أنطونيو دي أوليفيرا سالازار

Tuesday, February 3, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أنطونيو دي أوليفيرا سالازار

(1889 ـ 1970) أنطونيو دي أوليفيرا سالازار Antonio de Oliveira Salazar سياسي ورجل دولة برتغالي، حكم البرتغال حكماً فردياً مطلقاً طوال ست وثلاثين سنة.

ولد في بلدة فيمييرو Vimiero في شمالي البرتغال، لأسرة ريفية فقيرة متديِّنة، ودرس في المدرسة الإكليريكية في بلدة فيزو Viseuلبضع سنوات، إلا أنه اتجه منذ عام 1910 لدراسة الحقوق في جامعة كويمبرا Coimbra، في وقتٍ كانت البلاد فيه تتخبط في الفوضى والاضطرابات. تخرج في الجامعة نفسها عام 1914، ثم بدأ بتدريس مادة الاقتصاد فيها. وانتخب عضواً في البرلمان عام 1921، وبعد حضوره جلسة واحدة قدم استقالته لنفوره من النظام البرلماني، فعاد إلى التدريس في الجامعة.

عُيِّن في عام 1926 وزيراً للمالية، لإصلاح الوضع الاقتصادي المتدهور الذي وصلت إليه البرتغال، لكنه استقال لأنه لم يُمنح السلطات والصلاحيات الكافية لحل مشكلات البلاد المالية.

أُعيد إلى منصبه حينما كان الجنرال كارمونا رئيساً للبرتغال، وتلقى وعوداً بإطلاق يده في شؤون البلاد الاقتصادية، وتمكن سالازار من إصلاح الاقتصاد وإنعاشه بفضل اتخاذه سلسلة إجراءات اقتصادية صارمة.

اختاره كارمونا رئيساً للوزراء في عام 1932، فحكم البلاد حكماً استبدادياً، ووضع دستوراً للبلاد في عام 1933منحه السلطات الرئيسة، وحدّ من سلطات رئيس الجمهورية، وأسس نظامه تحت اسم «الدولة الجديدة» New State، وكان حزب الاتحاد القومي الذي أسسه عام 1934 الحزب الوحيد في البلاد، وقد اعتمد سالازار في حكمه على حزبه وعلى شرطته السياسية لقمع أي معارضة ضده، وكمَّ الصحافة وأسكت المعارضة، وألغى نقابات العمال واتحاداتها، كما ألغى الحريات السياسية.

وكانت الجمعية الوطنية مؤلفة فقط من مؤيدي الحكومة، وكان سالازار يختار وزراءه بنفسه ويشرف عليهم مباشرة، ونادراً ما كان يترك لهم زمام المبادرة.

حصل على دعم الكنيسة البرتغالية التي رأت فيه الرجل الذي أرسلته العناية الإلهية ليخلّص البلاد من الأزمة التي تعانيها، كما حصل على دعم كبار الرأسماليين وأصحاب المصارف.

 أوجد سالازار نوعاً من الاستقرار الاقتصادي، وتمتعت البرتغال بازدهار اقتصادي نسبي، ولعل المساهمة الأكثر أهمية «للدولة الجديدة» كانت في الاقتصاد، إذ تمكنت الحكومة من تسديد الديون الخارجية، وقللت من اعتماد الاقتصاد على الاستثمار البريطاني.

أيد سالازار الجنرالَ الإسباني فرنسيسكو فرانكو، في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية (1936ـ1939)، وكان سالازار حينها وزيراً للدفاع إلى جانب كونه رئيساً للحكومة، فأرسل متطوعين برتغاليين ليقاتلوا في صفوف جيشه، واعترف بالحكومة الوطنية في إسبانيا عام 1938، ولم يتوانَ عن إرسال معارضيه وخصومه السياسيين إلى معسكرات الاعتقال في جزيرة الرأس الأخضر.

وقّع مع الفاتيكان عام 1940 الاتفاقية البابوية التي أعاد بموجبها إلى الكنيسة الكاثوليكية الأملاكَ التي استولت عليها الحكومة السابقة، وأسهمت الاتفاقية في زيادة تأثير الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع البرتغالي.

وإبان الحرب العالمية الثانية أعلن سالازار البرتغال دولةً محايدة، كما حافظ على علاقات الصداقة التي كانت تربطه مع حليفته إنكلترا، وسمح لقوات الحلفاء باستخدام جزر الآزور قواعد لهم، فوجد نفسه في نهاية الحرب في معسكر المنتصرين، ثم انضمت البرتغال إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في عام 1949.

وضع سالازار أول خطة لتطوير اقتصاد البلاد في عام 1953، إذ إن الازدهار الاقتصادي النسبي الذي تمتعت به البرتغال حينما انتهجت سياسة الحياد إبان الحرب كان قد توقف، كما دفع الفقر والبطالة من جديد البرتغاليين إلى الهجرة، فكان ذلك دليلاً على إخفاق السياسة الجامدة التي فرضها سالازار من قبل، وكان من ضمن إجراءات خطته جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وبناء الكثير من المنشآت والتركيز على التصنيع لا على الزراعة فحسب.

بدأ سالازار منذ عام 1961 يواجه مقاومة من المستعمرات البرتغالية في إفريقيا، بعد أن رفض إعطاءها حريتها واستقلالها، فاضطر إلى خوض حروب مُكلفة لمواجهة حركات التحرر في كل من أنغولا وغينيا بيساو (1961) ثم موزامبيق (1964)، في وقتٍ كانت الدول الأوربية تتخلى عن مستعمراتها في إفريقيا. وقد أدت هذه الحروب إلى جعل البرتغال تعاني أزمةً اقتصادية حادة، وإلى ازدياد عزلتها دولياً وتعرُّضها للانتقادات في المحافل الدولية بسبب سياستها في المستعمرات.

لم يكن الوضع الداخلي أحسن حالاً إذ ازدادت المعارضة اتساعاً وحدثت مظاهرات طلابية، ومنذ منتصف الستينات من القرن العشرين، غادر الآلاف من البرتغاليين البلاد خوفاً من الحكم الاستبدادي، وهرباً من الفقر والعوز، مع ذلك كله بقي سالازار يُحكِم قبضته على البلاد ولم يؤثر في طبيعة الحكم أو تشدده إخفاقُ سياسته الداخلية والخارجية، واستمر على هذه الحال إلى أن جعله المرض عاجزاً عن ممارسة الحكم، فأُعفي من مناصبه وتولى السلطةَ خلفاً له أحدُ معاونيه مارسيلّو كايتانو في عام 1968، وتوفي سالازار بعد ذلك بسنتين في لِشبونة.



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.