الدارمي

محمد بن عبد الواحد

Sunday, January 4, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
محمد بن عبد الواحد

(388-455هـ/998-1063م) أبو الفضل محمد بن عبد الواحد ابن عبد العزيز الدارمي التميمي، الشاعر والوزير من أهل بغداد رحل إلى الهند في صباه والتحق بالأمير محمود الغزنوي وجاهد مع جيوشه. وقد أشاد به وبأبيه في بواكير أشعاره. ثم تولى الوزارة. عاد إلى بلده بغداد، وكان قد اشتهر أمره، فقربه الخليفة العباسي القائم بأمر الله            (422-467هـ). ثم تنقل في البلاد ووصل إلى حلب ومدح أميرها معز الدولة المرداسي (434-449هـ) ونال عطاياه. ثم قصد معرة النعمان وزار أبا العلاء المعري (ت 449هـ) وانشده بعض أشعاره، فقبله المعري بين عينيه وقال له: «بأبي أنت من ناظم، وما أراك إلا الرسول إلى المغرب». ورحل إلى مصر والإسكندرية حتى وصل إلى طرابلس الغرب فالقيروان سنة 439هـ حيث طلبه الأمير المعز بن باديس (406-453هـ) صاحب إفريقية الذي أعجب به وقرّبه. فبقي في كنفه وكنف ابنه تميم. وكانت خاتمة المطاف في ركوبه البحر إلى الأندلس، فنزل بدانية ومضى إلى بلنسية وحط الرحال في طليطلة سنة 454هـ، فأكرمه أميرها المأمون بن ذي النون (429-467هـ) ومحضه وده. ومكث أبو الفضل في هذا النعيم مدة عام حتى توفي بعد أن ترك سمعة عطرة.

وصفه الحميدي بأنه من أهل بيت علم وأدب، وكان له نظم رائع ونثر بديع.

رثاه الشاعر الحكم بن خليفة بقصيدة مطلعها:

سقى الله قبراً حلّ فيه أبو الفضلِ

سحاباً يسحُّ المُزنَ وَبْلاً على وَبْلِ

وكيفَ يُسقي المزنُ قبراً يحلّه

وفي طيّه بحـرُ الـمكارم والفضـلِ

وبدرُ تَمامٍ من تمـيمٍ نجارُه

ملوكٌ لهم قامَ الملوكُ على رِجـــْل

وقد ذكر ابن رشيق، وتابعه في ذلك ابن بسام، أن أبا الفضل الدارمي أول من أدخل كتاب «يتيمة الدهر» للثعالبي إلى القيروان. وقد عني صاحب «الذخيرة» بإيراد طرف من أخباره ومختارات من أشعاره.

وأكثر شعره في المديح والغزل ووصف مجالس الأنس والشراب والإخوانيات. ومن أشعاره في مدح ابن ذي النون المأمون:

بهِمّةِ الملكِ المأمون حين غدا

إفضالُها لِتناهي هِمّتي سَببَا

الواهبِ الألف لا عَيْناً ولا وَرِقاً

ولا عشاراً ولكنْ أنعماً قُشُبا

في جَحفلٍ كسوادِ الليلِ مُرْتَكِمٍ

لكنْ أسنّتُه صارت له شُهُبا

وشعره في الحماسة:

وعلقت آمالي بأبيض صارم

وأسمر خطي وأجرد سابق

ومن غزله قصيدة مطلعها:

أبعد ارتحال الحي من جو بارق

تؤمل أن يسلو الهوى قلب عاشق

ومن جميل قوله في الحنين إلى بلده:

أهيم بذكر الشرق والغرب دائباً

وما بي شرق للبلاد ولا غرب

ولكن أوطاناً نأت وأحبة

فقدت، متى أذكر عهودهم أصبُ

إذا خطرت ذكراهم في خواطري

تناثر من أجفاني اللؤلؤ الرطب
 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.