الشيعة في زمن الائمة عليهم السلام

بدا التشيع بشکل طبيعي وحالة صحية عادية وهو حالة حب اهل البیت عليهم السلام وهم اناس محبوبون ومقبولون لدی الجميع سواء کانوا مسلمين اوغير مسلمين وکان الناس یحبون بني هاشم ويحترمونهم وخاصة الرسول الاکرم صلی الله علیه
Thursday, December 4, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الشيعة في زمن الائمة عليهم السلام
الشيعة في زمن الائمة عليهم السلام

 






 

بدا التشيع بشکل طبيعي وحالة صحية عادية وهو حالة حب اهل البیت عليهم السلام وهم اناس محبوبون ومقبولون لدی الجميع سواء کانوا مسلمين اوغير مسلمين وکان الناس یحبون بني هاشم ويحترمونهم وخاصة الرسول الاکرم صلی الله علیه وآله وسلم وعندما بدات الرسالة المحمدية تعلق محبوا اهل البیت بهذه الاسرة تعلق اکثر فصار عقائديا وحتی يتقرب به الی الله .
تبدأ مرحلة التشیع الأولى من وفاة الرسول الاکرم صلی الله عليه وآله وسلم وانتقال القيادة الشرعية إلى الإمام علي (عليه السلام) ومروراً بالأئمة من بعده، وانتهاءاً بالغيبة الكبرى للامام الثاني عشر (عليه السلام).
ومعنى ذلك ان هذه المرحلة تستغرق 320 عاماً، من 10 للهجرة حيث وفاة الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) وحتّى سنة 329 هـ حيث الغيبة الكبرى للامام المهدي.
واعتبار هذه الفترة مرحلة مستقلة تاريخياً يعتمد على أساس طبيعة الخطر الذي كان يواجه الخط الشيعي، وطبيعة المهمة التي انساق الائمة إلى تحقيقها.
لقد كانت هذه المرحلة هي مرحلة تحصين الخط الشيعي، والانتصار على مؤامرات التصفية باختلاف اشكالها.
سواء المؤامرات بصيغة القمع والارهاب، كما في فترة حكم معاوية والحجاج أو المؤامرات بصيغة فتح المدارس المذهبيّة الأُخرى، ورسم الخطوط المناوئة كما في العهد العباسي، أو المؤامرات الداخلية بغاية تحريف مفاهيم الخط وجرّه عن طريقه الأساسي، كما في حركة الغلاة والباطنية.
أو الانشقاقات داخل المذهب التي كانت تهدد وجود المذهب كلّه كما في انشقاق الاسماعيلية.
المعركة التي كان يخوضها المذهب في هذه المرحلة هي معركة الوجود والعدم، الموت والحياة، وكانت مهمة زعامة المذهب، المتمثلة في الائمة من أهل البيت (عليه السلام) هي تحصين الخط، واحباط كل المؤامرات التي تستهدف وجوده.وبانتهاء هذه المرحلة كان الخط الشيعي قد حصل على وثيقة البقاء والاستمرار، وسقطت كل توقعات واحتمالات الموت، وكانت كل المخاطر والمشاكل التي تواجه الخط بعد هذه المرحلة، وفي عصر ما بعد الائمة، غير قادرة على قلع الخط من اساسه وتهميشه، مهما بلغت خطورتها وضراوتها.
انّ (320) عاماً، كانت كافية لتثبيت أُصول المذهب، وامتداد جذوره في أرض الأمة إلى مستوى لا يمكن اقتلاعها.
وفي خلال (320) عاماً، أمكن الصمود أمام كل الهجمات، والثبات أمام كل المؤامرات، والخروج بسلامة ونقاء من معارك التصفية، أو التحريف.
كما فشلت باتباع مختلف صيغ التآمر على الوجود الشيعي، وانتقلت الحركة المضادّة والمعادية إلى صيغ تستهدف تقليص هذا الوجود، والاستلاب منه، والنيل من كرامته، ولكنها على أي حال اصبحت غير قادرة على إعدام هذا الوجود وتصفيته.
هذا التصور نأخذه هنا مفروغاً عنه ، وعلى ذلك أمكن اعتبار عصر الائمة مرحلة تاريخية لها استقلالها وتميّزها.
وقيادة المذهب خلال هذه المرحلة كانت بيد الائمة (عليهم السلام)، وكانت تنتقل من أحدهم للآخر على اساس الوصية من الامام السابق.

