - یستخدمون التقیة ، وهی تعنی کتمان ماهم علیه من المذهب والمعتقد ، وهو أمر مشروع بنص القرآن الکریم ومعمول به بین المذاهب الإسلامیة فی ظروف الصراع الطائفی الحاد ،
فهو لأحد عاملین :
أحدهما : الحفاظ علىأنفسهم ودمائهم حتى لا تذهب هدراً .
وثانیهما : الحفاظ على وحدة المسلمین وعدم تعرضها للتصدّع .
ویرى الشیعة الجعفریة أنّ من أسباب تأخّر المسلمین الیوم ، هو التخلّف الفکری والثقافی والعلمی والتکنولوجی ، وأنّ العلاج یکمُن فی توعِیة المسلمین رجالاً ونساءً ، ورَفْعِ مستواهم الفکری والثقافی والعلمیّ بإیجاد المراکز العلمیة کالجامعات والمعاهد ، والاستفادة من مُعطیات العلمِ الحدیث فی رفع المشاکل الاقتصادیة ، والعِمرانیة ، والصِناعیة ، وزرع الثقة فی نفوس أبناء الأمّة لِدفعهم إلى میادین العمل ، والنشاط إلى أن یتحققَ الاکتفاء الذاتی ، ویُقضى على حالة التبعیّة و الذیلیّة للأجانب .
و لهذا أسّس الشیعةُ الجعفریةُ ، أینما حلّوا ونزلوا ، مراکز علمیّة وتعلیمیّة ، وأقامُوا معاهد لتخریج اختصاصیّین فی مختلف العلوم . کما انخرطوا فی الجامعاتِ والمعاهد فی کل بَلَد ، وتخرّج منهم علماء وفنیّون فی مختلف الأصعدة الحیویّة قد نالوا مراکز علمیة متقدمة .
یرتبط الشیعةُ الجعفریةُ بعلمائِهم وفقهائِهم عن طریق ما یسمّى بینهم بالتقلید فی الأحکام ، فإلیهم یرجعون فی مشکلاتهم الفقهیّة ، ویعملون فی جمیع مجالات حیاتهم طبقاً لآراء الفقهاء ، لأنّ الفقهاء ـ فی عقیدتهم ـ وکلاء آخرِ الأئمةِ الطاهرین ونوّابه العامّین ، وحیث أنّ علمأهم وفقهأهم لا یعتمدون فی معایشهم واقتصادهم على الدّول والحکومات ، لهذا یحظَون بثقة ، کبیرة وعالیة من قبَل أبناء هذه الطائفة الکبرى یرى الشیعةُ الجعفریةُ أنّ من حق المسلمین أن یتمتعوا بحکومات إسلامیة تعمل وفق الکتابِ والسنّة ، وتحفظُ حقوق المسلمین ، وتقیمُ علاقات عادلة وسلیمة مع الدول الاُخرى ، وتحرس حدودها ، وتضمن استقلال المسلمین ثقافیاً ، واقتصادیاً وسیاسیاً ، لیکون المسلمون أعزّاء کما أراد الله لهم إذ قال تعالى : ( وَلِلّهِ الْعِزّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤمِنِینَ ) .و قال تعالى : ( وَلا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنْتُمُ اْلأعْلَوْنَ اِنْ کُنْتُمْ مُؤمِنِینَ ) .
واخیرا وعندما سحبت القوی العظمی یدها من تاييد الدواعش سارع بعض علماء اهل السنة ورؤساؤهم الی تغيير موقفهم ظاهریا منهم وراحوا يتبراون منهم في العلن ويمدونهم في السر ، اذ ليس من المعقول هذه الجرائم ان يؤدها احد هذا من جانب و ايقنوا ان الدواعش ساقطون لا محالة فارادوا ان يبقوا علی قطرة اخیرة من ماء الوجة علی جبینهم الاسود من جانب اخر .
المصادر :
1- آل عمران /34
2- الکهف /21
3- البقرة /125
4- النساء /64