دانتون

جورج جاك

Sunday, January 4, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
جورج جاك

(1759-1794م) جورج جاك دانتون G.J.Danton أحد زعماء الثورة الفرنسية. ولد في بلدة أرسيز على نهر الأوب  Arcis-Sur-Aube أحد روافد السين، درس الحقوق ونال إجازة في القانون. عمل في المحاماة، وقد اشتهر بسرعة لأنه كان يملك موهبة الإقناع، مما أدى به إلى العمل محامياً في مجلس الملك  حتى عام 1791، ترك عمله بعد قيام الثورة الفرنسية وانضم إلى رجال الثورة كقائد وخطيب يسحر سامعيه بحججه الدامغة، وقد أسس نادي الكوردلييه (الحبّالين) Club des Cordelires.

بعد فشل محاولة الملك لويس السادس عشر بالهرب، في حزيران عام 1792، إلى الحدود الألمانية الفرنسية وإلقاء القبض عليه وإجباره على العودة إلى مدينة باريس وإيقافه مؤقتاً عن ممارسة مهامه الملكيّة، انفجر صراع مرير بين المعتدلين والمتطرفين في الجمعية الوطنية الفرنسية Assemblé Nationale لاختلافهم حول نوعية نظام الحكم. كان دانتون على رأس المتطرفين الذين كانوا يطالبون بتغيير النظام الملكي وإحلال نظام ديكتاتوري شعبي محله في حين كان النواب المعتدلون الخائفون من تغيير النظام الملكي ووصول دانتون وجماعته إلى الحكم يعارضون ذلك.

من ناحية ثانية قام الجنرال لافاييت Lafayette، قائد الحرس الوطني في باريس، بمحاولة لتبرئة الملك من تهمة الهرب إلى خارج فرنسا، إذ ادعى بأن الملك لويس السادس عشر قد تعرض لمحاولة اختطاف مدبرة من قبل أحد أنصاره الجنرال بوييه Bouillé.

لقد اقتنعت الجمعية الوطنية الفرنسية بما جاء في رسالة بوييه إليها وبرأت الملك من تهمة الهرب، على الرغم من احتجاج النواب الثوريين ومطالبتهم بمحاكمة الملك كخائن للأمة الفرنسية، وبعد قيام عدة مظاهرات ضد موقف النواب المعتدلين، قام مجموعة من الثوريين من نادي الكوردلييه بقيادة دانتون ومارا Marat في   17 تموز من عام 1792، بمظاهرة إلى ميدان  مارس Champ de Mars حاملين عريضة تطالب بتنظيم سلطة تنفيذية جديدة في فرنسا (أي إقصاء الملك). وبعد حصول مناوشات مع المعتدلين المؤيدين لبقاء النظام الملكي، أعلن عمدة باريس باييي Bailley حالة الطوارئ واستدعى الجيش لتفريق المتظاهرين الثوريين، وتحولت المصادمات على الفور إلى مذبحة عرفت بمذبحة (شادو مارس)، حيث قتل فيها نحو خمسين شخصا،ً وتمكن دانتون من الهرب واللجوء إلى إنكلترا، بينما اختبأ مارا في أحد الكهوف.

عاد دانتون من إنكلترا في آب عام 1792، وأدَّى دوراً رئيساً في سقوط الملك لويس السادس عشر. وبعد قيام حركة تمرد أنصار كومون باريس Communes وسقوط القصر الملكي في التويلري Les Tuileries  بتاريخ(10 آب 1792)، تمكن الملك من اللجوء إلى الجمعية التشريعية التي اضطرت إلى إيقافه عن سلطاته ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتى يبت في أمره. وتشكلت لجنة السلامة العامة Salut Public المؤلفة من ستة وزراء، من بينهم دانتون الذي أسند إليه وزارة العدل.

في 2 أيلول من عام 1792م، وبعد محاصرة مدينة فردان Verdun الفرنسية، من قبل جيش التحالف البروسي النمساوي، حصلت حملة إعدامات أشرف عليها دانتون ومارا، وتم إعدام نحو 1395 شخصاً من أنصار النظام الملكي. وقد استمرت المذابح  أربعة أيام وانتقلت إلى مدن فرنسية أخرى، وحاولت الجمعية الوطنية الفرنسية وضع حد لها، ولكنها لم تفلح.

ونتيجة للتحديات والحروب الفرنسية الخارجية والمشاكل الداخلية، وبعد صدور حكم الإعدام ضد الملك من قبل النواب تحت تأثير اليعاقبة، الذين كان يوجههم روبسبيير Robespierre نفذ فيه حكم الإعدام في 21 كانون الثاني عام 1793، وعلى الأثر شكل اليعاقبة Les Jacobins حكومة ثورية جديدة عرفت بلجنة الأمن العام، كان دانتون من بين أعضائها التسعة في البداية، ومن ثم رفع عددهم إلى 12 عضواً، وبدأ عهد الإرهاب في فرنسا، وقد نفذت حكومة الإرهاب هذه برئاسة روبسبيير نحو 5000 حكم إعدام في باريس وحدها، على رأسهم الملكة ماري أنطوانيت وقادة الجيرونديين المعتدلين. هذا التطرف في الإرهاب أدى بالتالي إلى انقسام قادة اليعاقبة على أنفسهم، إذ أصبح دانتون، سفاح الثورة الفرنسية بالأمس، كما كان يطلق عليه، قائداً معتدلاً، إذا ما قورن بالتطرف الدموي الذي قاده روبسبيير وساعده الأيمن رئيس المحكمة الثورية سان جوست St. Just، إذ نصح دانتون روبسبيير بالاعتدال، ولكن هذا الأخير أرسله إلى المقصلة في 5 نيسان من عام 1794م، بعد إعدام عدد كبير من قادة الثورة المعتدلين، ومن هنا جاءت عبارة «بدأت الثورة تأكل أبناءها». كان دانتون سياسياً اختلفت الآراء حوله، فبينما ينظر إليه الكثيرون على أنه كان ثورياً نقياً ومخلصاً لمبادئ الثورة، يرى فيه البعض أنه كان انتهازياً بشكل من الأشكال.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.