محمد بن إسماعيل الدرزي

Monday, January 5, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
محمد بن إسماعيل الدرزي

(…-411هـ/…-1020م) محمد بن إسماعيل الدَّرزي أو الدُّرْزي - نوشتكين أبو عبد الله أحد أصحاب الدعوة لتأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي. وفد إلى مصر زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي (375-411هـ/985-1021م) في جملة من الأعاجم تركاً وفرساً واختلفوا إلى مجالس الدعوة الفاطمية ثم خرجوا على تعاليمها وعارضوها وأظهروا آراء وتعاليم متطرفة قوامها الادعاء بأن الحاكم بأمر الله ما هو إلا ناسوت للإله، مع وجود فروق غير جوهرية في التوصيف والتسمية بين المزاعم المختلفة التي نادى بها هذا أو ذاك من الدعاة المنشقين. وكان أكثر هؤلاء الدعاة تأثيراً في السنوات الأخيرة من عهد الحاكم ثلاثة: حمزة بن علي الزوزني وحسن بن حيدرة الفرغاني المعروف بالأخرم ومحمد بن إسماعيل البخاري الدَّرزي.

والراجح أنهم وجدوا في مصر منذ سنة 400هـ، ولكن الدعوة الجديدة إلى تأليه الحاكم التي أثارت الحوادث والفتن الدموية لم تعلن على نطاق واسع إلا في سنة 408هـ على يد رأس هؤلاء الدعاة وهو حمزة بن علي الزوزني.

غير أن الحسن بن حيدرة الفرغاني المعروف بالأخرم كان الأسبق إلى المجاهرة بالآراء الجديدة في سنة 407هـ، ولكنه قتل من قبل بني قومه الأتراك.

بيد أن عزيمة أنصاره لم تضعف وحل محله بعد مقتله الداعي محمد ابن إسماعيل الدَّرزي الذي كان من أتباع حمزة بن علي وأقوى رسله، والمرجح أنه تركي الأصل، ودعا إلى ألوهية الحاكم وشرح دعوته وأصول مذهبه في كتاب «الدستور» ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي بن أبي طالب ثم انتقلت في أولاده وأخيراً إلى الحاكم. واستطاع الدَّرزي أن يدلّس على الحاكم وصار مقرباً إليه وبلغ عنده أعلى المراتب، وكان الوزراء والقواد والعلماء يقفون على بابه ولا ينقضي لهم شغل إلا على يده.

يبدو أنه كان قيّماً على دار سك النقود وجمع عن طريقها ثروة طائلة، واتُهم بالغش في صناعتها، وشنع عليه حمزة في ذلك بعدما اختلفا وافترقا وخطا الدَّرزي خطوة جريئة خطرة فأظهر كتابه وقرأه في جامع القاهرة، فثار الناس من سنيين وشيعيين معتدلين عليه وعلى أتباعه وقتلوا منهم عدداً كبيراً وفر الدَّرزي من طالبيه ولجأ إلى مقر الحاكم، ولما طلبه الناس أمام قصر الحاكم أجيبوا بأنه قتل، فتحولوا يطلبون حمزة في مسجد ريدان فأفلت منهم بعد مقاومة. وتختلف الروايات حول مصير الدَّرزي بعد هذه الواقعة. وتقول بعض الروايات إن الحاكم دبر له سبيل الفرار وزوده بالمال ووجهه إلى الجبال في الشام لينشر دعوته بين أهلها لسرعة انقيادهم، فرحل الدَّرزي عن مصر إلى وادي تيم الله بن ثعلبة (وادي التيم) من أعمال بانياس غربي دمشق، وصار ينشر دعوة تأليه الحاكم واستمال كثيرين ونشر بينهم أفكار إباحية. وبقي فيه حتى هلك. وتقول رواية أخرى إن الدَّرزي عاد إلى مصر واستأنف نشر آرائه فقتل في سنة 410هـ. ويرى حمزة أنه أعدم هو وزميله الحبال بأمر الحاكم. ومع اضطراب الروايات حول نهاية الدَّرزي فمن المؤكد أن زعامة حمزة للحركة الجديدة قد رسخت وأن الدَّرزي كان من أتباع حمزة إلى أن تغطرس وخرج على طاعة رئيسه وتسرّع في الكشف عن المذهب الجديد بغير علم ولا يقين وأراد بحسب رسائل حمزة أن يستأثر بالألقاب والرئاسة والإمامة وسمى نفسه (سيف الإيمان) ولم يستمع إلى نصائح حمزة بعدم التسرّع. وكان من أتباع الدَّرزي رهط أدانهم حمزة منهم: أبو جعفر علي بن أحمد الحبال المأذون الذي استجاب الدَّرزي في البدء على يديه وخرج مع الدَّرزي، وأبو منصور البرذعي، وخطلخ ما جان والأحول ومعاند. والواضح أن الصراع على الزعامة والإمامة كان من أسباب خروج الدَّرزي على حمزة، وأن حمزة استلم أمر الدعوة كلها بعد مقتل الدَّرزي ولقب نفسه بـ «هادي المستجيبين» و«قائم الزمان» وغيرهما، ثم غاب بعد غياب الحاكم سنة 411هـ/1021م واختُلف في مصيره. وثمة مفارقة أن طائفة الدروز لصقت بها تسمية «الدروز» على كره شديد منها، ويسمون أنفسهم الموحدين، ويعدون الدَّرزي مارقاً تنمّر وشوه المذهب وأساء إليه بإضافة آراء مخالفة للمذهب نظرياً وعملياً.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.