أمّا هنا فنواجه هذا السؤال:

لماذا كان الائمة إثني عشر ؟ ولماذا استمرّ الائمة على منهج الوصية وتعيين الامام اللاحق إلى اثني عشر إماماً، ولم تنقطع هذه الطريقة من قبل، ولم تستمر لما بعد؟
وكانت الامامة خلال هذه المرحلة لرجال من أهل البيت (عليه السلام) لا تتجاوزهم، أمّا في عصر ما بعد الائمة فلم تتبع طريقة التعيين، ولم تنحصر في ذرية أهل البيت. فلماذا؟
الجواب عن هذا السؤال نستلّهمه من طبيعة المرحلة، وطبيعة المشاكل التي كانت تواجه المذهب خلالها.ولقد قلنا ان مشاكل ومؤامرات عصر الائمة كانت تهدد وجود المذهب، وكانت بمستوى ـ بالقياس إلى وضع التشيع يومذاك ـ قادرة على أن تعصف بالخط وتقتلعه.
ومن هنا كانت الحاجة إلى قيادة واعية غاية ما يكون الوعي، بصيرة غاية ما
يكون التبصر، مملوءة من كلّ الجوانب، سليمة من كل الأخطاء سواءاً في النظر أو في الممارسة والتخطيط. لأن أي خطأ في هذه المرحلة ربّما أتى على وجود المذهب كلّه و نسفه وأية زلّة في هذه المرحلة ربما جرّت بالمذهب إلى منتهى الواهية، وهشّمته.
في بعض قطعات هذه المرحلة كان المذهب بحاجة إلى وضع إطاره التفصيلي، ورسم محتواه الداخلي كلاًّ، وهذه مهمّة لا يقدر عليها غير الائمة من أهل البيت الذين استوعبوا المذهب كلّه كما شرحنا في المقدمة.
وفي بعض قطعات هذه المرحلة كان المذهب يعيش انشقاقات داخلية عريضة وعميقة، يتزعمها رجال لهم تاريخ شيعي طويل، ولم يكن التغلب على هذه المشكلة ممكناً الاّ عن طريق وصية الامام السابق للإمام اللاحق.
وفي بعض فصول المرحلة ظهرت حركات مزيّفة داخلية، والوسط الشيعي لم يكن من النضج بمستوى يقدر على فضحها، وتعريتها، كان لابدّ من وصية تحدّد الامام اللاحق ويكون بيده مجرى التشيّع، وقمع حركات التحريف والتزييف ومن هنا وجدنا انّ الحركات المنشقة في داخل الصف الشيعي، والتي إبتعدت عن قيادة أهل البيت، فشلت وانهارت.
كثير من تلك الحركات ماتت إلى الأبد، ولم يصلنا الاّ إسمها.وكثير من تلك الحركات فقدت المحتوى الحقيقي للتشيع، والهدف الحقيقي للتشيع فعادت حركات مفرّغة، وذات صيغ وقوالب رخيصة، ولا قادرة على الاستمرار بجدارة، أو تقديم الصورة الحقيقية للاسلام.
نذكر منها الاسماعيلية ، و الزيدية.
فرغم انهما ما زالتا في الوجود، لكن كل أحد يعرف مقدار ما أصابهما من التفريغ والتحريف.
فالمذهب الزيدي اليوم لا يختلف عن مذاهب أهل السنة، ومصادره العلمية التشريعية هي مصادر السنّة في المعظم.
والمذهب الاسماعيلي تحوّل إلى اتّجاه باطني غامض ومعزول.
والعالم الإسلامي اليوم وغير الإسلامي يعرف ويقول انّ المعبّر الوحيد عن التشيع هم الشيعة الاثنا عشرية، وبجهود ومفاهيم هؤلاء أصبح واضحاً أن التشيّع هو الخط الآخر في الإسلام، والمقابل للخطّ السنّي.
الانشقاقات التي إبتعدت عن بعض الأئمة من أهل البيت ماتت أو تفرَّغت، ومن ذلك نعرف المضمون الحقيقي للحديث الشريف: " من لم يؤمن بأحدنا كان كمن لم يؤمن بجميعنا ".
وعلى أيّ فقد كانت المرحلة تفرض النص على امام معصوم من أهل البيت (عليه السلام)، فهؤلاء الائمة سيثبّتون اصول المذهب، ويتغلبون على كلّ المشاكل والمؤامرات والخذلان: " لا يضرهم من خذلهم " كما جاء في الحديث الشريف وهؤلاء إثنا عشر فقط، لأن المرحلة لا تطلب اكثر من ذلك وهكذا كان..
فقد تسلسلت الوصية من امام إلى امام، حتّى انتهت مرحلة الخطر على الوجود، وأمكن ان تعطى القيادة بيد فقهاء الشيعة، والطليعة منهم، من حيث ان الخطأ هنا ممكن التدارك، ولا يخاف منه على وجود المذهب كلّه.
حينذاك انتهى عهد التعيين والوصية، وكان قد اشترك اثنا عشر اماماً في قيادة المذهب خلال تلك المرحلة. ولعله إلى ذلك يشير الحديث النبوي الشريف: " يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة قيماً لا يضرّهم من خذلهم كلّهم من قريش ".ولو قدّر ان المذهب كان ما يزال في مرحلة الخطر على الوجود، وفي معركة الموت والحياة، إذن لكانت الوصية تستمر إلى إمام ثالث عشر ورابع عشر وهكذا.
ومن هنا وجدنا ان الامام الثاني عشر وهو في غيبته الصغرى كان يعيّن نائبه بأسمه، وهكذا إلى أربعة نوّاب. وعندئذ ترك الأمر إلى الشيعة أنفسهم وانتهى عهد التعيين والوصية. وانتقلت الزعامة الحقيقية إلى علماء الشيعة، ومن هنا نجد انّه خلال الغيبة الصغرى والتي استمرّت (70) عاماً، كانت القيادة الحقيقية للامام الثاني عشر المختفي، وكان النوّاب هم الواجهة وليسوا هم القادة حقيقة.

لماذا؟

الجواب ان المذهب ما زال يعيش مرحلة الخطر على الوجود، وما زال الوسط الشيعي غير قادر على التماسك وحده أمام المشاكل المرهقة، والامام أيضاً غير قادر على الظهور، فكان الحلّ أن تبقى القيادة الحقيقية بيده ويكون النوّاب هم الواجهة إلى حين تنتهي مرحلة الخطر على الوجود، وريثما يستعد الشيعة لاستلام زمام القيادة بأنفسهم.
ولذا اعتبرنا هذه الفترة ـ فترة الغيبة الصغرى ـ داخلة في مرحلة عصر الائمة، لأن القيادة الحقيقية كانت للامام، من حيث كان الخط يحتاج إلى امام. ولو قدّر مثلا ان التشيع وهو في عهد الامام الثاني عشر قد حصَّن وجوده، وتجاوز احتمالات الضياع والفناء، إذن لم تكن حاجة إلى امام معصوم بعده، بل كانت الطليعة الشيعية هي التي ستتولى الزعامة.
المصدر : راسخون 2014/نوري العلوي



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.