(1585 ـ 1642) أرمان جان دي بليسيس الدوق ريشلو Armand Jean du Plessis ,duc de Richelieu سياسي ورجل دين ودولة فرنسي، ولد في بواتو Poitou في أسرة عريقة؛ كانت نشأته دينية، ولكن طموحاته السياسية كانت عظيمة، وأول منصب هام شغله كان أسقفية بلدة لوسون Luçon في مقاطعة فانديه Vendée بين 1606و1607، وفي سنة 1614 أصبح خطيباً عن رجال الدين في مجلس الأمة.
وكان البرلمان قد اختار أم الملك لويس الثالث عشر، ماري دي ميديتشي[ر] Marie de Médicis مدبرة للدولة، فاختارت ريشليو مرشداً لشؤون الحرب والسياسة في المجلس الملكي. استطاع ريشليو أن يقوي مركزه، ونال رتبة الكاردينال عام 1622،وفي سنة 1624 أصبح رئيساً للوزارة بمساعي ماري دي ميديتشي أيضاً.
سعى ريشليو إلى تقليص نفوذ النبلاء وتدعيم سلطة الملك، فاستصدر مرسوماً بمنع المبارزة، ثم شرع بهدم قلاعهم، عدا الحدودية منها، ونظم جيشاً دائماً يمكن الاعتماد عليه عند الحاجة، وعمد إلى تعيين حكام للمقاطعات الفرنسية مزودين بسلطات واسعة، حتى ضعف نفوذ النبلاء وشعروا بالخطر، وأيدتهم الملكة الأم ماري دي ميديتشي، وانضمت إليهم زوجة الملك آن النمسوية، فشرعوا بالتآمر على ريشليو ومحاولة عزله، يؤيدهم أخو الملك وولي عهده غاستون دوق أورليان، ولكن تمردهم أخفق إخفاقاً ذريعاً، وسميت حركتهم بـ «يوم المغفلين» journée des dupes بسبب هذا الفشل، وكان ريشليو قد أحدث نظاماً جاسوسياً دقيقا، اكتشف مؤامرة أخرى ضد الملك ووزيره الأول، دبرها غاستون أيضاً مع بعض الأشراف، فقضى عليها ريشليو بحزم وصرامة، وأعدم بعض زعمائها وعزل البعض الآخر، وهكذا استتب الأمر للملك وتوطد حكمه المطلق.
في سياسته الاقتصادية والمالية، شجع ريشليو التجارة الفرنسية البحرية، وخفض ضرائب الدخل والعقارات، وأوقف ضريبة الملح وكذلك ضرائب التجارة التي كان يشرف عليها موظفون رسميون؛ ولكن الحروب باهظة التكاليف التي ترتبت على سياسته الخارجية ضد النمسا وإنكلترا وإسبانيا والضرائب الجديدة، أفرغت الخزينة، وأفقرت الشعب فانفجرت ثورات شعبية متتالية، واندلعت سنة 1638 ثورة الحفاة، كما ثار عمال المدن في ليون 1633و1642 Lyon ، وفي باريس (1633 ) وفي روان (1634) Rouen، وقد قمعت جميع الثورات بحزم بالغ.
في الحياة الفكرية والفنية، يعد ريشليو المؤسس الثاني لجامعة السوربون la Sorbonne، وهو الذي شيد القصر الملكي في باريس ومدينة ريشليو على بعد 50 كم من مدينة تور Tours ثم عمل على إنشاء الأكاديمية الفرنسيةAcadémie française واستصدر الصكوك الملكية اللازمة لذلك.
أما السياسة الخارجية لريشليو فقد تجلت في تحقيق تفوق فرنسا في أوربا، وتقليص نفوذ آل هبسبورغ [ر] Habsburg في النمسا وإسبانيا معاً، فاغتنم فرصة حرب الثلاثين سنة [ر]، وعقد مع السويد معاهدة ضد الامبراطور مقابل ضم الألزاس Alsace إلى فرنسا.
وفي سنة 1635 احتلت إسبانيا مقاطعة تريف Trèves واعتقلت أسقفها حليف فرنسا، التي أعلنت الحرب على إسبانيا حليفة النمسا، وذلك في 11/5/1635، وهكذا أصبحت الحرب دولية أوربية.
جهز ريشليو أسطولين، وأرسل ستة جيوش إلى ميادين القتال في إيطاليا وهولندا، وأرسل قوات إلى ألمانيا لمؤازرة السويديين. ولم يحرز الفرنسيون نجاحاً في البداية، حتى كاد الإسبان يهددون باريس، ولكن النصر حالفهم بعد أن تمرسوا بالقتال، وتولى ريشليو القيادة بنفسه، فتراجعت جيوش آل هبسبورغ إلى الأراضي المنخفضة (هولندا). وفي عام 1638 استولى أمير فايمار حليف ريشليو على الألزاس، ثم آلت بعد ذلك إلى فرنسا، التي برزت في السياسة الأوربية محوراً سياسياً بجهود وتوجيه حاكمها الحاذق ريشليو، بينما تقلص نفوذ آل هبسبورغ فعلاً.
اشتد المرض على ريشليو في ليون، فنقل على محفة إلى باريس، وهناك توفي بعد غيبوبة استمرت يومين.
بقي ريشليو الحاكم الفعلي لفرنسا طيلة ثمانية عشر عاماً،كان في أثنائها المحور الذي دارت حوله السياسة الفرنسية الداخلية والخارجية، وعلى الرغم من استبداده وحكمه البلد بقبضة من حديد، فقد كان له أثر كبير في ترقية العلوم والآداب بفرنسا، كما أنه وطد مكانتها ومركزها كسلطة هامة في أوربا، ومهد الطريق أمام خلفه مازاران Mazarin [ر] والملك لويس الرابع عشر [ر] وكان الممهد الحقيقي للمكاسب التي حققتها فرنسا بعد موته من معاهدة وستفاليا Westphalie.
قال عنه الدوق أُليفارس Olivares غريمه الإسباني، إنه أقدر وزير في العالم المسيحي في الألف سنة الأخيرة، ورأى تشيسترفيلد Chestesfield رجل الدولة والمفكر البريطاني أن ريشليو كان أكفأ رجل دولة في عصره.
أرمان جان دي بليسيس الدوق ريشلو
Sunday, January 25, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور